انسحاقات الاخ العقيد القائد..بين صحراء وبحر وحصاري الفل والياسمين..

جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3275 - 2011 / 2 / 12 - 17:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

طويلة هي النظرة التي يلقيها الاخ العقيد القائد على الصحراء..طويلة وممتدة الى اعماق المدى الواسع الذي لا ينتهي الا باحدداب الأرض المدماة بشفق الافق البعيد..
نظرة لا يعكرها الا هذا الشاخص البرونزي الذي تشاهق كوتد متطاول الى السماء وقاطعا الصحراء الى زمنين متناقضين يستثير وعد اخرهما مخاوف العقيد من تداني يوم لا يستسيغ ان يفكر فيه..
ما أشمأك من صنم..يفكر ملك الملوك..وما أشأم من أشار الي بك..مالي ومالك..وما الذي جاء بك الي..والله ما اردتك الا كزينة للعيد..وتميمة طريفة اغيظ بك اصحاب المقامات العالية وانا افتتحك متهاديا مختالا منتشيا بثياب القمة الجديدة الحريرية المطرزة والكواعب الحسان متقافزات متراقصات من حولي..قيل لي ان هذا سيكون مما يثير مشاعر الحسد والتصاغر لدى االزعماء..وهم في غالبهم في حكم القواعد من النساء.. ويعلم الله اني ما اردتك الا لهذا..
والله ما اردتك الا لهذا..ما أشأمك..وأشأم صاحبك..الا لعنة الله عليه..ذلك الذي لم يحسن ان يديم بقاء مؤخرته على كرسيه..واخذته عزة النفس الخوانة التي جعلته لا يسمع نصح الناصحين ولا اشفاق المشفقين..الم يقلها لك في وجهك..دي امريكا يا صدام..ماذا تريد ان تسمع بعد ..وكيف ستفهمها..الا لعنةالله عليك..انت من ادخلتنا في هذا المتاه العظيم.. ما لي ارى الارض تتساقط من حولي منذ ان نزلت كالصاعقة في ارضنا الطيبة..ماذا جرى للناس..ماذا حصل للجيران..اين ذهب الوفاء..ما هذا التعجل والتسرع اللاهث الطائش الذي اصبح يحكم الامور..وماذا لو بقي الرئيس..وماذا لو جاء الرئيس..وماذا لو ذهب الرئيس..ومن الذي سيعيد من ماتوا الى الحياة..وما هذا الصبر النافذ المريب..وماذا تعد الثلاثون من السنين..ولو كانت طويلة لما انتظر الله بعدها عشر من السنين ليطلق رسوله الى العباد..ها ..ماذا تقولون في هذا..ولكنك انت السبب..يا من لم تستطع ان تحفظ نعمة الله عليك..نعم..فالحكم هبة من الله..وقميص يقمصه لمن يشاء..وقد يكون دخولك المحتوم الى جهنم وبئس المصير من اجل تهاونك الذي ادى بك الى ان ينزع عنك غير مأسوف عليك..سقطت وجعلتها سنة سوء جعل الله عليك اوزارها جميعا..الا لعنة الله عليك..وعلى اخيك الزين.. ذلك الذي جرجرته عيون ليلى الى الحضيض..
ولكن كل هذا لا يهم..فلا الناس نفس الناس ..ولا الشعب نفس الشعب..ولا انا من اقارن بهؤلاء..فانا زعيم قديم..ومفكر اممي وقائد اسلامي..وانا ثابت تماما على عرشي..ولا ارى في الافق من يستطيع ان يزحزحني..اجيال ولدت وماتت ولم تعرف غيري قائدا..ثم ان الناس غير الناس ولست مثل هذا الزين..كم قلت له دعك من هذا الانترنيت ..والكلام السخيف عن الديمقراطية..فالشعب جاهل.. وقد يصدق..الم يراني..كيف احكم بالحديد والنار..ولا احد هنا خارج مدى قبضتي..الكل تحت رحمتي..ولا صوت يعلو على صوتي..ولكن ماذا لو فعلوها..فكيف سيكون التعامل وقتها..ولكن لا يهم.انا الذي قدرت على حل جميع الاشكالات مع امريكا هل سيعصى علي بعض الشباب الطائش المغرر به من الاستعمار اللي ما ادري ايش..ساقول لهم اني ساحول لهم الجماهيرية الى دولة فاطمية..فهي مما يروق للشباب..فهي دولة الأفراح والأعراس والمناسبات والأعياد والموسيقى والحدائق والقصور والمساجد والنوادي والشعراء والفن..نعم والله..لقد رأيتها في الفلم الذي يبدو فيه حسين رياض يمشي ويصيح جهاد..جهاد..نعم..هذه هو الحل..الدولة الفاطمية.. حتى انها كانت أنها تسمى الدولة الديماغوجية يعني أنها دولة جماهير... دولة شعب وترضي كل الناس..وهذا هو الذي نريده وكل الشباب هنا يريد هذا..ماذا يريد الشباب في شمال إفريقيا هل يريد الحرب هل يريد البؤس هل يريد التسول على أبواب أوروبا..إنه يريد الفرح والمرح ولا يريد الترح..والذي لا يعجبه نسحب البساط من تحت أقدامه وليسقط في الحضيض في ستين داهية..نعم ..لا شئ يقف في وجهي..انا حتى قضية لوكربي حليتها.. ولكن ..يا الله .. ماذا لو طالبني الشعب بتعويضات عن دماء ابنائهم..عن المعدومين في الجامعات او في سجن ابوسليم او في اجهزة حفظ الامن ..كم سيكلفني ذلك..مصيبة لو اعتمدوا تسعيرة لوكربي..ولكن لا..لا يمكن..ايش جاب لجاب..ثم الناس غير الناس..فهنا الشعب يحبني..يرقص ويصفق لي طربا لما اقول..وحتى لو لم اقول..ويذرفون الدموع السخان من الغبطة لمرآي..أتراهم كاذبين..كلا..لا يمكن ..فانا لست الزين..ولكن..ألم ارى بأم العين الناس تصفق لمبارك والزين..وحتى انت قبلهم يا ملعون..كانوا لك يصفقون..ولكن كلا..فانا المحبوب..وانا من جئت لهم بالماء في انابيب..وانا من البستهم واطعمتهم مما افاض الله به علي بقميصه الذي البسني اياه دونهم..افهل كان لو يعلم فيهم خيرا ..لماذا البسني اياه..ثم انا من علمتهم التقويم والهتاف والصلاة..ماذا كان الناس قبلي..وماذا اصبحوا..الم يقولوها لي في وجهي..ولكن ماذا لو كانوا كاذبين..الا يمكن ان يكونوا يخادعون قلبي الطيب الرحوم ..خوفا او طمعا وهم علي حانقين..كلا..فهل النفاق يشمل ملوك الادغال في افريقيا الخضراء..الخضراء..كاني كنت اعلم باني ساكون ملك اخضر..ملك اخضر وكتاب اخضر..والله انها لاشارة من السماء..ما علينا..وكذلك رؤساء الدول الافريقية.هل تراهم ينافقونني..والبشير وبوتفليقة ..واعلام الامة وشيوخها الذين تحايلوا لي ان اعلن نفسي سادس الخلفاء وانا رفضت..أتراهم يلعنونني وانا ائمهم في الصلاة..
ثم من اين اتوا بهذا الياسمين..وماذا به يعنون..ومنذ متى تقوم الزهور بالثورات..ولم لا يكون غيره من الاشياء..رحم الله ايام الثورات التي كانت تملأ الجو برائحة البارود والدخان..اليوم جاؤا بالياسمين..هزلت والله..ويا ترى ماذا سيسمي المصريون حراكهم..اهو الورد البلدي..ام البنفسج على قول صالح عبد الحي..ام هذا الذي يسمونه اللوتس..او لا اعلم من..كلا..نعم..بل هو الفل..هو الفل..فهم يتصابحون به ويبيعوه في قلائد على الارصفة وبين السيارات في مفترقات الطرق..رأيتهم يفعلون هذا ..نعم..انه الفل..أيش هذا اللوتس..شطار هؤلاء المصريين ..ولكن لا اعرف من لعب بعقولهم..ومن دفع بهم الى هذه المسالك..ولكني اعرف انه من شؤمك يا تمثال النحس..أتراك تصيبني ببلائك ايها الملعون..لا ..لا يمكن..ولكن لوحصل هذا..لا سمح الله..ونزع الله عني القميص..فاين ساذهب..ليست ايطاليا بالتأكيد..لا ..ولا ..مالطا..وبالتأكيد ليس سويسرا..فمن المعيب ان اقف وأقول ان سويسرا كافرة فاجرة تدمر بيوت الله..وان اعلن عليها الجهاد..وانا المفكر الاسلامي الكبير..وألجأ اليها بعد ذلك..لا ..لن يكون ذلك ابداً..اذن ..اين ساذهب..أتراني ساذهب انا ايضا الى جدة..كلا..فلا وفاق بيني وبين عبدالله..ام قد يكون نسي شجاراتنا..يا لها من ايام..الله الله كيف رددتها عليه في قطر..ايظنني سادعها له..آه..لو تمكنت من رقبته حينها..لولا ذلك الضابط الوغد الخسيس وزمرة الفاشلين الذي لم يحسن اختيارهم..واعترفوا علينا بعد ذلك..ولكن ما علينا..فبقليل من التحمل..وتجاوز بعض التلميحات..والصبر على بعض الاشارات ..قد تمر الامور بسلام..ولكن هل ياترى ساطيق العيش هناك..وهل ستقبل غالينا بالقدوم معي..ام تراها لن تطيق لبس النقاب..وماذا سافعل بدونها..فهي الوحيدة التي تعرف روتيني..ومن سيكون معي..وكيف ساعيش..وانا لم ارتق جوربي منذ اربعون ولم اغسل يوما سروال..والاهم..هل ستكون السماء هناك مثل هنا..وهل ستكون زرقة البحر مثل هذا الصفاء..وهل سينصب لي يوما في ارض تمثال..

#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات