أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام سحمراني - الجماهير المصرية تقول كلمتها.. وحدها!














المزيد.....

الجماهير المصرية تقول كلمتها.. وحدها!


عصام سحمراني
(Essam Sahmarani)


الحوار المتمدن-العدد: 3273 - 2011 / 2 / 10 - 15:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أن يقوم الرئيس المصري قبل عشرة أيام، وفي أول ردّ فعل له على التظاهرات الشعبية المطالبة بالإطاحة به مع أركان نظامه، بتعيين عمر سليمان نائباً للرئيس، ومسؤولاً عن الحوار مع المعارضة ودراسة تطبيق الإصلاحات، والإصرار عليه بعد كلّ هذه المدّة من رفض الجماهير الشعبية له ولحواره، فإنّ النظام المصري غير جدّي أبداً حتى بالتجاوب مع أدنى المعايير الإحتجاجية.

عمر سليمان، ليس مهماً الإسم أو الصفة أو المهمة المكلّف بها اليوم والمهمات التي كلّف بها سابقاً. فالمسألة حالياً، وقبل تصريحه الشهير حتى بعدم استعداد الشعب المصري للديمقراطية! تتعلّق بإرادة الجماهير وزخمها وقدرتها على الوصول إلى خلع الرئيس مع نظامه القائم، ومن ضمنه عمر سليمان وآخرون غيره! فلماذا يقبل المحتجّون بمحاورته؟ ولماذا قبل من قبل من الأحزاب بمحاورته؟ وهل نشهد اليوم نوعاً من اللعب بورقة المعارضات التقليدية قمعاً للجماهير من الداخل، وتحقيقاً لمصالح فئوية على حساب القتلى والجرحى والمقهورين ممّن احتجوا وما زالوا منذ أواخر الشهر الماضي يطالبون بالرأس الأكبر للنظام؟

أمّا السؤال الأوّل فهو سؤال بلاغي لا غير، والجماهير المصرية التي نزلت بدمائها وأرواحها وتحديها لكلّ قوى الأمن والقوات المسلحة والبلطجية في شوارع القاهرة والإسكندرية والسويس والمدن الأخرى، إنّما نزلت بهدف أساسي واحد لا غير تندرج كلّ المطالب الإجتماعية والسياسية والإقتصادية والشبابية والتربوية والتنموية في إطاره؛ هدف إسقاط النظام برأسه الأكبر ورؤوسه الأصغر. وطالما أنّ الهدف كذلك لديهم نشاهده كلّ يوم على يافطاتهم ونسمعه بأصواتهم ونقرأه في مجموعاتهم الحوارية الإلكترونية، فإنّ أيّ حوار معهم، قائمٍ على الإبقاء على النظام لن يجدي أبداً، ولو غلّف بما غلّف به من وعود رئاسية بعدم ملاحقة من شاركوا بالتظاهرات! وكأنّ النظام المصري ما زال يؤمن بأنّ من نزلوا إلى الساحات خائفون منه ومن أزلامه وسلطته الواهية بما حملت من أسلحة وما ضمّت من بلطجية!

أمّا السؤال الثاني فهو منوط بالأحزاب المصرية، والشخصيات والقوى المعروفة بالمعارضة. والجواب لا بدّ أن يأتي منها بالذات، من الذين شاركوا في الحوار الذي دعاهم إليه سليمان. ولا شكّ بأنّ اندفاع من شارك في ذلك الحوار إلى المشاركة، ولو برّأ نفسه بعدها بادعاء "اختبار نيّات النظام" يضعه في موقف معادٍ للجماهير الصامدة، بشبابها وعمّالها وموظفيها ونقابييها مطالبة بعدم الحوار مع هذا النوع من السلطة. ولا شكّ أنّ مشاركة تلك القوى بالحوار، يفرض عليها التوبة إلى الجماهير والإصطفاف مع مطالبها، من دون أن يظنّ أحد أقطاب أو أحزاب المعارضة ويقنع نفسه بأنّه القائد الذي يسوق تلك الجماهير التي أرادت الحرّية من مبارك ونظامه كي تنعتق نهائياً ولا تقع تحت تسلّط جديد وطغيان أكبر، أو أصغر، لا فارق.

والسؤال الثالث يرسم أمامنا خطة النظام المصري للمرحلة القادمة، خطة بدأها النظام عبر عمر سليمان بمقولته الديكتاتورية، عن عدم استعداد الشعب المصري للديمقراطية. واستكملها أيضاً سليمان عبر قوله بأنّ الوضع في الشارع لا يمكن أن يبقى على ما هو عليه، ملوّحاً بالإنتشار العسكري الذي شاهدناه اليوم في شوارع القاهرة والمدن الأخرى. وخطة تميزت بنكتة سمجة أطلقها وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، الذي اتهم الولايات المتحدة بالتدخل في الشؤون المصرية ودعاها إلى الكفّ عن ذلك، علماً أنّ أبو الغيط نفسه لم يكن يحلم مع كلّ أركان النظام المصري بالوصول إلى ما وصلوا إليه، لولا بركات كامب دايفيد، والتدخلات الأميركية المستمرة لصالح مبارك وجماعته، والدعم اللازم والدائم لاستمرار سطوته. أما رابع أركان الخطة، وربما هنالك ما هو أكثر، فهو إعادة إطلاق نكتة أخرى على لسان مندوب مصر في الأمم المتحدة، الذي ردّ الإحتجاجات والتظاهرات إلى أيادٍ خارجية، وطبعاً ليست تلك الأيادي أميركية بل معادية للأميركيين والصهاينة بطبيعة حال النظام المصري.

خطة لا بدّ سيستكمل النظام مشاهدها عبر استقطاب المعارضة التقليدية مجدداً إليه، ومحاولة إرضائها بكافة السبل، أملاً في تفريغ التظاهرات من مضمونها. وهي خطة فاشلة منذ بدايتها لأنّ النظام المصري وضع حاجباً كبيراً بينه وبين الشعب الحرّ. الشعب الذي لا يدرك مطالبه الحقيقية إلاّ من عايشه فعلاً، لا من حكمه بقبضة حديدية منذ أربعين عاماً!

مصر مقبلة على تغيير أكيد، لكنّ الجماهير التي نزلت بأرواحها وإيمانها بالديمقراطية والتعددية والحرية، هي وحدها المرجع الأكيد للثورة القائمة، وهي وحدها من سيثبت أنّ رحيل مبارك ونظامه ليس حلماً أبداً. وسيثبت أنّ تحرّكه ليس مسألة من الممكن أن يتمّ المساومة فيها. وسيثبت أنّ احتجاجاته وتظاهراته ممنوع استغلالها تحقيقاً لبعض المصالح، واستمراراً للتسلّط في بلد يثبت شعبه الحرّ كلّ يوم أنّه أهلٌ للديمقراطية أكثر ممّن يحتكرونها لأنفسهم فحسب، كما أثبت منذ انطلاق التظاهرات والإحتجاجات رقيّه في التعبير عن مطلبه الأساسي، وقدرته العالية على تنظيم أفراده، رغم كلّ التباينات بين فئاته.



#عصام_سحمراني (هاشتاغ)       Essam_Sahmarani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثروة مبارك ولقمة عيش المواطن
- النظام المصري لا طائفي!!
- خلية حزب الله في مصر ترعب الصهاينة!
- ميدان التحرير يستفز قناة العربية!
- -مين اللي سمعك يا مبارك!؟-
- آه يا عمّي يا شيخ الأزهر!
- الثورة الشعبية
- 2010 عام غباء تدريبي وتحكيمي... وإزعاج جماهيري أهدى إسبانيا ...
- ويكيليكس العم سام
- إستقلال لبناني منجز للغاية!!
- إستقلال رسمي لا شعبي في لبنان
- رادار غبي غباء المسؤولين في لبنان
- حلم ونحس... وبركات من السماء
- سطح مالح وعمق مالح للغاية
- كوضوح حذاء يتجه إلى رأس بوش
- المدّ السابع بعد الجزر- قصص قصيرة جداً
- إنتخابات جامعية مستنسخة في لبنان
- المعوّق.. إحدى شتائم سياسيي لبنان!
- عمي السيّد لا يأكل بيتزا الحجّ نادي!
- حديث الفارغ والممتلئ في انتخابات بيروت


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام سحمراني - الجماهير المصرية تقول كلمتها.. وحدها!