أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى القرة داغي - حرب العراق .. والحديث عن الشرعية















المزيد.....

حرب العراق .. والحديث عن الشرعية


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 980 - 2004 / 10 / 8 - 09:37
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


منذ التاسع من أبريل 2003 وحتى هذه اللحظة والحديث في الصحف والأذاعات وشاشات التلفزيون لم ينقطع عن عدم شرعية الحرب التي شُنّت على العراق والتي أنتهت بأسقاط نظام الحكم فيه .. ذلك النظام الذي يعلم الجميع كم كان دكتاتورياً وظالماً وقاسياً بكل المقاييس بدئاً من قمة هرمه والمتمثلة بالرئيس المخلوع صدام حسين وصولاً لقواعده الأجرامية التي لا تزال تدافع حتى هذه اللحظة عن مجد وعز بَنَته على أشلاء شعب بأكمله قضى ثلاثة عقود من عُمر أجياله بين المنافي والقبور الجماعية .. ولا غرابة أن نسمع هذا الحديث من أناس تدفعهم مصالح شخصية ورؤى آيديولوجية متحجرة لكن الغريب أن نسمع مثل هذا الكلام وبعد عام ونصف من حدوث هذه الحرب على لسان شخصية دولية مرموقة من المفترض أن تتصف بأرقى درجات الأنسانية كالسيد كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة وهو الأدرى بماهية نظام الحكم السابق في العراق وببشاعة ما أرتكبه خلال سنين حكمه بحق الشعب العراقي لذا لا أعلم عن أية شرعية يبحث أصحاب هذا الطرح الغريب والمبهم وما الغاية من هذا الكلام بعد كل ما عُرض وشاهده العالم على شاشات التلفزيون من جرائم ومجازر كان قد أرتكبها هذا النظام .
لذا فرغم ما قيل ويقال وسيظل يقال عن عدم شرعية هذه الحرب وعن الدوافع والأهداف الأمريكية والبريطانية التي من أجلها شُنّت فأن هذه الحرب تُعد من أكثر الحروب شرعية على مدى التأريخ .. فأكثر حروب التأريخ أن لم يكن أغلبها هي حروب تدميرية توسعية كان الهدف منها هو تحقيق مصالح شخصية وأشباع أطماع هذا الطرف أو ذاك .. أما هذه الحرب فرغم تشعّب أهدافها فأن الهدف الرئيسي منها والذي تحقق بشكل فعلي على أرض الواقع كان أسقاط نظام صدام الذي يُعَد وبكل المقاييس من أعتى أنظمة التأريخ وأشدها طغياناً على الأطلاق أذ لم يوازيه في الوحشية والدموية أي نظام حُكم عرفه التأريخ .. فلا يوجد على وجه هذه الأرض أنسان عاقل وأكرر عاقل وله ولو بقية من ذمة أو ضمير يأسف أو يحزن على أسقاط مثل هكذا نظام الذي وخلال 35 سنة من حكمه للعراق لا يمكن أيجاد ولا حتى حسنة واحدة قام بها هذا النظام بل أن كل ما قام به خلال هذه الفترة كان من أبشع ما يمكن سواء تجاه شعبه أو تجاه جيرانه أو تجاه العالم ككل .
وأذا كانت بعض دول العالم وبعض أنظمة الحكم في المنطقة لم تُشرعن هذه الحرب لمصالح تخشى عليها كانت تربطها بهذا النظام أو خوفاً من أن يأتي عليها الدور في المستقبل القريب لتنتهي الى نفس المصير الذي أنتهى أليه نظام الدكتاتور صدام حسين فهذا لا يعني عدم شرعيتها .. فشرعية هذه الحرب يحددها العراقيون أولاً وأخيراً وما عداهم من الناس أما أن يقولوا خيراً أو فليصمتوا فهذا أفضل لهم أمام الله وأمام التأريخ اللذان لن يغفرا لمن وقف مع الطغاة من مرتكبي المجازر والمذابح الجماعية بحق أخوانهم في الأنسانية .. فوقوف العراقيين موقف المتفرج من هذا النظام وهو يتهاوى أمام قوى التحالف دون أن يحركوا ساكناً هو أكبر شرعية منحت لهذه الحرب كما أن أنظمام ما يزيد عن 40 دولة الى التحالف الذي تشكل لأسقاط نظام صدام جاء ليشكل دليلاً دامغاً على أيمان الكثير من دول وحكومات العالم بشرعية هذه الحرب .. أما أن ترفض فرنسا أو ألمانيا أو روسيا أو فنزويلا أو كوبا من بين أغلب دول العالم هذه الحرب لأسباب نعرفها نحن العراقيون جيداً ويعلمها القاصي والداني فهذا لا يعني عدم وجود مبرر لهذه الحرب أو عدم شرعيتها .
ويردد الكثيرون مقولة أن لهذه الحرب أهدافاً أخرى غير الهدف الرئيسي الذي تمثل باسقاط نظام صدام حسين ونحن لا نختلف مع هذا الطرح فأمريكا ليست جمعية خيرية لتأتي الى المنطقة بهذه الجيوش الجرارة و تُنفِق شهرياً ما مقداره 4 مليار دولار فقط لتسقط لنا نظام صدام حسين وتخلصنا منه .. ولكن لنرى ما هي هذه الأهداف الأخرى التي يتحدث عنها هؤلاء ولنأخذها واحداً واحداً لنصل الى الحقيقة التي يرفض الكثيرون رؤيتها وتصديقها أما لضعف في أبصارهم أو جمود في عقولهم :
- السيطرة على منابع النفط .. وهو بنظر الكثيرين أهم هذه الأهداف بل والسبب الرئيسي وراء مجيء أمريكا وعبورها لآلاف الكيلومترات من الأراضي والمحيطات لأسقاط نظام صدام حسين .. ولكن !.. ألا يعلم هؤلاء بالعرض الذي قدمه صدام للأمريكان في أيامه الأخيرة بمنحهم كل نفط العراق مقابل أبقائه في السلطة والذي كان جوابه الرفض المطلق من قبل الأمريكان ؟.. وهل نسي هؤلاء أو يتناسون أن نفط المنطقة بأكملها وليس العراق فحسب هو في جميع الأحوال للغرب ممثلاً بأمريكا والدول الأوروبية ؟.. لذا فهذا السبب لا يستحق أن تجيّش الجيوش من أجله .
- محاربة الأرهاب .. وهو هدف أن كان المقصود من ورائه محاربة من قاموا بتفجيرات نيويورك ومدريد والرياض وأندونوسيا والمغرب ومن يقومون الآن وبشكل شبه يومي بقتل العراقيين الأبرياء أطفالاً ونساءً وشيوخاً .. وأن كان الغرض منه دك معاقل هؤلاء الأرهابيين وتجفيف منابعهم الموجودة فعلاً في بلداننا... فعلى كل أنسان يمتلك ذرة من الأنسانية والضمير أن يقف مع مثل هذا الهدف ليكون العالم أكثر أمناً وسلاماً أن لم يكن له فلأولاده وأحفاده من بعده .
- أقامة قواعد عسكرية .. وهو هدف كان من المتوقع تحقيقه حتى بدون شن هذه الحرب لأن هنالك أخبار أشارت الى أن صدام كان قد وافق على مثل هذه الشيء في أيامه الأخيرة ولأنه لا تكاد توجد دولة عربية أو أسلامية مجاورة أو أقليمية تخلو من مثل هذه القواعد بل أن أحدى هذه الدول العربية ( الحرّة ) تحتضن أكبر قاعدة أمريكية على الأطلاق في الشرق الأوسط والتي كانت المنطلق الأساس ومركز قيادة القوات الأمريكية التي دخلت العراق و ( أحتلته ) كما يحلو لأعلام هذه الدولة بالذات أن يردد .
أما الحديث عن وجود أهداف خفية أخرى لهذه الحرب غير التي ذكرت ومحاولة أمريكا وبريطانيا تمريرها فهذا يعتمد بالأساس على مدى يقضتنا وقوة تلاحمنا مع بعضنا البعض كعراقيين للوقوف بوجه مثل هذه المخططات والأهداف أن وجدت خصوصاً أذا تبيّن بأنها لا تصب في مصلحة العراق ونحن كعراقيين لدينا نخبة رائعة من السياسيين الذين وأن أختلفوا في خلفياتهم الآيديولوجية فأنهم بالتأكيد متفقون على حد أدنى لمشروع سياسي وطني لبناء عراق ديمقراطي بدأت خطواته الأولى في العراق اليوم بعيداً عن مخططات ورؤى هذا وذاك وهذا المشروع ما كان له أن يبدأ لولا هذه الحرب .. لذا وبعيداً عن التنظير الفارغ والشعارات الفضفاضة يجب العمل على أقامة علاقة أحترام ومنفعة متبادلة مع الولايات المتحدة الأمريكية والغرب أسوة بجميع دول العالم التي أنتقد بعضها أحتلال العراق لعام واحد لتخليصه من نظام صدام في حين رضيت هي أن تحتفظ على أراضيها بأكبر قواعد عسكرية للولايات المتحدة الأمريكية في العالم خدمة لمصالحها .
المؤسف في الأمر هو ما نسمعه أحياناً من قبل بعض الأخوة العراقيين الذين أكتووا بنار هذه النظام بل أن بعضهم كان من أكثر المتضررين خلال فترة حكمه البغيض والذين لولا هذه الحرب لظلوا يدفعون الثمن غالياً من أرواحهم وأرواح أهلهم وأحبتهم في حال بقي هذا النظام .. المؤسف هو قول هؤلاء أن هذه الحرب غير مبررة لا أخلاقياً ولا سياسياً في حين أن هذه الحرب قد تكون الحرب الوحيدة على مر التأريخ التي لها مبرّران سياسي وأخلاقي في آن واحد .. فالمبرر الأخلاقي لهذه الحرب واضح وجلي للعيان ولأصحاب الضمائر الحية وقد تمثل بالرغبة في تنحية حاكم ظالم وجائر ومجرم عن سدة الحكم في بلد من أجمل وأغنى دول العالم أحرق الحرث والنسل سبى العباد وسرق البلاد وحول أرض الرافدين التي تصفها أغلب الكتب السماوية وكتب التأريخ بأنها جنة عدن الى أرض بور وخراب وحوّل مدنها التي كانت عامرة على مر الزمان الى مدن أشباح وحول شعبها صاحب أولى وأرقى الحضارات الأنسانية الى أفقر شعوب الأرض وأكثرها بؤساً وجهلاً وتأخراً عن ركب الحضارة .. أما المبرر السياسي لهذه الحرب والذي هو الآخر لا يحتاج الى أثبات أو توضيح لمن له بصر وبصيرة فقد تمثل بالرغبة في أيجاد عالم أكثر أمناً وسلاماً وأستقراراً ومثل هذا العالم لا يمكن أن تقوم له قائمة بوجود نظام حكم كنظام صدام حسين الخارج على الشرعية الدولية والمخالف لكل الأعراف والمواثيق الدولية منذ أستيلائه وسطوه على السلطة في 17 تموز 1968 .. فقد غزا جيرانه وقتل أبناء شعبه وأرتكب كل الموبقات والمحرمات التي لا يرضاها الله ولا ترضاها كل القيم الأنسانية لذا فأن أستمرار مثل هذا النظام في الحكم كان سيشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين لعالم يسعى بخطى حثيثة و واثقة نحو أرساء قيم التسامح والسلام والحوار والديمقراطية .. عالم لا مكان فيه لمثل هذا النظام الشاذ وبعض أشباهه في المنطقة .
أن عدم الشرعية كانت في وصول صدام ونظامه الى سدة الحكم في العراق وأستمراره في الحكم لما يزيد على ثلاثة عقود بمباركة أغلب دول العالم وليس في أسقاطه وتخليص شعب العراق وشعوب العالم أجمع من شروره .. وليبحث من يتحدثون اليوم عن الشرعية عن شرعية كراسيهم و وجودهم هُم وأنظمتهم قبل الحديث عن شرعية الحرب على العراق وليتركوا أمر العراق للعراقيين فهم أدرى بأمورهم وأعلم بما فيه خيرهم وخير بلادهم .
أن الخطأ القاتل في هذه الحرب كان في تحويلها رسمياً ومن خلال الأمم المتحدة من عملية تحرير الى عملية أحتلال وهي الصبغة التي أصطبغت بها هذه الحرب فيما بعد والتي تسببت مع الكثير من الأخطاء التي أرتكبتها الأدارة المدنية الأمريكية في العراق أضافة لبعض الممارسات الخاطئة التي أنتهجها جنود الأحتلال في تعاملهم مع العراقيين في رسم صورة جديدة قاتمة لهذه الحرب غير الصورة التي كانت مرسومة لها والتي كان من المفروض أن تظهر بها الى العالم .



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برنامج كاريكاتير .. وبناء العراق الجديد
- 11سبتمبر.. وبذرة فناء الغرب
- مليشيات العراق الجديد وأشكالية العلاقة بين الماضي والحاضر
- مثقفون أبرياء لكنهم مع الأسف .. مذنبون
- العراق ما بين أرادة الحياة والمقدر والمكتوب
- فضائيات ام غرف عمليات
- العراق الجديد بين حكومة في العلن وحكومة في الخفاء
- ما الذي يحدث في العراق .. ديمقراطية أم فوضى و تسيّب ؟
- أقليّات العراق .. و رسالة الأحد الدامي
- مشكلة شعوب لا رؤساء
- 14 تموز ثم 17 تموز و مسلسل الأنقلابات
- ذكرى 14 تموز .. بين الأحزان و الأفراح
- مقال سياسي : عراقيوا المنافي و الأنتخابات و التلاعب بمقدرات ...
- العراق الجديد ما بين التمثيل بالجثث و أختطاف الرهائن
- العراق الجديد .. و مفترق الطرق
- أحتكار حق المواطنة .. و تكرار المأساة
- العراق الجديد بين الثرى و الثريا
- أزنار .. بالاثيو .. لا نقول وداعاً بل الى اللقاء
- الفضائيات .. و صفقات التسويق المفضوحة
- أمريكا .. ما بين مسمار جحا و قميص عثمان


المزيد.....




- الحرس الثوري يُهدد بتغيير -العقيدة النووية- في هذه الحالة.. ...
- شاهد كيف تحولت رحلة فلسطينيين لشمال غزة إلى كابوس
- -سرايا القدس- تعلن سيطرتها على مسيرة إسرائيلية من نوع -DGI M ...
- تقرير للمخابرات العسكرية السوفيتية يكشف عن إحباط تمرد للقومي ...
- حرب غزة: لماذا لم يطرأ أي تحسن على الأوضاع الإنسانية للغزيين ...
- كيف تُقرأ زيارة رئيس الوزراء العراقي لواشنطن؟
- الكرملين: الدعم الأمريكي لكييف لن يغير من وضع الجيش الأوكران ...
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية محمية بالكامل ومستعدون لمواجهة ...
- بريطانيا توسع قائمة عقوباتها على إيران بإضافة 13 بندا جديدا ...
- بوغدانوف يؤكد لسفيرة إسرائيل ضرورة أن يتحلى الجميع بضبط النف ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى القرة داغي - حرب العراق .. والحديث عن الشرعية