أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - شاهر أحمد نصر - إلى متى يمكن السباحة في نفس التيار؟














المزيد.....

إلى متى يمكن السباحة في نفس التيار؟


شاهر أحمد نصر

الحوار المتمدن-العدد: 979 - 2004 / 10 / 7 - 10:27
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لقد أجمع المفكرون والفلاسفة الجدليون، وعلماء الاجتماع، مع علماء الطبيعة على تأييد رأي هيراقليطس القائل بعدم إمكانية السباحة في نفس التيار أكثر من مرة..
إلاّ أن البعض لا يأبه لنواميس الكون، ولا لحقائق التطور، فتجدهم يعملون على ابقاء أبناء مجتمعاتهم يسبحون في نفس (التيار) الراكد لعقود وعقود.. (ويطلق تعبير التيار هنا تجاوزاً لأنّ الركود ينفي الحركة بالتالي ينفي وجود التيار..)
ونتيجة لحالة الركود هذه تجد الجميع مجبرين أن يكرروا أنفسهم بهذا الشكل أو ذاك.. وتجدنا نكرر نفس الفكرة والرأي لزمن طويل طويل..
لطالما كررنا تساؤلنا عقب كل عملية اعتقال أي مواطن خارج الأصول القانونية ـ وفق قوانين الطوارئ ـ قائلين: ألم يحن الوقت للغة خطاب بديلة عن لغة الاعتقال؟!
ولطالما أعدنا القول بأنّه لا يختلف اثنان في بلداننا العربية، مهما كانت مشاربهما الفكرية والسياسية متباينة، على أن الوطن في خطر؛ ومن يريد الشرّ لبلداننا يتربص ويتحين الفرص.. ومن البديهي القول إنّ أقوى سلاح بيد المتربصين، هو ضعف البنية واللحمة الداخلية، وعدم مقدرتها على مواكبة متطلبات التطور الدينامي والتاريخي والعالمي، وتراكم الفساد والأمراض الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وعدم معالجتها على الرغم من الوعود الكثيرة.. إنّ كثرة الوعود من دون تنفيذ تزيد من الإحباط واليأس، وتضعف الثقة بالجهة التي تصدر عنها..
وأعاد مثقفونا وراء مسؤوليهم حقيقة أنّه بات أمراً هاماً وضرورياً استيعاب المتغيّرات الدولية والإقليمية، والتعامل الجدّيّ والفعّال مع الأخطار التي تواجه بلداننا، بمعالجة حالات الاحتقان وحشد كافة الطاقات لمواجهة هذه الأخطار، والتعامل مع المستجدات، وما يخطط من مشاريع، وأخطرها تلك المساندة للاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية والفلسطينية، والجرائم التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية بحق الشعب العربي الفلسطيني..
كل ذلك في الوقت الذي بلغت فيه الأوضاع العامة في دول المنطقة حدّاً مزرياً من التردّي والفساد والضعف والهوان، ووصلت شعوبها إلى درجة من التخلف واليأس والإحباط، تجعلها تواقةً للمشاريع المخاتلة التي تطرح من الخارج.. من هنا يقر جميع الغيورين على مستقبل هذه المنطقة بضرورة التغيير والإصلاح من الداخل، مع الإقرار بأن الديموقراطية والحريات السياسية المبنية على أسس قانونية يقرها المجتمع، هي ألف باء الإصلاح والتغيير..
وسيبقى الكثيرون يتساءلون ويكررون استغرابهم لأسباب تمسك الحكومات العربية بالبنى القديمة، والاستمرار في إتباع الأساليب القديمة في التعامل مع المتغيرات التاريخية داخلياً وخارجياً، على الرغم كثرة إعلانها عن ضرورة الإصلاح.. ويتجلى ذلك في عدم إصدارها التشريعات القانونية التي تتيح لأبناء المجتمع أن يلعبوا دورهم الصحيح في خلق المناخ الداخلي الصحي السليم، وحشد كافة الطاقات لمواجهة التحديات المصيرية، بل تذهب إلى أبعد من ذلك في اعتقال من يخالفها الرأي.. وكان آخرها اعتقال الباحثين: نبيل فياض وجهاد نصرة.
وتجدنا مضطرين لتكرار نفس الرأي الذي قيل في مناسبات سابقة مشابهة، بأننا قد نختلف بالرأي مع هذا المعتقل أو ذاك، ونقول بأن الكثير مما يطرحه الأستاذ نبيل فياض، والأستاذ جهاد نصرة لا ينسجم مع قناعاتنا، ولا نؤيده برمته، كما أنّهما قد لا يوافقان على كل ما نطرحه.. ونعيد ونكرر بأنّ الحكومة قد تكون بحاجة للتحقيق مع هذا الشخص أو ذاك.. فلماذا لا تصدر مذكرة توقيف رسمية من خلال القضاء المدني، ويتم استدعاؤهم بشكل قانوني للمثول أمام القضاء المدني، مع توفير كافة الضمانات لهم للدفاع عن أنفسهم؟! هل استدعاء هذا الشخص أو غيره من قبل القضاء المدني يضعف هيبة الحكومة، واستدعاؤه من قبل الجهات الأمنية يزيد هيبتها قوة؟! أم هناك تمايز بين القضائين؟!
إنّ مستجدات المرحلة، والانسجام مع إقرار الجميع بضرورة الإصلاح من الداخل تستدعي، إتباع أسس وأساليب ديموقراطية جديدة في التعامل مع الآخر، وتتطلب الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي، وليس القيام باعتقالات جديدة.. الوطن يتسع لجميع أبنائه، ويحتاج لجهود جميع أبنائه.
إلى متى سنبقى نكرر ذاتنا؟ إلى متى سنبقى نسبح في نفس التيار؟ إلى متى يمكن السباحة في نفس التيار؟!
طرطوس 6/10/2004



#شاهر_أحمد_نصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بحث في العقل العلماني اليساري العربي المتنور ـ الياس مرقص يح ...
- وجادلهم بالتي هي أحسن- ـ حول قرار حجب موقع الحوار المتمدن ـ ...
- بحث في العقل العلماني اليساري العربي المتنور ـ اللغة والعقل ...
- بحث في العقل العلماني اليساري العربي المتنور ـ الياس مرقص وا ...
- بحث في العقل العلماني اليساري العربي المتنور ـ الياس مرقص وا ...
- بحث في العقل العلماني اليساري العربي ـ الياس مرقص نموذجاً 2/ ...
- بحث في العقل اليساري العربي ـ الياس مرقص نموذجاً
- أيوجد حقاً عشرة مخربين، فقط؟ ومن هم؟
- من أسباب تقهقر القوى العلمانية والديموقراطية في العالم العرب ...
- الإصلاح الشامل وبناء الدولة على أسس عصرية سليمة مهمة وطنية
- انطباعات أولية حول رواية:-قمر بحر
- النظام السياسي العربي يحطم المعارضة ، وينظر إلى نفسه بمرآتها ...
- احترام كرامة شهداء الرأي والحرية يتطلب إحالة الجلادين وحماته ...
- ابن رشد فرصة العرب الضائعة
- نضال الحركة العمالية العالمية في سبيل الديموقراطية وضرورة تج ...
- ألم يحن الوقت للغة خطاب جديدة بديلة للغة الاعتقال!
- في سبل اغناء اللغة العربية بالمصطلحات العلمية والحضارية وتوح ...
- مسلسل اللامعقول في زمن الصمت
- الأكراد والعرب أخوة في صالح من جعل القضايا تتراكم والتباطؤ ف ...
- أ ليس مفيداً أن يكون البعثيون في سوريا من أوائل المطالبين بإ ...


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - شاهر أحمد نصر - إلى متى يمكن السباحة في نفس التيار؟