أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام القروي - امتحان أوباما














المزيد.....

امتحان أوباما


هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)


الحوار المتمدن-العدد: 3278 - 2011 / 2 / 15 - 15:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن صدقت بعض الأنباء فإن إدارة أوباما قد تكون على وشك الإقدام على موقف ستكون له أعظم وأبعد التأثيرات في السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط، وبالذات في علاقة أمريكا ب “إسرائيل” والفلسطينيين، والعالم العربي بأسره . فقد أورد موقع “دبكا فايل” “الإسرائيلي” (22 يناير/ كانون الثاني 2011)، نقلاً عن مصادره في واشنطن أن الرئيس أوباما قد يسمح بمرور لائحة عربية فلسطينية في مجلس الأمن الدولي تدين سياسة الاستيطان “الإسرائيلية” في الضفة الغربية والقدس من دون اعتراض . ويعتقد الموقع الإعلامي أنه إذا حدث هذا، فسيسجل سابقة بأتم معنى الكلمة، أي ستكون هذه المرة الأولى التي لا تستعمل فيها الولايات المتحدة حق “الفيتو” لمعارضة قرار صادر عن مجلس الأمن يدين السياسة “الإسرائيلية” . وهو ما يعني أيضاً اهتزاز العلاقة بين واشنطن وتل أبيب .



ويقول موقع “دبكا فايل” إن أوباما إذا فعل هذا، فسيكون أول رئيس للولايات المتحدة يسمح بمرور لائحة عبر مجلس الأمن الدولي تدين “إسرائيل”، ومن تبعات ذلك أن يغدو البناء الاستيطاني في الضفة الغربية وفي ضواحي القدس الشرقية غير قانوني تماماً باعتراف دولي لا غبار عليه، وكذلك سيكون حال جميع ما تقوم به البلديات وقوات الأمن والجيش في هذه الأمكنة .



ومن المحتمل تماماً أن يؤدي امتناع الولايات المتحدة عن استعمال “الفيتو” لمعارضة مشروع القرار العربي الفلسطيني إلى أزمة دبلوماسية كما يؤكد “دبكا فايل” أيضاً بين “إسرائيل” وكل من أمريكا والاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمم المتحدة . ولا شك في أن هذا سيعني تغييراً راديكالياً في اتجاهات الدبلوماسية الدولية التي سيطر عليها إلى حد الآن التردد والانقسام إزاء الحقوق الفلسطينية . وهو ما يعني إعادة الثقة إلى أهمية العمل السياسي والتنسيقي الذي تقوم به منظمة الأمم المتحدة، وسماع صوت أوروبا التي ظلت وحدها إلى حد الآن تطالب بوقف الاستيطان والعودة إلى حدود ،1967 وبالخصوص إعادة الثقة إلى الدور الزعامي للولايات المتحدة والصدقية إلى سياستها في الشرق الأوسط، لا سيما أنه من الناحية النظرية والمبدئية كانت واشنطن دائماً تقول إنها ضد الاستيطان، من دون أن يمنعها ذلك حين يجد الجد وتصل الأمور إلى مجلس الأمن من الوقوف ضد أي قرار يدين السياسات “الإسرائيلية” .



بالطبع، تعتقد الحكومة “الإسرائيلية” أنها ستظل تبتز إدارة أوباما من خلال التأكيد أن السماح بمرور قرار في مجلس الأمن يدين الاستيطان، سيكون تشجيعاً للفلسطينيين والدول العربية على المضي قدماً في مطلب الاستقلال الفلسطيني من جانب واحد، أي: إعلان دولة ضمن حدود ما قبل 1967 دون الحاجة إلى مفاوضات .



ولكن ليست المسألة كما يصورها “الإسرائيليون” . فمن المناسب التذكير هنا بأن مطلب الاستقلال هو غاية المفاوضات وغاية النضال الفلسطيني منذ بداية النزاع، أي منذ الفترة السابقة لحرب ،1947 بل هو سبق حتى الإعلان عن قيام “إسرائيل”، فهو سابق لمطلب وقف الاستيطان، الذي جاء في أعقاب غزو الأراضي والسيطرة عليها بالقوة .



الاستقلال حق للفلسطينيين، وقد قامت “إسرائيل” من دون أن تحتاج إلى تفاوض مع أحد . ومع ذلك فالفلسطينيون يتفاوضون لأنهم يحتاجون إلى مساعدة أصدقائهم وحلفائهم في الدول الغربية التي تنصحهم بهذا السلوك . وقد كان من يعارض الدولة الفلسطينية المستقلة ضمن حدود ما قبل 1967 إلى حد الآن هو “إسرائيل” والولايات المتحدة . وإذا جاء فعلاً ما يثبت أن إدارة أوباما ستتخلى عن تعنت الإدارات الأمريكية السابقة، وحرصها على معارضة أي قرار لمجلس الأمن يدين السياسات “الإسرائيلية” في الأراضي المحتلة، فإن الاحتمال كبير أن الفلسطينيين والعرب معهم سيعيدون كذلك النظر في مواقفهم التي كان يسيطر عليها إلى حد الآن التشكك في نيات الولايات المتحدة وإرادتها الطيبة . وإذا ثبت لهم أن إدارة أوباما حريصة على الخروج بموقف أكثر عدلاً، عبر تسجيل اشتراكها في حل دولي للنزاع “الإسرائيلي” الفلسطيني، فسيقع الترحيب بالتفاوض، لأنه لا يوجد عاقل يريد أن يبدأ عهد الاستقلال الفلسطيني بحرب مع “إسرائيل” .



وللتذكير، فإن موقع “دبكا فايل” لم يكن أول من نشر هذه الأنباء عن احتمال تحول الموقف الأمريكي بهذا الشكل الراديكالي . كانت جريدة “الغارديان” البريطانية هي السابقة إلى نشر مقالة تتحدث عن ذلك يوم 29 ابريل/ نيسان ،2010 كتبها مراسلها في القدس روي ماكارتي . وقد قال آنذاك إن إدارة أوباما أعطت وعوداً لمحمود عباس ضمنها إمكانية اعتبار السماح لأي قرار بالمرور في مجلس الأمن الدولي خاص بإدانة الاستيطان دون استعمال الفتيو، شرط أن يقبل الفلسطينيون الدخول في مفاوضات غير مباشرة . وقد قدم هذه الضمانات شفوياً دبلوماسي أمريكي رفيع المستوى في لقاء مع الرئيس الفلسطيني . وقد نفى صائب عريقات في ذلك الوقت وجود هذه الضمانات (وهو أمر طبيعي، لأنه لو تحدث آنذاك لاستتبعه إخفاق مشروع المفاوضات غير المباشر حتى قبل أن يبدأ) . إلا أن “الغارديان” ذكرت مصدراً فلسطينياً أكد أن ديفيد هال نائب المبعوث الأمريكي جورج ميتشل، هو الذي قال لمحمود عباس إن باراك أوباما حريص على التقدم في عملية السلامة وقدم له هذا الوعد .



إن المسألة محتملة تماماً، وإن أوباما إذا كان فعلاً حريصاً على السلام، فهو يعرف جيداً الطريق إليه . من المرجح أن اللوبي “الإسرائيلي” في واشنطن سيفعل كل ما في وسعه لتعطيل هذا المسعى إذا ثبت لديه أن الدبلوماسية الأمريكية ستتخلى عن استعمال الفيتو في مجلس الأمن لتمر إدانة الاستيطان “الإسرائيلي” دون إعاقة .



ينبغي أن يكون أوباما فعلاً مقتنعاً أنه بالإمكان تجاوز المصاعب والانتصار في المعركة على الجمود والشد إلى الوراء، لأن إعادة الصدقية إلى سياسة بلاده في الشرق الأوسط تستحق الإقدام على بعض التضحيات .

دار الخليج



#هشام_القروي (هاشتاغ)       Hichem_Karoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «حماس» والعجز عن فهم حقائق السياسة
- اسرائيل والاسلام
- أوروبا تحت المراقبة
- اعلام على الطريقة البولندية واعلام على الطريقة المالوية
- هل العرب يكرهون الديمقراطية أم هل هناك مشكلة مع أسلوب الادار ...
- وقائع ساحة معهد العالم العربي بباريس
- مشاكل كويتية
- لغة القوة والتهديد لا تجدي
- كل التفاصيل عن برنامج ايران النووي
- مقالة بلا عنوان
- هل يمكن مقارنة التيار الاسلامي الجهادي بالحركة الشيوعية؟
- الشرق الأوسط حتى عام 2020
- امبريالية في عصر غير امبريالي
- هل تكون سوريا الهدف القادم ؟
- دستور بلا وفاق
- شافيز في نظر واشنطن
- انتهت -جنة الاسلاميين- في الغرب
- افريقيا والشرق الأوسط أسوأ الأمكنة للعيش في العالم
- روسيا تتبنى برنامج ايران النووي
- مأزق العراق والسياسة الأميركية


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام القروي - امتحان أوباما