أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجيب الخنيزي - بقاء الحال من المحال !















المزيد.....

بقاء الحال من المحال !


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 3275 - 2011 / 2 / 12 - 10:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ظل الأحداث الملتهبة ، والتطورات الدراماتيكية المتسارعة التي تشهدها العديد من الأقطار العربية ، يبدو النظام العربي الرسمي الذي تخترقه أزمات هيكلية وبنيوية عميقة و شاملة في مكوناته السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والأمنية ، و جعلته في غاية الانكشاف والعجز ( رغم كل ما يمتلكه من إمكانيات و أدوات القوة و التسلط ) بات يتموضع على فوهة بركان يغلي ، وقد شاهد الجميع بعض حممه الملتهبة . يتكشف على نحو جلي أكثر من أي وقت مضى إن العالم العربي يقف أمام مفترق طريقين لا ثالث لهما . أما طريق الإصلاح الجذري والشامل الذي تتشارك وتتعاون في تعبيده وترسيخه الأنظمة الحاكمة والشعوب ، وأما طريق الثورة التي تضع الشعوب في مواجهة الأنظمة الاستبدادية/ الفاسدة وصولا إلى تغييرها وكنسها . حتى الآن يبدوا إن طريق الإصلاح لا يزال عصيا و متعثرا و يراوح مكانه نتيجة فشل غالبية الأنظمة العربية في تلمس الاحتياجات والمطالب الحقيقية و المشروعة لشعوبها في الحرية والمساواة والكرامة والتنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية . ما جرى بالأمس القريب في تونس الخضراء من انتفاضة و ثورة شعبية عارمة ، وما يجري اليوم على أرض مصر الكنانة من ثورة هادرة شارك فيها الملايين من المصريين ، و أجبرت الرئيس السابق حسني مبارك على الرحيل وجعلت ما تبق من نظامه في مهب الريح . ناهيك عن الأصداء والارتدادات والتداعيات للحدثين ، كما هو حاصل في اليمن والأردن والجزائر وغيرها وما هو متوقع مستقبلا في العديد من البلدان العربية القريبة والبعيدة على حد سواء ، وكل ذلك مؤشرات دالة على أن الشعوب العربية هي كبقية الشعوب في العالم ، قد تصبر وتستكين لبعض الوقت ( مهما طال أو قصر ) على الذل والمهانة والعبودية والإفقار، لكنها في الأخير ستنتفض و ستثور على واقعها المرير ، وستطيح بالحكام " السادة " اللذين ضنوا أو صدقوا ولأمد طويل أنهم مخلدون في حكمهم وان ملك الموت فقط هو ما يجعلهم يتركون قصر الحكم وفي الغالب لأحد ذريتهم . ما يجري الآن في العالم العربي يؤكد الوحدة الجوهرية لمنازع البشر على اختلاف أعراقهم ومكوناتهم ومشاربهم الدينية والثقافية ، سواء في تطلعهم الأزلي لتمثل قيم الحرية والمساواة والعدالة ، أو في تأثير السنن والقوانين الجدلية التي يجسدها البشر عبر نضالهم وكفاحهم المرير في الحياة والعمران البشري بغض النظر عن اشكال تمظهراتها وتجلياتها الموضوعية والذاتية المتعينة. ما حصل ويحصل الآن وسيحصل في المستقبل من تحركات وانتفاضات هي نتاج ومحصلة عهود طويلة من احتكار النخب الحاكمة لمصادر القوة والسلطة والثروة و مصادرتها المجتمع السياسي (الدولة ) وتغييبها وتهميشها للمجتمع ومؤسساته المدنية من أحزاب ونقابات ومنظمات مهنية واجتماعية ، ولتغول أجهزتها الأمنية ومؤسساتها البيروقراطية الفاسدة ، ناهيك عن الفشل الذريع لتنمية مبتورة ومشوهة وغير متوازنة ، والذي ترسخ معها تحالف السلطة ورأس المال حيث تكون السلطة ممرا لتحقيق الثروة من خلال سرقة المال العام والفساد المالي وتقاضي العمولات والرشا التي تصل إلى عشرات المليارات وهو ما كشفت عنه بعض المعطيات و التقارير مؤخرا وأدت إلى منع العديد من الوزراء والمسئولين في تونس و مصر من السفر وتجميد أرصدتهم ، وما خفي أعظم . نجم عن ذلك تصدر وتسيد طبقة طفيلية / تابعة ( كمبرادورية ) فاسدة و تعميق التبعية الكاملة للمراكز الرأسمالية العالمية ومصادرة القرار الوطني المستقل . وهو ما انعكس على الصعيد الاجتماعي في تفاقم حدة التمايزات الاجتماعية والطبقية بين حفنة تمتلك المليارات والغالبية الساحقة من الشعب الذي يطحنه الفقر والجوع والبطالة والأمية ، ناهيك عن التدهور المريع لأوضاع الطبقة الوسطى التي تمثل أحد العوامل الرئيسية في التوازن والتماسك الاجتماعي الداخلي. عنصران وعاملان أساسيان اخترقا هذا الواقع العربي الكئيب والمرير . العامل الأول : لم تقدر وتستوعب النظم العربية التسلطية حقيقة القنبلة القابلة للانفجار في أي لحظة والمتمثل في الشباب الذي يشكلون قرابة 60% من سكان المجتمعات العربية . هذا الشباب ( وغالبيتهم من المتعلمين ) المحبط والمهمش و الذي سدت في وجهه كل سبل العمل و الحياة الكريمة ، لم يعد يقنع بالعيش بمهانة وإذلال وفقر وبطالة على يد حكومات تسلطية / استبدادية / فاسدة . هذا الشباب يعرف أنه لن يخسر شيئا لأنه لا يملك شيئا ، وبالتالي كان خياره التمرد والانتفاضة والثورة لتغيير واقعه وصنع مستقبله . في ظل هذه الأوضاع شرارة واحدة كافية لإشعال الوضع برمته ، على مثال ما أقدم عليه التونسي محمد البوزيدي العاطل( وهو الجامعي ) عن العمل من حرق نفسه احتجاجا على صفعة من شرطية ومصادرة عربة الخضار التي يعمل عليها . وضمن هذا السياق تندرج تداعيات مقتل الشاب المصري خالد سعيد نتيجة التعذيب في أحد مقرات مباحث أمن الدولة ، وتشكلت على أثرها حملة في موقع اليكتروني تحت عنوان كلنا خالد سعيد . ومن الواضح أنه في الحالتين التونسية والمصرية فأن مفجر وعماد الانتفاضة والثورة هم الشباب غير المنتمي في المقام الأول ، في حين غابت الأحزاب المعارضة التي جرى قمعها و إضعافها وتهميشها أو تدجينها على مدى سنوات . العامل الثاني: هو الدور المتزايد الذي أصبح يمثله العالم الافتراضي في ظل ثورة المعلومات و الاتصالات والدور والتأثير المتزايد الذي باتت تلعبه الفضائيات وما يسمى بشبكة التواصل الاجتماعي عبر الانترنت مثل الفيسبوك والتوتير، وهو ما سمح بتجاوز كل الموانع الأمنية ، وجعل الرقابة الرسمية المحكمة حتى وقت قريب غير ذات جدوى . العالم العربي يمر بمرحلة تاريخية انتقالية غير مسبوقة على صعيد الحراك السياسي / الاجتماعي ، أبرز سماتها استعادة الأمل بالتغيير سواء عبر الإصلاح الجذري والشامل من قبل الأنظمة الحاكمة ، أو عن طريق الثورة الجذرية . شهر يناير 2011 وبالتحديد الرابع عشر ( انتصار انتفاضة تونس ) والخامس والعشرين منه ( اندلاع انتفاضة مصر سيظل محفورا في ذاكرة الشعوب العربية معلما تاريخيا بامتياز يجب ما قبله. أستعيد هنا قول المفكر الإيطالي غرامشي " يموت العالم القديم والجديد لم يولد بعد ، وما بين العتمة والنور تندلع الشياطين " .



#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم العربي .. إصلاح أم ثورة؟
- ياسيد البيد .. كم نفتقدك حين تغيب وسط الضباب!
- العالم العربي .. أزمة بنيوية شاملة ! الحلقة 2-2
- العالم العربي .. أزمة بنيوية شاملة! «1/2»
- مثقفون وحقوقيون يدينون العمليات الإرهابية ضد المسيحيين في ال ...
- الدولة العربية .. ومستلزمات ترسيخ الوحدة الوطنية!
- السودان إلى أين؟
- دول مجلس التعاون الخليجي ومستلزمات الوحدة الخليجية (2-2
- دول مجلس التعاون الخليجي ومستلزمات الوحدة الخليجية
- مثقفون وحقوقيون خليجيون يصدرون بياناً بشأن الأحداث الأخيرة ف ...
- تسريبات ويكيليكس في ظل القانون الدولي
- اليوم العالمي للطفولة «2-2»
- اليوم العالمي للطفولة
- محنة المسيحيين .. أم محنة العراق ؟
- لماذا الحوار المتمدن ؟
- - الرياض 6 نوفمبر - علامة مضيئة في نضال المرأة السعودية ( 1 ...
- حركة الشاي في المشهد السياسي الأمريكي
- انتخابات الرئاسة البرازيلية .. وتركة لولا
- فرنسا «العمالية» تنتفض
- البعد العربي لقضية فلسطين !


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجيب الخنيزي - بقاء الحال من المحال !