أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - رعب حكام طهران من الانتفاضة القادمة















المزيد.....

رعب حكام طهران من الانتفاضة القادمة


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 3279 - 2011 / 2 / 16 - 12:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا شك أن جميع المتابعين للأوضاع السياسية يتذكرون كيف عالج حكام طهران انتفاضة الشعب الإيراني بعدما تأكد تزوير الانتخابات الأخيرة وانتخاب أحمدي نجاد ، كانت المعالجة برصاص القناصة ورجال مدججين بالسلاح المدربين على قمع ليس المظاهرات والاحتجاجات فحسب بل كل معارضة سلمية للنهج القمعي التسلطي، واليوم تعود الأحداث لتسلط الضوء على أن الوضع مازال قيد الانفجار فقد نشرت وسائل إعلام عديدة حول المظاهرات التي خرجت يوم الاثنين 14/2/2011 لتأييد ثورتي تونس ومصر لكن الشرطة الإيرانية استعملت الغاز المسيل للدموع للتصدي للمتظاهرين مما أدى إلى تحول المظاهرات إلى احتجاجات مناهضة لحكام طهران ولقد تجددت المظاهرات مرة أخرى وقد تستمر لتكتمل كثورة يشارك فيها أكثرية شعوب إيران المظلومة وتخرج من دائرة ولاية الفقيه لتخلق وتبنى الدولة المدنية التي تؤسس الحياة الديمقراطية وتحترم حقوق الإنسان وقد تتوقف تلك المظاهرات أمام جحافل الشرطة واطلاعات والحرس الثوري وما يوظفه حكام طهران من شعارات أكل الدهر عليها وشرب محاولاً كسب الوقت متصوراً أن ظروف 1979 مازالت قائمة وهو تصور مبني على الخيال بعدما عرف الشعب الإيراني وشعوب المنطقة كيف جرى سرقة الثورة الإيرانية من قبل الملالي وخاصة بعدما ساعدها نظام صدام حسين بشن الحرب على إيران وبدلاً من التوجه لحسم الصراع لصالح القوى الوطنية الإيرانية فقد جرى التوجه لسيطرة الملالي تحت شعار الدفاع عن إيران، الشعار الوطني الذي دفع الشعوب الإيرانية تحمل السلاح لتجابه قوى خارجية معتدية هو الدفاع عن الوطن الذي استغل من قبل المؤسسة الدينية والملالي، وخلال سنين الحرب الأولى بدأ حكام طهران بالسيطرة على مقاليد السلطة والهجوم على القوى الوطنية والديمقراطية والاشتراكية بحجج الخيانة والعمالة للأجنبي وقد استطاعوا السيطرة على مقاليد البلاد وتحييد نضال الحركة الوطنية والديمقراطية نسبياً، لكن نظام طهران لم يتصور أن ما ادعاه أثناء الحرب العراقية الإيرانية وما بعدها لن يبقى أبدياً وإن الأيام أثبتت ذلك فقامت الاحتجاجات والمظاهرات التي عمت العديد من المدن الإيرانية بالضد من النهج المعادي للديمقراطية ومن أجل الدفاع عن لقمة عيش الشعب وكلما أوغل حكام طهران في سياسة القمع والاضطهاد والتجاوز على الحريات الشخصية والعامة كلما ازداد تصميم الجماهير للمجابهة مستخدمة العديد من الأساليب مسخرة كل ما يمكن في سبيل تحقيق عدالة قضيتها ولن ترهبها بعد ذلك الاتهامات التي تطلقها السلطات الإيرانية وتستخدمها ضد المتظاهرين والمحتجين وما تدعيه من أنهم مرتزقة ومشاغبين وفوضويين ورعاع فمن يصدق هذه الاتهامات والكل يعرف نوعية النظام الإيراني الذي لا يحترم لا من قريب ولا بعيد حرية التعبير ولا حرية التجمع السلمي المعارض لإجراءات النظام وهو حق مشروع في جميع القوانين الإنسانية والأعراف والمواثيق الدولية ، التظاهر السلمي والاحتجاج من اجل المطالبة بالحقوق المشروعة.
إن اندلاع المظاهرات في طهران عبارة عن فورة احتجاج ضد الدكتاتورية الدينية التي تريد فرض معتقداتها وكأنها آيات قرآنية ملزمة للشعب بينما نهجها وسياستها تتناقض حتى مع التعاليم الإسلامية السمحاء التي ترفض قتل الإنسان لمجرد انه يختلف بالرأي والفكرة وما شعار " الموت للدكتاتور " الذي نتذكره حينما أطلقته الجماهير الغاضبة ضد الرئيس الإيراني احمدي نجاد عقب انتخابه والتي تم تزويرها علناً إلا دليل على مدى كراهية الشعب للحكم الدكتاتوري وسياسته الرعناء وباعتقادنا لن يتوقف الاحتقان الذي يتعمق ويتطور ويتراكم والمراهنة على الوقت لن يستفيد حكام طهران منه لان الوقت ليس في صالح الدكتاتورية ولا في صالح السياسات القمعية التي تمارس منذ سنين عديدة، وتعبير الرفض والخروج إلى الشارع للاحتجاج ما هو إلا دليل على أن عصر الرضوخ الوقتي الذي أوجدته الأنظمة الدموية واللاديمقراطية قد ولى وان عصر التحضر واحترام معتقدات الإنسان وحريته يتصاعد ليكتمل من اجل تشكيل المشهد السياسي الجديد وهو في طريقه لكنس النفايات اللاديمقراطية والرجعية والدكتاتورية وهنا فإن التاريخ لن يرحم لأنه من صنع البشر أفراداً وجماعات ولن يكون مفاجئاً للقوى النيرة التي تعرف بالضبط أن المفاجأة تكمن ليس في صنع التاريخ وحوادثه وانعطافاته بل بالثانية التي يتولد فيها انفجار الصنع وهي إرادة الجماهير والقوى التي تؤمن بفجر الإنسان، أما القوى الرجعية التي تعتقد أن التاريخ مكتوب مقدماً ومحكوماً بالقدر وهي ترفض فكرة صانعوا التاريخ ومن هؤلاء حكام طهران وغيرهم من الحكام الذين يتجاوزون على حقوق شعوبهم ، هؤلاء لم يستفيدوا حتى من تجارب شعوبهم فعندما اندلعت الثورة الإيرانية ضد الشاه خرج أكثرية الإيرانيين إلى الشارع وواجهوا أعتى نظام ظالم وقدموا آلاف الشهداء ومن ذلك التصميم سقط الشاه ونظامه وانتقلت إيران من قاعدة عسكرية أمريكية متهيئة لأي حرب عالمية جديدة بالضد من الاتحاد السوفيتي السابق وبالضد من الحركة التحررية في المنطقة، وتلك الثورة لم تكن قائمة لوحدها بدون جذورها التاريخية ونضال الشعوب الإيرانية بل العكس هو الصحيح فكانت ثمرة للتاريخ النضالي الطويل، واليوم تكررت الحالة ولكن بطرق جديدة إلا أن حركة التغيير وقوانينه هي، هي، الشعوب.. في تونس وفي مصر وغيرهما وما يجري ألان ومنذ سنوات في إيران أنها بروفات للتراكم ليبدأ الانفجار والمفاجأة في ساعته الأخيرة عندما يخرج الإيرانيون بعد قناعتهم أن حكامهم يخدعونهم بالدين والطائفية والشعارات القديمة بينما الفقر والجهل وتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية تفتك بأكثرية الشعب ويحصد ثمار ثورتهم السابقة وما بعدها قلة من الحكام ورهطهم وهم يمنعون عنهم حتى التفكير وليس التظاهر وهنا تكون الكلمة الفاصلة لقوانين التطور والظروف الموضوعية وقدرات القوى الذاتية والجماهير الفقيرة والكادحة وأصحاب الدخل المحدود وبعدها سيكون الطوفان فيقول اللسان مثلما قال للدكتاتوريين والطغاة ولزين العابدين بن علي، ولحسني بن مبارك ــــ أين المفر؟ عند ذلك سيكون المفر إلى مزبلة التاريخ التي لا ترحم الفاسدين والطغاة



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المطاردة - اقطعوا أعناقنا ولا تقطعوا أرزاقنا -
- عاصفة الشعب المصري تطيح بحسني ونظامه
- ما هي العلاقة بين غضب المواطنين واحتجاجهم والفتاوى؟
- الانقلاب الدموي الذي أرجع العراق لأكثر من 100 عام
- هل دفع الرئيس المصري حسني مبارك ثمن ديمقراطيته حقاً؟
- العداء للقمة عيش الفقراء وأصحاب الدخل المحدود / البطاقة التم ...
- متى يكتمل تشكيل الحكومة...؟
- إدانة مداهمة مقر الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين
- أين الأمن في العراق؟
- مخاطر مرحلة ما بعد سقوط زين العابدين بن علي
- قطع رؤوس عراقيين في السعودية بين الواقع واللاواقع
- الاحتقان الجماهيري بسبب البطالة وسياسة العصا الغليظة
- أدوات وآليات الهجوم على القوى العلمية والديمقراطية
- حق تقرير المصير والكيل بمكيالين
- العام الجديد وعار موشيه كاتساف
- خطوات على طريق مشروع الدولة الدينية
- الحكومة العراقية وحكام طهران وسكان أشرف
- الشيخ القرضاوي والصحوة الإسلامية في الحجاب
- أعياد الميلاد وسلبية الإلغاء
- الحكومة العراقية الجديدة والمهمة الأمنية الأولى


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - رعب حكام طهران من الانتفاضة القادمة