أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - من مكاسب الثورة الماوية فى الصين( الفصل الخامس من كتاب - الثورة الماوية فى الصين : حقائق و مكاسب و دروس-)















المزيد.....



من مكاسب الثورة الماوية فى الصين( الفصل الخامس من كتاب - الثورة الماوية فى الصين : حقائق و مكاسب و دروس-)


شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3276 - 2011 / 2 / 13 - 15:47
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


من مكاسب الثورة الماوية فى الصين
( الفصل الخامس من كتاب " الثورة الماوية فى الصين : حقائق و مكاسب و دروس" لشادي الشماوي)
1/ المكاسب الإجتماعية و الإقتصادية فى ظل ماو :
بلا إتقطاع يقذفنا الحكام ( والتحريفيون جميعهم و الرجعيون عموما ) بقنابل حاملة لرسالة مفادها أن "الشيوعية قد ماتت " و أنها لم تكن و لن تكون ذات فعالية و أن الثورات التى تبلغ السلطة تؤدى إلى الطغيان .و جانب من جوانب هجومهم الإيديولوجي السافر هو التشويه المدروس للتجارب الثورية للإتحاد السوفياتي و الصين ،لا سيما الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى . و الأكاذيب و الإفتراءات التى يحيكونها لها تخفى الحقائق .
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------
أدناه مقتطفات من رد شيوعي ماوي على التهم و التشويهات الربجوازية و الرجعية عموما وردت ضمن وثيقة تحمل عنوان :" كل ما قيل لكم عن الشيوعية خاطئ : الأسئلة المتداولة حول الإشتراكية و الشيوعية و الثورة الثقافية "
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------
... ألم تعد الثورة الماوية فى الصين بالمكاسب بيد أنها تسببت فى عنف مجاني وتمخضت عن عذاب جديد للشعب ؟
أدت الثورة الإشتراكية الصينية من 1949 -1976 إلى تحسين كبير لمستوى عيش الشعب الصيني . فبين 1949 و 1976 ،تضاعف أمل الحياة فى المجتمع الإشتراكي من 32 سنة تقريبا إلى 65 سنة . و فى أوائل السبعينات كانت نسب وفاة الأطفال فى شنغاي أدنى منها فى مدينة نيويورك . و هذا كله يكشف عن تقليص عميق فى العنف فى الحياة اليومية .و إنتشار التعليم تزايد فى غضون جيل واحي من حوالي 15 بالمائة فى 1949 إلى 80 بالمائة ثم إلى 90 بالمائة مع أواسط السبعينات .
ولنتعمق أكثر فى المكاسب الجذرية التى حققتها الإشتراكية لغالبية الشعب .
قبل بلوغ السلطة فى 1949 ، كانت تهيمن على الصين قوى إمبريالية أجنبية . عمليا و بكل المقاييس المتوفرة ، كان الإقتصاد فى أسفل مستويات النمو العالمي حيث كان يتميز بصناعة محدودة للغاية و كانت الفلاحة إقطاعية عنيفة . و كانت الصين تعرف أكثر التضخمات المالية المخربة فى التاريخ العالمي المعاصر . كما كانت بالصين شبكة إجرام عالمي واسعة النطاق و مجموعات سرية منتشرة و تقريبا 70 مليون مدمن على المخدرات . و كانت النساء تعيش جهنما حقيقيا : ربط الأرجل و الزواج المدبر وكان تزويج اأطفال من البنات من الممارسات الإجتماعية الشائعة . و إكتسح العهر المدن .
مثل هذه الأنواع من الآفات الإجتماعية و الإستقطاب فى الثروة قبل 1949 قضت عليهل الثورة من خلال تركيز سلطة الدولة البروليتارية و إيجاد نظام إجتماعي و إقتصادي عادل حرر طاقات جماهير الشعب و خدم مصالحها.
فقط ثورة كان بإمكانها و قدرت على إجتثاث النظام الإقتصادي الإقطاعي فى الريف . لقد مثل الإصلاح الزراعي و مثل و إلغاء ديون الفلاحين اللذان تما فى ظل قيلدة الحزب الشيوعي فىأواخر الأربعينات و بدايات الخمسينات أكبر مصادرة و إعادة توزيع جماهيريةللثروة من الغني إلى الفقير فى العالم بأسره .
و أرسى قانون الزواج فى 1950 فى الصين الثورية الزواج برضاء الجانبين و حق الطلاق و جعل من بيع الأبناء و قتلهم أعمالا يعاقب عليها القانون . و نشأت حركة نسوية أوسع إنتشارا بالنظر لما شهده التاريخ هدفت إلى الإطاحة بالعلاقة التبعية فى تقسيم العمل بين الرجل و المرأة و الإطاحة بجدران سجن الحياة المنزلية .
لكنى قرأت أن الإقتصاد كان كارثة فى ظل ماو .
لقد تعرضت للكذب . فى الواقع نمى الإقتصاد الصناعي الصيني فى ظل ماو بصورة مذهلة ،بمعدل 10 بالمائة سنويا ،حتى أثناء الثورة الثقافية . فتحولت الصين "رجل آسيا المريض" إلى قوة صناعية كبرى فى ربع قرن بين 1949 و 1976 . نسبة النمو هذه لا يمكن أن تقارن إلا مع أعلى قمم النمو تاريخيا . و قد حققت ذلك دون التعويل على الإعانة الأجنبية الإستغلالية و فى مواجهة لبيئة عالمية معادية .
و نمت الفلاحة ب3 بالمائة سنويا ، متجاوزة قليلا نسبة نمو السكان و حوالي 1970 وقع حل قضية تغذية الصينيين تغذية مناسبة . و أنجز هذا عبر تخطيط إقتصادي مندمج و نظام فلاحة جماعية شجعت على إستنهاض الفلاحين و مراقبة الفياضانات و إستثمار قار فى البنية التحتية فى الريف و التوزيع العادل للغذاء على الفلاحين و توزيع الحصص الغذائية الأساسية حتى يضمن للشعب الحاجيات الدنيا . فجسد هذا قطيعة راديكالية مع صين الماضي حيث تسببت الفياضانات و الجفاف و الإضطهاد الإقطاعي فى مجاعات متكررة مثلما هو شائع اليوم فى عدد من بلدان العالم الثالث . و لنذكر أن نسبة الأرض القابلة للزراعة فى الصين هي فقط 70 بالمائة مقارنة مع الولايات المتحدة الأمريكية و لكن عليها (الأرض الصينية) أن توفر لأربعة أضعاف عدد السكان الأمريكان .
لقد أنجزت الصين فى ظل ماو ما لم تنجزه أبدا الولايات المتحدة الأمريكية . لقد ركزت نظام رعاية صحية عمومي . فكانت الخدمات الصحية تقدم مجانا أو بأسعار زهيدة و كان النظام الصحي منقادا بمبادئ التعاون و المساواة . و مزجت الصين الماوية بين الطب الأجنبي و الطب التقليدي الصيني و تم تدريب مليون و ثلاثة مائة ألف من الفلاحين لتقديم الرعاية الصحية ("أطباء ذوى الأقدام الحافية " ) لتلبية الحاجيات الصحية الأساسية فى الريف .
إن الأرقام القياسية الحقيقية للصين الماوية فى السنوات الوضاءة لا تتضارب مع ما قيل لكم فحسب و إنما هي مختلفة الإختلاف كله عن صين اليوم التى يسودها الإستقطاب أغنياء فقراء و التى تقوم على معمل يعمل فيها العمال بعناء و فى ظروف سيئة وهي صين لا علاقة لها بالإشتراكية و بماو .
2/ المعجزات الإقتصادية للصين الماوية ، حين كانت السلطة بيدى الشعب .
فى غرة أكتوبر 1999 الموافق للذكرى الخمسون للثورة الصينية ، أصدرت النيويورك تايمز إفتتاحية شددت فيها على أن " الملايين لقوا حتفهم عبثا فى المجاعات التى تسببت فيها السياسات الإقتصادية المتعرجة الماوية و ضحى الملايين بمسالك معيشتهم و طموحاتهم من أجل تزمت الثورة الثقافية خلال الستينات و السبعينات . إجمالا جميع التقدم الإقتصادي للجزء الثاني من القرنتم منذ 1978 عندما نبذ دنك سياو بينغ مفاهيم الإشتراكية الماوية و فتح إقتصاد الصين أمام العالم و حرر طاقات مستثمري الشعب الصيني"
و ردا على ذلك أرسل النص التالي و لكن النيويورك تايمز لم تنشره :
إلى الناشر ،
تشدد إفتتاحية غرة أكتوبر حول الذكرى الخمسون للثورة الصينية على أن " إجمالا جميع التقدم الإقتصادي للجزء الثاني من القرنتم منذ 1978 عندما نبذ دنك سياو بينغ مفاهيم الإشتراكية الماوية" و على أن الصين عانت ركودا إقتصاديا و تضليلا فى قيادة الإقتصاد خلال السنوات الماوية (1949-1976) لكن الوقائع تكذب أفكاركم هذه .
لنبدأ بالفلاحة .
قبل 1949 ، فى الصين، كانت المجاعات و نقص المواد الغذائية و شدة الجوع شائعة بين أنه إثر التحرير ، جرت تعبئة مئات ملايين الفلاحين الذين تحرروا من الهيمنة الإقطاعية بقصد الرفع من الإنتاج الفلاحي على قاعدة التعاونيات . و تحسن مردود فسح واسعة من المزارع الموجودة بينما إستصلحت أراض جديدة .
فى 1949 ، كان فقط 65 ألف هكتار أراضى سقوية و فى 1974 صار مائة ألف هكتار أراضى سقوية بما جعل الصين تملك أكبر مساحة سقوية عالميا .و غيرت صيانة المياه و مراقبة الغذاء و مشاريع مقاومة التعرية وجه الريف الصيني . و بذلت جهود جبارة لإعادة تشجير مساحات ذات دلالة من الغابات فى الصين .
و فى أواسط السبعينات ، صار تصنيع الآلات الفلاحية الأساسية و غصلاحها يتم فى أغلب المقاطعات الريفية . و كان ما يفوق 70 بالمائة من حقول الأرز و مزارع القمح الصينية تزرع بأنواع بذور عالية الجودة .
و بين 1960 و 1975 ، نمى إنتاج الصين بنسبة سنوية تتراوح بين 3.2 و 4 بالمائة أكثر بوضوح من نسبة نمو عدد السكان . و مجلة التايمز إعترفت بان فى 1976 "تم حل" قضية تغذية سكان الصين تغذية مناسبة .
و الآن إلى الصناعة .
قبل 1949 ، لم تكن الصين تملك صناعة خاصة بها للآلات الصناعية . و أثناء السنوات الماوية ، شيدت الطبقة العاملة الصينية قاعدة إقتصادية شاملة كانت شيئا فشيئا أقدر على توفير مختلف قطاعات الإنتاج بمجموعات تامة من التجهيزات .
و تعدّ نسبة نمو صناعة الصين الماوية ضمن أعلى النسب عالميا إذ كان معدل نسبة النمو 14 بالمائة سنويا بين 1949 و 1952 و 11 بالمائة مذاك إلى 1976 . و أضحت الصين تتمتع بالإكتفاء الذاتي فى النفط . و إستطاعت أن تصنع الحاسوب وسفن النقل العصرية . و فى الوقت نفسه ، طور عمال و فلاحو الصين و تمكنوا من التكنولوجيا المتوسطة التى كان يمكن أقلمتها مع الظروف المحلية فى الكمونات و المصانع المجاورة .
قبل التحرير ، كانت السكك الديدية الصينية مرتكزة فى الشمال الشرقي و المقاطعات الساحلية لكن فى السنوات الماوية إنتشر نظام السكك الحديدية ليشمل كل مقاطعة و كل بلدية و منطقة حكم ذاتي ( بإستثناء التيبت الجبلي ) . و تضاعف مجموع طول الطر ق المفتوحة لحركة المرور أكثر من تسعة مرات فى الحقبة الماوية . و أخرجت مقاطعات بأسرها من العزلة على غرار سيشوان و غيوانغسي و فوجيان .
و قضت الحملات الصحية العامة الشعبية على الإدمان على المخدرات و قضت على الأمراض التى دمرت فقراء الصين . و عبر الريف عمل " الأطباء ذوى الأقدام العارية " و هم فلاحون تدربوا على الطب الوقائي و على تلبية الحاجيات الصحية الأساسية . و إرتفع أمل الحياة فى الصين من 32 سنة تقريبا قبل 1949 إلى 65 سنة فى 1975 .
إذا لم يكن هذا تقدما إقتصاديا فماذا يكون ؟
3/ كيف قضت الثورة الماوية على الإدمان على المخدرات فى الصين .
فى الولايات المتحدة الأمريكية اليوم ن يبدو من غير الممكن الإجهاز على الإدمان على المخدرات . و يدعى النظام أنه "يقاتل المخدرات " بالشرطة و بالأدوية الجديدة و بالدين و بطرق علاج جديدة و حملات "فقط قل لا " . لكن رغم كل هذا لن تضمحل مشكلة المخدرات .و الشرطة المسلحة تعزز من هرسلتها و عنفها الموجه ضد الشعب .
لماذا ؟ لأن نظام "حوت-يأكل حوت" يتسبب فى اللجوء إلى المخدرات و لأن قوى ذات سلطة كبيرة داخل النظام تستفيد
من تجارة المخدرات . و إنتاج المخدرات و نقلها و بيعها تجارة بليارات الدولارات يديرها رأسماليون كبار لهم علاقات مع الحكومة الأمريكية و الس آي آي و الشرطة . و فى الوقت ذاته يلقى النظام باللائمة على الشعب – لا سيما شباب مدن الصفيح الفقراء - و يحمله مسؤولية "مشكل المخدرات " .
يقول الماويون : يمكن الإطاحة بالإضطهاد كله بما فيه الإدمان على المخدرات :
كيف نعرف إن كان ذلك صحيحا أم لا ؟ نعرف ذلك لأنه إثر إنتصار الثورة الماوية فى الصين فى 1949 ، إستعمل الشعب ذاته بقيادة الحزب الشيوعي الصيني طرقا ماوية للقضء على الإدمان على المخدرات . و هذه التجربة و هذه الطريقة مفيدان للغاية لعالم اليوم !
يدرس الثوريون عبر الكوكب برمته مساهمات ماو تسى تونغ ،أعظم ثورييى زمننا و يعلمون الشعب كيف أن النظرية و الممارسة الماويين يمكن أن يبينا للشعب اليوم كيف يحرر نفسه . و فى الذكرى المائوية لماوتسى تونغ ،26 ديسمبر 1993، بلغت الإحتفالات بمائوية ماو قمة عالية .
و هذه الرواية عن كيفية قضاء الثورة الماوية على الإدمان على المخدرات تبين أن "أيام الثورة كان الشعب ينظر للأشياء بطريقة مغايرة ".
كانت الصين القديمة تتميز بأكبر مشكل مخدرات فى العالم :
قبل ان تتوج الثورة الماوية بالظفر فى 1949 ، كان الشعب الصيني شديد الفقر و البؤس تحكمه زمرة من الإقطاعيين و أمراء الحرب و الرأسماليين الأجانب الأغنياء . فى ظل ذلك المجتمع القديم ، كان عديد الناس يتعاطون المخدرات .فكان مثة 70 فى الصين مليون مدمن على الأفيون و المرفين و الهيرووين . و كان عمال نصف جياع يلجأون للأحلام اللذيذة الناجمة عن الأفيون ليغطوا بها آلام الجوع و اليأس . و كان الأغنياء الكسالى يستعملون المخدرات ليأثثوا بها ساعات فراغهم . و فى بعض الماكنت كان الجميع بما فى ذلك الأطفال يدخنون الأفيون . و فى المدن ، كانت قوارير صغيرة من المخدرات تباع على الأرصفة كما تباع المثلجات . و كان الناس ينغمسون فى الإستهلاك .
لقد كان شعب الصين القديمة يعاني بفظاعة من هذا الإدمان على المخدرات . و كتان الكثير من الفقراء يصرفون مالهم القليل على المخدرات عوض صرفه على الأكل . و غالبا ماكان المدمنون يتخلون عن أطفالهم أو حتى يبيعونهم ليشتروا المزيد من المخدرات . و كانت النساء المدمنات مضطرة فى الغالب للتحول إلى عاهرات و لقيت العديد منهن الموت بسبب أمراض .
كيف زرع النظام القديم الإدمان على المخدرات :
لقد فرض المستعمرون الأغنياء الأوروبيون و الأمركان المخدرات على الصين فرضا . و خاضت الحكومة البريطانية حتى حربا هي حرب الأفيون الشهيرة فى 1839 لتملي على الصين أن تقبل بالأفيون الذى تجلبه إليها المراكب الأنقليزية . لقد كتب مالكولم آكس :" تصوروا ! إعلان حرب على شخص يعترض على أن يصبح تحت تأثير المخدرات !".
لقد إبتدأت تجارة المخدرات هذه لأنها يمكن أن توفر للرأسماليين الكبار ثروات ببيعهم مخدرات يتمخض عنها الإدمان و لأن الحكومات الإستعمارية كانت فى حاجة إلى تمويل الإستيلاء على الصين ذاتها . و إستفاد المسؤولون الصينيون الفاسدون من ذلك أيضا حيث ساعدهم الرأسماليون الأجانب على إستعباد الشعب .
و هذه الطريقة تشبه تلك التى من خلالها ترتبط الطبقة الحاكمة للولايات المتحدة الأمريكية بتجارة المخدرات على الأصعدة كافة فهي عادة ما تنظمها و تمولها و تدافع عنها .و فى الستينات أدخلت الس آي آي الهيروين إلى صفوف القوميات المضطهدة لتمول حربها السرية فى اللاووس . ثم ، فى ثمانينات ريغان ، وسعت الس آي آي تجارة الكوكايين لتمول حربها السرية ضد نيكاراغوا . و تستخرج شركات المخدرات الأمريكية الفوائد بسرعة من الكميات التى تباع سواء بالطرق القانونية أم "غير القانونية ". و العلاقة الرسمية تنزل إلى أسفل ،إلى مستوى الشارع أينتطالب الشرطة ب"قسطها" من فوائد المخدرات .
و تبين تجربة كل من الصين و الولايات المتحدة لماذا لايمكن لهذا النظام أن يعالج مشكلة الإدمان على المخدرات . إن هذا النظام يستغل الإدمان على المخدرات ليضعف الناس و يستعبدهم . و بالتالي يكدس جميع أنواع الرأسماليين و المسؤولين الرسميين أموالا طائلة من المخدرات . و بصورة مقتضبة ، يتسبب هذا النظام فى الإدمان على المخدرات و يستفيد منه .
فى الصين ، بسرعة أنهت الثورة الماويةالإدمان على المخدرات . ألحقت جيوش ماو الثورية الهزيمة بجيوش المضطهِدين فى 1949 . و بعد ثلاث سنوات ، فى 1952، لم يعد يوجد مدمنون و لم يعد يوجد باعة سريين و لم تعد توجد زراعة الأفيون و لم تعد المخدرات تتسرب إلى داخل البلاد.
كيف أنهت الثورة الماوية الإدمان على المخدرات ؟
فى الصين ، بنت الثورة جيش التحرير الشعبي ثم حكومة شعبية و قاد الحزب الطليعي الماوي ،الحزب الشيوعي الصيني هذه الحكومة و الجماهير الثورية . و لما توجت الثورة بالظفر فى 1949 ، كانت السلطة السياسية فى خدمة الشعب لأول مرة فى التاريخ و لم تعد فى خدمة المضطهِدين . فواجهت مشاكل كبرى متنوعة من بقايا المجتمع القديم . لكن صار الآن من الممكن للشعب أن ينتظم وفق مصالحه الخاصة لمعالجة هذه المشاكل.
و منذ الأشهر الأولى للسلطة الجديدة غنتهجت الثورة الطريق الماوي للخط الجماهيري لإجتثاث الإدمان على المخدرات . و لم تعول هذه الحملة على عاملي الشؤون الإجتماعية المتصلين بالناس أو على العقوبات . فقد عول الشيوعيون الثوريون على جماهير الشعب فى المدن و الأرياف لينتظموا من أجل القضاء على صناعة المخدرات و بيعها و إستعمالها . دعا الثوريون الماويون المدمنين ذاتهم للنهوض كسر عاداتهم و الإلتحاق بالنضال فى سبيل مجتمع جديد . و نظم الثوريون الماويون الجماهير فى التجمعات السكانية للنضال ضد الإخوة و الأخوات المدمنين و المدمنات بغاية إقناعهم و تربيتهم . و إلتحق مدمنون سابقون و أعضاء عائلاتهم بمسيرات و مظاهرات ضخمة .و تم حرق المخدرات فى إحتفالات أحياء . و جرى تنظيم الأطفال فى المدارس . و عملت السلطة الجديدة على إشراك الصحف و الإذاعات فى مساندة الحملة الثورية .
كان من العسير كسر العادات و أبدى مدمنون عديدون مقاومة فى البداية لكن الجماهير كانت تعرف ما إذا كان المدمن يواصل تعاطي المخدرات أو لا . و دخل الأطفال فى محاججات مع الأولياء و جادلت الزوجات أزواجهن . و طالب الجميع المدمنين بالإلتحاق بركب المجتمع الجديد.
و فى الوقت نفسه ، نظم الثوريون الشعب لتفكيك شبكات التجارة التى تروج سم المخدرات و بالنتيجة إختفى التزويد و صار من الصعب أكثر فأكثر على المدمنين أن يستمروا .
بإختصار ، أمسى النضال ضد الإدمان على المخدرات حركة جماهيرية واسعة النطاق ، ضرب من ضروب الحركات الجماهيرية التى لا تقدر على لإيجادها سوى حكومة ثورية شعبية .
القضاء على الإدمان على المخدرات جزء من الصراع الطبقي :
قال ماو تسى تونغ :" وحدوا كل الذين يمكن توحيدهم ضد العدو الحقيقي". فلى الصين ، أدركت طليعة الشعب أن القضاء على إدمان المخدرات جزء من الصراع الطبقي ضد المجتمع القديم و حثت الشعب لرسم خط فاصل بين الشعب و العدو .
لقد قال الماويون إنه ينبغى أن يعتبر النظام القديم و مسانديه الكبار منذ زمن أعداء و أنه يمكن إعتبارالمدمنين جزءا من الشعب و يتعين أن يعاملوا على أنهم ضحايا النظام القديم . هذه هي المقاربة المعاكسة لمقاربة شرطة الخنازير و غالبية الدعاة الدينيين الذين يعلنون أن "النظام جيد " و يعاملون المدمنين على أنهم حثالة إنسان و مجرمين .
بفعل هذه الإختلافات الطبقية لم يقع إيقاف المدمنين عندما كانوا " يتجولون فى الشارع ". عوضا عن ذلك كان يجرى حث المدمنين على القيام بالشيئ الصحيح و الثوري . و لأن الشعب يمسك بالسلطة ، تخلى المدمنون عن الخوف من التعرض للتفتيش . ووضعت حدود إذ على المدمنين الإقلاع عن تعاطى المخدرات فى غضون بضعة أشهر . خلال هذه الفترة ، أمكن لهم الحصول على القليل من الأفيون و قدمت لهم الحقن لتسهيل الشد العصبي عند الإقلاع عن تعاطى المخدرات .
و قالت الحكومة الماوية الثورية كذلك أنه لن يتم التعامل مع التجار الصغار للمخدرات على أنهم أعداء الشعب شرط أن يساعد هؤلاء على القضاء على تجارة المخدرات . و أتاحت الحكومة الثورية للتجار الصغار فرصة وحيدة هي أن يكشفوا للحكومة الماوية كل "المنتوج" الذى لديهم هم و المنتجين و يتخلوا عن تجارة المخدرات تخليا جديا . قاوم بعض التجار الصغار هذه الفرصة المتاحة فحاصرهم الشعب و أوقفوا . ووضع البعض تحت مراقبة الجيران و أودع البعض السجن لإعادة تربيتهم .
عاملت هذه السياسة كافة الفقراء كإخوة و أخوات فتوفر للمدمنين الفقراء "مخرج" و مكنوا من شغل و شجعوا على النضال من أجل مجتمع جديد.
أما إزاء تجار المخدرات الكبار منذ زمن الذين أثروا على حساب عذابات الجماهير فإتبعت مقاربة مغايرة إذ وقع توصيفهم ك" أعداء الشعب " و حوكموا جماهيريا و شهد ضدهم أناس دمرت المخدرات حياتهم .فنال هؤلاء المضطهدين الكبار منذ زمن عقابا عادلا شديدا : السجن مدجى الحياة أو الإعدام على الملإ علما و أن إعدامات ذات حجم كبير لم تحدث ،أعدم فقط بيين 5 و 10 فى أكبر المدن .
حملة ماو ضد الإدمان نجحت نجاحا عظيما :
مع نهاية 1951 ، أعلنت وكالة أنباء الصين الجديدة أن مشكل المخدرات "قضي عليه فى الأساس" فى شمال الصين ( التى تم تحريرها أولا) . وإستغرق الأمرفى جنوب الصين حيث توجد عدة مناطق زراعة الأفيون حوالي سنة أخرى .
جعل وجود سلطة دولة ثورية جديدة كل ذلك ممكنا : صدرت عملة جديدة و أوقفت المراقبة البنكية تبييض الأموال . وأدى إنضباط الحركة الثورية ووعيها إلى عدم قدرة تجار المخدرات على إشتراء ذمم أناس فى الحكومة الجديدة . و أدى تطور إقتصاد إشتراكي إلى تحقيق إمكانية توفير مواطن شغل و القضاء على الفقر الذى أملى على الناس الإتجار فى المخدرات .
و بعد ذلك لم يوجد لأكثر من عشرين سنة إدمان على المخدرات فى الصين . لكن بعد 1976 ، تقهقرت الصين وخطت خطوات إلى الوراء . ذلك أنه تمت الإطاحة بالثورة الماوية . و بمجرد العودة إلى النمط القديم من الرأسمالية بدأ الإدمان على المخدرات فى الظهور مجددا. و بمرارة تبين إعادة تركيز الرأسمالية هذه كذلك كيف أنه من غير الممكن لك أن تحرر الشعب دون القيام بالثورةأو بالجلوس فى نصف الطريق الثوري .
لقد رفضت الثورة الماوية المقاربة البرجوازية بأسرها للمخدرات فالمقاربة الماوية ليست بعض إصلاحات "شيئ من المال لإعادة تأهيل المخدرات " و ليست "حلولا " فردية عبر علاج واحد- واحد و ليست ملئ السجون بالمدمنين بينما يسمح للرأسماليين الكبار بأن يصبحوا أغنياء بفضل تجارة المخدرات . و ليست نفاقا و أخلاقيات دعاة لا فائدة منها . أي إن حديث عن التخلص من المخدرات دون ثورة بروليتارية ليس إلا مجرد أضغاث أحلام .
إن الثورة الماوية تعنى حلولا واقعية .لقد أوقفت عبودية المخدرات الفظيعة و أوقفت تجارة المخدرات الرأسمالية التى كان كان يستفيد منها البعض على حساب عذابات الجماهير . و قضت كذلك على أرهاط أخرى من الإضطهاد . بإستخدام الطرق الماوية ،تخلصت الجماهير الثورية من العهر و بيع الأطفال و الفقر العنيف و الأمية و البطالة و العنف ضد النساء و الإجرام و عنف الشرطة و ما إلى ذلك . لفدغيرت الثورة كليا حياة و تفكير ملايين و ملايين الناس . لقد قادت الشعب لإجتراح المعجزات فى بضعة سنوات فقط .
الثورة الماوية فعالة لأنها تعالج جذور المشاكل : أطاحت الثورة الماوية بالمضطهدين و نظامهم القديم و عولت على الجماهير لمواصلة الثورة و بناء مجتمع جديد تماما .
و هذا ما يقتضيه الأمر هنا : ثورة . التغيير الحقيقي هو الطريق اللازم لنا . /
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------
أيام الثورة كان الشعب ينظر للأشياء بطريقة مغايرة
4/ كيف حررت العناية الجماعية بالأطفال النساء فى الصين الماوية
حين تجتمع النساء و تناقش مشاكلها ،الحيز الكبيرمن الحديث يحتله العمل المنزلي و العناية بالأطفال . على النحو الذى عليه تقسيم العمل فى المجتمع ، تقوم النساء غالبا بالأعمال المنزلية و تتولى المسؤولية الأساسية فى رعاية الأطفال . و مثلما تشعر عديد النساء العاملات فى قرارة أنفسهن بالتعب، هذا يعنى "عملان ": العمل طوال اليوم ثم العودة إلى المنزل للعناية بالأطفال و إنجاز الأشغال المنزلية .
إن هذا التقسيم الإجتماعي للعمل يضطهد المرأة إذ يبقى عديد النساء منعزلات فى المنزل حيث الشؤون المنزلية و العناية بالأطفال تبلد الذهن و ترهق الجسد و يضع تحديدات جمة أمام قدرة النساء على التصرف فى حياتهن و على مدى غمكانية مشاركتهن فى النضال الثوري . المراة عليها أن تمضى حياتها جزءا كبيرا من حياتها فى تنشأة الأطفال و العناية بهم ليست إمرأة حرة فى مساهمتها فى المجتمع . و طالما لم يقع التخلص من تقسيم العمل الإضطهادي هذا ، لا يمكن تحرير المراة .
مسألة " من يعتنى بالأطفال" مسألة كبرى فى علاقة الرجل و المرأة . ينتهى عدد كبير من النساء إلى خوض صراع لا هوادة فيه ضد الرجال ليقوم الأخيرين بمزيد الأعمال المنزلية و العناية بالأطفال . و النساء عبر العالم برمته تحاول أن تجد مخرجا من هذه الوضعية . و تجد النساء الفقيرات تكلفة العناية بالأطفال لا تستحق حتى القيام بعمل ذى أجر أدنى –هذا إذا ما عثرت على عمل . و تضطر نساء شابات للتعويل على أمهاتهن للعناية بأطفالهن . و تستخدم نساء الطبقة المتوسطة معينات منزلية تكون عادة مهاجرات مضطرات للعمل بأجور زهيدة و دون فوائد . و بصورة متصاعدة نستمع إلى أن المرأة و إن كان عملها عملا هاما عليها أن "تكون أمّا أولا " . هذا الوضع برمته يذهب العقل حقيقة .
إن هذا التقسيم الإضطهادي للعمل بين الرجال و النساء قضية تاريخية عالمية . ففى المجتمع الرأسمالي حياة العائلة فردية . و ملايين النساء ، فى ملايين العائلات النووية ، تعود للمنزل كل ليلة و تواجه ذات الأعمال الروتينية من التسوق إلى الطبخ إلى التنظيف و الغسيل ووضع الأطفال فى فراشهم . و ملايين النساء مرهقات بما أن طاقتهن ووقتهن ينفقان فى القيام لوحدهن بمهام يمكن ان تنظم بطريقة جماعية ، إشتراكية .
هذا هدر ضخم للطاقات الإنسانية . و بالنسبة للبروليتاريا هذه قضية كبرى عبر العالم بأسره .لأنه طالما وجد هذا الوضع لا يمكن لنصف البشرية أن يساهم بالتمام فى تطوير المجتمع لهذا نقول " لنحررغضب النساء كقوة جبارة للثورة " .
كل هذا ينبغى ان يجعلنا نتساءل : ألا توجد طريقة لتنظيم المجتمع بأسره على نحو مغاير بغاية التعاطي مع هذا المشكل ؟ نعم ،ثمة طريقة ! فى الصين الثورية ، قاد ماو تسى تونغ الشعب فى تشكيل جيش أحمر و فى إفتكاك السلطة فى 1949 و المضي فىتشييد مجتمع إشتراكي جديد لأكثر من 25 سنة . لقد فهمماو أن على الثورة أن تحرر المرأة من المهام اليومية للعمل المنزلي و العناية بالأطفال . و إن لم تفعل ذلك فإن نصف المجتمع سيقصى من النهوض بدور تام و متساوى فى بناء مجتمع إشتراكي جديد ،خال من الإضطهاد . و بهذه النظرة الماوية لقيت جماهير الصين حلا حقيقيا لمشكلة رعاية الأطفال.
و اليوم يدعو حكام ( و رجعيون آخرون ) الناس "للعودة إلى القيم العائلية التقليدية " إلا أنه فى الصين الثورية ، كان على النساء أن تقف ضد كافة "القيم العائلية التقليدية " التى وضعت النساء فى مرتبة دونية لآلاف السنين . و هذه الرواية لكيفية معالجة الصين الثورية الماوية لمشكل رعاية الأطفال مفيدة لجميع الذين يناضلون اليوم من أجل إحداث تغيير راديكالي ثوري . و ذلك لأنها تبين كيف أن الشعب حين تخلص من النظام القائم و إفتك السلطة السياسية الحقيقية ،أمكن أن يعالج المشاكل التى لا يمكن معالجتها أبدا فى ظل الرأسمالية. و يبين كذلك كيف أن الثورة الماوية فقط قادرة على تحرير النساء .
-----------------------------------------------------------------------------------
فى الصين القديمة ، كانت الفلسفة القديمة لكنفيشيوس تتحكم فى حياة الناس و كانت التقاليد تساهم بجزء كبير فى إضطهاد النساء . فكانت النساء تعتبر فى مرتبة دونية على الأصعدة كافة .و كان الدور الوحيد للمرأة هو خدمة زوجها و إنجاب عديد الأبناء .
من البداية الأولى ، جعل ماو المرأة جزءا لا يتجزأ من الثورة .و فى المناطق التى حررها الجيش الأحمر قبل 1949 أقيم نضال عظيم ضد العادات الإقطاعية التى كانت تشد النساء إلى الأسفل . وإلتحق عديد النساء من الريف و المدن بصفوف الثورة .
إثر إصدار قوانين 1949 ، تمتعت النساء بحقوق متساوية فى ملكية الأرض و العمل و فى المساهمة فى تسيير المجتمع و التحكم فيه . إلا أن التفكير المتخلف و المعادي للمرأة كان منتشرا عبر المجتمع الصيني . و لم يحدث دفع النساء إلى الأمام لتنهض بدور تام و متساوى فى بناء الإشتراكية بسهولة أو بدفعة واحدة .
لقد شدد الحزب الشيوعي على أهمية أن "تخرج النساء من المنزل " و تشارك فى الحياة الإقتصادية و السياسية للمجتمع . بيد أنه وجدت مقاومة شديدة لهذا التوجه الثوري من رجال و كذلك من أفراد العائلة الآخرين مثل الحماواة المتوقعات من زوجات أبناءهم القيام بجميع العمل المنزلي و العناية بالأطفال . و شكل هذا عائقا أمام المضي بالثورة إلى الأمام .
فى الريف أين يعيش غالبية الشعب الصيني و فى المدن أنشِأت تنظيمات نسوية عاضدت النساء فى نضالهن ضد الأزواج و الآباء و الحماواة الذين كانوا يودون المحافظة على العلاقات العائلية الإضطهادية . فمثلا ، عندما كان الزوج يرفض العناية بالأطفال و لا يسمح لزوجته بالحصول على شغل أو بالذهاب إلى إجتماع سياسي ، كانت المنظمات النسائية تنظم وفدا يتوجه له و يناقشه ليغير طريقة معاملته للنساء . و إذا أرادت إمرأة الخروج ليلا لحضور إجتماع سياسي ،يطلب من الزوج أن يرعى الأطفال . أن تذهب إمرأة لإجتماع سياسي و يبقى زوجها يرعى الأطفال شيئ لم يسبق له مثيل فى الصين القديمة .
ومثّل تحمل الرجال مسؤولية أكبر فى رعاية الأطفال تقدما حقيقيا .إلا أن مشكلرعاية الأطفال لم يستطع معالجته طالما كان فقط مسألة إقتسام هذه المهمة بين الرجل و المرأة . فبالنظر إلى ثقل العادات ، كانت النساء تنحو إلى النهوض أكثر برعاية الأطفال طالما ظل الأمر مشكلا خاصا عائلة –عائلة . و الحل الواقعي لرعاية الأطفال هو توليه من قبل المجتمع برمته. ينبغى أن تتم العناية بالأطفال إلى جانب النهوض بالأعمال المنزلية إشتراكيا عوض مواجهتهما كل عائلة لوحدها .
و كانت سيرورة المشركة هذه لكافة الأعمال المنزلية التى تقوم بها المرأة جزءا هاما من بناء مجتمع جديد فيه عمل الناس و عاشوا فى تعاون و بطريقة مشتركة .
-----------------------------------------------------------------------------------------------------
معالجة رعاية الأطفال بطريقة جماعية :
فى بداية الخمسينات ، تركزت شبكة تسهيلات رعاية الأطفال فى الأجوار بالمدن و بالقرى الريفية . إشتملت هذه الشبكة على حضانات للأطفال أين بإمكان الأمهات أن تغذي أبناءهن بناتهن و ترعاهم أثناء يوم العمل . و تعتنى الحضانات و رياض الأطفال بالذين سنهم دون السابعة و الذين لم يلتحقوا بعدُ بالمدارس . و كانت هذه الحضانات و رياض الأطفال تديرها بالحي منظمات و مصانع و مدارس و تعاونيات فلاحية فى الريف . و أرسيت مدارس لتدريب مروضين و مروضات و معلمين و معلمات للأطفال .؟ و فى المدن الكبرى ، شرعت فيدرالية النساء فى سلسلة من الدروس القصيرة المدى لتدريب الناس على الرعاية الجماعية . و فى المناطق الريفية وجدت تسهيلات رعاية أطفال أقل توزعا و العديد منها كانت فى البداية صغيرة و تجريبية .لكن مع القفزة الكبرى إلى الأمام ، فى 1958-1959 حدث تغير كبير فى الوضع إذ مثلت القفزة الكبرى إلى الأمام حركة جماهيرية كبرى أطلقها ماو . فكانت خطوة عظيمة إلى الأمام فى تطوير الإقتصاد – لا سيما فى الريف حيث تم إستنهاض الفلاحين ليطوروا فعلا الفلاحة و الصناعة الصغرى و المحلية . و تحدت التقاليد و الأفكار العبودية .
و كان تحرير المرأة قضية مركزية فى حملة عمت البلاد .فقد تطورت أشكاتل فلاحة جماعية فى الريف و تركزت الكمونات أين كان يعيش آلاف الفلاحين و يعملون جماعيا . وهو ما قلص من التأكيد على العائلة كوحدة تتمحور حولها حياة الشعب , مع تحول الحياة الإقتصادية للشعب إلى إشتراكية أكثر ، وضع أساسلأشياء أخرى مثل رعاية الأطفال و مشركتها . و كان إرساء رعاية الأطفال الإشتراكية شيئا جديدا نحت فى الصين . و كان على الحزب الشيوعي أن يعول واقعيا على جماهير النساء للشروع فى تشغيل هذه الحضانات و رياض الأطفال . لئن لم يتم ذلك فإن مراكز رعاية الأطفال كانت ستشتغل دون أخذ حاجيات النساء و مشاغلهن بعين النظر و كانت النساء ستكون مترددة فى ترك الأطفال مع غرباء فى مؤسسة أنشٍأت دون مساهمتهن . و أهم حتى ،جرى إستنهاض جماهير النساء لتناضل ضد جميع الأفكار و الممارسات المتخلفة التى ينبغى الإطاحة بها إذا ما أريد من النساء "أن تخرج من المنزل " .
عقب إنجاز بعض البحث فى قرية أو جوار ، كان قادة الحزب الشيوعي يدعون النساء للإجتماع و الديث و الإصداح بالرأي حول المشاكل و المخاوف. معا كانوا يخططون لكيفية إنشاء مراكز رعاية أطفال تناسب كامل المجموعة السكانية.و كانوا يتقاسمون مختلفالمهام و يتلقون أجرا على ذلك . و إثر إرساء المركز ،كانت تعقد إجتماعات منتظمة لنقاش المشاكل و المخاوف التى يثيرها أولياء الأطفال أو الساهرين على تسيير المركز .
فى قرية كان لوقت من الصعب العثور على أناس يتولون مسؤولية الحضانات الجديدة إذ كانت غالبية النساء تفضل فلاحة الأرض مع الرجال . و كان كلا من الرجال و النساء يحتقران مهمة رعاية الأطفال .و لم تكن النساء المسنات المتقاعدات قادرات على التحكم فى قاعة مليئة أطفالا نشيطين أو رضعا لوحدهن . و عالجت هذه القرية فى آخلر الأمر هذا المشكل ببعث نساء شابات غير متزوجات لتحصل على دروس قصيرة المدى فى الحضانة و الرعاية الجماعية للأطفال . ثم صارت هذه النساء مسؤولة عن مراكز صغيرة لرعاية الأطفال أين كانت تساعدهن نساء مسنات متقاعدات . و كانت النساء المسنات المتقاعدات "يتحدثن عن المرارة " كجزء من عملهن ،راويات للأطفال حكايات عن كيف كان الشعب مضطهدا بعنف فى المجتمع القديم .
و قد ساهم تركيز رعاية الأطفال الإشتراكي الواسع فى تحرير ملايين النساء بحيث إستطاعت أن تشارك فى بناء الإشتراكية . و حوالي 1952 تضاعف عدد الحضانات فى المصانع و المناجم و المنظمات الحكومية و المدارس ب 22 مرة نسبة لما كان عليه فى 1949 . و خلال الخمسينات تواصل هذا التيار ،لا سيما أثناء القفزة الكبرى إلى الأمام ،مع مشركة كذلك عديد أشكال الأشغال المنزلية كالطبخ و الخياطة و رحي الحبوب.
و حوالي 1959 ، قُدّر أن فى المناطق الريفية هنالك تقريبا خمسة ملايين محضنة و روضة أطفال و أكثر من 3.5 مليون مطعم عمومي و عديد مراكز رحي الحبوب و الخياطة . و فى المدن ، نظمت منظمات أحياء تسهيلات خدمات جماعية . و شمل هذا "حضانات شوارع" و مطاعم جماعية . بعضها كان كبير الحجم و يقدم خدمات لمئات العائلات لكن البعض الاخر كان بسيطا و صغير الحجم يقدم خدمات لعشرات قليلة من العائلات فقط . و كان الأمهات العاملات و الآباء العاملين يأخذون أطفالهم فى إثر يوم العمل و إما يأكلون جماعيا معهم فى مطعم جماعي أو يعودونه بهم إلى المنازل لعشاء عائلي . و أقامت بعض المدن "وجبات غذاء على عجلات "مقدمة خدمات تسليم للناس المرضى أو الذين يضطرون للبقاء بالمنزل لرعاية الأطفال المرضى . و أنشأت الحضانات لفائدة النساء العاملات فى المصانع أنظمة أخرى لرياعة الأطفال . فتوفرت رعاية لنصف يوم أو ليوم كامل أو ل24 ساعة و أسبوعيا جدول أوقات عمل هذه الحضانات كان يتناسب مع جداول أوقات المصانع و كانت متوفرة أقرب ما أمكن من مكان عمل النساء .
فى الصين الإشتراكية ، أعطى المجتمع الأولوية لتركيز مراكز رعاية الأطفال هذه . و إنعكس هذا فى كيفية إنتشار هذه المراكز . لنضرب مثالا على ذلك ، فى 1959 فى العاصمة بيكين ، وجد حوالي 1.250 روضة أطفال شارع و حضانةترعى حوالي 62 ألف طفل . و حوالي 1960 قفزت هذه الأرقام إلى 18.000 حضانة و روضة أطفال ترعى أكثر من 600 ألف طفل !
إلى جانب هذا التوسع فى الرعاية الجماعية للأطفال ، أنشأ الشعب فى بيكين كذلك 12.000 مطعم جماعي و أكثر من 1200 مركز إصلاح أحذية و 3.700 مركز خدمات حيث بإمكان الناس إيداع الملابس لخياتها و غسلها . و أنشأت أيضا حضانات أصغر حجما أين بإمكان النساء أن تدع أطفالهن لعدة ساعات و تذهب للتسوق أو مشاهدة شريط أو تذهب إلى الدراسة لجزء من الوقت فى المعاهد .
الثورة الثقافية تكسر بصورة أعمق سلاسل التقاليد
فى 1966 ، أطلق ماو الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى التى كانت تهدف إلى الإطاحة بالقادة اليمينيين داخل الحزب الشيوعي الذين يعملون على إعادة تركيز الرأسمالية. فوقع إستنهاض الملايين عبر المجتمع ليناقشوا و يناضلوا من أجل التوجه الذى سيتخذه المجتمع . هل سيظل الشعب يبنى الإشتراكية و يتخلص من جميع مظاهر اللامساواة و الإختلافات فى المجتمع الطبقي ؟ أم سيعاد تركيز كابوس الرأسمالية و الحوت يأكل حوت و الأرباح قبل كل شيئ ؟
وجهت الثورة الثقافية صفعة لكل التقاليد و الممارسات المتخلفة فى المجتمع الطبقي . و كان النضال ضد إضطهاد النساء جزءا جسيما من هذه "الثورة داخل الثورة" . لقد كان الذين يشجعون على الرأسمالية فى الصين يودون إيقاف الثورة فى نصف الطريق . و كانوا ضد الإطاحة بالهيكلة العائلية التقليدية و شجعوا التخلف و الأفكار المعادية للمرأة . و سعى أعلى "أتباع الطريق الرأسمالي " داخل الحزب الشيوعي مثل لين بياو نشر أشياء مثل قول كنفيشيوس "ضبط النفس ,إعادة تركيز الحق " بمعنى أنه على كل أمرء أن يقبل ب"موقعه" فى السلم الإجتماعي . و نشروا النظرة القائلة بأن على النساء أن يعتنين عن كثب بالعائلة و الأطفال . و نقدوا مراكز رعاية الأطفال، مدعين أن الأطفال لم يكونوا يتلقون الرعاية الجيدة و ان على المجتمع أن يتكور أكثر إقتصاديا قبل أن يستطيع مشركة أشياء مثل رعاية الأطفال .
و قاد هؤلاء القادة الحزبيين و عبؤوا أناسا فى المجتمع يشجعون التخلف و الأفكار التقليدية المعادية للمرأة . و خربوا جهود مشركة الأشغال المنزلية و رعاية الأطفال . و كل هذا يبرز حتى أكثر المكسب العظيم المتمثل فى مشركة الأشغال المنزلية النسائية عبر الصين . و قد كانت مشركة الأعمال المنزلية و رعاية الأطفال فى الصين الثورية غير متكافئة ،لا سيما بين المدن و الأرياف . فحوالي 1971 كانت 90 بالمائة من نساء الصين تعمل خارج المنزل بيد أن مشركة رعاية الأطفال كانت متخلفة عن هذا الوضع . فى المدن حوالي 50 بالمائة من الأطفال الذين تمتد أعمارهم بين سنة و ثلاث سنوات يذهبون إلى الحضانات بينما ال50 بالمائة الآخرين تتم رعايتهم فى المنزل ،غالبا من قبل الجد و الجدة . و فى الريف نسبة الأطفال المتمتعين بالرعاية الإشتراكية كان حتى أدنى . غير أن مشركة رعاية الأطفال فى الصين كانت جزءا من الصراع الطبقي و مثّل خطوة كبرى فى تحرير المرأة و إقتضى خلق "أشياء إشتراكية جديدة " كالرعاية الجماعية للأطفال نضالا ت إيديولوجية و سياسية هائلة فى المجتمع . و جرى تحدى آلاف السنين من أغلال التقاليد التى كسرت حين خرجت النساء من المنزل و إلتحقت بالنضال لتثوير المجتمع . فى ظل قيادة ماو ، عمل ملايين الناس للقضاء على كافة أوجه اللامساواة و أشكال الإضطهاد . و مثلت "الأشياء الإشتراكية الجديدة " التى افرزها هذا النضال كالرعاية الإشتراكية للأطفال مكسبا هائلا و تقدما عظيمين و تاريخيين . /.

5/ كسر سلاسل التقاليد جميعها
إليكم مقتطفات من حوار مع قائدة شيوعية ماوية زارت الصين الثورية فى 1971 ...
سؤال :
قلت فى مقالك "ليست النساء آلات تفريخ " إنك لما زرت الصين الثورية أثناء الثورة الثقافية فى 1971 :" كما لو أننا كنا على كوكب آخر . لم أفكر أبدا أننى أستطيع الشعور بأنى مختلفة للغاية كإمرأة و أنه سيكون من الممكن السير فى شوارع المدن مرفوعة الرأس ..." هلا توسعتى فى شرح ذلك .
جواب :
لقد فكرت فى تجربتى فى الصين بعد فترة طويلة و فى ما يتحدث عنه المعلقون البرجوازيون ...و ما يسمي "موت الشيوعية " . ما شاهدناه فى الصين الثورية كان على قمة جسر التاريخ ، كما لو أننا سافرنا عبر آلة عبور الأزمنة نحو المستقبل – لكن ليس بعض المستقبل الذى تصوره غلبية روايات الخيال العلمي حيث الناس هم ذاتهم ( الرجال مكتشفون و مقاتلون و مهيمنون على النساء هيمنة ذكورية ) و فقط ما يحيط بهم هو المختلف . أقصد مستقبل حيث الناس مختلفون و يصنعون مجتمعا مختلفا تماما .
فى صين 1971 ، بمجرد مضي أعلى موجات الثورة الثقافية ،شاهدنا عالما جديدا يبزغ . كثورية شاركت بنشاط فى حركة تحرير النساء ، كنت بصورة خاصة معدلة على وضع النساء و من أول تجربتنا مع المرأة الصينية تعلمت أن شيئا رائعا يحدث هناك . فقد إستقبلتنا نساء شابات حين نزلنا بمطار شنغاي و صدحنا بأغاني و عرضنا مشاهد مسرحية ثورية من نماذج الأوبيرا و المسرحيات الجديدة بينما كنا ننتظر عملية الربط بالطائرة مع بيكين . كانت الشابات ترتدى جاكيت و سراويل بسيطة و أحذية قطنية رقيقة و شعرهن فى ضفائر أو قصير ووجوههن زاهية دون أية أثر للماكياج .و كم كانت فخورات و واثقات من أنفسهن !
إن المطار عينه كان مختلفا أيما إختلاف عن مطارات باكستان و مصر التى توقفنا بها فى طريقنا و عن ما رأيناه فى هونكونغ فى طريق عودتنا بعد ستة أسابيع ، إذ كانت مطارات الباكستان و مصر مليئة بالمتسولين و باعة اللعب و الحلي المزيفة و لم نر شيئا من هذا فى الصين .
دعونى أقول لكم إن التواجد فى الصين لمدة ستة أسابيع ،بما فى ذلك فى شنغاي ، إحدى أكبر مدن العالم ، و عدم التعرض للهرسلة أو التحرش و لو مرة واحدة من أية رجل كان أمرا لا يصدق تقريبا . لم نر أية نساء تعرض كأغراض جنسية فى الإشهار و فى الإعلانات و فى المجلات و فى أكشاك الجرائد و فى الشوارع . و يا لها من راحة هائلة أن يتم التخلص من عبء توتر اليقضة الذى على المرأة أن تحافظ عليه فى بلادنا – يقضة ضد العناية غير المرغوب فيها و التعليقات غير المرحب بها و الهجومات الجسدية . نحن نساء كان بإمكاننا أن نقيم إتصالا بالعيون مع الرجال و كذلك مع النساء فى الشوارع و أن نبتسم و نهز رأسنا للمارة دون أن نفكر فى أن ذلك سيأوّل على أنه "هيا بنا " . و أنا أتحدث حتى عن السير على القديمن ليلا فى شوارع شنغاي . و أحببت تخطى الخوف مما ألبس . و فى أول جولة تسوق فى مغازة مقاطعة صينية ، إشترينا جميعا سترا و أحذية صينية لبسناها أثناء ما تبقى من السفرة .
لقد شاهدنا نساءا تعمل إلى جانب الرجال فى الصناعة الثقيلة و على أرصفة المواني و فى وحدات الجيش و الجامعات و الريف . و كانت القادة النساء تستقبلنا معا مع الرجال حيث قصدنا . بعدُ كان عدد النساء أقل من عدد الرجال فى أغلب المجموعات القيادية التى لقيناها ، رغم أن الثوريين الحقيقيين كانوا يخوضون معركة لتشجيع القيادات النسائية . و كان المسرح يعج بالمسرحيات الجديدة الإحداث التى كانت تظهر النساء شخصيات محورية – قادة سياسيات و عسكريات و ليس "أغراض حب " و صور جنسية أو نساء أرستقراطيات . و قد تحدثنا إلى عديد النساء و العديد منهن ذكرت لنا الشعارات الشعبية آنذاك التى نشرها الرئيس ماو : " النساء نصف السماء" و " تغيرت الأزمان . كل ما يمكن للرفاق الذكور إنجازه ، بإمكان الرفيقات النساء إنجازه كذلك". و فى الوقت عينه كانت النساء تسارع إلى للإضافة أنه يبقى الكثير بعد للإنجاز فما تزال هنالك أفكار و عادات رجعية ينبغى تجاوزها إذا ما كانت النساء ترجو التحرر التام . لكن بالنسبة لنا ، و نحن كنا مغمورات بمعارك الستينات، كان يبدو أنها طرقا جديدة بإتجاه المستقبل الذى حلمنا به .
عندما عدت ، قرأت كتابا عنوانه "الحياة اليومية فى الصين الثورية " لماريا أنطونياتا ماتشيوتشى أين تقدم مقتطفا من كلام إمرأة شابة : بعدُ هنالك ثورة للإنجاز داخل العائلة . علينا أن ننقد العائلة من وجهة نظر ثورية ،بالإعتماد على تحطيم المفاهيم الخمسة القديمة و تعويضها بمفاهيم خمسة جديدة : 1)تحطيم مفهوم عدم فائدة النساء و تعويضه بفكرة أن النساء يجب أن تكسب دون خوف نصف السماء ، 2) تحطيم الأخلاق الإقطاعية للمرأة المضطهَدة و الأم الجيدة و إحلال المثل الأعلى للبروليتاريين الثوريين محلها ، 3) تحطيم عقلية التبعية للرجال و الإرتباط بهم و إحلال التصميم الصارم على التحرر محلها .
4) تحطيم المفاهيم البرجوازية و تعويضها بالمفاهيم البروليتارية و 5) تحطيم المفهوم الضيق للعائلة ذات المصلحة الضيقة و إحلال المفهوم البروليتاري المفتوح للوطن و العالم فى العائلة محله ".
هذه المبادئ الخمسة عادة ما ذكرتها الصحافة الصينية و صارت مرجعا للنساء اللاتي تحدثت معهن .إن الشعب الذى كان يريد تغييرا حقيقيا كان يستعمل هذه المبادئ المرشدة لتحديد مقاييس كافة المجتمع .
أخذ الصينيون يعملون على تحرير النساء من جميع الجوانب . و كان للعمل خارج البيت دور محوري للغاية بالنسبة لكافة السيرورة التحررية . قبل كل شيئ ، يسمح للمرأة أن تغدو مستقلة إقتصاديا عن الرجال . فضلا عن ذلك ،فإن العمل خارج البيت فى شغل مفيد إجتماعيا يعطى النساء نظرة واسعة عن العالم و المجتمع أفضل من نظرة المرأة التى تظل ببساطة فى حدود الأربعة جدران و تعتنى فقط بزوجها و عائلتها و يطور كذلك التعاون فى صفوف النساء العاملات معا لإبداع شيئ و صنع الأحداث .و يطور شعورا جماعيا لا يحصل عليه الناس فى عائلاتهم الفردية و فى منازلهم الخاصة . إنه يعزز الموقف العام للنساء فى المجتمع كأعضاء لهم قيمة و منتجون و ينمى إستقلال النساء الإجتماعي و الإقتصادي . كل هذه الأشياء ضرورية للسيرورة الشاملة لتحرير النساء .
سؤال :
لكن فيما يختلف هذا عن الوضع فى الولايات المتحدة الأمريكية أين تعمل بعدُ عديد النساء خارج المنزل – و العديد ليس بإختيارهن و إنما لإعالة أنفسهن و عائلاتهن ؟
جواب :
يختلف قبل كل شيئ فى أن طبيعة السيرورة العامة للعمل مغايرة فى ظل الإشتراكية . فى الصين كان من النادر نسبيا أن تعمل النساء فى المصانع و المغازات و ما إلى ذلك لأن الصين كانت بلدا أقل تصنيعا و تطورا بكثير من الولايات المتحدة الأمريكية ...بيد أنه هناك غدى العمل ، كما سيكون فى أي ولايات متحدة إشتراكية مستقبلا ، مختلفا للغاية عن العمل فى الولايات المتحدة الرأسمالية . فى ظل الإشتراكية يظل العمال بعدُ يتلقون أجرا حسب عملهم بينما فى ظل الشيوعية سيعمل الرجال و النساء بحرية لتوفير ما هو ضروري للحياة و لجعل الحياة أكثر إمتاعا و ستتلقون بالمقابل ما يحتاجونه للحياة . الإشتراكية مرحلة إنتقالية بين الماضي الرأسمالي و المستقبل الشيوعي و تتميز بجهود واعية للقضاء على اللامساواة و الأفكار القديمة و تفرز علاقات إقتصادية و إجتماعية جديدة .
فى الولايات المتحدة اليوم ، العمل خارج المنزل عبء مزدوج بالنسبة للنساء لأن العمل خارج المنزل غير مرض البتة و مرهق للغاية و لا تتلقى النساء أجرا كبيرا فى المقابل و بالتالي تعود للمنزل و عليها أن تبذل جهدا إضافيا فى القيام بشؤون المنزل و تطبخ الوجبات و تعتنى بالأطفال . زيادة على ذلك، لما تعمل خارج المنزل ، غالبا ما تتعرض لمشكل آخر هو الهرسلة الجنسية فقط لأنها مرأة و ذلك فى طريقها للعمل و كذلك فى مكان العمل نفسه . لذا نتحدث عن تحويل السيرورة الشاملة للعمل – بالنسبة لكل من النساء و الرجال – فى ظل الإشتراكية -. قبل كل شيئ يصبح العمل جزءا من القيام بالثورة عبر العالم .فقد سمعت عديد الصينيين يقولون : " أقوم بهذا من أجل الثورة العالمية ". لأن البروليتاريا تتحكم فعلا فى المجتمع إعتبر الناس أن عملهم يساهم ليس فحسب فى رفاههم الذاتي أو العائلي أو حتى رفاه الصين و إنما يساهم فى تعزيز التقدم الثوري عالميا أيضا .
نتحدث كذلك عن العمل بما هو جزء من تغيير العلاقات بين الناس . فى المصانع ،مثلا ، لا يوجد وضع حيث تقوم الأغلبية بذات العمل المضني يوميا و قلة قليلة من المراقبين يتنقلون مسجلين أسماء الذين لم يعملوا بسرعة كافية أو الذين كانوا يتحدثون أثناء العمل . لقد كان العمال يراقبون أنفسهم و يراقب بعضهم البعض و إتخذت خطوات حقيقية للإطاحة بتقسيم العمل بين العمل الفكري و العمل اليدوي وهو أحد اكبر التقسيمات فى المجتمع التى ينبغى أن يجري تخطيها خلال المرحلة الإشتراكية .لذا تشكلت لجان عمالية تقوم بتحديثات تقنية تهتم بجزء من المشاكل التى تظهر و تعالجها . و العمال االأفراد يشجعون للمشاركة فى السيرورة و كذلك فى نقد القادة فى المعمل أو المصنع أو فى المؤسسة . و ساد حقا شعور بأن الناس يعملون معا ،مستعملين المعرفة التى تنشأ فى ذلك المعمل أو المصنع . و بذلك يساهمون فى معالجة مشاكل الصين ككل و يخولون للصين عندئذ أن تساهم أكثر فى الثورة العالمية .
و كانوا يدرسون بإستمرار ليرفعوا من وعيهم و فهمهم السياسيين . شكل عمال فى مصنع نسيج ضخم زرناه فى شنغاي فى ظل قيادة الثوريين خلايا دراسة شملت آلاف العمال . و درسوا مؤلفات ماركسية عظيمة مثل "ضد دوهرينغ " لإنجلز و " المادية و مذهب النقد التجريبي " للينين . كما درؤس العمال بشغف الماركسية-اللينينية كي يفهموا على نحو أفضل ما كان يجب عليهم فعله لمواصلة الثورة و المساهمة فى السيرورة الثورية عبر العالم بأسره . و هذا مثال جيد عن نوع الدوافع التى كانت تحث الناس – و ليس المال فى جيبك أو دافع إعمل لتكون الأول- بل دافع يستند إلى الوعي السياسي بالإسهام بأكبر قدر ممكن فى الثورة . و كما رأينا ، حرر هذا الدافع مبادرة الجماهير لتبدع ألوانا من الأشياء الجميلة لتغيير العالم .
و هذا كله لم يحدث عفويا أو بضربة سحرية .فقيادة الحزب إتخذت موقفا نقديا من أجل تحرير هذا النوع من المبادرة . فالقيادة فى المصانع مثلا كانت تمارس بمزج الفريق التقني / الإداري و العمال أنفسهم و كوادر الحزب . هذا النمط من المزج المسمى " ثلاثة فى واحد " تكرس بشكل واسع فى المجتمع . و أهم من ذلك حتى إنه التوجه الشامل للمجتمع الذى سمح لهذه الأنواع من التغييرات أن تحدث . و أمكن لها أن تحدث فقط بالإعتماد على طليعة قوية مصممة على المضي قدما بإتجاه الشيوعية .
سؤال :
هل يمكنك الحديث قليلا عن العلاقات بين الزوج و الزوجة ؟ أحد القيود التى تشد إلى الخلف ليس الفلاحين الصينيين فحسب بل أيضا الشعب الصيني هو السلطة الأبوية .
جواب :
لقد تحدث ماو قبل الثورة عن " السلاسل الأربعة الكبرى " التى تقيد الشعب الصيني و على الأخص الفلاحين . و هذه السلاسل هي السلط السياسية و العشائرية و الدينية و الذكورية و أول مهمة من مهام الشيوعيين كانت تحرير الشعب لكسر هذه السلاسل.
فى كل مرحلة من حياتها كانت المرأة تابعة لرجل ما . "الطاعات الثلاث" كانت تحكم حياتها : طاعة الأب عند الصغر و طاعة الزوج عند الزواج و طاعة الإبن الأكبر سنا عندما تصبح أرملة . و السلطة الوحيدة التى كانت تتمتع بها هي سلطتها على زوجة إبنها ،طبعا ، فى ظل السلطة الأبوية الشاملة للعناية بشؤون المنزل . و كان الزواج مدبرا و كان تزويج البنات يتم و هن جد صغيرات السن لتمسي بمثابة عبيد لأزواجهن و أقارب الزوج.
بعض النساء قاتلت بضراوة و أخذت بالقوة إلى منزل الزوجية . و هنالك أمثلة كثيرة عن نساء شابات رفضت الإستمرار فى زواجهن و إنتحرت بعضهن و هن فى طريق الإحتفالات . فى 1919 ، فى خضم المسيرات الثورية الشبابية الجماهيرية ، ألهم إنتحار إمرأة شابة ، اللآنسة تشاوو ، إحتجاجات ضد الزواج المفروض فرضا . و كتب ماو تسى تونغ حول إنتحارها و حمّل المجتمع مسؤولية ذلك الإنتحار . و قد رفض هو نفسه الزواج من إمرأة إختارها له والداه .
و لم تكن لعديد البنات حتى فرصة أن تترعرع و بما أن الذكور يفضلون على الإناث فإن البنات المولودة كانت تساوى عادة فما آخر يلتهم الأكل و فلاحين كثر لم يكن لديهم ما يكفى لسد رمق أفراد العائلة .و كان يتم غغراق الصبيات أو توضع على أرصفة الطرقات اتتعرض للجوع أو ليأخذها أحد المارة .و اليوم ، مع العلاقات الرأسمالية و الهيمنة الذكورية اللذان أعيد تركيزهما فى الصين ن إنتشرت من جديد الظاهرة الفظيعة لوءد البنات .
و كانت البنات تباع للملاكين العقاريين أو تفتك بالقوة من قبل كلابهم المستأجرة لخلاص ديون أولياءهم . و فى المدن تباع إلى بيت دعارة . و يختطف الملاكون العقاريون البنات و النساء كما يحلو لهم و يغتصبونهن .
عندما أتحدث عن السلطة الأبوية ، تبدو أحيانا بعيدة نوعا ما أو أكاديمية . غير أنها كانت تعنى الإخضاع الأعنف و الرذيل للنساء اللاتى تعيشه منذ ولادتهن . أحد الأمثلة الشعبية من ذلك الزمن بالنسبة للرجال كان "إمرأة متزوجة تشبه حمارا إشتريته ، سأقودها و أجلدها كما أريد ".
سؤال :
هل من شرح لكيفية تغيير ذلك الوضع .
جواب :
عالج الشيوعيون منذ البداية مسألة تحرير المرأة . ففى المناطق المحررة ، فى الحال ألغي الحزب الشيوعي ربط الأرجل و الزواج المدبر و إساءة معاملة النساء . لكن هذه القوانين لم تكن لتعني الشيئ الكثير دون تعبئة النساء بالذات . و قد شجع الشيوعيون و عاضدوا بناء تنظيمات نسائية كانت فى البداية تجتذب إليها بعض النساء الأجرء و الأكثر ثقة بالنفس و إستقلالا فى القرية . و هذه النساء تاليا تبحث فى الأوضاع العائلية أين كانت تساء معاملة النساء . تقول لمن تتعرض لسوء المعاملة أن الزمن تغير الآن و أن مثل إساءة المعاملة هذه لم يكن مسموحا بها و تسعى إلى كسبها لحضور إجتماع و الحديث على الملإ ضد ما حدث لها . ثم تنظم إجتماعات لكافة النساء فى القرية و تستقدم زوج المرأة أو الصهر ليجيب عن الإتهامات الموجهة له . و إذا لم يأت أمام الجمعية النسائية ،كانت هذه الأخيرة تجلبه جلبا و تحضره عنوة . كلا من جاك بلدان ووليام هلتن رويا ذلك فى كتابهما بشأن الأيام الأولى للثورة الصينية , و كانت النساء تدفع الرجل إلى الحضور و تواجهه بممارسته و إساءته المعاملة و تعلمه أن هذا النوع من الأشياء ينبغى أن يتوقف و أن المجتمع الجديد لا يسمح بمعاملة النساء على ذلك النحو . و أذهل ذلك بعض الرجال إلى درجة أنهم وافقوا على الإلتزام بما قالته النساء . و سخر رجال آخرون من النساء و بصقوا عليهن و قالوا :" بأي حق تأمروننى أنتن النساء الغبيات بما أفعل ؟ " فى هذه الحال كانت النساء تمارس شيئا من السلطة البروليتارية فيذيقونه الأمريين إلى أن يتوسل الرجل العفو و يعد بوضع حد لمعاملة زوجته على ذلك النحو . و يعود بعض الرجال ‘لى منازلهم و يخجلون حقا من معاملة نساءهم على تلك الشاكلة أو يصبحون يخشون للغاية غضب النساء أو ربما حدث كلا الأمران معا بحيث يتغيرون . و بالنسبة للآخرين ،تطلب الأمر لقاءات متكررة مع منظمات النساء . و مثلما تتصورون حين أخذ هذا فى الحدوث ، لم يؤثر فقط على إمرأة واحدة أو عائلة واحدة فالأخبار تنتقل زو قد كان ذلك محور صراع كبير و نهوض كبير و فوضى كبيرة فى العائلات و فى التجمعات السكانية . هنا تتصرف النساء بطرق مطلقا غير مسبوقة و لم تخطر على البال لمئات السنين فى الصين . عبلر مثل هذه التجمعات ل"التحدث عن المرارة" غدت النساء الصينيات تدرك أنه لم يكن "مصير"ها الفردي أن تعيش مثل هذه الإساءة فى المعاملة و بهذا تحررت النساء فعلا . كانت بعضهن خائفات فى البداية و لم تود التصريح بمكنوناتها أو لم تود أن تتورط لكن المرور عبر هذه السيرورة ، سيرورة كل من النقاش و الصراع المترويين مع الناس و كذلك ممارسة السلطة البروليتارية إذا أردتم تسميتها هكذا ، جعلا النساء تشرع فى رفع رؤوسهن و ترفض القبول بما إضطرت لإحتماله فى المنزل لسنوات عدة . و طفقت أيضا تنظر إلى أن طريق تقدم نساء الصين هو الطريق الشيوعي .
حينما كان الجيش الأحمر للعمال و الفلاحين يمر عبر منطقة ، كان الناس فى البداية ، يشكّون – آه ، إنه لن يفعل شيئا اتغيير وضع الفلاحين ، لقد رأينا ما تفعله الجيوش قبلا : النهب و السلب و ملء الجيوب إلا أنه مع أخذ العلاقات الجوهرية فى التغيير و رؤية الناس حياتهم الخاصة تتبدل بفضل هذا الجيش و قيادة الحزب الشيوعي الذى يمثله ، عندئذ يصبحون من أشد مناصري الثورة و كانت النساء ضمن الأشد مناصرة للثورة .
سؤال :
أعتقد أن الجملة المتداولة لدى الفلاحين هي : لقد تبادلت السماء و الأرض المواقع .
جواب :
هذا صحيح و بالمناسبة ، أحد الأشياء التى قامت بها هذه النساء هو الذهاب و الصراع مع الرجال ليلتحقوا بالجيش الأحمر . و عدد من النساء كذلك إلتحقت بوحدات المليشيا التى كانت جزءا لا يتجزأ من الثورة الصينية .و حدث أمر آخر فى الحال هو أن المساواة القانونية كانت مضمونة بما فى ذلك ضمان حق المرأة فى الملكية الخاصة وهو ما لم يكن مسموحا به فى السابق . عندما إفتكت الثورة السلطة عبر البلاد بأسرها فى 1949 ، جرى تغيير القوانين لتمتيع النساء بالمساواة مع الرجال على جميع المستويات .
و صدر قانون زواج جديد جاعلا من الطلاق إمكانية تلجأ إليها المرأة عند الحاجة . فى السابق كان من اليسير على الرجال طلاق النساء و لكن كان من العسير على النساء طلاق الرجال.غير أنه دون الإستنهاض الحقيقي للشعب ،لا سيما النساء من الأسفل ، لم تكن هذه القوانين لتعني الكثير . إصدار هذه القوانين كان فقط خطوة أولى فى سيرورة تحرير المرأة . ما قاله ماو فى حوار فى منتهى الأهمية هنا : " بالطبع ، كان من الضروري تمتيع المرأة بالمساواة القانونية بداية . لكن إنطلاقا من ثمة يبقى كل شيئ للإنجاز فالأفكار و الثقافة و التقاليد التى أدت بالصين إلى حيث ألفيناها ينبغى أن يطاح بها و الأفكار و التقاليد و الثقافة البروليتارية الصينية التى لا توجد بعدً ينبغى أن تبرز . المرأة الصينية لا توجد بعدُ ضمن الجماهير إلا أنها تبدأ فى فرض وجودها و بالتالى ليس تحرير المرأة صناعة آلات غسيل ."
للعودة إلى مسألة التغييرات فى العائلة ، إشتغل الصينيون على الأشياء من جانب القاعدة المادية للتغييرات – عمل النساء و خارج المنزل– وكذلك من الجانب الإيديولوجي و الثقافي و التعليمي إلخ .مثلا ، تحدثنا إلى عمال فى مصنع إصلاح قاطرات بننكو ، مصنع خارج بيكين حيث بلغ العمال مستوى عال من الوعي السياسي فى مجرى النضال أثناء الثورة الثقافية . لقد صرحت لنا عاملة " فى الماضى ، كان الرجال و النساء سياسيا متساويان ،بيد انهم لم يكونوا كذلك إقتصاديا . لم تكن النساء تشتغل . فكان الرجل: يعود على المنزل و يمسى غير راض إذا صرخ الأطفال أو إذا لم يكن الطعام لذيذا . و الآن يعود الرجل و المرأة معا إلى المنزل و عليهما أن يعتنيا معا بالمنزل. "
سؤال :
أجدنى أتذكر و أنت تتحدثين أننى عملت فى مصنع هنا يشتغل فيه النساء و الرجال جنبا إلى جنب و يعودون للمنزل ليلا بيد أن المرأة تمضى وقتها بالفعل فى إعداد العشاء الجماعي اللذيذ بينما يحتسى الزوج جعة باردة و ينام قبالة التلفاز . و عليه عليك أن تتوسعى أكثر فى المسألة .
جواب :
حسنا ، ينبغى النظر إلى المسألة من عدة أوجه ، و بالخصوص البنية الفوقية ،عبر التربية و الثقافة و المعركة الشاملة ضد الأفكار القديمة و التقليدية حول أدوار الرجال و النساء . و كان هذا مظهرا هاما من مظاهر الأعمال الثقافية الجديدة التى شاهدناها فى الصين
لأول مرة فى التاريخ فى مثل هذه الطريق الكبرى ، كان العمال و الفلاحون هم الشخصيات القيادية على المسرح . كانوا يناضلون من أجل تغيير أنفسهم و تغيير المجتمع ،خائضين معارك شرسة مع العدو الطبقي . ثمة روايات عن الثورة الصينية و كذلك عن معارك تغيير الأشياء آنذاك ، خلال الثورة الثقافية . و لعل الأكثر لفتا للنظر هو أن فى كل إنتاج من هذه الإنتاجات الثقافية هنالك شخصية نسائية قيادية قوية ، عادة الشخصية الرئيسية القيادية . هذه المرأة هي قائدة حزبية محلية أو قائدة مليشيا أو فلاحة عادية تصير قائدة . قد يكون القراء مطلعين على بعض هذه الأعمال الفنية . و إذا لم يكونوا مطلعين فعليهم بالتأكيد بمشاهدة أشرطة فيديو "فيلق النساء الحمر" و "الفتاة ذات الشعر الأبيض ". لقد شاهدنا بعض الأعمال الفنية التى عرضت شعبيا فى الغرب حينذاك ،على غرار باليه "فيلق النساء الحمر" .
و بعض الأعمال الفنية التى شاهدنا فى هذه "التربصات الأولية " ذهبت حتى أبعد من السابقة فى ما يتصل بالمعالجة المباشرة لمسألة قيادة المرأة و سلطتها . فمثلا فى عمل من الأ8عمال ، "جبال آزالايا" نجد مشهدا خلاله كا الفلاحون الذكور مضطرين لإتباع قيادة إمرأة , فلاح آخر إكتشف لاحقا أنه يعمل لصالح اليمينيين إستغل الوضع و قال "من أنتم ؟ كنتم أقوياء و مستقلين و الآن تستمعون إلى إمرأة ؟ " و هكذا يمكنكم رؤية أنه حتى فى 1971 حين كنا هناك ، ظل الصراع حول دور النساء جزءا أساسيا من معركة التغيير الشامل للصين .
الأهمية الأساسية لهذه الأعمال هي أنها تقدم و تنشر وجهة نظر شاملة جديدة للإنسانية و دور الناس فى المجتمع وهي ذات قيمة فنية عالية . فنزلت بردا و سلاما على قلوب الجماهير الشعبية التى أحبتها . و رأينا الفرق المسرحية الهواة تعرضها عبر البلاد . "فيلق النساء الحمر " ، مثلا ،عرضت "فيلق النساء الحمر " ،باليه و كذلك أوبيرا ن فى المعاهد من قبل فرق شبابية و من قبل أعضاء الكمونات إثر العمل فى الحقول . لقد برز إنفجار حقيقي للإبداع الثقافي و الطاقة الشعبيين . ولم يكن ذلك فى المسرح فحسب ففى الريف ، كان الفلاحون يعتبرون فى السابق غير مثقفين و لا ينبغى بالتالي أن يحملوا فرشاة رسم فنى بأيديهم . لكن فى الصين الثورية رأينا فلاحين لا يمسكون فرشاة رسم فني بأيديهم فحسب و غنما رأيناهم يبدعون أعمالا فنية جلبت إهتمام العالم برمته آنذاك . و قد تمكننا من مشاهدة عديد الأعمال الثورية الجديدة التى كانت تبدع و التى قادت إبداعها تشانغ تشنغ (++) .
و لم يقع فقط تصوير المعركة حول دور المرأة فى هذه الأشكال من التعبير الفني و إنما كان إبداعها منذ البداية معركة . لم يكن الأمر يعنى أن تشانغ تشنغ كانت تأتي لتعمل مع الفرقة و تعد معهم العمل ثم يعرضونه لكن وجدت معارضة و صراعا شرسين لتغيير أشكال التعبير الفنثية التقليدية – مثل أوبيرا بيكين التى عاشت لمئات السنين – و ذلك لأجل نشر أفكار المجتمع الجديد و قيمه و أهدافه ،و من هنا المساهمة فى دفع عجلة الثورة إلى الأمام .
إعتمادا على بحث أجرته تشانغ تشنغ متنقلة عبر البلاد و مشاهدة ما كان يعرض فى مسارح الصين ، علق ماو أنه إذا لم يجرى تغييرها فإن وزارة الثقافة يجب أن تدعى وزارة الموهبة و الجمال أو وزارة المومياءات الغربية . و كان هذا فى حد ذاته مذهلا خاصة أنه أتى بعد سنوات من الثورة .إن المعركة ضد الأفكار القديمة و الطرق القديمة فى صنع الأشياء و ضد فكرة أن بعض الأشكال الفنية لا يمكن المساس بها و ضد أنه لا يمكن فعلا مسرحة الصين الجديدة ، كانت معركة شرسة للغاية . و قد نهضت تشانغ تشنغ بدور محوري ليس فى البحث فحسب بل أيضا فى قيادة الصراع لتغيير الأوضاع . و قد لاقت معارضة شرسة بالضبط من أولئك الذين إغتصبوا السلطة إثر وفاة ماو و سجنوها هي و رفاقها الثوريين .
نلمس إذا أن ثمة علاقة حقيقية بين ما يصوّر على المسرح و ما يجرى فى المجتمع . مشاهدة نساء قويات على الركح و مشاهدة "فيلق النساء الحمر " حيث ترقص النساء و البنادق بأيديهن كان لها تأثيرها على النساء الشابات اللاتي شكلت فرق البنات الحديدية ،مثلا . لا أعتقد حقا انه كان بالإمكان الحصول على تغييرات على غرار مصانع نساء المنازل و فى العائلات إذا لم تكن لديك هذه الصور و المعارك ف5ى البنية الفوقية بصدد الدور الذى على النساء أن تضطلع به . لقد حررت النساء بفضل كل هذا – بالضبط تحررت فى الأيام الأولى للثورة عبر "الحديث عن المرارة " – لكسر الحدود التقليدية حتى أكثر و النهوض بأدوار قيادية فى تثوير المجتمع برمته .
--------------------------
ملاحظة : تشانغ تشنغ قائدة ثورية صينية عظيمة . تزوجت ماو و لعبت دورا حيويا فى الستينات و السبعينات فى الثورة الثقافية و فى المعركة الكبرى الأخيرة ضد دنك سياو بينغ . وقع أيقافها و سجنها بعد وفاة ماو فى 1976 و الإنقلاب التحريفي البرجوازي و بعد أربع سنوات ،تحدت بجرأة جلاديها أثناء محاكمتها فزلزلت العالم زلزلة . توفيت فى السجن فى ماي 1991 فى ظروف تبعث على الريبة .
6- معطيات و أرقام من كتاب "25 سنة من الصين الجديدة "
و إليكم الآن معطيات و أرقام مفيدة تساعد على تفنيد دعاوى جميع التخريجات المناهضة للماوية و للثورة الثقافية (دعاوى التخريجات البرجوازية منها و التحريفية و التروتسكية و الخوجية المفضوحة و المتسترة ) .و هذه المعطيات و الأرقام التى تبين مدى التطوير الماوي للبناء الإشتراكي و خدمته للشعب و مدى صحة مقولة "القيام بالثورة مع دفع الإنتاج "كجزء من النظرية الماوية لمواصلة الثورة فى ظل دكتاتورية البروليتاريا إستقيناها من كتاب " 25 سنة من الصين الجديدة " الصادر عن منشورات باللغات الأجنبية ،بيكين 1975 أي أثناء الحقبة الماوية و قبل الإنقلاب التحريفي و صعود البرجوازية الجديدة إلى السلطة فى 1976 ( الطبعة الفرنسية ).
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------
من نص : لنتقدم على الطريق الواسع للإشتراكية !
-- ص3 : شدد الرئيس ماو على أن " الإشتراكية فقط بإمكانها إنقاذ الصين "
-- ص3-4 : قال الرئيس ماو : " لأجل أن نشيد نظاما إجتماعيا جديدا عوض النظان القديم ، يجب أولا أن نزيح العوائق من الطريق . إن بقايا الإيديولوجيا القديمة التى تعكس النظام القديم تبقى بالضرورة و لمدة طويلة فى أذهان الناس ،إنها لا تمحى بسهولة ."
-- ص5 : ... و هذا بغاية خدمة الصراعات الطبقية القائمة و مقاومة التحريفية و التصدى لها و تعزيز دكتاتورية البروليتاريا . و أثناء المعارك ، ينبغى كذلك أن نحرص على تكوين عمال مسلحين بالنظرية الماركسية و على توسيع صفوفهم . علينا ،من خلال نقد لين بياو و كنفيشيوس أن نرفع أكثر من مستوى وعينا بشأن صراع الخطين و أن ندفع تقدم الصراع-النقد-التحويل على الجبهات كافة و أن نتمسك حتى بأكثر صلابة بالتوجه الإشتراكي .
-- ص5 : فتح النظام الإشتراكي حيث تكرس البروليتاريا دكتاتوريتها أفاقا واسعة لتطوير الإنتاج حسب مبدأ كمية ، سرعة ، نوعية و إقتصاد .
-- ص 6 : بقيادة الخط الثوري البروليتاري للرئيس ماو ، يجب أن نوطد التضامن الثوري الكبير للحزب بأسره ، للجيش بأسره و لشعب البلاد باسرها . يجب أن نتعلم كيفية معالجة المشاكل بالطريقة الجدلية ل"إزدواج الواحد"، و أن نطبق فعليا امختلف الإجراءات السياسية البروليتارية التى حددها الرئيس ماو و أن نميز بصرامة بين النوعين من التناقضات ذوى الطبيعة المختلفة و أن نعالجهما بطريقة صحيحة و أن نوحد- أكثر من 95 بالمائة من الكوادر و الجماهير ...
من نص : إقتصاد إشتراكي صلب :
-- ص12 : سجلت الثماني سنوات الممتدة بين 1965و 1973 إنتاجحبوب (بأرقام مطلقة ) أعلي من الإنتاج المتحصل عليه خلال الخمس عشرة سنة الممتدة من 1950 إلى 1965 . فى 1973،القيمة الجملية للإنتاج الصناعي تضاعفت و أكثر نسبة لإنتاج 1965 .
-- ص 15 : مقارنة ب1949 ، تضاعف و أكثر إنتاج الحبوب و شهد إنتاج الزراعات الموجهة للصناعة هو أيضا إرتفاعا معتبرا. وفر التطور الفلاحي المواد الأولية و مخرجا للفلاحة الخفيفة التى شهدت بدورها تطورا مناسبا : قيمة إنتاج الصناعة الخفيفة فى 1973 تضاعف لأكثر من عشر مرات نسبة ل1949 . و وفر تطور الفلاحة و الصناعة الخفيفة مخرجا للصناعة الثقيلة و الأموال الضرورية لتطورها .
من نص : تطور طاقة إستغلال الموارد المنجمية :
ص 17 : فى السابق، كان للصين حوالي 200 تقني و 800 عامل يشتغلون فى التنقيب الجيولوجي . و اليوم تضاعف عددهم مئات المرات : للصين الآن عشرات الآلاف من التقنيين و مئات الآلاف من العمال مشكلين مئات الفرق الجهوية للبحوث الجيولوجية و التنقيب المنجمي و الإستكشاف الجيولوجي للبترول و النقيب الجيوفيزيائي و فرق الهدروجيولوجيين و المهندسين الجيولوجيين .
من نص : صناعة بترولية فى إزدهار :
-- ص 21 : منذ التحرير أرست الصين قواعد صناعة بترولية عصرية نسبيا كاملةو إنتاجها فى الوقت الراهن ، قادر على تلبية حاجيات الإقتصاد الوطني المتزايدة بإطراد سواء من ناحية الكمية أو النوعية أو التنوع .
-- ص 23 : لقد أنجزت مهام الصناعة البترولية التى حددها المخطط الخماسي الثالث (1965-1970 ) منذ 1968 ، أي قبل سنتين .
من نص : آلات و تجهيزات صنعت بالتعويل على القوى الذاتية .
-- ص 27 : فى 1973 ، إنتاج التجهيزات المعدنية و المنجمية إرتفع على التوالي ب4 و 4.5 مرات و إنتاج السيارات و الآلات – الأدوات و التجهيزات البترولية و التجهيزات المخصصة لمراكز توليد الكهرباء من 1.7 أو بأكثر بقليل من 6 مرات نسبة إلى 1965 .
-- ص 27 : فى 1973 ، إنتاج الآلات الرئيسية الفلاحية مثل الجرارات و الدارسات و محركات الري و تجفيف المستنقعات و الحاصدات و آلات معالجة المنتوجات الفلاحية و الثانوية ، كلها إرتفعت بدرجات ذات دلالة ( تضاعفت لعدة مرات أو لعشرات المرات ) نسبة ل1965 .
من نص: إزدهار صناعة السفن :
مركز صناعة السفن فى هوتانغ بشنغاي الذى كان فى الصين القديمة لا يفعل سوى إصلاح السفن البوخارية قادر اليوم على التخطيط و على صناعة سفن كبيرة حمولتها تصل إلى 25 ألف طن .
من نص : لماذا نطور مؤسسات صناعية صغيرة الحجم :
-- ص38 : عرفت اصناعات الحديد الصغيرة الحجم هي أيضا تطورا كبيرا . فى1973 ، تضاعف إنتاجها الفولاذ ثلاث مرات نسبة ل 1966 تضاعف إنتاج الحديد أربع مرات .
-- ص 41 : فى منطقة الحكم الذاتي بالتيبت ، أنشأت حوالي 200 مؤسسة صناعية .
من نص : من مدينة إستهلاكية أصبحت بيكين مركزا صناعيا :
-- ص 43 : فى 1973 ، إرتفعت القيمة الجملية للإنتاج الصناعي ب110 مرة نسبة ل1949 متجاوزة القيمة الجملية المسجلة منذ 25 سنة للإنتاج الصناعي فى البلاد فى مجملها لسنة واحدة .
-- ص 47: فى 1973 ، تضاعفت القيمة الجملية للإنتاج الصناعي للمدينة ثلاث مرات نسبة لسنة 1965 التى سبقت الثورة الثقافية .
من نص : تحويل الصناعة فى شنغاي و تطويرها :
-- ص 50 : منذ 25 سنة ، شهدت الصناعة تطورا سريعا . فى 1973 ، إرتفعت القيمة الجملية للإنتاج الصناعي ب 16 مرة نسبة إلى سنة 1949 سنة التحرير و تضاعفت نسبة لسنة 1965 . فى مجمل الصناعة ، حصة الصناعة الثقيلة مرت إلى أكثر من 54 بالمائة فى 1973 مقابل 13.6 بالمائة فى 1949.
-- ص 53 : خلال المخطط الخماسي الثالث لتطوير الإقتصاد الوطني من 1966 إلى 1970 إرتفعت القيمة الجملية لصناعة المدينة ب68 بالمائة نسبة للخمس سنوات السابقة على الثورة الثقافية ... و القيمة الجملية لإنتاج المدينة تضاعف فى 1973 نسبة ل1965.
من نص : نجاح المكننة الفلاحية :
-- ص 60 : منذ الثورة الثقافية الثقافية البروليتارية الكبرى ، يتطور بناء الآلات الفلاحية بسرعة مسرعا مكننة الفلاحة فى البلاد ... نسبة إلى 1965 ،تضاعف الإنتاج فى 1973 ب5 مرات بالنسبة للجرارات و ب31 مرة بالنسبة للحاصدات .
-- ص 61 : فى 1973 ، تم إنتاج أكثر من 1500 نوع من الأجهزة و الآلات الموجهة للفلاحة و عدد كبير منها له إستعمالات مختلفة .
من نص : بناء القنوات المائية على نطاق واسع :
-- ص67 : فى ال25 سنة الأخيرة شهدت الصين إتساعا لمساحة أراضيها السقوية .اليوم ،فى عدد معين من المحافظات و الجهات ، لا سيما فى الجنوب ، تمثل الأراضي السقوية نصف المساحة الجملية للأراضي الزراعية. و تلك الموجودة فى ضواحي بيكين و شنغاي بلغت على التوالي 66 و 95 بالمائة . الآن ،كل محافظة و كل بلدية و كل جهة ذات حكم ذاتي أنشأت مساحات واسعة تضمن محصولا جيدا مهما كانت الظروف المناخية . ..
و القدرة الجملية للتجهيزات المائية الكهربائية تجاوزت 30 مليون حصان وهو ما يمثل تقريبا أربعة أضعاف ما كانت عليه سنة 1965 ، السنة السابقة للثورة الثقافية .
-- ص 68 : فى 1973 تم حفر 330 ألف بئر جديدة و هو رقم قياسي.
من نص : الإكتفاء الذاتي فى الحبوب :
-- ص 74 : فى ربع قرن حل الشعب الصيني مشكلة النقص الغذائي التى كانت تتهدده على الدوام لآلاف السنين .
-- ص 80 : خلال ثماني سنوات ، من 1965 إلى 1973 ، تجاوز إنتاج الحبوب إنتاج ال15 سنة (1950-1965) السابقة على الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى .
من نص : لا تضخم مالي فى الصين :
-- ص 84 : فى الصين الدولة هي التى تحدد الأسعار .وهي التى تزود بإستمرار السوق بالبضائع بأسعار قارة ،مما سمح بتحقيق إنتاج و بناء مخططين و بضمان حياة مستقرة للشعب .منذ بضع و عشرين سنة ،المواد و المنتوجات ذات الضرورة الملحة و نقصد الحبوب و القطنيات و الملح و الفحم ظلت أسعارهم قارة . و أسعار عدد معين من السلع و منها الأدوية و الأدوات المكتبية و المدرسية تراجعت بصفة محسوسة .
من نص : الثورة فى مجال التعليم :
-- ص 88 : حوالي 90 بالمائة من الأطفال فى سن الدراسة يلتحقون بالمدرسة .
-- ص 89 : التعليم فى الصين لم يعد مسؤولية المدرسة فقط . فالعمال و الفلاحون و مقاتول جيش التحرير و كوادر إدارات الدولة و موظفو التجارة و سكان الأحياء يثرون ثقافتهم و يدرسون النظرية الثورية أثناء أوقات فراغهم أو جزء من وقت العمل فى فى أشكال مختلفة من تنظيمات الدراسة و منها التربصات القصيرة المدى و المدارس الليلية التى توفر دروسا سياسية . كل المجتمع صار مدرسة واسعة .
و الثورة فى التعليم التى بدأت و تطورت فى مجرى الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى تتواصل دوما على نطاق البلاد برمتها . و مهمتها الجوهرية هي إصلاح النظام التعليمي القديم وفق المبادئ و الطرق على ضوء التوجه الذى صاغه الرئيس ماو :" ينبغى أن يخدم التعليم السياسة البروليتارية و أن يتضافر مع العمل المنتج "و " يسمح لمن يتلقونه بالتكوين على المستوى الأخلاقي و الفكري و الجسدي ليصيروا عمالا مثقفين ذوى وعي إشتراكي" .
من نص : نظام طبي و صحي من نوع جديد :
ص99-100 : وهكذا كرس عمليا خط خدمة جماهير العمالو الفلاحين و الجنود و حدثت تغييرات عميقة فى الأرياف مع ظهور "الأطباء ذوى الأقدام الحافية " و تركيز سريع و شامل لنظام صحي تعاوني .
هذا النظام الصحي الجديد المعتمد على تعاون الفلاحين و على تنظيم جديد للعيادة الطبية يشتغل كالآتى : يجب على كل منخرط أن يدفع سنويا مساهمة عموما يوان واحد ( ما يعادل 50 سنت دولار أمريكي ) ليتلقى علاجا مجانيا فى مستشفى فرقة الإنتاج . و إذا ما تم نقله إلى مستشفى أعلى من مشتشفيات الكمونة فإن تكاليف العلاج يتولاها كليا أو جزئيا النظام التعاوني .
"الأطباء ذوى الأقدام الحافية " المنتشرينفى كل أنحاء القرى يعدون أكثر من مليون نفر. مختارين من ضمن أعضاء الكمونة الشعبية و المتحصلين على شهادات التعليم الثانوي ، لا يقطعون مع الأعمال الفلاحيةو يعرفون إذن جيدا الأمراض التى يشكو منها عادة الفلاحون و الإجراءات التى ينبغى إتخاذها للوقاية منها و لعلاجها . إليهم يضاف أكثر من 3 ملايين عامل صحي و قابلات مختصين فى الريف: قوة طبية أساسية فى العالم الريفي . "
-- ص 100 : منذ بداية الثورة الثقافية ، توجه جماعات كبيرة من الأطباء إلى الريف إما فلإقامة فيه أو لإجراء جولات .و إتخذت المعاهد الطبية توجها جديدا معطية الأولوية للريف فى ما يتصل بالإنتداب و توزيع المحرزين على شهائد و تحسين مردود العاملين بالمجال الطبي . أما البحث الطبي ، فشدد على معالجة الأمراض المنتشرة و النظريات الأساسية المتعلقة بها . فضلا على ذلك و لتعزيز البنية التحتية الريفية فى ما يتعلق بالصحة ، تقدم الدولة إعانات مادية و مالية ضخمة . و الأدوية و المنتوجات البيولوجية و الأجهزة الطبية تصنع بكميات كبيرة بغاية تزويد الريف و أسعارها تراجعت بدرجات معتبرة , فأسعار الأدوية مثلا ،صارت خمس ما كانت عليه غداة التحرير . "
-- ص 102 : إن الحملة الوطنية من أجل النظافة التى شنت بمبادرة من الرئيس ماو غدت مهمة مستمرة ليس للعمال فى الصحة و كوادر كافة القطاعات فحسب و إنما مهمة الشعب بأسره .
-- ص 103: مزج الطب التقليدي و الطب الغربي يمثل فى الصين توجها يحتذى لتطوير العلم الطبي و الصيدلة الصينيين من نص : الأقليات القومية ،الأمس و اليوم .
-- ص 105 : تمارس الصين سياسة مساواة بين كافة القوميات . تعد الصين فى الجملة 55 قومية ( بما فيه الهان ) ، يعيشون مهما كانت أهميتمه العددية فى مساواة ووحدة و يتعاونون و يتعاضدون للتقدم المشترك ،واضعين هكذا حدا لماضى كانت فيه الشعوب جميع القوميات فريسة لإضطهاد لا محدود من قبل الإمبرياليين و رجعييى الكومنتنغ و الطبقات المهيمنة المحلية لنفس القومية .
-- ص 109 : فى السابق ، لم تكن لدي بعض القوميات لغة مكتوبة. و بعد التحرير ، ساعدتهم الدولة على إيجاد لغات مكتوبة .
-- ص 110 : فى الماضى ، كان رجعيو الكومنتنغ يمارسون سياسة تفرقة عنصرية تجاه الأقليات القومية و يستغلونها بفظاعة فى تحالف مع الإمبرياليين وهو ما تسبب فى تخلف الأقليات القومية على كافة المستويات , و إثر بناء الصين الجديدة ، إتخذت الحكومة الشعبية جملة من الإجراءات و قدمت لها مساعدة و إهتماما خاصين لتسمح لها بتطوير إقتصادها و ثقافتها بنسق أسرع من المناطق الداخلية التى يقطنها الهان : إستثمارات أكثر أهمية فى البناء و منح و تخفيضات فى الأداءات أو إعفاءاتو تزويد متصاعد بالمواد و إنتاج مواد تتناسب مع إحتياجاتها الخاصة و بعث عمال مختصين و فلاحين محنكين و أطباء و مدرسين..."

من نص : موقع النساء و دورهن فى المجتمع اليوم :
-- ص 113: منذ نشأة الصين الجديدة ،بفضل التربية و حث الحزب الشيوعي و الحكومة الشعبية ، كبرت عديد الكوادرالنساءفى ظروف جيدة . لم تكن قط النساء القادرات و اللامعات على هذه الكثافة العددية على جبهات الثورة و البناء الإشتراكيين . عدد كبير من النساء النخبة إنخرطت فى الحزب وفى المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي الصيني المنعقد فى 1973 ، كانت النساء تمثل 20 بالمائة من العدد الجملي للمندوبين و 12 بالمائة من أعضاء و نواب أعضاء اللجنة المركزية المنبثقة عن المؤتمر العاشر للحزب .
و اليوم ، عديدة هي النساء اللاتى تضطلع بالمهام القيادية فى أجهزة القيادة المركزية للحزب و للحكومة ،و فى مختلف المستويات المحلية و فى المصانع و الاكمونات الشعبية و المغازات و المصانع.













#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماوية : نظرية و ممارسة - 5 - الثورة الماوية فى النيبال و ص ...
- الماوية: نظرية و ممارسة - 6- - جمهورية إيران الإسلامية :مذاب ...
- الماوية : نظرية و ممارسة - 4 - - الثورة الماوية فى الصين : ح ...
- إلى الأمام على الطريق الذى خطه ماوتسى تونغ ( نص للحركة الأمم ...
- الصين : من تحرير المرأة إلى إستعبادها( فصل من كتاب -الثورة ا ...
- من الصين الإشتراكية إلى الصين الرأسمالية
- الماوية: نظرية و ممارسة 2 - عالم آخر، أفضل ضروري و ممكن، عال ...
- الماوية : نظرية و ممارسة 4 - الثورة الماوية فى الصين : حقائق ...
- الماوية: نظرية و ممارسة 3 - لندرس الثورة الماوية فى النيبال ...
- خرافات حول الماوية
- الماوية : نظرية و ممارسة 1 - علم الثورة البروليتارية العالمي ...
- حقيقة ماو تسي تونغ والثورة الشيوعية في الصين
- الثورة الماوية فى الهند


المزيد.....




- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-
- تظاهرات لعائلات الأسرى الإسرائيليين أمام منزل نتنياهو الخاص ...
- جامعة كولومبيا تعلق المحاضرات والشرطة تعتقل متظاهرين في ييل ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - من مكاسب الثورة الماوية فى الصين( الفصل الخامس من كتاب - الثورة الماوية فى الصين : حقائق و مكاسب و دروس-)