أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - ما النظام السياسي المطلوب للعراق الجديد؟














المزيد.....

ما النظام السياسي المطلوب للعراق الجديد؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3275 - 2011 / 2 / 12 - 13:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اسمحوا لي أن أقول بثقة عالية: ليس هناك من وطني غيور يريد حكم البعث ثالثة, بعد التجارب المريرة والقاسية والموت على أيدي الحرس القومي القتلة في العام 1963, وعلى ايدي عصابات البعث الصدامية في فترة الحكم الثانية لحزب البعث بقيادة أحمد حسن البكر ومن ثم بقيادة صدام حسين. هذا ما اشعر به وما يمكن تأكيده بالنسبة للغالبية العظمى من بنات وأبناء الشعب الغيورين على وطنهم وشعبهم ومستقبل الأجيال القادمة التي لا تريد العيش في ظل دكتاتورية مماثلة لدكتاتورية صدام حسين.
ودعوني أقول بثقة عالية أيضاً: ليس هناك من وطني شريف وغيور على وطنه وشعبه يريد حكماً طائفياً مقيتاً في العراق كالذي نعيش تحت وطأته حالياً, رغم ما حصل عليه الطائفيون من اصوات في الانتخابات الأخيرة جاءت بفعل عوامل الاستقطاب الطائفي الذي نشطته ليس الأحزاب الدينية الطائفية السنية منها والشيعية فحسب, بل ووبمشاركة فاعلة ومؤثرة جداً من جانب المؤسسات الدينية الشيعية والسنية في آن واحد ودون استثناء.
ثماني سنوات عجاف مرت على الشعب العراقي منذ سقوط الفاشية السياسية والعنصرية المقيتة لنظام سافل وحقير هو نظام البعث الصدامي, نظام البؤس والفاقة والحرب والدمار والأنفال والكيماوي في حلبجة وباهدينان والأهوار والقتل في السجون والمعتقلات والقبور الجماعية.
ثماني سنوات مريرة عاشها الشعب العراقي تحت هيمنة الأحزاب الأسلامية السياسية التي فرضت انتخابات مبكرة وأقرت دستوراً مبكراً بتأييد ودعم من الولايات المتحدة وعبأت القوى لصراع طائفي مقيت فاق كل التصورات حتى قاد بعض الديمقراطيين والتقدميين السقوط في فخ الطائفية والالتحاق بتلك التحالفات وإعطاء اصواتها لها أو المشاركة في قوائمها الانتخابية. وهو الأمر الذي أثار الحزب والأمل في نفوس الكثير من الناس الطيبين في العراق.
الحكم الجاري في العراق لم يستطع فرض الدولة الدينية في العراق إلى الآن ليس بسبب تعفف القوى الإسلامية من ذلك, بل هي تحاول جادة وياستمرار إمرار ذلك باساليب خبيثة وبدعم خارجي واضح, بل بسبب وجود التحالف الكردستاني في الحكومة الاتحادية ورفضه لمثل هذا التوجه في إقامة الدولة الدينية, إضافة إلى رفض بعض العناصر في هذه القائمة أو تلك لمثل هذا النهج السيء.
نحن اليوم أمام وضع لا يجوز استمراره, لا بد من تغييره لصالح الشعب, لا بد من التخلص من الطائفية والفساد والتمييز والفقر والبطالة والحرمان من الخدمات ومن قوى الإرهاب بشكل خاص, لا بد من الخلاص من الهويات الفرعية المنتجة للصراع والالتزام بالهوية الوطنية العراقية ومصالح القوميات المتعايشة في العرق, لا بد من حريات وحياة ديمقراطية ومن عملية تنمية اقتصادية وبشرية ومكافحة البطالة والعوز والفقر الشديد, لا بد من الخدمات العامة للمجتمع وخاصة الكهرباء والماء.. إن الشعارات المهنية لمختلف فئات المجتمع لا بد لها أن ترتبط بقوة وتتشابك مع الشعارات العامة والأساسية في بناء مجتمع مدني وديمقراطي, لا بد من دولة ديمقراطية وحكومة مدنية ديمقراطية غير طائفية, لا بد من فصل الدين عن الدولة والمؤسسة الدينية عن السياسة, إنه الطريق الوحيد للخلاص من الأوضاع الشاذة السائدة في البلاد.
إن الزيارات المتكررة لمسؤولي الدولة العراقية من رئيس الجمهورية إلى رئيس الوزراء والوزراء للمرجعيات الدينية تخل باستقلالية هذه المناصب وبمواقف القيمين عليها, تخل بالعملية السياسية كلها وتساهم في تعزيز دور تلك المؤسسات الدينية بالحياة السياسية العراقية وهو الخطأ الفادح الذي ترتكبه تلك الشخصيات والقوى السياسية العراقية.
إن الشبيبة العراقية تتحرك اليوم بحيوية فائقة في كل أنحاء العراق وتطالب بالتحول صوب الحريات الديمقراطية والحياة الحرة الكريمة, وعلى الأحزاب والجماعات والكتل والشخصيات السياسية والاجتماعية الوطنية والديمقراطية أن تتحرك لدعم الشباب وتوجهاتها الوطنية والديمقراطية لصالح تبديل الأوضاع المزرية الراهنة التي بدأ الشعب يرفضها, إذ لم تبرهن الحكومة الجديدة إلى الآن عن أي جدية فعلية في معالجة الأوضاع ولا مجلس النواب بما ينسجم وحاجات المجتمع للتغيير الحقيق والفعلي.
إن الشبيبة العراقية هي المعول عليها وهي القادرة على فرض التغيير, خاصة إذا ما استطاع الشبيبة تنظيم نفسها بصيغة ما لتساهم في التعبئة العامة والواسعة لقوى التيار الديمقراطي ولكل القوى الخيرة في المجتمع لصالح التغيير الديمقراطي والسلمي للواقع الراهن.
إن التغيير في تونس ومصر يلهم شبيبة دول منطقة الشرق الأوسط كلها, والنصر الذي تحقق يوم أمس في مصر هو نصر للجميع وسيحرك المزيد من شبيبة دول المنطقة لمواجهة حكامها الذين مارسوا ابشع اشكال الاستبداد ضد شعوبهم. لقد سقط حاجز الخوف وستتحرك شبيبة وشعوب المنطقة لصالح بناء مجتمعاتها المدنية والديمقراطية وتنتزع حريتها المسلوبة منذ عقود.
12/2/2011 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجربة مصر الثورية ... هل تقدم دروساً غنية للشبيبة العراقية؟
- ماذا يجري في العراق... لِمَ الحكام مستفزون؟
- ليتحرك شباب ميدان التحرير صوب القصر الجمهوري
- هل يعي حكام بغداد ما ينتظرهم ؟
- الشبيبة العراقية تستعيد عافيتها ودورها النضالي
- هل يسير نوري المالكي على نهج نوري السعيد القمعي والدموي؟
- تونس ومصر طلائع النهوض الديمقراطي للشباب في الشرق الأوسط
- الشعب العراقي مدعو للتضامن مع أهلنا في الديوانية!
- مظاهرة الديوانية ...هل هي بداية لتحرك شعبي عفوي معارض؟
- نحو نهوض شعبي متعاظم لكنس النظم الاستبدادية!
- هل المحكمة الاتحادية العراقية مستقلة في قراراتها؟
- هل من رياح منعشة وأخرى صفراء عاتية تهبُّ على العراق والدول ا ...
- هل صبركم صبر أيوب ايها الكرد الفيلية؟
- نحو تصعيد حملة الدفاع عن الديمقراطية لا إضعافها!
- الإرهابيون وحكومة بغداد!
- حرية الشعب والرأي في العراق في خطر!
- هل نقد المسؤولين والثوار خط أحمر وأكثر؟
- الدعوة لاتحاد القوى والشخصيات الديمقراطية مهمة آنية عاجلة
- ماذا يجري في العراق.. إلى أين تجرنا مهازل قوى الإسلام السياس ...
- هل من سبيل لحياة حرة وديمقراطية في العالم العربي؟


المزيد.....




- لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟
- ماسك: كان من السهل التنبؤ بهزيمة أوكرانيا
- وسائل إعلام: إسرائيل كانت تدرس شن هجوم واسع على إيران يوم ال ...
- احتجاز رجل بالمستشفى لأجل غير مسمى لإضرامه النار في مصلين بب ...
- برازيلية تنقل جثة -عمها- إلى البنك للحصول على قرض باسمه
- قصف جديد على رفح وغزة والاحتلال يوسع توغله وسط القطاع
- عقوبات أوروبية على إيران تستهدف شركات تنتج مسيّرات وصواريخ
- موقع بروبابليكا: بلينكن لم يتخذ إجراء لمعاقبة وحدات إسرائيلي ...
- أسباب إعلان قطر إعادة -تقييم- دورها في الوساطة بين إسرائيل و ...
- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - ما النظام السياسي المطلوب للعراق الجديد؟