أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف ابو الفوز - المثقفون العراقيون خارج الوطن : لماذا يتم ظلمهم ؟














المزيد.....

المثقفون العراقيون خارج الوطن : لماذا يتم ظلمهم ؟


يوسف ابو الفوز

الحوار المتمدن-العدد: 979 - 2004 / 10 / 7 - 08:09
المحور: الادب والفن
    


أواخر سبعينات القرن الماضي ، ومثلما يعرف كل عراقي ، اضطر عشرات ، بل المئات ، من المثقفين العراقيين ، من كتاب وصحفيين وفنانيين ، ممن رفضوا الانسجام والانسياق مع سياسة تبعيث الثقافة العراقية ، الى ترك بلادهم والتشرد في مختلف المنافي البعيدة ، العربية والأجنبية ، وبعضهم ، وبعد فترة قصيرة ، ترك منفاه مختارا وعاد الى كوردستان العراق والتحق بفصائل الأنصار وحمل السلاح في جبال كوردستان لسنوات طويلة ، لمحاربة النظام الديكتاتوري المقبور ، قبل ان يضطر ثانية الى العودة الى منفاه الاجباري بعد حملات "الأنفال " السيئة الصيت التي قمعت الحركة المسلحة بوحشية. وبعد نهاية حرب الخليج الثانية ، مطلع تسعينات القرن الماضي ، شهدت بلادنا موجات جديدة من الهجرة لمختلف الشرائح الاجتماعية من ابناء شعبنا الى خارج الوطن ، ومن بينهم كان هناك أعداد كبيرة من المثقفين العراقيين ، بما في ذلك الكثير من الأسماء التي عملت بنشاط وحماس في مؤسسات النظام الديكتاتوري المقبور الثقافية ، والتي طبلت كثيرا لحروبه المجنونة وللفكر القومي الشوفيني وسياسات النظام العدوانية التي جرت على بلادنا وشعبنا الويلات والكوارث . ورغم تشوش المشهد السياسي في نشاط أحزاب المعارضة العراقية ، فان المثقفين العراقيين خارج الوطن ، المخلصين لقضية شعبهم في نضاله من اجل عراق ديمقراطي فيدرالي ، بذلوا قصارى جهودهم ليكونوا سفراء حقيقيين لثقافة بلدهم أمام شعوب البلدان التي تستضيفهم كلاجئين ، وواصلوا العمل والنضال من اجل فضح النظام الديكتاتوري المقبور ونيل التضامن مع قضية شعبهم في مواجهته أبشع ديكتاتورية في المنطقة . كان المثقف العراقي يقتطع من خبزه ونفقات معيشته من اجل طبع كتاب ، يسجل فيه موقفه ضد ثقافة العنف والخاكي ، وكثيرا ما كان الفنان العراقي يدفع من جيبه الخاص نفقات اقامة معرض او السفر للمشاركة في فعالية فنية ، وهكذا غالبية عاش المبدعين العراقيين . باختصار شديد لم يتوقف المثقفين العراقيين خارج الوطن يوما عملهم في الابداع والفعل المعارض للنظام الديكتاتوري المقبور رغم كل المضايقات التي عانوها سواء بسبب طبيعة الحياة في الغربة وقسوتها وضغوطها المختلفة المستويات ، أو المخاطر من أساليب النظام الديكتاتوري المقبور الذي واصلت مؤسساته المخابراتية التهديد والابتزاز بمختلف الأشكال .
وحاول البعض ، ومن المحسوبين على النشاط الثقافي ، وببساطة ، ان يدق إسفين الفرقة بين مبدعي الثقافة العراقية ، سواء بإفشال الجهود لنجاح إقامة اي إطار نقابي لهم في المنفى ، أو من خلال التنظير لما سماه البعض " مثقفو الداخل ومثقفو الخارج "، وكأن هناك ثقافتين عراقيتين تقفان في تناحر وصراع . وتصدى المثقفون العراقيون لهذه التصنيفات التي تسعى لخلق شرخ بين المثقفين العراقيين الطامحين الى خلق ثقافة عراقية أصيلة تعيد لثقافتنا بهاءها بعيدا عن ثقافة الردح للفكر الشوفيني الشمولي التي ساهمت في الخراب الروحي لقطاعات واسعة من ابناء شعبنا . ولا تزال تصادفنا احيانا بعض الممارسات ، التي مهما بدت عادية ، وعفوية ، الا انها بالنتيجة تصب في مصلحة الساعين لزرع الشقاق بين مثقفينا العراقيين . ففي صحيفة عربية ، وفي حديث عن الثقافة العراقية ، يتحدث مثقف عراقي ساخرا عما يسميه " المثقفون السياحيون " غامزا بشكل واضح المثقفين العراقيين المقيمين خارج الوطن ، والذين توفرت لهم اخيرا فرصة زيارة وطنهم ولقاء اهاليهم واقاربهم واصدقائهم بعد ان كان من غير الممكن حتى التفكير بذلك لان ثمنه الموت الاكيد على ايدي اجهزة النظام الديكتاتوري المقبور ، التي تتوقف يوما عن متابعتهم ومطاردتهم ومضايقة الكثير منهم. وما اثارني لكتابة هذه السطور ، هو متابعني لبرنامج تلفزيوني شيق يعده ويقدمه الشاعر الدكتور خرعل الماجدي تقدمه فضائية " الشرقية " ، والماجدي عند كثير من المثقفين العراقيين خارج الوطن ، شاعر مبدع نأى بنفسه عن خطاب النظام الشوفيني الديكتاتوري فاستحق لهذا الاهتمام والاحترام . في برنامجه الثقافي وحواره الشيق مع الروائي العراقي عبد الخالق الركابي عن القصة والرواية وابداع الكاتب ، سأل الماجدي الروائي ضيف البرنامج عن رأيه في العديد من كتاب القصة والرواية العراقية . كان الماجدي يذكر الاسماء والركابي يعلق على أسلوب وشخصية الكاتب ارتباطا بقراءاته له أو علاقته الشخصية . كانت الأسماء تتابع ، وكنت انتظر ان يذكر الشاعر الماجدي ، ولو واحدا من أسماء المبدعين العراقيين من كتاب القصة والرواية الذين يعيشون خارج الوطن . كانت كل الأسماء ( ماعدا غائب طعمه فرمان ) من كتاب القصة المقيمين داخل الوطن ، ولا وجود لاسماء مثل إبراهيم احمد ، جنان جاسم الحلاوي ، شاكر الانباري ، محمود سعيد ، كريم عبد ، سميرة المانع ، جاسم المطير ، دنى غالي ، سعدي المالح ، علي عبد العال ، سلام ابراهيم ، والقائمة طويلة . صحيح ان الماجدي كمعد للبرنامج حر في تقديم اسئلته بالشكل الذي يريد ، ولكن من غير المعقول ان الركابي والماجدي لم يطلعا على ابداعات احد من الاسماء التي نعنيها أو لم يسمعوا بهم ؟ فلماذا اهمال السؤال ولو عن واحد منهم ؟ اهو مجرد صدفة ام انه امرا صار تقليدا يشير الى الظلم الذي يناله المثقفين العراقيين المقيمين خارج الوطن من زملائهم ، وخصوصا الناشطين في العمل الثقافي والاعلامي ؟ الامر هنا يتعلق بمستقبل الثقافة العراقية ، ومستقبل الوطن الذي يتحمل الجميع فيه مسؤليات البناء ومعالجة مخلفات عقود من الارهاب والتخلف .
في بداية كتابة هذه السطور ، كنت اريد ان يكون العنوان ( لماذا يا خزعل الماجدي ؟ ) ولكني لم اشا ان يبدو الامر وكأنه سجال شخصي ، فهو امر عام يشمل ظاهرة تحتاج الى التوقف عندها ، ومع ذلك فالسؤال يبقى قائما !
سماوة القطب
28ايلول 2004



#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - على عنادك يا برد ! -
- الإرهاب الإليكتروني
- أفكار عن العراق والانتخابات الرئاسية الأمريكية
- إضراب السواق في العاصمة الفنلندية هلسنكي
- سكاكين التكفير !
- صناعة الكذب الرخيص
- هوامش كروية
- الشاعر العراقي عبد الكريم هداد باللغة السويدية
- رسالة مفتوحة : ليس كل ما يقال يكتب ، وليس كل ما يكتب صالح لل ...
- - طالبان- في العراق !!
- في عيد الصحافة الشيوعية في العراق : مسيرة نضالية حافلة بالإن ...
- كيف تكون كورديا وأنت من قبائل العرب ؟!
- العنيفصيّون أو العنافصة ، هل تعرفهم ؟!
- جمهورية البعث الثالثة ، مرة اخرى !!
- في النهاية تبين انه : راتّي !!
- خوف بعض التيارات القومية من محاكمة المجرم صدام حسين !
- حذار ... حذار ... انه تمرينهم الأول !!
- من سيحوّل الديكتاتور المجرم إلى بطل أو شهيد ؟؟
- علامة استفهام كبيرة : من يقف خلف اغتيال الكفاءات العراقية؟
- أهي حقا جمهورية البعث الثالثة ؟


المزيد.....




- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف ابو الفوز - المثقفون العراقيون خارج الوطن : لماذا يتم ظلمهم ؟