أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي الأسدي - العراقيون .... لو ثاروا....؟؟















المزيد.....

العراقيون .... لو ثاروا....؟؟


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 3277 - 2011 / 2 / 14 - 00:14
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


" من لا يقرأ التاريخ يبقى أبدا طفلا "
,, شيشرون ,,

لقد أقامت بريطانيا الاستعمارية في العراق في العشرينيات من القرن الماضي دولة موحدة، علمانية ، طائفية ، لا دينية ، بينما زرعت الولايات المتحدة في العراق بداية القرن الواحد والعشرين دولة منقسمة على نفسها ، قوميا وطائفيا ، شبه دينية وشبه علمانية ، أعادت المجتمع عقودا عديدة إلى الوراء. ومع أن التغيرات السياسية التي سعى اليها دستورعام 2005 قد مهدت لنظام ديمقراطي يتمتع العراقيون فيه بالمساواة التامة في الحقوق والواجبات ، غير أن العديد من صيغ مواده تركت المجال مفتوحا لاعادة صياغتها بما يتناسب مع تقسيم العراق طائفيا وقوميا ، وهو ما جسده القانون الذي أصدره لاحقا مجلس الشيوخ الأمريكي بناء على اقتراح نائب الرئيس الأمريكي القاضي بتقسيم بلدنا إلى ولايات. كما نجحت القوى الدينية من خلال دورها في لجنة صياغة الدستور من تمرير صيغة لقانون للأحوال الشخصية يكرس التقسيم الطائفي ، يكون بديلا للقانون السائد حينها الذي يحظى بقبول عام من المرأة والقوى العلمانية في البلاد يسمو على العصبيات الطائفية والقومية. كما صاغت اللجنة ذاتها ، ونجحت باصدار قانونا جديدا للانتخابات بدل القانون السائد ، أتاح لها الاستحواذ على أصوات الأحزاب والشخصيات الليبرالية التقدمية ، وتجييرها لصالحها لأجل الاستئثار بأغلب مقاعد المجلس النيابي. وقد تمكنت بالفعل واعتمادا على القانون الجديد من قطع الطريق على تلك الأحزاب والأفراد من دخول المجلس النيابي بعد الانتخابات العامة في 7 /3 / 2010 ، وقبلها في العام 2008 ، عندما أقصتها عن تحقيق أي مكاسب في انتخابات مجالس المحافظات ، ولم تكتفي بذلك بل همشت من فاز من الشخصيات المستقلة ( محافظة كربلاء مثالا ) من أخذ دورها في مكافحة الفساد.

الولايات المتحدة باعتبارها راعية للديمقراطية في العراق تتحمل مسئولية مباشرة عن الثغرات التي تضمنها دستور عام 2005 ، كما ارتكبت أخطاء جسيمة في تعزيزها لدور القوى الدينية في قيادة العملية السياسية وفي تقرير مصير البلاد السياسي. فقد حرصت عبر سفيرها زلماي خليل زاد حينها على حصر السلطة الفعلية في أيدي القوى الدينية ، باعتبارها تمثل الأكثرية في هذا البلد. لكن الولايات المتحدة تجاهلت حقيقة أن بين الشيعة العراقيين رجال علم وأدب وفلسفة ، وبينهم فنانون وفقهاء قانون ومؤرخون وأساتذة جامعات من شتى الاختصاصات ، وسياسيون محنكون ، وانهم خير من خدم وطنهم وشعبهم عبر التاريخ العراقي. لا يعني هذا أن ليس بين القوى الدينية الشيعية رجالا أكفاء ووطنيون ، بل العكس هو الصحيح ، حيث كان منهم مناضلون وطنيون أفاضل خدموا شعبهم ووطنهم بكل نكران ذات ، وكان منهم من خاض المقاومة الوطنية ضد الغزو والهيمنة الاستعمارية، والشعب يتذكرهم باجلال وعميق التقدير. لكن القوى الدينية التي اختيرت من قبل الولايات المتحدة لم تكن مهيأة ولا قادرة على ادارة الحكم في العراق ، وفي هذا يكمن سبب فشلها الشنيع في خدمة الشعب عبر ثماني سنوات من المعاناة ، والولايات المتحدة تعرف ذلك جيدا. فلا يمكن بل من المستحيل حكم العراق من قبل مجموعة ضيقة الأفق المعرفي ، أحادية الثقافة ، منقسمة على نفسها ومتشرذمة ، وتخوض ضد بعضها البعض حروبا صامتة أحيانا وسافرة أحيانا أخرى. وهذا ما جعل منها منظمات منغلقة على نفسها تنظيميا واجتماعيا محليا وقطريا. وليس غريبا أن لا يكون لها قاعدة شعبية في أوساط السنة العرب والكورد والأقليات الدينية والقوميات الكثيرة الأخرى. القاسم المشترك الذي تلتقي عنده هذه القوى الدينية ، هو ضبابية رؤاها حول مستقبل العراق ، فهي لا تتبنى أي رؤى سياسية / اقتصادية / اجتماعية واضحة تسعى الى تحقيقها سلما أو عنفا ، كما هو الحال في الأحزاب السياسية في العالم. ولهذا السبب أخفقت في إفادة الشعب العراقي في شيئ ، بل خذلت المجتمع الشيعي الذي تنتمي اليه ، فهو ليس أحسن حالا من بقية مكونات الشعب الأخرى التي تعاني هي الأخرى من الفقر والحرمان والبطالة واليأس ، ومن انعدام الماء الصالح للشرب والكهرباء والاعمار. الأحزاب السياسية في اكثر الدول الديمقراطية في عالمنا لها برامجها الواضحة التي تتمحور حول تحقيق سعادة الناس ورخائهم ، عبر تطوير الاقتصاد واستئصال الأمية والأمراض والفقر، وتضييق حدة التفاوت بين الطبقات الاجتماعية وتحقيق العدالة في توزيع الدخل والثروة ، واغناء نظام التكافل الاجتماعي ، ومكافحة البطالة والجريمة والعاهات الاجتماعية. وأمام غياب مثل هذا البرنامج ، من جدول عمل الحكومة الحالية ، يجعل من الثورة ضدها أمرا محتما ، واذا ما تأخر الناس عن القيام بها لحد الآن لا يعني أن العراق بخير،فأسباب الثورة قائمة وملحة ، ويمكن أن تنفجر في أي لحظة ، فالحكم فقد مصداقيته ، ومعضلة الكهرباء والخدمات البلدية أدلة دامغة على ذلك. ولذا لا نجد أي سبب لاستمرار دعم الوسط الشيعي لها ، وإذا ما علمنا أن الغضب قد بلغ أقصى مداه بين السنة العراقيين والأقليات العرقية والدينية والسياسية المتجاهلة والمهضومة حقوقها ، فإن ثورة المهمشين القادمة ستوحد الشيعة والسنة والأكراد وكل مكونات شعبنا. الثورة القادمة ستنطلق من كل مدينة وحي عراقي بلا استثناء ، يشارك فيها محبي العراق كافة ، متدينون وغير متدينين ، عمالا وفلاحون وكسبة ورجال علم وادباء وفنانون ، كبارا وصفارا ، نساء ورجالا ، شيوخا وشبابا من كل الانتماءات السياسية والفكرية والدينية والقومية. الثورة القادمة ستكون عراقية خالصة ، باساليبها النضالية وشعاراتها المطلبية والحقوقية ، مسالمة وتضامنية وطنية ، هدفها الرخاء للجميع والسلطة والثروة للشعب ، من أجل المساواة في الحقوق والواجبات ، والاخاء الطوعي بين مكونات العراق جميعها ، لاتمييز بينهم بصرف النظر عن الجنس والقومية والدين والمذهب واللغة والمعتقد ، ثورة ضد الفساد والظلم والتسلط والانتقام ، تحترم الجيش والشرطة الوطنية والنظام العام ، وتلتزم وتحمي القانون وتعززه ، فلا تخشوها ، بل ساندوها.
ثورة العراق القادمة ليست ثورة جياع ، بل ثورة ضمائر ، و ستكشف وتحاسب فاقدي الضمير لصوص أموال الشعب ، ثورة ، لن يحتاج الفنانون للبحث عن لون مميز لها ، فهي وحدها من ستختار لونها المفضل ، كما اختارت لونها ثورة أكتوبر المجيد.
علي ألأسدي



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق .. بعد تونس ومصر ... يرفع من الديوانية راية ثورته..
- العراق على طريق الديكتاتورية من جديد.. ..؛
- ثورة التونسيين ... لا تدق ناقوس الخطر في العراق…… ؛؛
- ملاحظات حول مقال - لينين صانع رأسمالية الدولة الاحتكارية - . ...
- ملاحظات حول مقال - لينين صانع رأسمالية الدولة الاحتكارية -.. ...
- الحرب الباردة ... وانهيار التجربة الاشتراكية ... ( السادس وا ...
- الحرب الباردة ... ونهاية التجربة الاشتراكية ...(الجزء الخامس ...
- الحرب الباردة … ونهاية التجربة الاشتراكية … ( 4)…
- الحرب الباردة ... ونهاية التجربة الاشتراكية ... ( الجزء الثا ...
- الحرب الباردة ... ونهاية التجربة الاشتراكية ....( الجزء الثا ...
- الحرب الباردة ... ونهاية التجربة الاشتراكية ....( الجزء الأو ...
- كوريا الشمالية ... مشاكل كثيرة وخيارات محدودة .. ( الأخير ) ...
- كوريا الشمالية ... مشاكل كثيرة وخيارات محدودة ..(1).؛؛
- الصفقة .. التي أنقذت حياة أياد علاوي السياسية ... ...؛؛
- أيرلندا... وضواري المضاربة الدولية ..؛؛
- هل يستفيد المالكي وعلاوي من أخطاء.. الحقبة الماضية .. ؟؟
- الاقتصاد الأمريكي .. وتحديات ما بعد الاشتراكية.. ..(الأخير)
- الاقتصاد الأمريكي ... وتحديات ما بعد الاشتراكية .. ..(1)
- صندوق النقد الدولي .. وشروطه المجحفة بحق العراق..؛؛
- ماذا وراء الحملة المعادية للجالية الاسلامية الألمانية... ؟؟


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي الأسدي - العراقيون .... لو ثاروا....؟؟