أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - جميل عبدالله - العقل .. هو الماركسية















المزيد.....

العقل .. هو الماركسية


جميل عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3278 - 2011 / 2 / 15 - 10:13
المحور: الارشيف الماركسي
    


أعتقد بأنه لا بدّ من توضيح بعض المفاهيم لكي لا تحدث التباسات في الفهم. وهي مسألة تحدث نتيجة تباين الثقافة الماركسية، واختلاف المصادر والمرجعيات. أوّل هذه المفاهيم هو المنهج، وإذا كانت كل العلوم تتضمّن مناهجها، فان المسألة فيما يتعلق بالماركسية تختلف بعض الشيء، لأن معنى المنهج هنا أوسع من معناه في العلوم الأخرى، حيث لن يكون تعبير الطريقة(الذي هو معنى المنهج في العلوم الأخرى) معبّرا عن معنى المنهج في الماركسية رغم انه يتضمّنه.
تعليل : الماركسية يعني الآليات الذهنية التي تستكشف الصيرورة الواقعية، أي الآليات القائمة النظر إلى الصيرورة الواقعية انطلاقا من أنها مستويات(أي المستوى الاقتصادي والمستوى الاجتماعي والمستوى الثقافي- الفكري والمستوى السياسي). ولهذا فالمنهج هو المفهومات التي تعبّر عن الواقع، سواء بتقسيمه إلى مستويات أولا، أو بمفهمة هذه المستويات(أي بترميز الواقع عبر تحويله إلى مفاهيم) ثانيا. وهذا هو مستوى الفهم كما يتحدّد لدى هيغل، وهو يستند إلى المنطق الصوري(أي مفهوم الهوية كما هي لدى أرسطو). وهذه الخطوة " البحثية" تفضي إلى التحديد الساكن للواقع، أي رؤية الشكل (أو السطح)، وهي خطوة ضرورية كمبتدأ لكنها عاجزة في حدود استقلاليتها، لأنها توصّف الشكل فقط ولا تستطيع وعي " الجوهر"، أي "عمق" الواقع، كما أنها تحدّد الشكل مفككا دون ترابط، أو يكون الترابط شكليا كذلك، لأنها تستند إلى التنافي في العلاقة بين الأشياء، حيث ليس من جامع بينها ولا يمكن أن يوجد هذا الجامع.
على العكس من ذلك سنلحظ بأن المنهجية في الماركسية تفرض رؤية الترابطات والتأثيرات المتبادلة والحركة، بالاستناد إلى الطابع الجدلي لهذه الحركة، وهي انطلاقا من هذا الطابع الجدلي تعطى مفهوم الصيرورة أي الحركة التي تتضمّن التحوّل في إطار تركيب ينبني على النفي والتضمّن.
وإذا كانت هذه العملية تخترق كل المستويات وتشكّل الرابط فيما بينها، فان لكل مستوى قوانينه " الخاصّة" وصيرورته "الذاتية" كذلك، الأمر الذي يعني أن الماركسية تتضمّن كذلك قوانين تخصّ الاقتصاد والمجتمع والوعي والسياسة، وتخصّ العلاقة فيما بينها. هنا يمكننا أن نشير إلى طرائق خاصة في البحث في كل حقل من هذه الحقول، وإلى "منهجيات" محدّدة لكل منها.
المنهجية الماركسية التي هي الجدل المادي، هي تضمّن لجدل هيغل الذي هو، كما يؤكّد هيغل ذاته، تضمّن لكل الفلسفة القديمة. و هيغل هنا لم يقم بعملية جمع لتلك الفلسفة، بل أنه حقّق نقلة نوعية فيها جعلتها تتجاوز الفلسفة تلك من الزاوية المنهجية، أي عبر تحقيق نقلة حاسمة في منطق أرسطو جعله مستوى أولي في منظومة منهجية جديدة هي الجدل، رغم أنه حافظ على الطابع المثالي لفلسفته. وهو هنا كان يصيغ الصيرورة الواقعية عقليا، لكنه كان يعتقد بأن هذه الصيرورة العقلية هي التي "تخلق" الصيرورة الواقعية ذاتها. فالفكرة لديه هي منتجة الواقع، وهي خالقته. ولقد توصّل إلى ذلك عن طريق تحويل منطق أرسطو (المحدّد في الهوية والتناقض –أو عدم التناقض- والثالث المرفوع) إلى مستوى أوّليا هو مستوى الفهم، أي مستوى التمييز بين الأشياء وتحديدها في صيغتها الساكنة، وبالتالي معرفة شكلها فقط دون لمس جوهرها. هذا الجوهر هو مسعى هيغل الذي فتح إمكانية الوصول إليه عبر تحويل الساكن الأرسطي إلى حركة، أي إلى لحظات متتالية.
وإذا كانت الموضوعة الثالثة عند أرسطو تؤكد بأن أ (أي الشيء المحدّد) هي أ و لا يمكن أن تكون غير ذلك، فقد أكد هيغل على بطلان هذه الموضوعة لأن أ يمكن أن تكون لا أ أيضا، وأن أ تتضمّن حكما لا أ. هذه العملية قامت على موضوعة (الفريضة- السلب – التركيب أو نفي النفي). وبهذا فان ما نراه "عيانياً" كساكن وفي شكل محدّد، سيبدو على ضوء ذلك كشيء معاكس، ومن ثمّ كتركيب من هذا وذاك، كشيء مركّب يتضمّن العنصرين. فيكون الشيء كما يبدو في الظاهر، ولكن كما يتوضّح في الجوهر أيضا، فلا يعود الشكل هو الشيء. لينتج تكوين آخر الشكل جزء منه. هذا الانتقال من الشكل إلى المضمون إلى الشيء المتضمّن الشكل والمضمون معا هو- حسب هيغل- الانتقال من الفهم في المعرفة إلى العقل، أي من المعرفة الشكلية(الصورية) إلى المعرفة الشاملة. والجدل هو الطريقة التي تحكم عملية المعرفة هذه.
ولقد ضمّن هيغل منطقه مفاهيم الفلسفة القديمة، التي هي تجريدات الواقع ذاته. وبالتالي فقد كان – بشكل غير واع- يصيغ الصيرورة الواقعية، حيث كانت مهمة الفلسفة تتمثّل في تجريد الواقع، ولكن الواقع الساكن ما دامت تبحث في الأشكال. لهذا تضمّن منطقه كل المفاهيم الفلسفية مثل الشكل والمضمون، الجزء والكل، المشخّص والمجرّد، ألذات والموضوع، العام والخاص، النسبي والمطلق، المتناهي و اللامتناهي، التجريد والواقع ألانا/الآخر، المقدمة/النتيجة، السبب/المسبب. كما أنبنى منطقه على نفي وتضمن كل ما يتعلق بالمنطق القديم فأصبح منطق أرسطو المستوى الأول في منطقه(خصوصا مفهوم الهوية الأرسطي)، وصاغ استنادا إلى أفلاطون وكل الفلسفة السابقة الجدل، وجوهره " الثلاثية" التي عبرها كسر ثنائية أرسطو وفتح إمكانية أن نمسك بالصيرورة، مما سمح له أن يحقّق نقلة حاسمة تسمح بأن نبتدئ من الساكن (التحديد) وصولا إلى الحركة الشاملة.
وإذا كان الجدل مع هيغل هو جدل الفكر فقد أصبح مع ماركس جدل الطبيعة والمجتمع، جدل الواقع الذي هو الصيرورة. حيث أصبح الواقع هو محدّد الفكر متأثّرا بمادية فيورباخ، وبالتالي مؤسسا منهما منهجه المادي الجدلي. وماركس هنا ضمّن جدل هيغل في منظومته وأصبحت جزءا عضويا فيها وأساس بحثه في الواقع، وأصبح يرى وضع الفكر ضمن الواقع ذاته، ويلمس العلاقة الجدلية بينهما رغم أولوية الواقع. ولهذا فإذا كان هيغل قد بلور صيرورة الفكر معتبرا أنها هي التي تنشئ الواقع، فقد عمل ماركس على بلورة صيرورة الواقع، وقد أنجز شيئا في هذا المجال (وحسب رأي لينين فقد وضع حجر الزاوية فقط)، لكنه فتح أفق البحث الشامل في الواقع بما هو صيرورة، وهيّأ لتأسيس حلم مستقبلي. بمعنى أن ماركس أسس المنطق الضروري لوعي الواقع ووعي صيرورته دون أن يكتشف الواقع، حيث أن هذه عملية طويلة وتحتاج لمجهودات كبيرة وكثيرة. رغم أن ماركس قد قدّم في بعض المجالات الهامة مثل تحليل الرأسمالية وقوانينها، ومؤشّرات على ارتقاء المجتمعات البشرية، وملامح (ربما ليست دقيقة) عن الاشتراكية.
لهذا كان الجدل المادي هو أساس الماركسية، لأنه طريقتها ومنهجها وأداة بحثها ومنطق نشاطها. أما كل الأفكار والتصوّرات والقوانين فأنها تراكمات في وعي الصيرورة ووعي الضرورة. انه أساس الرؤية وأساس الممارسة، وهذه مسألة هامة لأنها تشير إلى أن الجدل المادي لا يختصّ بالفكر فقط، بل أنه أساس تحديد التكتيك والمواقف العملية، وترتيب آليات العمل، ووعي الترابطات في الممارسة، وكذلك وعي الحلول العملية. إن وعي الجدل المادي إذن، الذي هو ضرورة، يفرض المعرفة بجدل هيغل والاستناد إليه، مع معرفة الخطوة الحاسمة التي قام بها ماركس حينما أوقفه على قدميه. خصوصاً وأن صياغة الجدل المادي منهجيا لم تكتمل رغم محاولات بعض الماركسيين ذلك، خصوصا إنجلز ولينين و ماوتسي تونغ. ويجب التنبّه إلى أن الصياغات التي وصلت إلينا عبر "العلماء السوفييت" مشوّهة ومشوّهة للجدل المادي، ولقد أعادته إلى أوّلياته الصورية. لهذا فان وعي الماركسية يفرض قراءة وفهم وتمثّل كل الأفكار التي كتبت عن الجدل وعن الجدل المادي خصوصا، وسوف نجد إشارات كثيرة لدى ماركس و إنجلز ولينين و ماوتسي تونغ وآخرين، وهي إشارات هامة وتقدّم ملامح أولية ضرورية. وكذلك فان قراءة ماركس و إنجلز ولينين والآخرين يجب أن تهدف إلى وعي منطقهم الداخلي الذي يقوم أساسا على الجدل المادي، وسنلحظ ذلك واضحا في "الرأسمال" خصوصا.
المسألة هنا تتمثّل في القطيعة مع منهجيتنا القديمة التي نتوارثها، ولن يتحقّق ذلك إلا بمعرفة مسار تحقّق هذه القطيعة في الفكر الأوروبي منذ ديكارت إلى كانط وهيغل، حيث عمّق ديكارت منطق الشك، وأرسى كانط الفكر النقدي، ومن ثمّ صاغ هيغل على ضوء هذا التطوّر في الفكر منهجه الجدلي. هذا المسار هو الذي حقّق القطيعة مع منطق أرسطو (مع تضمّنه)، وأسس لبناء منطق جديد يستطيع الدخول إلى الجوهري، أي يستطيع الانطلاق من الشكل(السطح) إلى المضمون، لكي يكتشف الصيرورة، وبالتالي لكي يتجاوز الرؤية الشكلية(الصورية) التي لا تلمس سوى ما هو ظاهر، وفي توضّعه المفكك والمشتت والمتناقض، وكذلك في "لحظته الراهنة"، هذه اللحظة التي تعني السكون أولا والقطع مع السابق والتالي ثانيا، أي التي تعني اللحظة المنعزلة، التي لا تاريخ لها و لا مستقبل، والثابتة الساكنة، ودون أي "عمق" أو قاع أو أساس.
المنطق الصوري في الجدل يهدف إلى تحديد الأشكال وتمييزها، من أجل أن يقوم الجدل بتحديد ترابطها وتفاعلها، ومن ثمّ صيرورتها. وحينما نكتفي بالتحديد فان آليات المنطق الصوري هي التي تحكمنا،وبالتالي تمنعنا من وعي الواقع، لأن وعي الواقع يفرض الانتقال إلى ما هو أعمق من الشكل، وهذه هي مهمة الجدل. لكن دون تجاوز ما يسمى في منطق أرسطو ب" الثالث المرفوع"(أي المبدأ القائل بأن –أ- هي –أ- ولا يمكن أن تكون غير ذلك) لن نستطيع الغوص في الجوهر، ووعي الصيرورة بما هي صيرورة جدلية. حيث ليس من الممكن أن نعي الصيرورة إذا لم نكتشف التركيب، الذي هو توحيد المتناقضات وجمع المختلف، فهو الفريضة والسلب(هو اتحاد الضدين). وهنا يجب أن نتجاوز الدوران بين حدّين، ونخرج من " لعبة الثنائيات"، انطلاقا من حتمية التعدّد وواقعيته. إن " العقل الأحادي" هو العقل الذي يتأسس على آليات الدوران بين حدّين، ويظل يناور بينهما عاجزا عن ملاحظة أن الواقع أكثر غنى وتنوّعا، وأن تعدّد البنيات والمستويات وكذلك تعدّد البشر وتنوعهم يفرض أن تكون " النتائج" متعدّدة والاحتمالات متعدّدة كذلك.
هذا الواقع الغني والمتعدّد والذي يحمل ممكنات، هو ما يسمى الصيرورة، وهو الجدل المادي مصاغ " فلسفيا" في شكل تجريدات نظرية. وبالتالي حينما نريد البحث في الواقع فان الجدل المادي هو التجريدات التي تساعدنا على مسك مفاصل الواقع من أجل تحديد حركته، ومن ثمّ تحديد دور البشر فيه. وهنا ندخل في طبيعة العلاقة بين ألذات والموضوع، حيث الموضوع يصبح ذاتا لكنها تتضمّنه، والذات تصبح موضوعا لكنه يتضمّنها. فاتحاد الذات/الموضوع يؤسس لتركيب جديد مختلف نوعيا عن كل منهما وعن جمعهما ميكانيكيا. فالذات والموضوع لا يجمعان بل يتحدان في تركيب نوعي، ودون الجدل المادي ليس من الممكن أن نصل إلى هذا التركيب. المسألة هنا تتمثّل في وعي الواقع كما هو وفي حركيّته، وتلمّس تعدديته وتناقضاته وتنوّعه وكذلك تراكمه (تطوّره المضطرد المتتالي) وتحوّلاته. وهذا يفرض تحديد العناصر التي يتكوّن منها الواقع لكي يصبح ممكنا وعي مجمل الصيرورة التالية.
والجدل الماركسي كما الجدل الهيغلي يتضمّن قانون نفي النفي الذي هو القانون المركزي، وقانون التناقض، وقانون التراكم الكمّي (ألكم والنوع). ولكنه يتضمّن كذلك المفهومات الأساسية التي بلورتها الفلسفة القديمة والتي أشرت إليها سابقا(المجرّد والمشخص، العام والخاص، النسبي والمطلق، الذات والموضوع، الشكل والمضمون، الجزء والكل، الصيرورة)، وهي قوانين ومفهومات أساسية كمنطلق لكشف كلّية الواقع في صيرورته. ولكن يجب وعي آليات فعلها والطرائق التي تعمل فيها، و" الفريضة" التي يجب الانطلاق منها. والواقع هو كلّية المجتمع، وهنا يكون " الوعي" والأيديولوجيا والثقافة كما العلاقات جزءاً من المجتمع، مثل الاقتصاد ومنظومة العلاقات التي تتأسس على ضوئه، ومثل التكوين الاجتماعي والدولة. لقد قسمت الماركسية المجتمع إلى أربعة مستويات هي: المستوى الاقتصادي الذي هو المحدّد (في التحليل الأخير حسب إنجلز)، والمستوى الاجتماعي المحدّد في انقسام البشر إلى طبقات، والمستوى السياسي الذي يحصر في الدولة رغم أنه يشمل الأحزاب كونها المعبّر السياسي عن الطبقات، والمستوى الرابع هو المستوى الأيديولوجي المحدّد في الوعي (وفي الثقافة بشكل عام). هذه المستويات هي محدّدات أولية، كما أن في كل منها أيضا محدّدات أولية كذلك. وعبر هذه المحدّدات يجري التفاعل والتناقض والترابط، وعبرها تقوم الفريضة ويتأسس السلب ومن ثمّ ينشأ التركيب(نفي النفي)، في كل منها وفيما بينها، ليجري اكتشاف الصيرورة، ويصبح المجرّد مشخّصا.
لهذا تكون كلّية الواقع مبتدأ التحليل، ويكون الجدل المادي هو الأداة المنهجية الضرورية لوعيه وتحديدلاصيرورته. وستكون كل القوانين التي اكتشفت صيغة توسّط بين الواقع والجدل المادي، ولكن هذه العلاقة الضرورية بين الواقع والجدل المادي سوف تنتج قوانينها كذلك. أشير هنا إلى أن القوانين بمعزل عن الجدل المادي لا تساوي شيئا لأن العلاقة بين الواقع والجدل المادي تفضي منطقيّا إلى اكتشاف وإعادة اكتشاف القوانين. وبالتالي فان كل محاولة لتجاوز الجدل المادي واتخاذ النصوص(وأيضا القوانين وحدها) مرجعية سوف تفرض تجاوز الماركسية ذاتها، لأنها تعني تحويلها إلى "بنية ذهنية" تحكم الواقع، الأمر الذي يعني تجاوز الجدل المادي لمصلحة منطق جديد هو المنطق الصوري.
الجدل المادي هو، إذن، أساس الماركسية وجوهرها، وسترتبط كل القوانين المكتشفة به وتكون بالتالي جزءا من آلياته، كل قانون في حدود المستوى الخاص به (الاقتصاد، المجتمع، الفكر والسياسة)، والجدل المادي ذاته هو الرابط بين المستويات وفي كل منها. لهذا فهو منهج ما كروي (أي شامل)، ولكنه يتضمّن مناهج جزئية(ميكروّية). من هذا الأساس تكون الماركسية هي علم المجتمع، لأنها علم العلوم(الاقتصاد، الاجتماع، السياسة، وعلم الفكر)، وعلم الترابط بين الطبيعة والمجتمع، لهذا توصّل لوكاش إلى أنها " انطولوجيا الوجود الاجتماعي". وأي ميل " تخصصي" لن يفعل سوى تدمير الماركسية إذا لم يخضع لكلّيتها وينحكم لمنهجيتها.
حيث سيبدو هدف كل الدراسات التخصصية هو تقديم " المادة الأولية" للبحث الماركسي، وفهم الجزئي لكي ينصهر في الكلّي، وإلا أعادت التخصصية إنتاج المنطق الصوري المستند إلى اللا ترابط (التفكك والتفتت والقطيعة). ولقد كان تقسيم الماركسية إلى " فروع" (أو علوم) تتحدّد في: المادية الديالكتيكية، المادية التاريخية الاقتصاد السياسي والاشتراكية العلمية، كان أساس إعادتها إلى الخلف، عبر تهميش الجدل المادي بتحويله إلى مبحث " فلسفي" مجرّد، وإعادة إنتاج المنطق الصوري، وبالتالي تحويلها إلى " نص مقدّس" يحكم الواقع، أو يحدّد مسار الواقع، ويفرض عليه السير وفق تحديده المسبق وإلا خضع للحرمان " الكنسي".
الخلاصة : المنهج في الماركسية إذن هو منطق رؤية وأساس تحليل وطريقة بحث وكذلك موجّه ممارسة. انه الآليات التي نستطيع عبرها وعي الواقع وتلمّس الممارسة، وليس الأدوات التقنية التي تساعد في أساليب البحث الجزئي، رغم أنه يتضمّنها. كما أنه لا يخصّ البحث فقط بل يخصّ الممارسة كذلك لأنه يخصّ بالأساس وعي الصيرورة ووعي آليات تغييره.

سلامتكم ,,



#جميل_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشريح جثة التخلف والمتخلفين
- ماذا ألان يامصر !؟
- كن محبا متفائلا .. لا تقتل نفسك
- المعرفة و الإبداع في زمن ضاع في الإبداع
- الايدولوجيا الفاشية
- ملحمة البطولة الإنسانية في المقاومة للشعب السوفيتي
- غزة والحلم
- الأحزاب والسلم الأهلي
- كلمة مؤتمر حق العودة للاجئين وقرارات الأمم المتحدة
- دراسة جديدة حول الفقر في قطاع غزة
- رحيل الى الوطن
- دعوني أتكلم - شهادة أمرآة من المناجم البوليفية -
- هناك حروب وسلام
- ملامح المرأة المقاتلة السوفيتية
- فأسيلي تيوركن .. النموذج الثوري المقاتل
- ستالين الزعيم والقائد في زمن قله فيه القادة
- هل بدأت عملية تشكيل هوية الثقافية للفلسطينيين ؟؟؟
- الحرب الوطنية العظمى .. ومقاومة الشعب السوفيتي
- الموت والانبعاث والخلود ...من ذكريات الجيش الأحمر الحرب العا ...
- عندما تلتقي الماركسية بشباب الحزب المثقف


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)* / رشيد غويلب
- مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق ... / علي أسعد وطفة
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين / عبدالرحيم قروي
- علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري ... / علي أسعد وطفة
- إجتماع تأبيني عمالي في الولايات المتحدة حدادًا على كارل مارك ... / دلير زنكنة
- عاشت غرّة ماي / جوزيف ستالين
- ثلاثة مفاهيم للثورة / ليون تروتسكي
- النقد الموسَّع لنظرية نمط الإنتاج / محمد عادل زكى
- تحديث.تقرير الوفد السيبيري(1903) ليون تروتسكى / عبدالرؤوف بطيخ
- تقرير الوفد السيبيري(1903) ليون تروتسكى / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - جميل عبدالله - العقل .. هو الماركسية