أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم هداد - لماذا كل هذا الحقد على العراق أيها الأشقاء ؟















المزيد.....

لماذا كل هذا الحقد على العراق أيها الأشقاء ؟


جاسم هداد

الحوار المتمدن-العدد: 980 - 2004 / 10 / 8 - 09:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1ـ عاش الشعب العراقي أياما سوداء , طيلة تسلط اعتى دكتاتورية في العصر الحديث , ولم يرى أية شمعة تقدم له من بعض أشقائه العرب . وأول من أساء للعراق وشعبه البعض من الفلسطينيين , رغم ان العراق هو البلد الأول الذي فتح لهم ابوابه منذ هجرتهم الأولى عام 1948 , وأسس جيش التحرير الفلسطيني في عهد الزعيم عبدالكريم قاسم , وقبور العراقيين في ارض فلسطين لا تزال خير شاهد على دفاع العراقيين عن القضية الفلسطينية . ففي الوقت الذي يرتكب الطاغية صدام الجريمة تلو الجريمة بحق ابناء شعبنا , نرى بعض الفلسطينيين ينظمون المسيرات والمظاهرات , هاتفين بالشعار سيئ الصيت ( بالروح بالدم .......... ) , رافعين صور الطاغية , مستهترين بمشاعر اخوتهم العراقيين .

2ـ عدة دول عربية لها اتصالات مع دولة اسرائيل , علنية وسرية , فمصر والأردن وموريتانيا , يرفرف العلم الأسرائيلي في عواصمها , ودول عمان وقطر وتونس والمغرب , فتحت في عواصمها مكاتب تجارية , وملك المغرب السابق استقبل شمعون بيرس علنا في القصر الملكي , والزيارات كانت ولا زالت متواصلة لليهود المغاربة الساكنين في اسرائيل , وحتى ليبيا اعلنت انها على أستعداد لدفع تعويضات لليهود الليبيين عن املاكهم التي تمت مصادرتها منهم , بشرط عدم استيلائهم على مساكن لفلسطينيين . والفلسطينيون انفسهم , ممثلون برئيس سلطتهم , التقوا وتصافحوا وتفاوضوا مع اسحاق رابين وشمعون بيريز وإيهود باراك , والآن يطرقون الأبواب , ويتوسلون بمصر , وباللجنة الرباعية , وبالولايات المتحدة الأمريكية , من اجل اللقاء مع شارون , لكن الأخير هو الذي رفض ولا يزال رافضا للقاء معهم . والبضائع والسلع الأسرائيلية منتشرة في اغلب الأسواق العربية وخاصة الخليجية . ومقابل كل هذا نرى ونسمع " قنوات التظليل الأعلامي " أقامت الدنيا , من ان هناك تواجد اسرائيلي في كردستان , وان رئيس الوزراء العراقي صافح وزير الخارجية الأسرائيلي على هامش اجتماعات الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة في دورتها التاسعة والخمسين المنعقدة الآن في نيويورك , ولم يذكروا او يشيروا الى اللقاءات الرسمية التي تمت بين وزير الخارجية الأسرائيلي ووزراء الخارجية لكل من قطر وعمان وتونس وموريتانيا , وفي لقاء نظمته منظمة ـ بذور السلام ـ جلس وزير الخارجية الأسرائيلي على طاولة واحدة مع كل من وزراء خارجية مصر والأردن وفلسطين وكان معهم الأمين العام للجامعة العربية , وكتب صحفي فرنسي زار العراق انه لم يجد أي اسرائيلي في العراق , بل وجدهم في فنادق العديد من العواصم العربية التي قام بزيارتها .

3ـ منذ الأربعينات توجد للولايات المتحدة الأمريكية قواعد عسكرية في بعض الدول العربية , والآن زاد عدد الدول العربية التي " تتوسل " بالولايات المتحدة الأمريكية حتى تبني لها قواعد هناك . وكثير من الدول العربية تتلقى مساعدات اقتصادية وعسكرية من امريكا , وفضائية الجزيرة القطرية التي ينطلق منها التظليل الأعلامي , ليس بعيدا عنها , توجد اكبر قاعدة عسكرية لأمريكا خارج الولايات المتحدة الأمريكية , ومنها تدار كل العمليات العسكرية الأمريكية , ومنها انطلقت قوات الغزو الأمريكية لبلادنا , أتحدى أي واحد ان يذكر لي دولة عربية , لا تتودد لأمريكا , فدولة عربية معروفة للجميع بخطابها الثوري جدا ! , انقلبت بـ ( 180 ) درجة , فمن ( طز في امريكا ) الى ( ماما امريكا ) , ودولة عربية في آ خر تصريح لرئيس دولتها , وكان صادقا في ذلك قال : ( ليس في مصلحتنا معاداة امريكا ) , ولكن رغم كل هذه الحقائق , نرى الفضائيات العربية , تبث سمومها , وردا على اصوات الدجل والتظليل , فهؤلاء ينطبق عليهم المثل القديم : ان كنت لا تستح فإفعل ما شئت .

4ـ تقوم قوى الأرهاب بعملياتها الأجرامية في عدد من الدول , ولم تقتصر على العراق فقط , ولكن الفضائيات العربية تصف , في نشراتها الأخبارية , الأعمال الأجرامية التي تحدث ا في السعودية مثلا , بالعمليات الأرهابية , والمنفذون هم ارهابيون , أما عندما يتعلق الأمر بالعراق , فيتم وصف تلك العمليات الأجرامية بـ " اعمال المقاومة " ويتحول الأرهابيون الذين يقومون بتنفيذها الى " مقاومين " . فتفجير السيارات وسط الساحات العراقية وما يرافق ذلك من قتل للأبرياء , يصبح في نظرهم " مقاومة " , وتخريب شبكات الكهرباء , واعتبار قتل من يساهم في حفظ الأمن من قوات الحرس الوطني والشرطة , من " اعمال المقاومة " . وبلغ التضليل الأعلامي أقصى مداه عندما اذاعت فضائية الجزيرة القطرية نتائج آخر استبيان لها حيث قال مذيعها , الحاصل على شهادة اكاديمية في الأعلام , وهو فرحا مبتسما بأن نسبة 94% من العرب يؤيدون " اعمال المقاومة " .

5ـ طيلة سنوات الأضطهاد والقمع , كانت هذه الفضائيات خرساء , لابل ان مذيعيها كانوا يتسابقون في اخذ الصور التذكارية مع " المقبور عدي " ومع سكرتير الطاغية " عبد حمود " , احد هؤلاء الذين يكتبون " حسب القطعة " وهو الآخر حامل لشهادة اكاديمية واستاذ " للعلوم السياسية " , يدعى انه التقى بـ " الرئيس القائد " ولم يتم تفتيشه , وان المعارضة العراقية تروج الأكاذيب على " الرئيس الضرورة " .

6ـ حق تقرير المصير للشعوب , حق مقدس . , وفيما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية , اعلنت جميع الدول العربية , انها سوف توافق على ما يوافق عليه الفلسطينيون , فهم اصحاب المصلحة الحقيقية فيما يريدون , ولكن عندما يتعلق الأمر بالحالة العراقية , فإن العرب " مع الأسف " يعترضون على خيارات الشعب العراقي , ويتدخلون في شؤونه الداخلية , لابل يصل الأمر بهم الى حد التدخل بوقاحة وصلافة , فيحرض صحفي مصري من الفضائية القطرية المعروفة وفي برنامج الأتجاه المعاكس , على قتل العراقيين من الشرطة وقوات الحرس الوطني .

7ـ الحكومة العراقية المؤقتة , تم اختيارها بالتوافق والتشاور مع الأمم المتحدة طبقا لما جاء في قانون ادارة الدولة العراقية , وهي تضم ممثلين لأغلب مكونات الطيف العراقي السياسي والقومي والديني , وتم تشكيل المجلس الوطني العراقي المؤقت من خلال عملية انتخابية شارك فيها حوالي " 1400 " مندوب لمختلف مكونات الطيف العراقي , مقابل ذلك نرى ونسمع النعيق الأعلامي الذي يدعي ان هذه الحكومة غير شرعية , وكأن حكومات البلدان التي ينطلق منها النعيق , حكومات ديمقراطيية , منتخبة من شعبها .

8 ـ بموجب قانون ادارة الدولة العراقية , فإن الأنتخابات مقرر أجراؤها في موعد لا يتجاوز 31/1/2005 , وكلما اقتربنا من هذا التاريخ , زادت القوى الأرهابية من عملياتها الأجرامية , والهدف واضح , هو عرقلة مسيرة البلد الديمقراطية , بينما الحكومة العراقية لا تزال ملتزمة بموعد اجراءات الأنتخابات . ولتزايد عمليات الأرهاب في مناطق معينة ,صرح السيد رئيس الوزراء ان استبعاد مدينة معينة , يسكنها مثلا (300) ألف نسمة , لا يؤثر على العملية الأنتخابية مقارنة بسكان العراق البالغ عددهم حوالي ( 25) مليون نسمة . هنا قلبت العديد الفضائيات العربية الدنيا ولم تقعدها, وازداد صراخ " مقاولي الصراخ الأعلامي " , متباكين على الديمقراطية , غافلين عن انه تعتبر الأنتخابات اكثر من ناجحة وجيدة اذا كانت نسبة المشاركة فيها حوالي 60% , ولكن يبدو انهم تعودوا على نسبة 99,9% أو 100% وهي النسبة التي عودنا عليها صاحبهم الطاغية سئ الذكر .

9ـ فضائيات التضليل العربية لا تريد لبلادنا الخير والسلام , فهي تنقل فقط اخبار التفجيرات ونتائج العمليات الأجرامية , وتبث اشرطة عصابات الخطف والقتل , فتقوم بدور الوسيط الذي يسهل لهذه العصابات إيصال رسائلهم لمن يريدون , بينما لا تقوم بتغطية الجوانب الأيجابية , والأنجازات التي حققتها الحكومة العراقية المؤقتة رغم قصر عمرها , ولا تقوم بنقل وتغطية الجهود الجبارة التي يقوم بها العراقيون في إعادة بناء بلدهم رغم الظروف الصعبة التي يمرون بها والعراقيل التي تواجههم سواء من قوات الأحتلال أو من العصابات الأرهابية . ثم ان هذه الفضائيات لا تقوم بنقل كيف تقوم السواعد العراقية بإعادة تصليح شبكات الكهرباء التي تعوٌد الأرهابيون بتعطيلها المرة تلو الأخرى وكأنها مهمتهم الأولى , وكذلك لا تقوم بتغطية الجهود التي يبذلها المخلصون لهذا الوطن من إصلاح أنابيب النفط التي تتعرض بإستمرار للتخريب . هذه الأنجازات لا تراها اعينهم , بل يقومون بنقل الأكاذيب وترويجها على الملأ , مثل ضرب سيارة الأسعاف في الفلوجة وهي تحمل (12) جريحا , ولكن كذبتهم لم تنطلي على العقول النيرة , كيف تستطيع سيارة إسعاف نقل ( 12) جريح , بينما الحقيقة ان عصابات الأرهاب تستخدم سيارات الأسعاف في التنقل لتنفيذ عميلاتهم الأجرامية .

10 ـ لو استرسلنا في الحديث , لتمكنا من تعداد وذكر المزيد من المواقف المخزية للبعض من اشقائنا العرب , ولكننا سنكتفي بهذا القدر .



#جاسم_هداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا أنصار - المقاومة - هللوا لهذا النصر الكبير !
- إتقوا الله وتوبوا إليه يا وعاظ السلاطين !
- لمصلحة من ... ومن المستفيد من إختطاف وقتل الأساتذة العراقيين ...
- أسئلة وعلامات تعجب أمام المجلس الوطني العراقي المؤقت !
- رسالة مفتوحة الى الحزب الشيوعي المصري
- تجفيف منابع الأرهاب ....مهمة آنية لا تحتمل التأجيل
- تأهيل حزب البعث الفاشي!
- المصارحة والمصالحة ومستقبل الوطن !
- عن المثقفين العراقيين في الخارج !
- تجارة وعاظ السلاطين !
- فساد الجهاز الأداري
- بشرى سارة !!! عاد البعث ثالثة
- ام القرارات
- حكومة ... أم سلطة ... أم حكم مباشر؟
- حكومة ... أم سلطة ؟
- وقاحة ... أم صلافة ... أم ماذا ؟
- بدون عنوان !!
- حقوق الأنسان
- التاريخ يعيد نفسه
- حروف بلا نقاط ـ 18 ـ قلة حياء ... أم ماذا ؟


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم هداد - لماذا كل هذا الحقد على العراق أيها الأشقاء ؟