أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صلاح عبد العاطي - بانوراما.. بمناسبة الذكري الرابعة للانتفاضة















المزيد.....

بانوراما.. بمناسبة الذكري الرابعة للانتفاضة


صلاح عبد العاطي

الحوار المتمدن-العدد: 979 - 2004 / 10 / 7 - 09:40
المحور: القضية الفلسطينية
    


بانوراما من بلدي
أكثر من أربع أعوام على انتفاضة الأقصى هذا الحدث الذي هز العالم وما زال ليذكره بان هناك شعب يعاني منذ 56 عام من سلطة احتلال فاشي عنصري يواصل جرائمه وعدوانه بشكل منظم مستخدما في ذلك مختلف وسائل العنف والإرهاب من دبابات وطائرات وصواريخ، ضاربا بعرض الحائط كل قرارات الشرعية الدولية ومواثيق حقوق الإنسان واتفاقيات جنيف، ويساعده في ذلك مؤامرة الصمت الدولية والانحياز السافر الذي يعطي الاحتلال كل مرة المبرر لاستمرار انتهاكاته اليومية لحقوق الإنسان الفلسطيني الفردية والجماعية.
فالشعب الفلسطيني محاصر والعالم العربي يعاني من حالة موت سريري والمجتمع الدولي فشل في تطبيق قواعد الشرعية الدولية ذات الصلة بقضيتنا وبات واقعنا الفلسطيني في خطر كبير يحتاج منا أولا وثانيا ترتيب وتحسين وإصلاح وتوفير مقومات الصمود والنضال في المجتمع الفلسطيني.
أكثر من أربعة أعوام على استمرار الانتفاضة لكن هذا لم يغير في أداءنا السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي الديمقراطي، ولم تستطع الانتفاضة هز البنية الداخلية الفلسطينية وتحسينها وتطويرها لكي يرقى مستوى الفعل الداخلي الفلسطيني إلى مستوى التحديات وتضحيات شعبنا!؟ إن الواقع الراهن يكشف الكثير من الحقائق فالأوضاع الداخلية تمثل صياغات وانتاجات لمجتمع أبوي تقليدي واستهلاكي كما وانه يكشف أن الأنظمة المالية والإدارية والتربوية الموجودة في مجتمعنا غير فاعلة مما يؤكد اعتلال ونقص فاعلية المؤسسات الفلسطينية المعنية الرسمية والأهلية والشعبية والذي يعكس نفسه في استمرار تضخم الأزمة التي نعيشها ونشهد تجلياتها في مظاهر الفساد وغياب سيادة القانون والفردية وغياب العدالة الاجتماعية ونقص المشاركة، والفئوية والنعرات القبلية، واستمرار حالة التخلف وغياب في التراكم الايجابي، وسياسيات الاستزلام في العمل المؤسسي بحيث باتت المؤسسات مؤسسات الفرد الواحد، ناهيك عن تراجع أدوات الفعل والعمل في داخل مجتمعنا وغياب التنسيق والتعاون بين القوى الفاعلة في مجتمعنا وتراجع العمل الجماهيري والشعبي؟! واستمرار الصمت الداخلي علي حالات الفساد في السلطة والأحزاب والمؤسسات الأهلية.
السؤال الذي يطرح نفسه إلى متى استمرار حالة العشوائية وغياب الاختيار والقرارات الفاعلة في داخل مجتمعنا؟، ومن المعني ببقاء الحالة الداخلية الفلسطينية كما هي؟ ولماذا تعطيل الديموقراطية ؟ ولصالح من غياب خطط العمل الوطنية الشاملة على المدى القريب والبعيد في كل المجالات الوطنية التحررية والمطلبية؟ ولماذا يتم تغطية وترقيع الأزمات ؟. والمطلوب هو إجابة هذه الأسئلة الهامة لنا ولشعبنا.
ومع ذلك وبرغم الليل والظلام الدامس إلا أن إرادة الحياة والأمل والمقاومة ستنتصر على إرادة الموت والحصار الصهيوني فلا زلنا نمضي بالحياة نعمل ونتعلم، ونؤمن بان المستقبل لنا ولكنة بحاجة إلى أعداد.
برأيي علينا الاعتراف الآن بان عملنا وفعلنا قد غاب عنه الجديد الذي يؤسس للتغير الذي نريد، لعل تفسير ذلك يعود إلى ان التهديد والخطر الواقع على مجتمعنا داخليا وخارجيا يدفعنا إلى استبعاد العلم والعقلانية وإحلال بدل منها التقليد والأبوية، و إلا كيف نفسر غياب التقييم والمسائلة والمحاسبة والمشاركة...الخ، ما يعزينا أن الانتفاضة قامت من اجل مستقبل أفضل لمجتمعنا الذي نريده مجتمعا ديموقراطيا مدنيا حرا، ولعل المنطق يفرض علينا التفكير والالتقاء من قبل المعنيين لمناقشة الأوضاع الراهنة والخروج بالحل العلمي بعيدا عن الخطابات النظرية" يجب ان ، وينبغي ، ولابد ،علينا التعامل مع الواقع وان ننطلق للأمام بدون الإجابة على كيفية حدوث ذلك،الخ".
إن مستقبلنا ومستقبل مجتمعنا وأجيالنا القادمة مرهون بفعلنا وما نحتاج إليه الآن هو الإمساك بالثوابت لنبقى ولنكون ما يجب أن نكونه قبل أن تضيع الفرصة وهذا ما يستدعي منا مراجعة دائمة وقراءة جديدة جدية ومسئولة ومواكبة لمتطلبات العصر ومسايرة للتطور والتقدم بأقدام راسخة ودون انشطار وبديموقراطية تمكننا من اكتساب المصداقية وتصحيح صورتنا لدى شعبنا أولا ولدى المجتمع الدولي ثانيا لنستعيد الثقة بذاتنا وبقدراتنا وبإرادتنا على التغيير وتحقيق أهدافنا فالتفكير التقليدي والأكاديمي اثبتا أيضا فشلهم واستخدام أساليب جامدة لن يحقق إلا استمرار الهروب للإمام والانتفاضة الراهنة حالة ينبغي استثمارها قبل فوات الأوان في زيادة فاعلية المجتمع الفلسطيني واستمرار مقاومته وممانعته للظلم والاحتلال والاتجاه اللاانساني الذي يطبع نظام الأمركة والعولمة، وحذاري من العمل بمنطق الغربال فالغربال لا يحفظ ماء ولا هواء والشمس لا تغطي بغربال ولنسمى الأشياء بمسمياتها فالمقاومة لا يمكن أن تكون عنفا أو إرهابا والفساد لا يمكن ان ينتج إلا الفساد. والأمر لا خيار فيه لان البديل هو الصمت والتفرد والفردية بالمعني الوطني والعالمي.
الديموقراطية القائمة علي المشاركة فقط يمكنها أن تكون الأساس للعدل الاجتماعي والتحرر الوطني والإنساني ووضعها جانبا سيؤدي إلى المزيد من الظلم والهيمنة.
مرة أخرى يجدد الشعب الفلسطيني عهده للاستمرار في مسيرة النضال حتى دحر الاحتلال برغم كل الصعوبات ولكنه الآن يحتاج من أبناءه وأصدقاءه العمل لإيصال الحقيقة لتحل محل التخلف والعجز والصمت، وكبداية لإحلال العدل محل الظلم وسيادة القانون محل الفوضى والحرية محل الاحتلال وان الآن أن نسمي الأشياء بمسمياتها ولنعمل برؤية متوازنة تحدد لنا ماذا سنعمل في يومنا وغدنا فهل نحن جاهزون؟، أما أن ليس بالامكان أكثر مما كان ومما عليه الآن؟.
ندائي للتفكير والعمل على أحياء النسبية الفكرية والابتعاد عن الاطلاقية والتمركز حول الذات وفتح المجال الديموقراطي لجميع العناصر المبدعة والفنية وكفانا تخبط، أما آن الأوان للعمل المنظم وفق خطة شاملة يشارك بها الجميع (أفراد وأحزابا ومؤسسات) في كل مناطق التواجد الفلسطيني ولنغادر الهياكل الغير فاعلة وليبقى سؤال العمل وما العمل مفتوحا لجميع المعنيين طالما أننا جميعا لم نمتلك إجابات تراكم معرفة نظرية تطبيقية تؤسس للتغيير الذي نريده.
هذا ما تؤكده شواهد الحياة اليومية والتي علمتنا أن النسيان والتراخي واللامبالاة والنكران كارثة للإنسان وللأوطان. وفي الختام نقول لا نملك إلا أن نصمد ونقاوم ونعمل على جميع الجبهات وفي كل الملفات لعلنا نؤسس لبناء حضاري وميثاق أخلاقي إنساني تضامني "حركة كونية "تقف في وجه الاتجاه اللاإنساني الذي يطبع جرائم الاحتلال والانحياز له، ومؤامرة الصمت الدولية.
يقتضي الأمر منا اتخاذ خيارات ومواقف ثورية ليس بالمعنى الحتمي وبما يؤمن لنا عدم العيش في العبث بل في المعاني، فالمعاني مصدر للمبادئ الأخلاقية والممارسات فكل ما يعجبنا نجده إنسانيا، كل ما لا يعجبنا نجده لا إنسانيا، وحتى لا نصل للحظة فقدان المعاني علينا أن نعطي شعبنا وقضيتنا معانيها.



#صلاح_عبد_العاطي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهكميات
- رسالة الى...........
- نحو رؤية لتطوير العمل الشبابي والطلابي داخل الاحزاب السياسية ...
- ماينقصنا؟؟؟
- السؤال الكبير...؟؟ المستقبل...
- مدرسة الانتصار
- المؤسسة؟؟؟
- دين كبير مستحق السداد
- تصميم وتنفيذ البرامج في مجال الطفولة والشباب
- مهنة التنشيط في فلسطين
- نحو تربية تقدمية في فلسطين والعالم العربي
- المجتمع الفلسطيني بين التقليد والحداثة
- الطفولة في فلسطين بين ضراوة الواقع وضرورات الرد
- التشبيك بين مؤسسات المجتمع المدني
- الشباب الفلسطيني الواقع والطموح
- تقرير اخباري عن مؤتمر التضامن مع الشعب الفلسطيني بالسويد


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صلاح عبد العاطي - بانوراما.. بمناسبة الذكري الرابعة للانتفاضة