أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - خطر التصارع الحزبي على الانتفاضة العراقية ومقترحات لتفاديه /ج3















المزيد.....

خطر التصارع الحزبي على الانتفاضة العراقية ومقترحات لتفاديه /ج3


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 3273 - 2011 / 2 / 10 - 20:53
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


خطر التصارع الحزبي على الانتفاضة العراقية ومقترحات لتفاديه /ج3
إن خطر التصارع الحزبي هو أفدح وأشد على أية انتفاضة أو هبة شعبية في العراق من الأخطار الأخرى، بل قد يفوق خطر التدخل العسكري لجيش احتلال ضدها خصوصا وأن هذا الأخير يعيش حالة انكفاء واستعداد للانسحاب في أجواء عربية لا تترك له خيارا آخر غير الإقرار بالهزيمة والانسحاب.
وقبل أن نستغرق في مناقشة أوجه وتضاعيف هذا الخطر نود أنْ نسجل أنَّ اعتراضنا ورفضنا لا ينصبان على رفض الأحزاب السياسية بما هي كذلك، فلا يمكن لأيٍّ كان في عصرنا الحاضر تصور وجود ديموقراطية حديثة قائم على المواطنة والحريات العامة والفردية من دون وجود الأحزاب والتنظيمات السياسية والنقابية والمدنية وغيرها، وإنما في رفض ونقد نمط معين من الأحزاب والتسلكات الحزبية. نحن إذاً لا نرفض الأحزاب السياسية على طريقة الأنظمة الدكتاتورية الدينية وغير الدينية وليس آخرها نظام العقيد القذافي صاحب شعار"مَن تحزَّب خان" والمأخوذ من ترسانة الفكر الأصولي الإسلامي الكلاسيكي الذي تخلى عنه أغلب الأصوليين الإسلاميين حاليا، فالمعنى الحقيقي لهذا الشعار التافه هو "من تحزب لغير حزبي خان" . إنه رفض محدد إذاً ممارسات سيئة وطريقة تفكير مريضة وبائدة تتبناها بعض الأحزاب السياسية العراقية القائمة اليوم سواء كانت مشاركة في العملية السياسية الأمريكية أو وقفت ضدها وعارضتها بالسلاح.
هذه الأحزاب بمجموعها تشكل خطرا كبيرا على الانتفاضات الشعبية وعلى مستقبل العراق ككل، و قد شكلت بالأمس القريب خطرا على استقلال العراق، فإذا كان حزب صدام حسين قد سلم العراق للغزاة بعد "همروجات" ومغامرات عسكرية بائسة، فإن الأحزاب المعارضة لصدام تكفَّلت للمحتلين بإدارة البلاد نيابة عن جنرالات الاحتلال وتنفيذ مشاريعه الظلامية السوداء القائمة على المحاصصة الطائفية والعرقية ومصادرة إرادته ومستقبله والهيمنة عليه بشكل غير مباشر.
هذه الأحزاب والشخصيات السياسية نوعان :
الأحزاب والشخصيات المشاركة في العملية السياسية، بعضها متحالف مع الاحتلال وبعضها الآخر مجرد مشارك ويضع قدما هنا وأخرى هناك، وله بعض المواقف الوطنية المناهضة للاحتلال. وهي أحزاب متنوعة طائفيا وقوميا فهناك أحزاب شيعية وأخرى سنية وثالثة كردية ورابعة من قوميات وديانات أخرى. في الماضي القريب سارعت بعض هذه الأحزاب للمشاركة الجزئية أو الشكلية في عدد من الهبات والانتفاضات مثل انتفاضة الكهرباء الباسلة مدفوعة بالتنافس والتصارع على تمثيل الطائفية أو القومية المعنية كما هي الحال في الصراعات التي جرت بين حزب المالكي والتيار الصدري وحزب آل الحكيم "المجلس الأعلى" ومثال الآخر هو التنافس والتصارع بين حزبي بارزاني وطالباني أو بين حركة نوشروان وطالباني. كما يمكن الحديث عن تصارع حزبي بين الأحزاب الطائفية السنية كما هي الحال في الصراع بين الحزب الإسلامي "الإخوان المسلمين" و حزب المطلك أو تجمع النجيفي والتجمعات العشائرية في الأنبار والموصل وتكريت.
وهناك نوع آخر من الأحزاب العراقية التي تناهض الاحتلال والحكم القائم: بعضها صغير الوزن سياسيا، وليست لديه إمكانيات مادية أو برنامجية متطورة، وبعضها الآخر لديه إمكانيات كبيرة وجمهور تقليدي ورثه من تجاربه في الحكم سابقا، ونحن نقصد هنا "أحزاب" البعث سواء كانت صدامية أو غير صدامية والتي لها وجود في العراق. يمكن التعامل مع النوع الأول من الأحزاب الصغيرة الجديدة أو الصغيرة القديمة كالتنظيمات الناصرية والديموقراطية و الحزب الشيوعي / جناح القيادة المركزية مثلا بإيجابية ودون تحفظ، أما الحزب الشيوعي الذي يقوده الثنائي حميد مجيد وفخري كريم فيمكن التعامل فقط مع قواعده وجمهوره بإيجابية وثقة وعلى أسباب المتغيرات على الأرض، أما قيادته "الأبدية" فأمرها مختلف و قريبا سيأتي اليوم الذي سيقال فيه كل شيء بحقها!
من الطبيعي أن يكون لجميع هذه الأحزاب، ومن النوعين المذكورين، ولجمهورهما، الحق في المشاركة في الفعاليات الانتفاضية ولكن، ولكي يتم تفادي محاولات القيادات الحزبية ركوب الموجة لتحقيق مصالح حزبية وشخصية ضيقة، أو الزج بالانتفاضة في متاهات خطرة وقيادتها نحو مغامرات حزبية وطائفية أنانية، يمكن اقتراح التصورات التالية أمام جمهور وقيادات الانتفاضة وكل شخص حريص على وحدة الشعب وتحقيق أهداف الانتفاضة، ومن الطبيعي أن يكون الوطني الحق مستعدا للتضحية بشيء من طموحاته و من حقه في استعمال رموزه وراياته وشعاراته خدمة للمصلحة العاملة وإنجاح الانتفاضة وتطورها:
- عدم رفع صور الزعماء الدينيين والطائفيين وصور زعماء ورموز النظام السابق.
- عدم رفع الأعلام الحكومية سواء كان العلم الحكومي الحالي "الخالي من نجوم البعث الخضراء" أو العلم القديم والاكتفاء برفع اللافتات المخطوطة أو رفع ما يتم الاتفاق عليه كأن يكون أول علم للجمهورية العراقية ويمكن التفكير ببدائل أخرى.و يمكن اللجوء إلى تحذير المخالفين عن حسن نية في البداية، فإذا أصروا على رفع أعلامهم السياسية وصور زعمائهم الطائفيين أو الفاشيين يمكن التعامل معهم كعناصر من مخابرات الحكومة القائمة هدفهم شق وتخريب المظاهرات والانتفاضة ككل أو من عناصر البعث الصدامي.
- تلافي القيام بفعاليات انتفاضية في المناسبات الحزبية التي تفرق بين العراقيين كذكرى تأسيس الأحزاب أو تواريخ وقوع انقلاباتها، والقيام بتلك الفعاليات في الأيام العادية أو في المناسبات الدينية والسياسية التي لا خلاف عليها بين العراقيين كالمولد النبوي أو مناسبة قيام ثورة 14تموز الجمهورية.
- رفض اللجوء وبشكل بات لاستعمال السلاح خلال فعاليات ونشاطات الانتفاضة وهذا الأمر قد يلجأ إليه بعض الحزبيين أو رجال المليشيات أو عناصر مخابرات الحكم خلال الانتفاضة بهدف تخريبها وإغراقها بالدماء، و يجب التأكيد على الطابع السلمي المطلق للانتفاضة واعتبار كل من يستخدم السلاح الناري والمتفجرات عدوا لها. وفي حال وقوع اعتداءات من قوات القمع يمكن اللجوء إلى الوسائل البسيطة في الدفاع عن النفس كرمي الحجر واستعمال العصي واللافتات وما شابه ذلك مما هو موجود في الشارع.
- المحافظة على المظاهرات من اختراق المندسين من عناصر النظام أو الانتحاريين باستعمال الوسائل المعروفة كالسلاسل البشرية المتماسكة يدويا أو بالاستعانة بالحبال لتحيط بالمظاهرة وتفتيش المشاركين والمشكوك بهم وتوزيع عناصر مراقبة موثوق بها بين المتظاهرين .
- عدم التعويل على قيادات وبرامج الأحزاب المشاركة في العملية السياسية الأمريكية، فالخلافات بين هذه القيادات هو بين من سرق أكثر ومن سرق أقل، وعدم التعويل أيضا على أحزاب "البعث الصدامي" من قبل المنتفضين وقياداتهم وعزل العناصر الاستفزازية التي قد تلجأ لإهانة الشهداء عبر تمجيد صدام و رجال حكمه أو رفع صورهم بل التعويل كل التعويل على قواعد هذه الأحزاب وجمهورها الذي هو جزء لا يتجزأ من شعبنا.
- عدم رفع أو تكرار الشعارات ذات الهوية السياسية المعروفة أو التي تتضمن توجها طائفيا وعنصريا معينا، أو التي تسكت عن تدخل بعض دول الجوار كالسعودية وتركيا والكويت وتركز على التدخل الإيراني المدان فقط كما يرد في شعارات البعثيين الصداميين ضد ما يسمونه "الاحتلالين الأمريكي والإيراني"، والتركيز على الشعارات الجامعة من قبيل: "عراق سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعه" أو " دولة حرة مدنية لا تحريم وطائفية " وغير ذلك من شعارات وهتافات
- تشجيع العناصر القيادية الوطنية في تلك الأحزاب إذا كانت مخالفة لقياداتها أو المنشقة عنها، على القيام بأدوار هامة لصالح العمل الوطني وبهدف تطوير مواقفهم .
- يمكن أيضا أن نقترح عدم اللجوء لاستعمال الألقاب العشائرية والقبلية والألقاب الأخرى التي تحيل إلى هويات طائفية محددة لتفادي مناخات الاستقطاب الطائفي على الأرض والتي قد يستفيد منها أجهزة النظام و مخابرات الاحتلال واستعمال الاسم الثلاثي عوضا عنها في حالات تشكيل لجان أو وفود مفاوضة من قبل المنتفضين وغير ذلك.



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطر الاستقطاب الطائفي والعرقي على الانتفاضة العراقية ومقترحا ...
- رفض الاجتثاث وتجريم تمجيد الجلادين
- ثلاثة أخطار تحدق بالانتفاضة العراقية ومقترحات لتفاديها
- تطبيقات من تجربة المصالحة في جنوب أفريقيا:الضحايا كشهود
- المعادلة المغاربية الجديدة: القلب التونسي و جناحاه
- جلادون يعترفون وضحايا ومحققون يضجون بالبكاء
- من البعث إلى الانبعاث
- تجربة المصالحة الوطنية في جنوب أفريقيا بعيون عراقية:العفو مق ...
- أنصفوا قناة -البغدادية- ..فهي صوت وطني لا يدعي الكمال والعصم ...
- الركابي في -أرضوتوبيا العراق.. من الإبراهيمية إلى ظهور المهد ...
- حزب- الدعوة- والانتحار السياسي بزجاجة -عرق-!
- هادي العلوي وإشكاليات محمد أركون: تفكيك المصادرات الأورومركز ...
- لماذا لا يغلق اتحاد الأدباء ووزراة الثقافة ويترك النادي مفتو ...
- الغرب ومسيحيو الشرق: إذلال واستعباد وإهانة
- التسامح كخيار أخلاقي للعقلانية ومحنة المثقف في الحضارة العرب ...
- حماقة إعدام طارق عزيز
- من أجل ردِّ الاعتبار للملك الشهيد فيصل الثاني / مع شهادة بقل ...
- المفكر الراحل نصر أبو زيد.. إشكاليات التأسيس و ثمن الريادة
- نكبة ابن رشد من منظار الجابري : هجاء -المتسلط الأوحد- في مدي ...
- حكومة شَراكة أم شَرِكَة حكومية مساهمة ؟


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - خطر التصارع الحزبي على الانتفاضة العراقية ومقترحات لتفاديه /ج3