أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرحمن دارا سليمان - البعثي المتلوّن والعراقي عديم اللون والطعم والرائحة














المزيد.....

البعثي المتلوّن والعراقي عديم اللون والطعم والرائحة


عبد الرحمن دارا سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 3277 - 2011 / 2 / 14 - 16:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بصفاقة لا يظاهيها سوى صفاقة البعث العراقي، تدعو بعض التشكيلات المشبوهة الى التظاهر "السلمي" في محاولة مفضوحة لركوب موجة الغضب الشعبي المشروع للمطالبة بتصحيح المسار السياسي العام، وتوفير فرص العمل وتحسين مستوى الخدمات والخروج من مأزق المحاصصة الطائفية التي هي في أصل الأزمات المستمرّة في إدارة شؤون الدولة والمجتمع، وفي أساس الفشل في التوصّل الى بناء جماعة سياسية قادرة على العمل بصورة منظمّة ومتسّقة وتمتلك لرؤية موحّدة عن دور ووظيفة الدولة . وكما لا يمكن ولا يحقّ، لهذه الفلول، أن تسرق صرخة الضحية التي طالما ساهموا وساهمت سياساتهم الهوجاء في معاناتها بدون أدنى مراجعة أو إعتذار للشعب العراقي الذي يعيش اليوم تداعياتها المباشرة، ونتائجها المأساوية على جميع الأصعدة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية معا ، فإنّ الذاكرة الشعبية العراقية التي يراهنون على غيبوبتها الدائمة، تزداد اليوم إستيقاظا وتفتحا بعد تجربة السنوات الماضية من جهة، وبعد الإنهيار المتوالي للأنظمة العربية المستبدّة والداعمة للبعث العراقي، نتيجة ثورات الخبز والحرية التي فتحت طريق الأمل والخلاص أمام الشعوب العربية من جهة أخرى .

وإذا كانت الكلمة الأولى والأبرز في حكاية المحنة العراقية، هي : البعث، الذي بدأ كفكر قومي تحررّي في نهاية الأربعينات من القرن الماضي، وإنتهى كأبشع نموذج للحكم الإستبدادي الفردي والتعسفي عرفته المنطقة العربية طوال تاريخها الحديث، فإنّ الكلمات الأخيرة التي سوف تختتم بها فصول هذه المحنة، لها رجالها الأحرار والوطنيين المخلصين الذين شاركت في إستبعادهم وإقصائهم ذات الفلول المتلوّنة في العراق الجديد والذي أريد إعادة بناءه بواسطة الأحجار القديمة منذ عام2003، نتيجة الضغوط الأمريكية والتدّخلات العربية، ونتيجة الأخطاء الفادحة لقوى الإسلام السياسي في الوقت نفسه .


فالأبطال القادمون قريبا من المعاناة والذاهبين الى المستقبل بصدور مفتوحة، وأيتام العراق وأرامله الخارجات من تحت خطّ الفقر والإهمال والإستهتار السياسي الذي تجاوز كلّ الحدود القانونية والإنسانية والأخلاقية، هم من سيخطّون الكلمات الأخيرة لفجر الحرّية الذي يجتاح المنطقة بعد عقود الظلام، ولا محالة أن يكون العراق في منـأى عنها آجلا أم عاجلا . وحين تقرع أجراس النهارات العراقية المضيئة، لن يكون ثمة مكان لخفافيش البعث القديم والجديد والمتأسلم، ولا لطيور الظلام ومصّاصي دماء الشعوب في أيام الغضب العراقي القادمة، سوى العودة الى السراديب الرطبة وأقبية الدسائس والأوكار السرّية للبحث عن مشتر جديد لخدمات الإرتزاق الذي جبلوا عليه طيلة ما يزيد عن نصف قرن .

إنّ الهوة شاسعة جدا، بين مطالب الخبز والحرّية وإصلاح العملية السياسية وتعديل الدستور ووضع حدّ نهائي للمحاصصة الطائفية المقيتة، وبين نوايا فلول البعث المنتشرة في مؤسسات الدولة، والمستفيدة من الفوضى الراهنة والمدلّلة من قبل الكثير من المسؤولين بحكم إنتهازيتها وتلوّنها السريع وقدرتها على تبديل الولاء حسب الظروف والسياسات وموازين القوى، ولكن ما يثير الإستغراب حقّا هو : لحساب من، هذه المرّة، ستعمل فلول البعث حين تدعو للتظاهرات الشعبية ؟ .

وللإجابة على هذا السؤال ، ينبغي أولا، أن ندرك بأنّ شعار خروج المحتلّ هو مطلب عام لجميع القوى السياسية، علاوة على كونه قد بات، شعارا مستهلكا وبلا قيمة عملية ولا معنى سياسي، حيث هم راحلون قريبا بدون أدنى شكّ في ذلك، وهذه الفلول بالذات، هي من أكثر من إستفادوا من الفوضى والتعقيدات التي جلبها الإحتلال للبلد، وأكبر تلك الفوائد هو العرقلة الأمريكية لإجراء محاكمة سياسية واسعة للنظام الديكتاتوري السابق، بدلا من المرافعات الهزيلة التي تمّت بسرعة وعلى عجل لأهداف معروفة للجميع . أمّا الشعارات المطلبية والخدمية ومحاربة الفساد والمحاصصة وغيرها، فهم أول من يعرقل تنفيذها ضمن مواقعهم في دوائر الدولة الحالية، وهم آخر من يمكن أن يتحدثوا عن الوطن والوطنية بعد أن قادت سياساتهم طيلة العقود الأربعة الماضية الى التفكيك التدريجي المنظّم لكل ما هو وطني، وبالتالي مهّدت تماما للإحتلال الإمريكي فيما بعد .

من الواضح إذن، إنّ ما تسعى اليه هذه الفلول هو العكس من المعلن تماما، وهذا المسعى يهدف الى أمرين أساسيين :

الأول : هو محاولة تفتيت التظاهرات ورفع شعارات منافية تماما للمطالب الديمقراطية وإشاعة الحريات العامة وتلغم الفكرة الأساسية للإحتجاج السلمي المشروع، وتجيير الغضب الشعبي المتراكم، لصالح حفنة باتت مقصوصة الجناح، بعد التغييرات والتحوّلات الإقليمية والدولية التي تمضي الآن في الإتجاه المعاكس .

والثاني : إدامة الفوضى السياسية الراهنة في البلاد ، والتمديد المتواصل لها ، وتجديد مناخ النزاعات والتوترات والإنسدادات السياسية الدورية ، فهي بمجملها تمثل المعادلة الذهبية لهذه الفلول للحفاظ على مواقعها ومكاسبها وإمتيازاتها الحالية بعيدا عن المسائلة والمحاسبة القانونية والقضائية التي يمكن أن توفرها الأجواء السياسية السليمة .



#عبد_الرحمن_دارا_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشارع العربي : عودة الروح
- التيار الديمقراطي العراقي : إقتراحات وأفكار
- الإحتجاجات الشعبية : ثورات الخبز الجديدة
- الثقافة في العراق : معركة مفتوحة أبدا
- العراق الجديد : التكتّم على النوايا والمخاتلة في المصالح
- العراق الجديد : تجفيف منابع الوطنية
- العراق الجديد : الإسلام السياسي والإسلام الصهيوني
- في أبعاد التضييق على الحريات في العراق
- العراق الجديد : القوى الديمقراطية وإتجاهات التغيير
- حيرة الدكتور كاظم حبيب وأشجانه العراقية
- العراق الجديد: المخاض السياسي العقيم
- مواطنون أم رعايا أم رهائن ؟
- المحنة العراقية المستمرّة
- العراق الجديد : الدولة الحديثة والمجتمع القديم
- العراق الجديد : مصير التحوّلات الديمقراطية
- العراق الجديد : الصراع بين القديم والأقدم
- حول الإنتخابات العراقية المقبلة وهمومها الكثيرة
- العراق الجديد والطريق الطويل الى الديمقراطية
- العراق الجديد : مرحلة جديدة على الأبواب
- الديمقراطية والمدنية في العراق الجديد


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرحمن دارا سليمان - البعثي المتلوّن والعراقي عديم اللون والطعم والرائحة