أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - زينب رشيد - الكنيسة والأزهر وجهان لعملة واحدة رديئة














المزيد.....

الكنيسة والأزهر وجهان لعملة واحدة رديئة


زينب رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 3279 - 2011 / 2 / 16 - 08:52
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


أخيرا وبعد التأكد والتيقن والتثبت، والانتظار بغرض المزيد من التأكد والتيقن والتثبت ان ديكتاتور مصر حسني مبارك ولي نعمة الكنيسة والأزهر على السواء قد ولى بغير رجعة بفعل ثورة أبناء مصر، أخيرا رأت الكنيسة أن تصدر بيانا يبارك الثورة ويحيي شهدائها وأبطالها ويفرح بنتائجها، ويشد على أيدي ضباط المجلس العسكري الأعلى الذين يتولون مقاليد الأمور بصفة مؤقتة، ويدعو البيان الكنسي كذلك الى اقامة دولة ديمقراطية مدنية يختار فيها الشعب المصري برلمانه بانتخابات حرة نزيهة، ولم ينسى البيان الكنسي في التشديد على ضرورة محاربة الفقر والفساد والبطالة والفوضى.

شيخ الازهر بدوره سيعقد مؤتمرا صحفيا اليوم لكي يوضح موقف الازهر من الثورة، ومن المتوقع أن يكون نسخة طبق الاصل من بيان الكنيسة، أي أن شيخ الازهر غدا سيعلن تأييده المطلق للثورة وسيمنحها بركاته، وربما يدعو لصلاة عامة على أرواح شهدائها، ولأن رجال الدين - أي دين - مشهورين بالتبدل والتلون حسب مقتضيات الظروف واتجاهات ريح أولياء نعمتهم، فلربما يذهب بعيدا شيخ الازهر ويزايد على شهداء الثورة وأبطالها، وربما أيضا يسرد للعالم تفاصيل صلوات كان يؤديها ليل نهار ويتخللها بكاء وأدعية بأن ينصر الله الثورة وأبطالها.

من المعروف للجميع أن "بابا" الكنيسة المصرية و "امام" الأزهر، الحالي والمغفور له، تقدموا على الدوام صفوف سدنة الديكتاتور والدفاع عنه وتبرير كل جرائمه وصولا الى ممارسة دورهم ونفوذهم الديني في صفوف المؤمنين من كلا الطرفين بدعوتهم الى انتخابه وانتخاب ازلامه والخروج في مسيرات ومظاهرات مؤيدة للديكتاتور ولنجله جمال الذي كان من المؤمل أن يرث "العزبة المصرية" من أبيه بمباركة ديمقراطية شكلية من جهة ومباركة دينية صريحة من قطبي المسلمين والمسيحيين أحمد الطيب وشنودة من جهة اخرى، ولم يعجز رجال الدين على الدوام من الاتيان بنصوص دينية تدعم دعواهم وفتاويهم. على مدار التاريخ الديني كله استطاع رجل الدين أن يجد لولي نعمته الحاكم ما يريد من النصوص المقدسة حتى يُمكًنه من احكام سيطرته على الشعب، فهناك حلف تاريخي غير مقدس ربط دائما رجل الدين بالحاكم في النظم غير المدنية، الأول يفتي للثاني والثاني يرخي للاول نفوذا كبيرا ومالا وفيرا لن يحصل عليهما إلا اذا جعل السماء وكتبها في خدمة بقاء الحاكم.

ولأن رأس الدولة هو من يخلع البابا ان أراد وهو من يصدر مرسوما بتعيين شيخا جديدا للازهر، فان هذا بحد ذاته يجعل من هؤلاء تحت تصرف الديكتاتور في كل شيء، وامعانا في التزلف والنفاق للديكتاتور فان كليهما يبدع أحيانا من "بنات أفكاره" في تقديم الخدمات الكبيرة والنوعية للديكتاتور، فنرى شنودة يروج للديكتاتور الصغير في كل مجلس واجتماع ولقاء وبدون حتى ان يطلب منه احد ذلك، وقبيل الثورة بايام كان شنودة يطلب من تابعيه ضرورة الالتزام وعدم الخروج على الشرعية والمشاركة في التظاهرات، كما حذر في "عظته" في الكاتدرائية الكبرى في العباسية من الانتحار الذي هو قتل للنفس التي هي أمانة من الله للانسان، وقد سبق الازهر شنودة وذهب الى أبعد من اصدار فتوى بتحريم الانتحار وخصوصا حرقا، بأن اتهم كل من يحاول حرق نفسه احتجاجا على الديكتاتورية والفساد وغياب العدالة الاجتماعية بانهم " مصابون بحالة من الاضطراب العقلي والضيق النفسي وهم في غير كامل قواهم العقلية".

بكل الاحوال لم يلتزم إلا القلة النادرة بما أفتى به شيخ الازهر وبما دعا له البابا، وقد رأينا ومعنا العالم كيف ان شباب مصر من المسلمين والمسيحييين والبهائيين، ومن المؤمنين والملحدين، قد عقدوا العزم على السير بثورتهم حتى النهاية السعيدة لها وتحقق لهم ما أرادوا بأن خلعوا الديكتاتور في طريقهم لبناء دولتهم الديمقراطية المدنية التي أقاموا نموذجا مصغرا ورائعا لها في ميدان التحرير حيث مركز الثورة، فرأينا كيف صلى المسلمين بحراسة المسيحيين وغيرهم، وكيف أقام المسيحيين قداسهم بحراسة المسلمين وغيرهم وكيف مارس كليهما شعائره بحراسة من لايؤمن بدين، وهذا النموذج الرائع هو ما أراده ويريده شباب مصر لدولتهم المستقبلية، حيث تكون دولة لا دين لها كما حال الدولة في عهد الأنظمة البائدة، دولة لجميع مواطنيها يتساوى فيها الجميع ولا يُكفر فيها أو يُخرج من الملة شابا مسلما رأى أن يعبر عن حبه لاخيه المسيحي في الوطن برفع صليبه الى جانب قرآنه، أو يُشلح "قسا" لانه رفع قرآنا بجانب الصليب.

أما قطبي الازهر والكنيسة، الذين كانت فتاويهم ودعواهم نوعا من "البلطجة الدينية"، فالى جانب العار الذي لحقهم من خلال دعاويهم وفتاويهم التي تُحرم الاشتراك بالتظاهرات ولاحقا بالثورة، فان عارا آخرا قد لحق بهم وهو عار التخلي السريع عن ولي نعمتهم المخلوع.

الى اللقاء



#زينب_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرية الشعب المصري أغلى من القدس
- إلا سوريا
- لا أحد يراسل الديكتاتور إلا السيد عباس
- هي أكثر من ثورة خبز فلا تهينوها
- متى سيعود الاسلام الى موطنه الأول؟
- ميلاد مجيد وعيد سعيد ولو كره المسلمون
- المسيحيون وممتلكاتهم أضاحي لعيد الأضحى
- دفاعا عن الله
- أين حملة كاميرون أطلق الأمير سعود؟
- هنيئا للتمدن بجائزة الحوار المتمدن
- اوباما..لا تطلق حميدان
- الأصل في الاسلام هو العنف
- لا يحدث إلا في ديار الاسلام
- نعم أنا فلسطينية
- كاميليا زاخر..حتى لا يكون مصيرها كمصير وفاء قسطنطين
- مسجد قرطبة النيويوركي..مسجد ضرار
- تنويعات على هامش الاسلام وتخلف المسلمين
- سوريا..الطغيان ما زال في صباه
- اسرائيل ونحن...بلا تشابيه
- هل أٌغتيل نصر حامد ابو زيد؟


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - زينب رشيد - الكنيسة والأزهر وجهان لعملة واحدة رديئة