أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الأمين السويد - القبور العربية














المزيد.....

القبور العربية


علي الأمين السويد

الحوار المتمدن-العدد: 3275 - 2011 / 2 / 12 - 13:24
المحور: كتابات ساخرة
    


استطاع الباحث الانجليزي هاورد كارتر في عام 1922 أن يعمل ثقباً في أحد جدران قبر مصري قديم، ليتفاجأ ويفاجئ العالم بالعثور على قبر الحاكم المصري القديم توت عنخ أمون الذي طالما بحث عنه الباحثون.
شاهد كارتر فرعون مصر مسجى كمومياء ميتة بين الكنوز التي وضعت لخدمته المفترضة في مرحلة ما بعد الحياة، هذه المرحلة التي يبدو أن الفراعنة الجدد ورثوا الإيمان بها بالرغم من تسليمهم ببشريتهم، فقد استطاع ذلك الرجل وبمحض الصدفة أن يفتح عيني العالم على جانب من تاريخ مصر في تلك الحقبة.
تلك الحقبة التي كان فيها لسان حال فرعون يقول أنا ربكم الأعلى، أحي و أميت، مالك ملككم مما تدعون من أرضكم ونساءكم وأطفالكم، أفعل بكم و بهم ما أشاء وقتما أشاء، والكل يجب أن ينحني ويقبل حذائي و لا ينثني، بل ويشكرني لأني تفضلت عليهبالسماح له بتقبيل كل نجس فيّ.

و بطريقة أو بأخرى، نستطيع القول أن توت عنخ آمون، الميت، حبس تحت سطوته قبساً من تاريخ مصر المتمثل بآلاف القطع الأثرية حتى يبدو للداخل إلى قاعة قبره، لحظة فتحها، أنه اخترق الزمن خلفاً ليعبر ثلاثة آلاف عام في الماضي فيدخل مصر المختصرة في قبر هذا الملك فيراها كما هي وكأنها لقطة متجمدة من فيلم سينمائي طويل، هذا الفرعون الذي اكتسب شهرته لأسباب لا تتعلق بانجازات وطنية ولا انتصارات عسكرية وإنما بسبب سطوه على الحكم مبكراً*.
و بالأمس شاهد العالم حاكم مصر محمد حسني مبارك مسجى كمومياء حية بين الكنوز التي وضعت لخدمته في الحياة و ما بعد الحياة، هذا الحاكم الذي اكتسب شهرته بالخنوع للأجنبي وحبس طاقات شعبه بحجة "اللحظة التاريخية الحساسة من تاريخ امتنا." في قبر كبير يدعى مصر.
فاليوم استطاع الشعب المصري وبمحض الإرادة الشبابية الوطنية، وليس بمساعدة هاورد كارتر ولا جورج بوش الابن أن يفتح عيني العالم على القبر المصري المغلق منذ 22 من تموز 1952 حتى الآن.
تسع وخمسون سنة من حكم فراعنة الجيش التي كان فيها لسان حال كل فرعون جديد يتبجح "على طريقته" و باسم الشعب قائلاً أنا ربكم الأعلى، أحي و أميت ، لا هدي إلا هداي، ولا وطنية دون تقبيل مؤخرتي، وأنا الوطن و الوطن أنا.
وليس من المفارقة أن نقول أن المستحاثة الحية، أو المومياء المتنفسة المسماة محمد حسني مبارك زج تاريخ مصر في غيابة السجن ووضع طاقتها المتكونة من عقول أبنائها في ثلاجة خوفه من التقدم والتطور، فراح العالم يتقدم والأمة تحت قدميه كما كنوز عنخ آمون كنوز للعرض فقط.
وفي ظل "تسونامي" فتح القبور، ترى كم قبراً سيفتح وكم تاريخاً سينبش بعد التونسي والمصري؟ وبالانتظار و كنصيحة أخوية أتمنى على الأخوة شراء أقنعة واقية كالتي تستخدم أثناء الحروب الكيماوية استعداداً للقادم من فتح القبور، فرائحة عفن حراسها قاتلة.



#علي_الأمين_السويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المزربَّة القطرية
- مراجعة حيوية
- البداهة الحيوية الكونية
- قوانين إرهابية
- إعتلال بداهة القرآنيين (2)
- إعتلال بداهة القرآنيين (1)
- الشكل الحيوي، والشكل الحيوي في المنطق الحيوي
- العرب وشرف آخر زمن
- إشارات عابرة
- زيف المساواة بين الجنسين
- أمةُ دبِّر رأسك
- الله يلعنك يا إبليس!
- الخطاب المنكر
- الإنسحاب المصري
- القرضاوي الشيخ النووي
- الزهايمر الفكري عند الجلبي
- نظرة في -أضاحي منطق الجوهر*- للدكتور حمزة رستناوي
- رسائل وعناوين خاطئة (1)
- الإعجاز و الإفلاس
- يأخذ ويرد حتى من علي (ر)


المزيد.....




- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...
- الجامعة العربية تشهد انطلاق مؤتمر الثقافة الإعلامية والمعلوم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الأمين السويد - القبور العربية