أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين محسن - هل يجهض الجيش الثورة ؟















المزيد.....

هل يجهض الجيش الثورة ؟


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 3279 - 2011 / 2 / 16 - 20:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لكي تنجح ثورة شعبية . فانه أحد أمرين : اما أن تسيطر الثورة علي الجيش ( بعد سيطرتها علي الشرطة والأمن ) بأسر قياداته وملاحقة كافة من يمكنها ملاحقتهم وأسرهم من الضباط .. فيلجأ الباقون - ولا سيما الشرفاء الأوفياء لشعبهم وأهلهم - من ضباط الجيش لاعلان ولاءهم للشعب والانضمام للثورة . خاصة مع استحالة دخول جيش في مواجهة مع شعب بأكمله خرج وثار بمختلف المحافظات . ولا يبدو له تراجع ..

وجدير بالذكر أن ضابطا مصريا بطلا . برتبة رائد . سلم سلاحه وانضم للثوار بميدان التحرير . وقال ان القسم الذي أقسمه كضابط . كان علي الولاء للوطن وللشعب وليس لأشخاص . وناشد زملاءه الضباط بالحذو حذوه ./ تحية لذاك الضابط البطل ، و الابن البار لمصر ولشعبها . والذي أري موقفه العظيم قد لعب دورا في انتصار الثورة ، اذ كان رسالة هامة لمن يهمهم الأمر/ ،
......
وقيام ثورة شعبية بالسيطرة علي الجيش ليس مستحيلا ، و لا غريبا علي الثورات الشعبية .. ( تكلمنا عنه بقدر ما في مقال سابق http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=244499

اما أن يحدث هذا ..
واما أن تثور عناصر من الجيش مع الشعب من بدايات ثورته . وتسقط قياداتها الموالية للنظام .. وبذلك تتلاحم ثورة الجيش مع ثورة شعبه .. فيكتب للثورة الشعبية الانتصار ...

ان الجيش الذي استولي علي السلطة واغتصب حق الشعب عام 1952 بقيادة عبد الناصر .. قد دجن نفسه علي الولاء لنفسه ولنظام حكمه العسكري البوليسي . بأكثر من الولاء للوطن أو الولاء للشعب ..

جيش مصر ؟ أم جيش مبارك ؟
------------------
لم يثبت الجيش ابان ثورة 25 يناير . بقدر كاف انه جيش مصر ، بقدر ما أثبت انه جيش نفسه ونظامه وديكاتوره مبارك ..

في أحد بيانات الجيش في عنفوان الثورة . قال انه لن يكون ضد الشعب ولن يفعل ما حدث بميدان " السلام السماوي " ببكين في الصين .(حيث سحق الجيش الشيوعي الشعب الثائر بالعاصمة .. ! ) . عندما سمعت هذا البيان وجدت نفسي أفكر – بعكس من هللوا وأشادوا بموقف الجيش –
وسألت نفسي : هل ياتري معني البيان هو انحياز الجيش لثورة أهله ، و شعبه ؟؟ أم هو تهديد للشعب بامكانية تكرار مجزرة ميدان " السلام السماوي " في بكين . بميدان التحرير بالقاهرة .. ما لم يسارع المتظاهرون بالانسحاب لبيوتهم ؟
وبعد ذاك البيان : حدثت المجزرة بميدان التحرير ..! ، .. صحيح لم تكن علي يد الجيش وانما كان اللاعبون هم الشرطة والأمن والحزب الحاكم وبلطجيتهم .. أما الجيش . فقد كان هو: المتفرج .. ! ولم يتقدم لردع المعتدين وحماية الشعب الثائر .
هنا عرفت كم كان بيان الجيش تواطؤا ... !
وكان الشعب الثائر . حسن الظن بالجيش الي اقصي حد ! لدرجة انه كان كلما أسروا بعضا من المجرمين الذي اعتدوا علي المتظاهرين بالقتل والترويع .. قاموا بكل براءة بتسليمهم للجيش..! باعتباره جيش الشعب . أو ربما لبث الحمية والنخوة الوطنية في نفوس الجيش ، فينحاز لشعبه وأهله .. انحيازا حقيقيا .. ولكن ..

لقد قام الجيش بتمثيل الحياد تمثيلا انكشف منذ البداية . وكان الحياد ( لو كان حيادا خالصا وليس حيادا أقرب للانحياز للنظام ).. فانه حياد في وقت لا يجوز فيه الحياد .. في وقت .. الحياد فيه يعد كارثة ، يعد انحيازا ، خذلانا .. خيانة للشعب باعتبار الجيوش كما هو مفروض جزء من الشعب ولحماية الشعب وليس لحماية حاكم ديكتاتور لص سرق البلاد وجوع العباد ..
فعلها جيش السودان . مرة . بقيادة العظيم الجنرال " سوار الذهب ". انضم لثورة الشعب وأطاح بنميري .. وسلم السلطة للشعب بعد انتخابات حرة .. ..
وفعلها جيش موريتانيا .. ذات مرة . بأن انضم لثورة شعبه وأمسك بالسلطة وسلمها للشعب بعد انتخابات حرة ... ولكن :
للآن لم يفعلها جيش مصر منذ عام 1952 .. لم يفعلها ولا مرة ! ( نأمل أن يصدق ويفعلها هذه المرة ) ..

قيادات الجيش التي سلمها مبارك السلطة . ليسوا الا رجاله الذين عينهم بنفسه ويضمن وضمن ولاءهم له حتي النهاية .. وليست قيادات جديدة ثارت عليه وأجبرته علي الاستقالة وأطاحت برجاله القادة القدامي .. لصالح الثورة والشعب . كلا ..

البيان الأول للجيش بعد تسلمه السلطة من مبارك . اختتم بقول عجيب..! ضد الشعب وضد الثورة ويحمل الولاء للطاغية . اذ جاء في نهاية البيان : نحيي الرئيس مبارك علي ما قدمه للوطن في الحرب وفي السلم
!!! !!! .
معني ذلك ان الثورة والشعب كانوا ( بيتبلوا علي مبارك) ويفترون علي رجل خدمهم في سلم كما في الحرب ...!!!
فهل قدم مبارك شيئا لمصر في السلم – أو قدم سلما من الأساس..؟! .. أم كان يحارب الشعب طوال سنوات حكمه الثلاثين ؟ - ولم يقدم سوي الفساد والنهب ومعتقلات قانون الطواريء ، والفقر والجوع للشعب والخراب لمصر .. ؟
والا فلماذا ثار الشعب ..؟!
هل الجيش الذي يخرج منه ذاك الكلام في بيان عام . هو جيش مصر وشعبها حقا ؟ أم هو جيش ولاؤه لطاغيته مبارك ..

لقد ثار شباب مصر وقادوا شعبهم في ثورة شدت العالم ، فهل ثار مثلهم ، ومعهم شباب ضباط الجيش ...؟
كلا .. للأسف .. والا لما كان للجيش أن يعطي لنفسه حق تحديد الأسماء التي تعدل الدستور ..؟! بل لترك ذاك الحق لشباب الثورة المثقف الواعي ..
وأغلب الظن أن الدستور الجديد – أو المعدل – لن يخرج كما يليق بدستور تقوم عليه دولة عصرية تنهض وتتقدم .. بل سيخرج حاملا بصمات غير مدنية – دينية وربما عسكرية أيضا – نظرا لطبيعة فكر واتجاهات الفطاحل الذين كلفهم جيش الديكتاتور باعداد - أو تعديل - دستور ..(!) . ونرجو أن يخيبوا ظننا .. فبعض الظن اثم ..!

هل سمعتم عن دولة واحدة متقدمة تضع الدين في دستورها أو تجعل للدين ثمة دخل - بأي قدر- في تشريعاتها ...؟

بعد اعلان تنحي مبارك . صرح العديد من رجال القانون بأن ذلك معناه سقوط الحكومة بأكملها وسقوط الدستور بأكمله ..
اختفي نائب الرئيس الذي أعلن نبأ تنحي مبارك . واعتقدنا أن رئيس الوزراء الذي عينه الطاغية – وهو عسكري طيار مثله -. سوف يختفي أيضا . ولكننا فوجئنا به يمارس عمله ! .
وقيل انه رئيس حكومة تصريف الأعمال .. فان كان الانترنت قد راح يحمل رسائل تبلغ عن شراكته لمبارك في الفساد .. مع تحديد الوقائع ، وانه كان من المقربين جدا لمبارك .. فأية أعمال تلك التي سوف يصرفها ويحسن تصريفها ؟؟
وكيف لا يحول للمحاكمة ضمن من يذاع انهم محالون للمحاكمة ..

وهل سيعدل الدستور حسبما سعي مبارك . أم سيعد دستورا جديدا . كما يري العديد من القانونيين ورجال السياسة ؟؟

وكأنه كل من هو أستاذا للقانون – قانون دستوري ، أم غيره – يرغب في – أو يروق له - اعداد دستور عصري ينهض بأمة ويرقي بشعب !..!
أوليس " فتحي بك سرور " .. رئيس البرلمان المشين . طوال ما يقرب من ربع قرن .. عطل فيها أحكام القانون بطرد أعضاء بالبرلمان لادانتهم بتزوير الانتخابات والاتجار بالمخدرات .. أوليس هو : أستاذ للقانون ! ..؟

ومن ذا الذي كان قد وضع موادا بالدستور لصالح الطاغية مبارك وولده ، تلك المواد التي اضطر مبارك نفسه تحت ضغط الثورة لطلب حذفها من الدستور ؟؟
هل وضعها مبارك أو ابنه ؟!
كلا .. بل وضع المواد المعيبة . أساتذة في القانون ..! يسمونهم – وكما يليق بمقامهم - : ترزية القوانين ..
فما هي المباديء والاتجاهات التي ينتمي اليها أعضاء لجنة تعديل - أو اعداد الدستور – أساتذة القانون ؟ وهل هم علي مستوي رؤية وطموحات شباب الثورة الذين قادوا الشعب والذين هم حاضر مصر وهم مستقبلها ..؟!
أم ان أعضاء لجنة اعداد الدستور . يمثلون رؤية عواجيز الجيش الذين وظفهم الطاغية العجوز المتنحي . ويدينون له بالولاء . ؟
وهل ستدين تلك اللجنة بالولاء للوطن وستضع في اعتبارها طموحات ومستقبل شباب مصر ؟؟ أم ولاؤها سيكون للجيش الذي اختار أعضاءها ، وسيكون ولاؤهم لميولهم العقائدية غير المدنية وبصفة خاصة رئيس اللجنة ، والعضو الآخر المكرم المنتمي للجماعة الدينية المحظورة قانونيا ؟؟!

شباب الثورة هم وحدهم – وليسوا قادة جيش مبارك – هم أصحاب الحق في تحديد أسماء من لهم صلاحية وضع – أو تعديل – دستور البلاد . ومن حقهم أن تضم اللجنة أحد قيادات هؤلاء الشباب . قادة الثورة ، ولو بصفة مراقب ..
وشباب الثورة - وليس عواجيز قادة الجيش ، أو عواجيز المعارضة – أصحاب الحق في اختيار أسماء أعضاء الحكومة الانتقالية ..
لكي لا تعود الجماهير للغضب والثورة مرة أخري .. فقد عرف الشعب طريقة وعرف كيف يصمد ، ولا يتراجع ، وكيف يضحي .. وقد ذاق طعم الانتصار ..
فان اضطره أحد للعودة للغضب والثورة . حتي ولو كان هذا الأحد هو الجيش .. .. فقد تكون هناك حسابات أخري وشأن آخر .. لعل الجميع في غني عنها ..
*************



#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماية الثورة
- لا لانتخاب زويل رئيسا لمصر
- لكي لا تضيع الثورة . تغيير كامل النظام
- الله وحسني مبارك
- لو حكم الأخوان مصر – من حوارات الانترنت 2 -
- رؤية لدستور جديد في مصر
- تقاسيم سياسية عن ثورة الشباب المصري
- سيناريو تصعيد ثورة شعب مصر
- تحية لثورة شباب مصر - 2
- أمريكا تفقد القدرة علي التمييز
- تحية لثورة شباب مصر1/2
- شكرا للرئيس التونس الهارب - بن علي -
- هذا من فضل بورقيبة لا عبد الناصر
- من حوارات الانترنت - 1
- توابع زلزال تونس – ثورتها الشعبية -
- الاله القصاب -1
- منوعات - 6
- الله في مصر والعراق
- النقد اخلاص وأمانة
- الاعلامي والراقص والشيخ


المزيد.....




- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..مقتدى الصدر يشيد بالانفتا ...
- الكشف عن بعض أسرار ألمع انفجار كوني على الإطلاق
- مصر.. الحكومة تبحث قرارا جديدا بعد وفاة فتاة تدخل السيسي لإن ...
- الأردن يستدعي السفير الإيراني بعد تصريح -الهدف التالي-
- شاهد: إعادة تشغيل مخبز في شمال غزة لأول مرة منذ بداية الحرب ...
- شولتس في الصين لبحث -تحقيق سلام عادل- في أوكرانيا
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (1).. القدرات العسكرية لإسرائيل ...
- -امتنعوا عن الرجوع!-.. الطائرات الإسرائيلية تحذر سكان وسط غ ...
- الـFBI يفتح تحقيقا جنائيا في انهيار جسر -فرانسيس سكوت كي- في ...
- هل تؤثر المواجهة الإيرانية الإسرائيلية على الطيران العالمي؟ ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين محسن - هل يجهض الجيش الثورة ؟