أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح هرمز الشاني - تينيسي ويليامز.. والكوميديا السوداء















المزيد.....



تينيسي ويليامز.. والكوميديا السوداء


صباح هرمز الشاني

الحوار المتمدن-العدد: 3276 - 2011 / 2 / 13 - 13:30
المحور: الادب والفن
    


تينيسي ويليامز.. والكوميديا السوداء

لم يعرف تينيسي ويليامز، ككاتب مسرحي، الا بعد عرض مسرحيته: (مجموعة الحيوانات الزجاجية) في شيكاغو للفترة من أواخر شهر كانون الاول عام 1944 الى شهر آذار عام 1945، اذ أنتقل عرضها بعد ذلك الى مدينة نيويورك، مع أن مسرحياته كانت تقدم من عام 1934، وهو في الرابعة والعشرين من عمره، فكانت أول مسرحية تقدم له بعنوان: (القاهرة، شنغهاي، بومباي!). الا أنه نال شهرته الاولى في مسرحياته الثلاث: قطة على سطح من الصفيح الساخن، وعربة اسمها الرغبة، وصيف ودخان.
ان من يقرأ مسرحيات هذا الصعلوك – الشاذ جنسيا – والذي يمارس عملية اللواطة بحرفية، يأخذه العجب، في قدرته على تجنب التصدي للجانب المقرف من حياته، (طبعا من وجهة نظرنا كشرقيين)، وقلب المعادلة على عقب، بأتجاه سعيه التعرض لحياة الناس الذين ينتمون الى المرتبة الدنيا من الطبقة المتوسطة للمجتمع الامريكي، وصياغتها في إطار فني جميل، ليس بوسع اكثر الرومانسيين الحالمين، كتابة مسرحية بهذه الشفافية والشاعرية، أو كما ينعت المخرج أنا تولي إيفروس كتاباته المسرحية قائلا: يكتب تينيسي ويليامز المسرحيات وكأنه طفل يرسم اللوحات، او يقص الاوراق الملونة. يقص ورقة شجرة القبيق من ورقة صفراء، وشيئا من ورقة بنفسجية، ولكنه خلافا للطفل يعرف الحياة جيدا، ولكنها بلا رحمة)1.

تتكون هذه المسرحية من سبعة مشاهد، وخمس شخصيات، اذ أن شخصية واحدة لاتظهر، وهي شخصية الاب، الا من خلال صورتها المعلقة على الحائط، الذي ترك عائلته المؤلفة من ثلاة افراد، زوجته (اماندا) وابنته (لورا) وابنه (توم)، وتخلى عن وظيفته كموظف على خطوط الهاتف، مغادرا المدينة خلسةً، والشخصية الخامسة هي شخصية (جيم)، وتظهر في المشاهد الاخيرة فقط، ويصفها المؤلف، بأنها اكثر الشخصيات واقعية في المسرح، كونها مبعوثة من عالم الواقعية الذي لاتربطهم به اية صلة، ويقوم توم بأداء دورين، أحدهما الابن والاخر الراوي.
ومع ظهور الراوي، يبدأ المؤلف على لسانه الاعلان عن الخلفية الاجتماعية للمسرحية، بالعودة الى ثلاثينات القرن الماضي، واجراء وجه المقارنة بين موقف المواطن الاسباني والمواطن الامريكي، ازاء الاقتصاد المنهار في بلديهما، اذ تحدث ثورة في اسبانيا، أما في امريكا فلاشيء، غير الصراخ والقلق وبعض الاضطرابات في العمل في بعض المدن، وعلى اساس هذه الخلفية، يقوم المؤلف يرسم ابعاد ومعالم شخصياته وبناء معمارية مسرحيته، منطلقا من عدم تفكير عائلة (وينجفيلد) بشكل واقعي في بناء حياتها، وتكوين مستقبلها، ذلك انها تعيش على الاحلام التي تترآى لها وتراود في ذهنها، باللجوء الى تصوير كل شخصية من شخصياتها الثلاث الى اقترانها بعيب من عيوب هذه الطبقة، والعيوب الثلاثة وانْ كانت ظاهرا تختلف الواحدة عن الاخرى، الا انها في النتيجة تفضي الى نفس الغرض، الا وهو عدم تحرك افراد هذه العائلة بأتجاه تغيير نمط حياتها نحو الاحسن.

ان توم الشاب الحالم بالرحيل كوالده، ينفق المبلغ الذي يتقاضاه من مصنع الاحذية الذي يشتغل فيه وقدره (65) دولارا، على شرب الخمور وارتياد دور السينما، بدلا من ان يصرفه على تحسين وضع عائلته. ولعل عدم مبالاته بالحياة، جعلته الا يعرف ان الصديق الوحيد الذي يعمل معه كعامل مصنع الاحذية متزوجا أم غير متزوج، ويطلع على هذا السر من أمه، بعد أن يجلب صديقه (جيم) للمنزل، تلبية لرغبة أمه، على أمل أن يحب ابنتها لورا ويتزوجها.
يبدو أن اشتغال توم في مصنع للاحذية، هو جزء من حياة تينيسي التي عاشها لفترة، إذْ هذا ما يأتي في مذكراته الموسومة: (مذكرات تينيسي ويليامز)، عندما (كان طالبا في جامعة ستيت في ميسوري)2.
أما شقيقته لورا العرجاء والخجولة جدا، فتتخلى عن تعلم الطباعة، وترفض أن تزاول هذه المهنة، حبا اللهو بالقطع الزجاجية لمجموعة من الحيوانات الصغيرة، كطفلة ما زالت تحبو.
ويذهب المؤلف في مذكراته الى القول، (ان مسرحيته مجموعة الحيوانات الزجاجية تقوم على اساس/ صورة الفتاة بالزجاج )3. اي شخصية لورا.

وهذا ما ينطبق ايضا على شخصية الام أماندا التي تحلم بتزويج ابنتها لورا لعريس مناسب، و ما تفتك أن تكرر يوميا نفس اسطوانة خاطبيها السبعة عشر المحفوظة بتفصيلاتها المملة عن ظهر قلب من لدن ابنها وابنتها.
يجد الدكتور شاكر الحاج مخلف ان تجربة تينيسي (تتسم بثلاث مراحل، الاولى التي اصر على تسميتها بمرحلة تجريب الافكار الشعرية والغنائية بقوالب وصيغ مسرحية، والثانية التي ظهر فيها باحثا ومتأثرا ومبدعا في مجال استلهام الموروثات الشعبية والاساطير والحكايات الخرافية، وبرز فيها التأثير الديني وتأثره بالميثولوجيا اليونانية، وكذلك الايمان بأفكار فرويد، والثالثة التي حاول فيها تينيسي ابتكار صيغ وافكار جديدة للمسرح بقصص مألوفة ذات اتجاه جديد مؤكدا ان عذاب البشرية لا يمكن ان ينتهي الا بتطوير تجارب الانسان باتجاه طرق وضع اجتماعي جديد يلغي كل اشكال التخلف والمعاناة)4. وتأثيرات وليم فوكنر صاحب رواية (الصخب والعنف) واضحة على أعماله من حيث غموضها والجو الشاعري السائد فيها، سيما وهذه المسرحية التي تغلف العتمة كل جوانبها، كما في الداخل كذلك في الخارج، وبأنسحابها الى الشخصيات الثلاث لعائلة (وينجفيلد). واذا كانت هذه العتمة، يظهرها المؤلف من خلال نعته لمكان المسرحية، أي حيث تجري أحداثها، فأنها في الشخصيات، تتحدث بنفسها عن نفسها من جانب، والاستعانة بمفردتين ترمز ان لها، وهما سلم النجاة والستار الشفاف لبناء معمارية مسرحيته، على اساس مد جسر من التفاهم والانسجام بين العالم الداخلي والخارجي لها، وهي الشخصيات والمكان، متمثلة الشقة بالمكان، والسلم والستار، بدوافع وسلوك الشخصيات.

لقد ابدع المؤلف في رسم سلوك وتصرفات شخصياته، إتساقا مع بؤس المكان، بالدرجة التي توحي الى الخوف والرعب، وعجز العقل البشري تحمل هذا الوضع المزري والمشين، ولكننا لو دققنا في اسباب هذا الخوف والرعب، لوجدنا انها خارج نطاق إرادة شخصياته، وان العامل الاقتصادي هو الذي يلعب دورا رئيسا في حياتها، ويقوده بهذا الاتجاه وبلغ دور العامل الاقتصادي حدا جعل من هذه الشخصيات الا تفكر بشكل سليم، وان يتوزع ذهنها بين البلادة والاتكالية واللامبالاة، لتظهر في هذا الجانب المخفي من شخصيتها على حقيقتها، وعلى ما يعتمل في دواخلها من صفات الطيبة والبراءة، وصولا حد السذاجة، التي قد تغدو احيانا اشبه بفكاهة، أو نتفة من مزحة، ان جاز لنا التعبير، وهو في هذا المزج بين المأساة والكوميديا، إنما يسير على طريق بناء نهج مسرحية الكوميديا.السوداء.
وهل ثمة سذاجة اكثر من تخلي عن مهنة ما، والانصراف الى اللهو واللعب؟!
وفكاهة، بعدم معرفة ابسط حياة الاصدقاء؟!
ومزحة، دعوة الشباب لربط علاقة زواج؟!
وها هو تينيسي في مذكراته يقر بهذه الحقيقة عندما يقول:
(والان من الواضح، ان هذا الشيء قد تعامل حتى الان في الغالب مع تقلبات سنوات السذاجة وقلة الخبرة من عمري ككاتب وآمل في الا يبدو أن من مميزاتي ان احذف الكثير من طبيعتي الاكثر مرحا، انني بحق لست كارها للبشر، او وعاء مملوءا بالكآبة، انني في الحقيقة، شديد الشبه بمهرج وأكاد اكون هزليا بالاكراه في سلوكي الاجتماعي، وقد تكون الفكاهة احيانا قاتمة، لكنها تظل فكاهة)5.
ودعوة أماندا ابنتها لورا بوضع لفافتين من البودرة فوق صدرها، لتكبيره، قبل اللقاء بـ (جيم)، يأتي بها تينيسي، لضمور صدر شقيقته روز، (كانت روز محبوبة في المدرسة لكن ذلك لم يدم طويلا، كان جمالها متمركز في عينيها الخضراوتين والمعبرتين وفي شعرها الاصفر المتموج. كان كتفاها ضيقتين جدا وكانت حالة القلق التي تنتابها وهي في صحبة الذكور تجعلها تحدبهما فتبدوان اشد ضيقا، وتبدو تقاسيمها اقوى، فيظهر راسها الذي ورثت عن آل ويليامز كبيرا جدا بالنسبة الى حسمها النحيل وصدرها الضامر...)6.
ولان المسرحية تذكرية، اي غير واقعية، وتقوم على الاحلام، لذلك فأن المفردات الفنية الموظفة فيها مفردات مسرحية خالصة، كالموسيقى والاضاءة، ولاشاعة مثل هذا الجو الحلمي الشفاف والشاعري، ينبغي استخدام اضوية خفيفة، وكل ما يحدث بايحاء موسيقي. ولعل من هذا المنطق، يسعى تينيسي، واتساقا مع هذا الجو، أن يستخدم لغة قريبة الى هذه المفردات، الا وهي اللغة الشعرية، التي تنم عن قدرة كبيرة في قيادة دفة حوارات شخصياته، ووعي كبير في البناء الدرامي.
ولنفس السبب، اي لكونها تذكرية، يزخها بعدد كبير من المفردات، ويعطي حق اختيار الملائمة منها والقيمة العاطفية للمواضيع التي تطرحها المسرحية، وبمنآى عن اعطائه هذا الحق، فأن المفردات الرئيسة فيها هي: سلم النجاة والستائر من جهة، والجزء الداخلي والخارجي لمسكن عائلة (وينجفيلد) ومجموعة الحيوانات الزجاجية من جهة اخرى، واذا كان سلم النجاة رمزا للوضع الاقتصادي المنهار لشخصياته، فأن الستائر هي رمز لاختراق الجدار الرابع المعتم والمشبع ببصيص من الامل. بينما الجزء الداخلي من المسكن وهو يظهر عبر الستار الشفاف، يرمز الى طبيعة الشخصيات وما تعتمل في دواخلها من طيبة وبراءة، والجزء الخارجي من المسكن الى العامل الاقتصادي المضغوط عليها.

اذا كان الاقتصاد الرأسمالي، تحديدا الامريكي، قد جعل من مواطنه، الا يفكر بشكل واقعي، فبالنتيجة انعكست هذه الظاهرة على تربية الابناء من خلال الاب والام، ذلك ان معاقرة توم الخمور وارتياده دور السينما، جاءا بسبب تدخل والدته في حياته بكل صغيرة وكبيرة، حتى بطريقة اكله، لذلك غالبا ما نجده يسهر خارج المنزل، هروبا منه، وان عزوف لورا عن تعلم مهنة الطباعة، بسبب عدم رغبتها في ممارسة هذه المهنة، وجنوحها نحو زيارة المتاحف وبيوت الطيور، والذهاب الى السينما، ومحلات الجواهر، واللهو بالقطع الزجاجية للحيوانات. وحتى ان الام عندما تكذب على ابنها وابنتها بخصوص خاطبيها وتدخلها في خصوصيات حياتهما، فأنما تلجأ الى ذلك، بدافع حرصها على مستقبلهما، وخوفا ان لا تتزوج ابنتها، ويقع ابنها في احضان الرذيلة مع اصدقاء السوء.
وهذا الحرص من قبل الام على ابنها وابنتها المقترن باصرار والحاح لا مبررين لهما، يتضح من المشهد الاول على مائدة الطعام، من خلال نصيحتها لتوم، بألا يدفع الطعام بأصابعه، ليستطيع مضغه، والاستمتاع بنكهته، ودعوة لورا، أن تعود الى مكانها، لتبقى نضرة وجميلة عندما يأتي الخطاب. وردهما عليها، بما يدعو الى عدم استجابتهما لنصائحها وتوقعاتها، بقول توم: لم استمتع بلقمة واحدة من هذا العشاء بسبب توجيهاتك المستمرة حول كيفية الاكل، أنت السبب في جعلي اتعجل بواجباتي...
ولورا: (تعاود الجلوس) ولكني لا اتوقع احدا منهم.

وفي المشهد الثاني، بعد أن تكشف الام ان ابنتها التي دفعت لقاء تعليمها مهنة الطباعة خمسين دولارا، لم تكن تداوم في الشركة المعدة لهذا الغرض، وانما كانت تذهب لزيارة المتاحف وبيوت الطيور، وبدلا من ان توبخها على فعلتها هذه، تخبرها بأن الفتيات اللاتي لا يستطعن ممارسة حرفة تجارية عادة ما يؤول امرهن الى الزواج من رجل وسيم. فترد عليها لورا بلهجة الخائف المعتذر: (انا عرجاء).
وهذه الجملة ما هي الا صرخة قوية بوجه الام على تربيتها الخاطئة لابنائها، وبالتالي بوجه النظام الرأسمالي المتمثل بأمريكا على استغلال قوت شعبه بنفس الطريقة البشعة لصالح طبقة مستثمري رؤوس الاموال.
واستوحى تينيسي، ترك لورا لتعلم مهنة الطباعة، من حادثة عدم استمرار شقيقته روز العمل كموظفة في مكتب لبعض اطباء الاسنان الشبان، وينقلها في مذكراته على النحو التالي:
ذات امسية كان ابي جالسا حزينا في الغرفة الشمسية الصغيرة في إنرايت، فنادى على روز اختاه تعالي الى هنا، اريد ان اناقشك في موضوع، قال لها انه يتهدده فقدانه لعمله في الشركة العالمية، وان عليها ان تستعد ليعيل نفسها بنفسها. وقد نجحت بصورة ما – لا اذكر بالضبط كيف – في ان تحصل على عمل كموظفة استقبال في مكتب لبعض اطباء الاسنان الشبان، ولم تستمر في عملها الا يوما واحدا وانتهى نهاية مفجعة، اذ لم تكن قادرة على ان تكتب العناوين على المظاريف كما ينبغي فصرفها الاطباء الشبان وهرعت تبكي الى المرحاض واغلقت على نفسها من الداخل)7.
أما في المسرحية، فأن لورا كما تخبر المديرة والدتها، (كانت يداها ترتجفان حتى انها لم تستطع ضرب المفتاح الصحيح، وانهارت تماما واصابها الغثيان، وتقيأت على الارض) 8
كما ان انجذاب لورا في المسرحية الى الحيوانات الزجاجية الصغيرة مأخوذ من (تكريس روز نفسها من اجل اطفال المزرعة الصغار وبشكل خاص لعصفور الكناري وكل رسالة من رسائلها الصغيرة الصبيانية كانت تحتوي سردا لما يفعلونه)...9
وفي المشهد الرابع تطلب الام من ابنها ان يبحث عن احد هؤلاء الذين يحبون حياة نظيفة والذين لا يسكرون واحضاره لاخته، مستخدما المؤلف سلم النجاة كرمز للسقوط (نزولا)، نحو الهاوية
توم : ماذا؟
أماندا: لاختك كي يتعارفا
توم: (يخطو نحو الباب) آه – يا الهي.
أماندا: ماذا ستفعل؟
(يفتح الباب وهي تلاحقه بتضرع)... هل ستفعل؟
(يبدأ بنزول سلم النجاة) هل ستفعل يا عزيزي؟
توم: (يرد) نعم
ويستخدم في المشهد السادس عنصر الجو النفسي المتمثل بحالات المناخ والطقس وقوعا تحت تأثيرات اسلوب تشيكوف، موظفا اياه لحالتي الحزن والفرح، الاول عبر هبوب العاصفة في الخارج، التي ترمز الى قلق لورا، والثاني من خلال سقوط المطر، الدال الى الخير واستقرار اماندا، هكذا:
(يفتح باب المطبخ بوهن ، وتدخل لورا، من الواضح انها متعبة، فشفتاها ترتعشان وعيناها واسعتان محملتان، تتحرك بعدم اتزان نحو المائدة، وفجأة تهب عاصفة في الخارج، تلتف الستائر البيضاء على النوافذ ويدور الغسق الازرق البعيد، دمدمة حزينة، تتعثر لورا فجاة وتمسك الكرسي بأنه ضعيفة):
توم: لورا
أماندا: لورا
(يسمع قصف الرعد)
أماندا: (بيأس) لماذا انت مريضة يا لورا؟....
(يعود توم الى المائدة) هل لورا على ما يرام الان؟
توم: نعم
أماندا: ما هذا؟ مطر؟ مطر لطيف ومنعش (ترمق جيم بنظرة مخيفة) اعتقد انه باستطاعتنا تلاوة صلاة المائدة الان...
وفي المشهد السابع الاخير، ان الجملة التي تأتي على لسان (جيم) بصدد احتمال كتابة توم قصيدة على فاتورة الكهرباء، هي الاخرى مستوحاة عن حياة المؤلف (عندما كان يشتغل في مصنع الاحذية، اذ كان في دورة المياه يكتب القصائد على اغلفتها، وعندما عرف صاحب المصنع ذلك، فصله من العمل) . 10
الا ان اجمل ما في هذا المشهد هو الحوارات الدائرة بين جيم ولورا من حيث اللغة الشعرية التي تتسم بها وكثافتها، وعمق مغزاها، واكتشاف جيم نقاط ضعف لورا، وحضها على إزالتها، وفي نفس الوقت روح الدعابة التي تتحلى بها، وإنجذاب الاثنين لبعضهما، ومغازلتها عبر وصف شعرها وعينيها بالجميلتين، وسقوط احد القطع الزجاجية للحيوانات وكسر احدى قرنيه وعدم اكتراث لورا لذلك، ومن ثم تقبليها على شفتيها، لتتهاوى على الاريكة منبهرة تعلوها نظرة مشرقة.
جيم: هل كسر؟
لورا: اصبح كباقي الاحصنة
جيم: لقد فقد
لورا: القرن.. لايهم ما حدث ربما كان نعمة مخيفة
جيم: ما زلت اسفا جدا لاني كنت السبب
لورا: (تبتسم) اتصور انه قد اجريت له عملية جراحية. لقد ازيل القرن لجعله يشعر انه اقل غرابة. (يضحكان)

جيم: ها مضحك (فجأة يصيح جادا) انا مسرور ان لديك حس المرح، هل تمانعين بأخبارك ذلك؟ (لورا خجلة من حديثه) اعني هذا بنية حسنة
(تطأطيء راسها بخجل وتنظر بعيدا) انت تجعلني اشعر بنوع من – لا اعرف كيف اصفه هذا... هل سبق لاحد أن اخبرك انك جميلة؟
ان نهاية المسرحية بهذا الشكل المأساوي، بأقرار جيم بخطوبته لفتاة تدعى (بيت) وهو يحطم الكأس على الارض، ويصفق الباب وراءه بينما تخفي لورا وجهها بشعرها، وهي ترفع راسها لامها بابتسامة، وتطفيء الشموع... ان مثل هذه النهاية لمسرحية تجري احداثها وكانها لعبة، او مزحة، وفجأة تنقلب الى عالم ضيق تسوده العتمة، لا يمكن ان يكتبها الا من تمرن وعانى في كتابة مسرحيات من هذا النمط المعروف بمسرحيات الكوميديا السوداء.
أما مسرحيته الموسومة (انا لا استطيع تصور الغد) القصيرة جدا، والمتكونة من شخصيتين رجل وامرأة، فتتصدى هي الاخرى كمجموعة الحيوانات الزجاجية الى بؤس المواطن الامريكي، الذي يشعر بالوحدة والعزلة والقلق في بلده، نتيجة السياسات الخاطئة، التي يمارسها البيت الابيض، في عدم تحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي، وتغيير نمط حياته نحو الافضل، مما ادى الى تشريد عدد كبير من افراد هذه الشرائح الاجتماعية المحظور عليها هذا التغيير، كشخصية (الرجل) في هذه المسرحية الذي يقضي جل وقته متنقلا بين فندق قذر، وبيت المرأة التي تحبه، أو أنْ تهاجر الى مناطق اخرى، كالافراد الذين جاءوا بالرافعات البيضاء الى البيت الابيض، ويسميه (الرجل) البيت المظلم، لينتخبوا رئيسا جديدا لان السابق قد قادهم باتجاه خاطيء منحرفين قليلا او ضالين، ليغيروا خططهم الخاطئة قبل ان يواصلوا رحلتهم نحو الجنوب.
وعلى هذا الاساس، أساس فقدان هذه الشريحة الامل بأي تغيير في حياتها، متمثلة بحياة (الرجل)، فأنها، أو أن الرجل يقوم يوميا بممارسة نفس العادات، وتسعى المرأة الى تحريره منها، ولكن دون جدوى.
وتينيسي كمسرحيته السابقة، يعتمد بالدرجة الاساس على الانارة، لأكساب الشاعرية على جوها العام، ويستخدم العتمة المسائية ذات اللون الازرق الخفيف فقط، للاشارة الى علاقة الحب التي تربط بين الرجل والمرأة كما عمد الى ازالة الجدران منها، بعكس ما هي عليه شخصيتيه في منزل ضيق، بهدف إتساع مفهومها من البلد الواحد الى كل البلدان التي تعاني شعوبها من تردي الوضع الاقتصادي، وعدم سعيها الى تغييره وتحسينه.
ولعل تغطية الاريكة والكراسي بقماش حريري منقوش بلون حريري وردي او اخضر، بالاضافة الى ارتداء المرأة روبا من الحرير، والرجل بدلة بيضاء، يزيد شاعرية المسرحية وحميمية الشخصيتين.
والمرأة والرجل، كلاهما في منتصف العمر، وثمة صفات مشتركة بين شخصية الرجل وشخصية لورا في (مجموعة الحيوانات الزجاجية) من حيث النطق غير السليم للرجل، مقابل عرجاء لورا، وخجل الاثنين معا، وعدم استمرارهما في عملهما لنفس السبب، وهو شعورها بالنقص ازاء عوقهما، كما ان (المرأة) تشترك مع أماندا ببعض الصفات، وذلك من خلال سعيها عمل اي شيء لتغيير نمط حياتها، وبالتالي التأثير على (الرجل) لأن يسير في نفس المنحى وهذا ما فعلته أماندا تماما مع ابنها توم وابنتها لورا، ولم تفلح.
وكالمسرحية السابقة يحاول المؤلف في هذه المسرحية، أن تقوم الحركات بتولي الايحاء الى حدوث الاشياء، فأذا كانت هذه الحركات التعبيرية في مجموعة الحيوانات الزجاجية، قد وظفت في المشهد الاول، لتوحي بالاكل وليس الطعام أو ادواته، فانها في هذه المسرحية جاءت في بدايتها، والمراة تقف في مقدمة المسرح قرب اطار الباب، وبداها ممدودتان ومتباعدتان، كما لو انها تفتح الستار لتطل من الشباك، يرفع الرجل يده وكأنه يريد طرق الباب، يعاود هذا الفعل مرتين او ثلاثا قبل ان تصل المرأة الى اطار الباب، وتؤدي حركة فتح الباب.
ويبدأ مباشرة بينهما الحوار الدال على تكرار نفس الجمل يوميا، اي طرح الموضوع الرئيس للمسرحية، وهو عدم السعي لتغيير سلوكهما وتصرفاتهما المكتسبة من المجتمع، ووضعها في اطار أفضل.
المرأة: آه! هذا أنت.
الرجل: نعم. هذا انا.
المرأة: لقد ظننت ذلك (يهيمن على المشهد صمت غريب لا يتحرك خلاله الشخصان) أراك ترتدي بدلتك البيضاء (يضحك الرجل مرتبكا) حسنا لا تقف هكذا كموزع لايحمل شيئا لتوزيعه
لنطقه غير السليم، وشدة خجله، يلفظ الرجل غالبا الجمل والعبارات وهي ناقصة، أو بدون أن يكتمل معناها، فتستغل المرأة هذا العيب فيه، لتتولى هي بدلا عنه الحديث، وتبادر الى قيادة أطرافه.
الرجل: لكن ---
المرأة: لم يطرأ عليها أي تحسن، اليس كذلك؟
الرجل: ماذا
المرأة: قلت لم يطرأ اي تحسن. مشكلتك في النطق.
وبعد أن يخبر الرجل المرأة بأنه ذهب الى العيادة، ولم يتلق العلاج، ونسي ان يبلغ السكرتيرة بأنه كان مدرسا للغة الانكليزية في المدرسة الثانوية، وأن حالته سيئة جدا، لأنه لا يستطيع التحدث مع طلابه. يطرح المؤلف ثانية الموضوع الرئيسي، وهو عدم السعي لتغيير حياتنا نحو الافضل، عبر تعليق الرجل على بقاء الاشياء في مكانها، كما كان مساء البارحة تماما: (الورق لا يزال على الطاولة وانت لاتزالين في ثوبك والقطعة الخمرية اللون فوقه).
ليجعل بالارتكاز على مفردة السلم التي استخدمها في مسرحيته السابقة، رمزا له، لموضوع هذه المسرحية، برد المرأة عليه، بقاءها في مكانها منذ الليلة الماضية، وعدم صعودها الى الطابق العلوي، اي عدم سعيها للتغيير، وسوق مفهوم هذا الموضوع الى الغثيان، لا من منظر محتويات الثلاجة ورائحتها فحسب، وانما ايضا، وهذا هو المهم، من بلاد التنين والمقصود امريكا، وتصفها ببلاد الالم التي لا يسكنها احد، ومع هذا فهي مألوهة، راجعة الى اطار الشباك، كما في بداية المسرحية، ويداها ممدودتان ومتباعدتان، وكأنها تفتح الستائر، وهذه الحركة اشارة الى حاجة الغرفة لاشعة الشمس الصافية، والهواء النقي، ولكنها في الخارج تجد اسوأ مما هو موجود في الداخل، اذ تجد كل واحد منهمك جدا ومصاب بالصمم، ومعمى بسفرته الخاصة عبر البلاد، مما حدا بأفراده أن يعيش كل واحد في عزلة عن الاخرين، هذه العزلة التي جردته من المشاعر والعواطف الانسانية النبيلة، وشلت لديه القدرة على التفكير والعمل، وبالتالي دون مأوى كأي شريد، مثله مثل شخصية الرجل في هذه المسرحية، او كما تقول له المرأة: (انك تاتي الى هنا مثل كلب مريض).
ولكنها ما تفتا ان تعود الى الموضوع الرئيس للمسرحية، وتتصدى اليه للمرة الثالثة، عبر توجيه اللوم الى الرجل، بتكراره نفس الجمل والعبارات عليها يوميا، ونعته بالخائف وتلميذ الروضة، وتحكي عليه القصة التي تنطبق على حياته تماما، ومفادها، ان رجلا في مقتبل العمر، ذهب الى بيت الموت لانه يريد ان يموت، بسبب عدم معرفته لاحد للذهاب اليه مساءً، والتحدث معه، ولا احد ليلعب معه الورق، وعندما خرج اليه حارس بيت الموت ونظر في شهادة ميلاده، أمره بالعودة الى اسفل الجبل، لأنه جاء مبكرا جدا، والا يصعد الى الجبل قبل ان تمضي عشرون سنة، وبدأ هذا الرجل صغير السن بالصياح، فسمعه اله الموت، وخرج بنفسه ليرى سبب كل هذا الاضطراب، فقال له الحارس ان على الابواب رجلا جاء قبل عشرين سنة من أوانه ولا يريد العودة الى اسفل الجبل، فقال له اله الموت: نعم افهم ذلك ولكن في بعض الحالات وخصوصا عندما يأخذون بالصياح على الابواب حينئذ نستطيع أن ندعهم يدخلون مبكرين، لذا دعه يدخل حتى تنتهي هذه الضجة.
وبعد أن تعجز من اقناعه بتغيير نمط حياته بالاختلاط مع الناس، تطلب منه أن يخرج من منزلها، لانها غيرت خططها هذه الليلة، وتريد الذهاب الى الطابق العلوي، الا انه يصر على البقاء، لانه لا يعرف الى اين سيذهب، وعندما تصر على كلامها، يوحي لها بأنه قد خرج من خلال فتحه للباب، ولكنه في الحقيقة عاد وجلس على الاريكة عند طاولة الورق، وعندما تراه وهي في طريقها الى الطابق العلوي، تطلب منه أن يساعدها في الصعود الى كرسي في منتصف السلم. ذلك انها ستستريح لبرهة، ثم تعاود الصعود، وتطلب منه النزول، واعتبار نفسه في بيته، لأنه يعرف مكان جميع الاشياء، جهاز التلفزيون، الشراب، الثلاجة، المرأة: إذا ما استيقظت غدا ونزلت سوف لا ادهش أن وجدتك لاتزال هنا، اعتقد انك كنت دائما ترغب البقاء في بيتي. حسنا الان تستطيع أن تبقى هنا اذا اردت، سوف لاتعترض طريقي وانا لا اعترض طريقك، واذا بقيت هنا حتى الغد فسوف نسير أو نركب سيارة الى سوق الطعام الجميل ونملأ لك الثلاجة ثم نذهب الى فندقك وتحزم حاجاتك ونخرجك من تلك المقبرة الفظيعة..
الرجل: ابقي جالسة لفترة أطول.
المرأة: حسنا فقط لفترة قصيرة.
الرجل: (برقة بعد فترة صمت) هل انت نائمة الان؟ هل انت نائمة الان؟
المرأة: أنا لا استطيع تصور الغد.
اي انها اصبحت مثله، بالرغم من محاولتها في تغيير نمط حياتها، بسبب وجود اسباب وعوامل اقوى من ارادتها وعزمها، وهي ترسانة الاقتصاد الامريكي المواجه لمواطن بلد التنين...
كما ان مسرحيته صيف ودخان، مثل هذه المسرحية، تتعرض لعلاقة غريبة بين انسانيين، هو متشرد، وهي عانس، ويقول (النقاد المسرحيون الامريكيون، أن موضوعها الرئيس هو عن الروح والجسد.) 11
وقام بأعداد مسودة مسرحية، عنوانها له علاقة بمضمون مسرحيتيه السابقتين (مجموعة الحيوانات الزجاجية) و (انا لا استطيع تصور الغد) الموسومة (درج يوصل الى السطح) 12.
المصادر:
1- استمرار الرواية المسرحية انا تولي ايفروس
2- مذكرات تينيسي ويليامز
3- نفس المصدر السابق
4- تينيسي ويليامز والاتجاهات الحديثة في المسرح العالمي د. شاكر الحاج مخلف.
5- مذكرات تينيسي وليامز
6- نفس المصدر السابق
7- نفس المصدر السابق
8- نص المسرحية
9- مذكرات تينيسي وليامز
10- تينيسي ويليامز والاتجاهات الحديثة في المسرح العالمي د. شاكر الحاج مخلف
11- استمرار الرواية المسرحية انا تولي ايفروس
12- مذكرات تينيسي وليامز



#صباح_هرمز_الشاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل مسرحية ايفانوف فاشلة...؟..!
- مسرحيات محي الدين زنكنة في توظيف الرمز للبناء الدرامي
- مسرحيات جليل القيسي : الانتظار + الحلم + اليأس = الموت او ال ...
- الغواية بين روايتي عزازيل و الوسوسة الاخيرة للمسيح
- قراءة في صنعة مسرحيات تشيكوف الاربع الطويلة
- قراءة في صنعة مسرحيات تشيكوف
- (الخال فانيا...بين برودة الحدث...وغلبة النماذج) الرديئة على ...
- في بغديدا الخطيئة الاولى ...بين الامكانيات المحدودة ..وعدم ت ...
- النص المسرحي.. (الشبيه).. وتوظيف الرموز والدلالات
- الملجأ ......... بين التمرد والغموض
- شلومو الكردي... بين توظيف الاسطورة.. وعنصري...التوقع والربط
- ديوان.. كتاب الماء.. بالعربية
- (عمارة يعقوبيان ..بين الرواية ..والسينما)
- روايات عبدالستار ناصر بين توظيف السيرة الذاتية وتحفيز المفار ...
- اخر الملائكة - والميتا الواقعية السحرية
- عبور الغبار ... بين .. الاداء العفوي..وإدانة التعصب العنصري*
- سرقة جريئة ومكشوفة ل(المكان الخالي) ل.. بيتر بروك
- قراءة متأنية في المسرح الكردي بعد الانتفاضة... أزمته، نقوده، ...
- دور يوسف عبد المسيح ثروة في إثراء النقد في المسرح العراقي
- الم سهرا الافعال غير المبررة والتزاوج الفني المفتعل


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح هرمز الشاني - تينيسي ويليامز.. والكوميديا السوداء