يا مبارك يا طيار جبت منين سبعين مليار

مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 3275 - 2011 / 2 / 12 - 06:55
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

هل ماحدث اليوم 11 فبراير 2011 بالتخلص من نظام مبارك هو حلم ولا علم ؟ انا اقول انه كان فعلا حلم بعيد المنال فقد فشلت فيه جميع القوى والاحزاب الموجودة سواء الشرعية او المحظورة بما فيها الاخوان المسلمين الذى تباهى قادتها بقدرتهم على تعبئة مئات الالاف من الشباب ولكنهم فشلوا جميعا فى التخلص من نظام مبارك باى وسيلة كانت .
ولكن هذا الشباب الذى خرج يوم 25 يناير فى ثورة الغضب نجح فى تحويل هذا الحلم الى علم وحقيقة واقعة وكان سلاح هذا الشباب الكلمة والكلمة فقط . فقد استطاع هؤلاء الشباب ان يصنعوا النصر بل ان يصنعوا التاريخ فهذه اول ثورة روادها الاوائل من جيل الانترنت والفيسبوك الذى استهان به الكثيرين وهذه ايضا من اوائل الثورات السلمية التى خرجت فيها كل هذه الملايين من اجل هدف واحد تمثل فى كلمتين هما "اسقاط النظام" وهذه ايضا من اوائل الثورات التى وقفت فيه القوات المسلحة جنبا الى جنب بجوار المتظاهرين تحميهم وتدافع عنهم .
نعم هى ثورة الشباب الذين احيوا فينا الامل بعد ان يأسنا من القدرة على التغيير وظننا اننا شعب خامل لايثور ولا ينتفض .فهاهم شباب ثورة الغضب قادوا الشعب للتغيير وصمموا على المضى قدما فى هدفهم فلم يلينوا او يستسلموا لاى تنازلات قدمها لهم مبارك فقد خرج مبارك وبعض اركان نظامه مقدمين التنازل تلو الاخر ولكن كل هذه التنازلات لم تقنعهم ولم ترضيهم على عكس كثيرين من الكبار الذين ادعوا الحكمة والذين اعتبروا ان ما قدمه النظام هو اقصى ما يمكن الحصول عليه فى الوقت الحالى لكن هؤلاء الشباب صمموا على مطلبهم الرئيسى وهو ان الشعب يريد اسقاط النظام وهو ما حصلوا عليه فعلا نتيجة اصرارهم وعزيمتهم التى لم تلن ابدا.
نعم رحل مبارك عن الحكم وهناك بعض رجاله قيد الاقامة الجبرية وقيد التحقيق كالعادلى والمغربى وعز وجرانة ولكن ماذا عن ترزى القوانين احمد فتحى شرور وماذا عن رجل المخابرات والعمليات الخاصة التى كان يستخدم فيها النساء صفوت الشريف وماذا عن فضائح محمد ابراهيم سليمان وزير الاسكان الاسبق الذى باع اراضى البلاد بابخس الاثمان الى المعارف والاقرباء وماذا عن عاطف عبيد الذى باع الشركات والمصانع الرابحة لمجموعة من المستثمرين الذين سرحوا عمالها واقاموا عمارات وشقق بيعت باضعاف اضعاف ثمن الشراء وماذا عن وعن.....الخ فالقائمة طويلة جدا تبدأ من مبارك واولاده ولا بد ان تنتهى بكل من استفاد من موقعه بدون وجه حق وتربح من هذا الموقع ولابد من عودة هذه الاموال الى الشعب .
ثورتنا ثورة نظيفة سلمية لم تشوبها الا قيام بعض الجماهير فى بعض المحافظات بحرق بعض المبانى والمقار التى ترمز للنظام البائد . نعم فسبب السخط الزائد لهذا الشعب الذى كان يرضى غالبيته يالمعيشة تحت خط الفقر و بمتوسط دخل لا يتجاوز دولارين فى اليوم حسب الاحصاءات الدولية وكان رغم ذلك صابرا على هذا لان المسئولين اقنعوه ان عوائد ودخول البلد وخيراتها لا تكفى لاطعام كل هذه الافواه الجائعة.
فصمت الشعب وتحمل وشد الاحزمة على البطون ولكنه عندما سمع بحجم الفساد المستشرى لم يتحمل فانطلق بعضه حارقا ومدمرا لكل ما يرمز للنظام السابق.
فكيف يتحمل المواطن البسيط ان يعيش باقل من 300 جنيه شهريا ورئيسه وعائلته يملكوا 70 مليار دولار على حسب قول جريدة الجارديان البريطانية .
70 مليار دولار اى حوالى 420 مليار جنيه مصرى (لو فرضنا الدولار يساوى 6 جنيهات)
ولو قسم هذا المبلغ على 85 مليون مصرى فسيكون نصيب كل فرد حوالى 5000 جنيه مصرى ولو تخيلنا ان متوسط عدد افراد الاسرة فى مصر هو 5 افراد اى ان يكون نصيب الاسرة 25 الف جنيه مصرى من اموال عائلة مبارك .
ولو تخيلنا ان هناك عشرات العائلات لكبار الفاسدين الذين قد تصل ثروتهم جميعا الى اضعاف اضعاف ثروة عائلة مبارك ولو فرضنا ان وزعت كل هذه الاموال فى حال استعادتها على كل فرد فى مصر فلربما نالت الاسرة الواحدة اكثر من مائة الف جنية وهذا المبلغ قد يغير مسار اى اسرة .
وقد تسائل الشعب فى تظاهراته مستنكرا عن مصدر هذه الثروة هاتفا يا مبارك ياطيار جبت منين 70 مليار؟ فكيف له وهو صاحب وظيفة عامة دخلها معروف ان يجمع هذه الثروة الهائلة ؟
الشعب تسائل ولكن الاجابات معروفة فالفساد وبيع الاراضى وعوائد الخصخصة وعمولاتها واموال المعونات الاجنبية كل هذا مكن مبارك ومكن غيره من جمع كل هذه الثروات . ليس هذا فقط بل كل صفقات السلاح التى كان مجلس الشعب يفوض فيها مبارك بالتوقيع عليها دون اضطلاع المجلس عليها فعمولات هذه الصفقات كلها دخلت الى جيب مبارك .
ايها الشباب نجاحكم هذا سيسجله التاريخ بحروف من ذهب لانه سيكون باذن الله بداية التغيير الحقيقى فى مصر .بداية اقامة الدولة المدنية الحديثة .دولة لكل مواطنيها .دولة لاتفرق بين هذا وذاك بسبب دينه او عرقه او جنسه او معتقده فاحرصوا على اهدافكم وتمسكوا بها الى النهاية واذا كنتم قد نجحتم فى تحقيق هدفكم الاول وهو اسقاط النظام فلابد ان لا تتنازلوا عن هدفكم الاسمى وهو اقامة دولة مدنية ديمقراطية حديثة.
ايها الشباب نجاحكم هذا سيكون بداية للتحول الديمقراطى ليس فى مصر وحدها ولكن فى كل المنطقة العربية والاسلامية وان غدا لناظره قريب فهاهى بوادر الثورة توشك على الانفجار فى الجزائر وستلحق بها اليمن وسوريا ومملكة ال سعود وايران والسودان وغيرها من كل ممالك وجمهوريات الخوف والرعب والذل.
ايها الشباب الف شكر لكم فانتم لم تنجحوا فقط فى اسقاط النظام ورموزه بل نجحتم فى اعادة مصر لنا واعادتنا نحن الى مصر .
مجدى جورج

#مجدي_جورج (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات