أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - سقوط الدكتاتور وانتصار الثورة














المزيد.....

سقوط الدكتاتور وانتصار الثورة


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3276 - 2011 / 2 / 13 - 21:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وأخيراً انتصرت ارادة الشعب المصري العظيم بعد 18 يوماً من الثورة الشعبية الماجدة، التي أشعلها شباب 25 يونيو ، وأسقط بفعلها المرابطون في ميدان التحرير نظام حسني مبارك الديكتاتوري ، رمز طغمة الفساد والاستبداد والطغيان، الذي حكم هذا الشعب بالحديد والنار وبعسف قوانين الطوارئ الجائرة لأكثر من ثلاثين عاماً. هذا النظام الذي لم يكن نظاماً قمعياً باتجاه شعب مصر فحسب، وانما كان نظاماً قمعياً لكل قوى التحرر والرفض والمعارضة والممانعة والثورية بالمنطقة العربية.
لقد انتفضت الجماهير الشعبية المصرية وثارت لأنها ترفض الذل والقهر والظلم والجور والفساد، وترفض الجوع والفقر والبطالة ، انتفضت على نظام قمعي استبدادي فاسد، انتهك كرامة وحقوق الانسان المصري وحرمه من الحريات الديمقراطية، وحوّل مصر لمزرعة اقطاعية يورثها لأفراد عائلته. ثارت من أجل الكرامة والحرية والعزة القومية ورغبة في تغيير الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وتحقيق الاصلاحات الجذرية العميقة في المجتمع المصري .
ان هذه الانتفاضة /الثورة /الملحمة التي سطرها أبناء الشعب المصري ، بعماله وفلاحيه وكادحيه ومثقفيه، وشبابه وكهوله ونسائه واطفاله، بمسلميه ومسيحييه، هذه الانتفاضة الثورية اعادتنا الى الحياة مجدداً ، وزرعت فينا الأمل الذي كدنا نفتقده، اعادتنا الى الزمن الثوري الجميل ، زمن الثورات والبطولات الجماعية، ونقلتنا من حالة اليأس والاحباط والعجز الى حالة التفاؤل بغد عربي مشرق ومستقبل جديد في مصر والمنطقة العربية.وقد خاب امل وخسر كل من راهن على موت الشعوب العربية وصمتها ، فهذه الشعوب هي صانعة التاريخ ، وصانعة الملاحم والثورات والانتصارات، انها لا ولن تموت، تمهل ولا تهمل، والنظام السياسي العربي الفاسد هو الى زوال. ولا ريب أن سقوط النظام في مصر ومن قبله في تونس الخضراء، هو تعبير عن قوة وارادة هذه الشعوب ، التي توحدت وعرفت كيف تثور ومتى تنتفض جماعياً ، ودافعت ببطولة فائقة ومدهشة ، وبسالة وشجاعة متناهية، في وجه البطش والعسف والطغيان، وضد الفقر والفساد بكل اشكاله، وحققت النصر في النهاية. وما هاتين التجربيتين الرائدتين في التاريخ الحديث، في تونس ومصر، سوى تأكيد واضح وساطع على القدرات الكامنة لدى الشعوب المسحوقة المضطهدة، التي ترزح تحت نير العذاب والاستبداد، وتعاني الذل والمهانة وسحق كرامة الانسان وسلب الحريات الفردية والعامة.
ان ما يميز هذه الثورة هو انها اعتمدت على الشباب ، امل المستقبل والعنصر الفاعل الأساسي للتغير، الذي اسقط الطاغية وغّير وجه ومستقبل مصر ، ودفع الاصلاحات الشاملة في طريقها الصحيح. زد على ذلك اللحمة الأخوية الوطنية بين المسلمين والمسيحيين، وعناق الهلال والصليب، التي تجلت في ابهى صورها في ميدان التحرير.
لقد صمد الشعب المصري البطل وكسب معركة التغيير ، ونجح في ازاحة النظام الديكتاتوري وتغييب مبارك عن المشهد السياسي المصري والعربي، واعاد الهيبة والكرامة لمصر، قلب العروبة النابض، التي جردها مبارك من عروبتها وشوه هويتها القومية.ولا نختلف اذا قلت ان ما تحقق في هذه الثورة البيضاء هو انجاز تاريخي هام ونقطة تحول استراتيجي وتحول في المنطقة ، تنهي مرحلة فيها الكثير من الاذلال والسقوط والانهزام والاستسلام والتساوق مع المشاريع الامبريالية التصفوية في المنطقة، وسيكون لها انعكاسات وأبعاد كبيرة على مجمل التغيرات والتطورات السياسية والاجتماعية والعملية السلمية في المنطقة ، واستعادة وجه مصر المشرق المضيء ودورها الرائد ، وكذلك استعادة كرامتها التي امتهنت بعد رحيل وغياب القائد الوطني المصري خالد الذكر جمال عبد الناصر.
فشكراً لشعب مصر الذي فجّر الثورة وأسقط الفرعون ، وهنيئاً لهذا الشعب الي قال بصوت واحد وموحد : لا للذل والهوان والركوع، ونعم للعزة والكرامة والإباء والشموخ. وهنيئاً للشعوب العربية قاطبة بانتصار هذه الثورة غير المسبوقة في التاريخ الحديث وفي العالم العربي، التي ستعيد مصر كدولة عظيمة ومحورية لها مكانتها ودورها الرائد الطليعي في ارساء مرحلة جديدة وعهد جديد ، وتأسيس مشروع عربي قومي مناهض للامبريالية ومشاريعها التآمرية في المنطقة ، الثورة التي اثبتت ان الشمس لن تتوقف عن السطوع ، فقد سقطت قلاع الطغيان وديكتاتوريات الخوف بلا رجعة . ومزيداً من الانتصارات للحرية والعدالة الاجتماعية والاصلاحات الجذرية العميقة في المجتمعات والأقطار العربية. والسؤال : من هو القادم بعد تونس ومصر؟



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاث سنوات على الغياب :الشاعر نزيه خير صنوبرة الكرمل الخالدة
- الثقافة الفلسطينية في المواجهة
- ملف خاص عن الثورة التونسية والأدب التونسي في العدد الجديد من ...
- الشاعر فوزي عبدالله الحاضر في الذاكرة والوجدان الشعبي
- إنتحار المثقفين..!!
- أكرم أبو حنا كاتباً وفناناً
- إضاءة على سيرة القاص والكاتب الفلسطيني مروان العسلي
- ملامح فكر النهضة العربية الحديثة
- وفاء ً لروح المفكر والمثقف الفلسطيني هشام شرابي
- عشر سنوات على رحيله: جورج نجيب خليل كنار الجليل
- جديد مجلة -الإصلاح- الثقافية
- نظرات في قصص الكاتب الفلسطيني محمود شقير
- كوكبة من الكتاب والمفكرين العرب في حوار مع فكر الشهيد حسين م ...
- عن العلاقة بين الثورة والأدب
- الشعر الفلسطيني المقاوم .. الى اين؟
- موسى شعيب .. شاعر الجذور الشعبية
- صلاح جاهين .. شاعر البؤساء
- باسم الهيجاوي.. شاعر السوسن والفرح
- الاصلاح في عدد جديد
- جمهورنا وعزوفه عن المشاركة في الندوات الادبية


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - سقوط الدكتاتور وانتصار الثورة