أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - فخامة رئيس الجمهورية .. وهل الكلدانيين يمثلون طبقة العبيد في العراق الحديث ؟















المزيد.....

فخامة رئيس الجمهورية .. وهل الكلدانيين يمثلون طبقة العبيد في العراق الحديث ؟


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 3275 - 2011 / 2 / 12 - 15:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان المجتمع العراقي ( البينهريني ) القديم يتألف من طبقات ثلاث غير متساوية في الحقوق والواجبات ، فالطبقة العليا وهي (الميلو او امار ايلو ) اي الانسان او ابن الانسان ، ويكون افراد هذه الطبقة من ابوين من طبقة الاحرار ، والطبقة الثانية هي طبقة العبيد (اردو) وفي لغتنا الكلدانية (أودي) اي العبيد ، وليس لهؤلاء حقوق إنسانية تذكر ، والطبقة الثالثة هي الطبقة المتوسطة بين العبيد والأحرار ويدعون ( مشكينو) اي المساكين . والتفاصيل عن هذه الطبقات ليس مجال حديثي هنا ، إلا ان الذي اريد ان اشير اليه ان الشرائع القديمة وبضمنها شريعة حورابي قد اقرت نظام العبودية وهنالك مواد في قوانين حمورابي تعاقب العبد بقساوة إذا خالف امر سيده .
الغريب حتى ارسطو قد اقر نظام الرق واعتبره امراً طبيعياً ، واستمر ذلك لقرون الى العصر الراهن حيث أوسس لتشريع لوائح وقوانين تضمن حقوق الأنسان التي تحفظ آدميته وكرامته ، وإن البشر جميعهم سواسية امام القانون بقطع النظر عن لون البشرة او العرق او الدين او ...
ومن هذا المنطلق ينبغي ان نتمتع نحن الكلدانيون بحقوق انسانية بما فيها الحقوق القومية والسياسية في وطننا العراقي .
إن الحكومة العراقية تكذب حين تدعي بتمثيلها لكل الأطياف العراقية ، إنها تمثل من لهم السطوة والقوة ، اما المستضعفين من السكان الأصليين ومنهم شعبنا الكلداني الذي يمثل هنود حمر العراق ، فليس لهم مكان في حكومة المالكي ، والسبب واضح لأنهم لا يملكون سطوة الميليشيات لتهديد الحكومة ولا يلجأون الى الأنتقام ولا يوجد دولة من الدول تمسك ظهرهم ، ولو كان لهم مثل تلك الأمكانيات لكان لهم احسن تمثيل في الحكومة العراقية التي تعمل على إرضاء الاقوياء وذوي النفوذ ، ليس لأنهم معارضين فحسب لكن لان الكثير منهم لا يؤمن بالمعارضة الكلامية إنما يؤمن بمعارضة التعبير بلغة التفجيرات ومسدسات مزودة بكاتمة الصوت والأحزمة الناسفة ...
هذا هو القانون الذي يسري في غابة العراق فالمكان للاقوياء فقط ، والغريب والعجيب ان جميع الأطراف الذين يتسابقون على الكعكة ، فإن كل جماعة منها تنزع الى الأدعاء بأن حصتها ضئيلة ، وإنها ضحية ظلم فادح . ويبقى الكلدانيون الذين همشت حقوقهم في وطنهم يتفرجون على المشهد المثير للسخرية في بلد اسمه الوطن العراقي .
ويمضي نفس اسلوب التوافق والترضية المملة بشأن أختيار رئيس الجمهورية لنوابه ، ويتعين على رئيس الجمهورية ان يعلم انه رئيس لكل العراقيين بما فيهم المستضعفين اي الكلدانيين ، وليس للأقوياء وذوي القوة والنفوذ فحسب ، ولكن مع الأسف فإن الرئيس مام جلال يسلك نفس الطريق الذي سلكه من قبله رئيس الوزراء بتهميش تمثيل الشعب الكلداني الأصيل ، وكان حري بمام جلال بالذات ان يهتم بحقوق الشعب الكلداني ، لأن شعبه الكردي قد عانى من الظلم والأستبداد والتهميش فليس معقولاً ان ينتقل الأستاذ مام جلال الذي عانى من الظلم يوم امس ان ينتقل اليوم الى ظالم .
اولاً :
لم يعترض على عدم تمثيل الكلدانيين في الحكومة . ثانياً حاول تعيين نوابه من الأقوياء ايضاً وترضيتهم ، اما تمثيل السكان الأصليين فلم يجري التطرق اليه بتاتاً .
في الأخبار نقرأ :
الطالباني طالب مجلس النواب بأن يقوم بتعديل قانونه ليسمح بتسمية نائب رابع ليكون ممثلا عن شريحة التركمان. ونقرا ايضاً ،ان الطالباني يصر على تعيين نائب تركماني ، ان مبدأ تعيين ثلاثة نواب له كان قد اقره البرلمان وهم السادة عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي ثم الخزاعي المنتسب لقائمة دولة القانون . نحن لسنا ضد ان يكون نائب للرئيس من المكون التركماني وعسى ان يكون الطاقم الحكومي برمته من هذا المكون العراقي ، علماً ان للتركمان حالياً ثلاثة وزراء ، لكننا ضد ان يكون همّ الرئيس ترضية الأقوياء فقط ونسيان المكونات الضعيفة في العراق ، فالكلدانيون كما مر قبل قليل ليس لهم واسطة في الدول المجاورة كالمكونات الأخرى ، كما لا يملكون النفوذ وليس لهم اسلحة وميليشيات ولا يلجأون الى التفجيرات ، وهذا هو السبب في إهمال امرهم .
فخامة الرئيس إن هذه البلاد بلادنا وإن لكل شخص فيها حقاً والديمقراطية لا تعني ضمان حقوق الأكثريات فحسب إنما تعني ضمان حقوق كل الأقليات دون تفرقة وتمييز . إن كانت الغاية من النواب الأربعة هو تمثيل الأطياف فكان الشعب الكلداني في مقدمة من يستحق هذا التمثيل وكان يجب ان تكون المبادرة من رئيس الجمهورية مام جلال بالذات ليشكل مظلة لكل العراقيين على حد سواء . وكان يمكن ان يشكل نوابه مجلس اعيان مصغر كما كان في العهد الملكي الذي كان من بين اعضائه بشكل دائم عيّن يهودي وعيّن كلداني ، فيكون نواب الرئيس اليوم من المكون الكردي وهو الرئيس ويكون العربي والكلداني والتركماني ، باعتبار الكلدان مهمشين في الحكومة العراقية التي نجد فيها تمثيل العربي والكردي والتركماني والآثوري .
إن مجلس الشيوخ الأمريكي فيه نائبان من كل ولاية بغض النظر عن مساحتها وحجمها السكاني فولاية رود ايلند التي تعد مليون نسمة تنتخب نائبين مثل كاليفورنيا التي يبلغ عدد سكانها 30 مليون نسمة .
اجل كان في العراق القديم طبقة العبيد لا يملكون اي حقوق سياسية او اجتماعية واليوم تحاول دولتنا العتيدة ، وباسم الديمقراطية تهميش الشعب الكلداني الذي يجري النهران الخالدان دجلة وفرات في عروقه ، هذه هي مكافئة هذا الشعب الأصيل وتهميشه باسم الديمقراطية ، والذي نعرفه عن الف باء الديمراطية هو ممارسة الثقافة الديمقراطية سلوكاً وتفكيراً وتطبيقاً حياً بتمثيل الجميع إن كانوا اكثرية او اقلية ، اقوياء ام مستضعفين ، هذه هي الديمقراطية . وليس ترضية ذوي النفوذ والسطوة خوفاً من انتقامهم ، فحكم الأكثرية المفترض انه لا يخطئ ولا يظلم اي مكون .
والسؤال لمام جلال والمالكي هل تبقى نظرتهما الى الكلدان وكأنهم من طبقة العبيد لا يستحقون اي حقوق قومية او سياسية ؟
نتيجة الديمقراطية العرجاء التي تطبق في العراق شكلت وزارة قوامها 42 حقيبة وزارية من بينها 8 وزارات كانت لترضية الكتل ، ومع كل هذا العدد هنالك 3 نواب لرئيس الوزراء وثلاث نواب لرئيس الجمهورية الذين من المؤمل ان يصبح عددهم اربعة نواب .
ولكي نتأكد بأن الحكومة تغرد خارج السرب ، فإن هموم الشعب وأمله في توفير الأمان والخدمات والكهرباء ، هذه الهموم ليست من اهتمامات الدولة والحكومة العراقية المنتخبة ، فلحد اليوم لم يعين وزراء الدفاع والداخلية والأمن الوطني ، إضافة الى وزارة وزارة الكهرباء . أجل إن الترضية في توزيع الكراسي والمكاسب هي اهم من امن الشعب وتوفير الخدمات والكهرباء لهذا الشعب المسكين المنكوب بحكامه .
إنشاءالله سياتي الوقت الذي ينتفض فيه الشعب ويتظاهر دون خوف ليقلب الأوزان وليضع العراق في الطريق الديمقراطي الصحيح بعيداً عن منطق الطائفية والمحسوبية التي جعلت من العراق دولة متأخرة وفي المراتب الأولى في استشراء الفساد باوصاله .
حبيب تومي / اوسلو في 12 / 02 / 11



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بابا الفاتيكان يعتزم زيارة اور الكلدانيين فلماذا لا ندعوه لز ...
- وسطية البارزاني هل تفلح في درء السيناريوهات الدراماتيكية عن ...
- يوم سَخِرَ يونادم كنا من كتّاب ومناضلي الأنترنيت
- نعم بغداد تتطور وتتقدم ولكن .. باتجاه كهوف تورا بورا
- انعقاد مؤتمر - نهضة الكلدان - ضرورة مرحلية حتمية
- لماذا هذه التفرقة في التعامل يا وزارة الثقافة العراقية ؟
- سلام وكلام مع رؤساء التنظيمات السياسية لشعبنا وانحني إجلالاً ...
- شماعة اليهود والأكراد الى متى التعتيم على الفاعل الحقيقي ؟
- لماذا لا تعقد قمة عربية لبحث الأوضاع المتردية للمسيحيين في ه ...
- لا تقتلوا ابناءنا لا تسلبوا اموالنا لا تنتهكوا اعراضنا هذه ا ...
- حكومة فيها العربي والكوردي والآشوري والتركماني وأقصيتم الكلد ...
- لماذا لا يمنح منصب نائب رئيس الوزراء لعراقي من القومية الكلد ...
- الرئيس البارزاني واستراتيجية تقرير مصير الكورد هل هو أنجاز ا ...
- كيف نفسر تحمس يونادم كنا لتنفيذ حكم الأعدام بطارق عزيز ؟
- صبنا الكلدانية في القلب وتحية للحزب الديمقراطي الكلداني المن ...
- محافظة مسيحية ام حكم ذاتي ؟ وتداعياتها على الجيران من عرب وك ...
- شكراً للسيدين مقتدى الصدر وعمار الحكيم .. ولكن
- مقابلة اكانيوز مع حبيب تومي اجرتها رنا زيباري
- هل يفلح الرئيس البارزاني في إخراج العراق من عنق الزجاجة ؟
- المذبحة المروعة في كنيسة سيدة النجاة هل هي جزء من التسامح ال ...


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - فخامة رئيس الجمهورية .. وهل الكلدانيين يمثلون طبقة العبيد في العراق الحديث ؟