أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ناجي الغزي - مبارك يرثي ذاته في كلمة بائسة














المزيد.....

مبارك يرثي ذاته في كلمة بائسة


ناجي الغزي

الحوار المتمدن-العدد: 3274 - 2011 / 2 / 11 - 09:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



بعد مرور 17 يوم على وقوف الشعب العربي المصري في ثورة شعب يريد أسقاط نظام مبارك في مصر ورحيله. ميدان التحرير في مصر يشهد يوميا آلاف وفي أحيان ملايين المتظاهرين ومئات الشعارات تطلق بحناجر ملئها الغضب وأصوات أنهكها التعب, وفي الميدان الواسع الذي أصبح رمزاً للأحرار وفخراً للثوار نرى الشباب في هذا الرمز يدافعون عن حقوقهم السياسية والاقتصادية وحقوقهم في الحريات المدنية بصدورعارية وبقلوب حديدية. وفي نهاية يوم الخميس 10/02/2011 وفي منتصف الليل وبترقب حذر من قبل الشعب المصري والعالم العربي والاوربي. لخطبة مبارك الذي توقع الكثير من السياسيين والمراقبين والمحللين بأنها ستكون خطبة الوداع الاخيرة التي يواجه بها الشعب المصري, ويحقق له أرادته في التنحي عن منصب رئاسة الدولة التي مكث على أعتابها ثلاثين عاماً.

ولكن المفاجئة التي خيبت آمال العالم الحر هي تلك الكلمات السمجة التي نالت مسامع الناس بعبارات لاتلامس الواقع الساخن في ميدان التحرير التي لاتحقق للشعب المصري ولا الى تطلعات العالم الحر البشرى والامل التي كان العالم ينتظرها. خرج مبارك بخطبة بائسة ويائسة مستخفاً بمطالب الشباب الثائر ومتكابر ومتبجح بتاريخه العسكري والسياسي الدموي الدكتاتوري الذي عاث في مصر ظلماص سياسياً وفساداً مالياً. فقد طبق نظام مبارك طيلة حكمه الثلاثين نظام الطوارئ الجائر , أضافة الى الفقر الذي شمل أكثر من ثلاثة أرباع الشعب المصري. في حين أن ثروة عائلة مبارك تتجاوز سبعين مليار دولار وهي عبارة عن عقارات تتمدد على مساحات متعددة من عواصم اوربية .

فقد رثى مبارك نفسه في تلك الخطبة البائسة مناديا نفسه ومكرراً كلمة رئيساً للجمهورية ومتهما الشعب المصري بالتحريض الخارجي وعاتباً عليه كسر القيود والتظاهر علناً. وعلما أن الشعب المصري شعب وفي لحكامه ويحترم رموزه للغاية وهذا يشهد له في كل المجالات السياسية والفنية والثقافية, معتمدين بتوصيف هؤلاء بكنايات راقية مثل (أمير الشعراء, وكوكب الشرق, والعندليب الاسمر, وزعيم الامة, ووحش الشاشة .... ). ولكن اليوم بعد خيبة الامل التي واجهها الشعب المصري رفع المتظاهرين في ميدان التحرير أحذيتهم تعبيراً عن سخطهم وغضبهم على مبارك وبكلمات موجعة ومضحكة وعبارات ساخرة.

وفي خطابه أراد مبارك أن يدفن رأسه برمال الوهم متجاهل مطالب الشعب وحقهم الشرعي في نيل حقوقهم. ومنذ اليوم الاول من تلك الثورة الاسطورية حاول مبارك أن يغمض عينيه ويصمم أذنيه عما يحدث ويدور من أصوات وحركات في ميدان التحرير, الذي يغلي بمشاعر الشباب التي لم تغادر الميدان حتى يتحقق أمل الحرية المنشود للشعب المصري. ولكن مبارك وحاشيته الغليضة من العسكر والجنرالات المقربون كأمثال عمر سليمان يسبحون عكس تيار الشعب ويجذفون بأتجاه رغبات حكام المنظومة العربية الدكتاتورية الضاغطة بقوة على تثبيت حكم مبارك. التي دعت امريكا واوربا بمساندة نظام مبارك علناً من أجل أن لاتنجح تلك الثورة وتقطف ثمارها, كما لوحت بعض الانظمة الحاكمة ان تمنح مبارك ونظامه ما كانت أمريكا تمنحه لمصر. وهذه الضغوطات التي تمارس على مبارك ونظامه جعلته يعيش حالة صداع وتخبط مظطرب في خطابه. وهذا واضح في أصراره الغير مبرر على مواصلة عناده الذي يذهب بالبلاد الى نفق مظلم وربما يقود المؤسسة العسكرية الى الانقسام داخل صفوفها, وربما تنحدر تلك المسارات الى حروب داخلية.

فقد كان خطاب مبارك البائس بمثابة رثاء لذاته المريضة مستعرضاً فيه مسيرته ومناشداً عواطف الشباب, كطريقة من قبل محرر تلك الخطبة العصماء لإستمالة مشاعر الشعب والتعاطف معه. من أجل منحه شئ من الوقت ليلفظ أنفاسه الاخيرة التي يحاول بها أن يخرج الى التاريخ بوجه أبيض ويمنح الانظمة الاستبدادية مبرر البقاء. والتفويض الكامل لنائبه الطارئ عمر سليمان بصلاحيات الرئيس هو دليل على موته السريري الذي أختاره لنفسه. إذ شاهد العالم مبارك عبارة عن مخلوق ضعيف بائس يلقي خطابه بنشيج يشبه البكاء على أطلال حكمه المتهاوي .



#ناجي_الغزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يسقط فرعون مصر تسقط كل الرؤوس
- الازمة الامنية في العراق وبعدها الاستراتيجي
- الارهاب السياسي وسياسة الارهاب
- المواطنة وأشكالية الولاء للوطن
- الدكتورة سامية العمودي رسالة إنسانية برائحة الحب
- إشكالية نتائج الانتخابات بين الكيانات السياسية و المفوضية
- تجاوز الاستحقاق الانتخابي مصادرة لإرادة الناخب العراقي
- التحدي الأكبر أمام القوى السياسية الفائزة
- بعض السياسيين يغادرو البرلمان ويعودو له من الباب الخلفي
- تصاعد الحرب الكلامية بين المرشحين قبل الانتخابات
- نشر الغسيل السياسي على حبال الانتخابات
- تمزيق صور المرشحين .. ينفذها الاطفال بأجندة سياسية
- اللافتات الانتخابية و دراماتيكية المشهد
- الانتخابات منطلق الديمقراطية في العراق
- الابتزاز السياسي .. واللعب بالورقة الطائفية
- أزمة قانون الانتخابات وتداعياته
- التصعيد المستعجل ضد دمشق
- تحالف كتلة المالكي مع الائتلاف الوطني العراقي خيانة لله والش ...
- دول الجوار في قفص الاتهام
- العلاقات العراقية السورية مسارمتعثر


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ناجي الغزي - مبارك يرثي ذاته في كلمة بائسة