أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسن إسماعيل - خرج من الفيسبوك ولم يعد














المزيد.....

خرج من الفيسبوك ولم يعد


حسن إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 3273 - 2011 / 2 / 10 - 14:11
المحور: المجتمع المدني
    


الإهداء
إلى شهداء مصر الذين خرجوا من الفيسبوك ولم يعودوا
لكنهم أعادوا لنا مصر حــُرة

أحببنا مصر حب مجاني غير مشروط
حب لا يهدف للربح
حب بلا غرض
حيث حب الجندي المجهول
حيث الخفاء الذي يهرب دوماً من الحضور
وها فجأنا هرم المخاض المصري
الألم المصري
القهر المصري
الجوع المصري
المرض المصري
الفقر المصري
والصبر المصري الذي انتصر على صبر أيوب
فجأنا هذا الرحم بولادة شباب ولدوا في الأسر بقلب خارج الأسر
ولدوا بجسد في قفص الضيق وبروح تحلق في براح الطريق
ولدوا من اباء الصمت وامهات الحسرة
ولدوا على أِسرة الأنكسار
وفي زمن النباح الذي لا يأتي بثمر
ولدوا ولم يجدوا امامهم غير الجدار ليقرعوا عليه برؤسهم
أرضعوهم لبن ملوث لم تنزف حلمات الأمهات غيره
وطعام مسرطن كان طعام الأباء وطعامهم
ولدوا في وطن الإحباط العربي
وبمرض الزهايمر الوطني
لم يبقى في راحتهم إلا الفتات الباقي من هويتنا المصرية المنهوبة والمجرفه بأزميل ورياح البداوة
ولدوا في زمن الهزائم حيث الخيل العجوز الذي سبقته النعاج في مضمار الحياة
حيث جثة محنطة ليست بمومياء لا تساوي أدنى ثمن في سوق الأحياء
وضعوه نصب تذكاريا كخيال مأته في الصحراء
زرعوه كبذرة ضالة بعيدا عن نهر النيل بأميال وخارج أسقف المطر
وحيدا تركوه هناك ينمو بمفرده يكبر في وحدته يتعلم أبجديته
كانوا يعلموا في مدارس الأسر الخنوع والطاعة العمياء
ولكن هو تعلم الحوار والنقد الموضوعي
تعلم ان يصغي جيدا ويسأل جيدا ويفهم جيدا
وبعد ذلك يختار
يقول نعم أو يقول لا
يقدر أن يقول نعم في وجه من قالوا لا
أو يقول لا في وجه من قالوا نعم
كانوا في مصر المسجونة يفتشون النوايا والأفكار
ويقص الرقيب كل ممنوع
ويضعون خط احمر أسفل كل الأحرار
ويحاصرون الجميع بترغيب صفقة الجنة أو بترهيب حصار النار
كانوا يجبرون الجميع لأختيار نفس الأختيار
ما بين ان تكون دمية على مسرح عرائسهم
أو أن تكون من الأشرار
كان الشباب بعيدا بعيدا بعيدا يلهون يتحاور يتحاب يتخاصمون يختلفون
كانوا هناك على شاشات الكومبيتر يحلقون
بأسماهم أو بأسماء مستعارة حيث الحرية التى تكاد ان تكون مطلقة
في وطن لا نهائي يسمى الفيس بوك
حيث نهر من البشر والمعلومات لا تقدر ان تعبره
واقع افتراضي ولكنه حميمي جدا
خيالي ولكنه واقعي جدا
يسكن البرج العاجي الذي هو غرفتك ولكنه متجسد جدا
تتخيل انه الغائب ولكنه الحاضر جدا
حزب لا تحتاج فيه موافقة لجنة الأحزاب التي يرئسها صفوت الشريف جدا
وقاعة تخطب فيها وتقول ما تريد دون أيجار باهظ الثمن
ومظاهرة سلميه تجمع فيها الملايين دون ان تصيب قلب العاصمة بسكته قاهرية
ومعبد تدخل اليه دون ان تخلع نعليك دون ان يطلب منك النذور أو الزكاة أو الأعتراف بخطاياك الكثيرة
معبد من شاء فيه يؤمن
ومن شاء فيه يكفر
فشجر تفاح السقوط موجود هناك بوفرة
ودخول الجنة أو الخروج منها موضوع شخصي جدا
حتى الهاوية على الفيس بوك غير محرقة بل بردا وسلاما واختيارية جدا
عالم لا يضيق بك يستقبلك في كل حالاتك المزاجية

حتى سخريتك لها مكان هناك والأفيهات المصرية
ترعرع شبابنا هناك ونمت أرادته الحرة هناك
فصار عارفاً الخير والشر
حقوقه وواجباته
واقعه وأحلامه
سقطتت أغلاله هناك
وصار بلا خوف
يحلم كالأطفال ويريد أن يحقق أحلامه كالكبار
بكل بساطة يعترض وبكل بساطة الأطفال لايرتبك لا يتردد يغامر يتمرد يثور
يهزم أو ينتصر لا يهم
المهم أن يحاول
يخطأ أو يصيب لا يهم
المهم أن يجتهد
عشق العلم هناك وأكتشف زيف الخرافة وسرابها هنا
فانجذب نحو المختبر
حلم بالوطن بالحرية والمساواة والعدالة
فنزل للشارع يتظاهر في وجه الطاغية دون حسابات تكبله بلا صفقات تروض جناحيه
طلب الحرية لشعبه والخبز لشعبه والكرامة لشعبه
خرج من سجن الأنانيه الرخيص
خرج لبراح العطاء للجميع
خرج من الفيس بوك ولم يعد
خرج ولم يعد
أستشهد على مذبح الوطن
قربان يفدي الجميع
شهيد يفدي الوطن



#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة اللوتس .. استقراء مشارك وليس مشاهد
- الاستعمار الوطني .. والاستقواء بالداخل !!
- بح .. الفتنة الطائفية !!
- كتاب الجهل المقدس
- كيف ؟؟
- ايه البوليكا دي ؟!
- خطاب تنحي الأمة
- النبوءة الأولى ليست كالنبوءة الأخيرة
- علمتني جلجثتي
- صومعة نهايتي
- بذروة كأس لا يشفق
- لماذا أنا علماني؟ ( ملخص بحث )
- ليل اعتدت عليه
- فارس الأحزان
- حكومة بلا شعب .. وشعب بلا حكومة . تبقى أنت أكيد في مصر
- اكتمال نصف كأسي الفارغ
- فخ جنة الكمال
- ممنوعة وجدتها .. وراغبٌ وجدتني
- أطول .. أمة أخرجت للناس !!
- حرف بجوار حرف .. بجوار حرف


المزيد.....




- ترجيحات بتأجيل التصويت على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة
- السلطات الفرنسية تطرد مئات المهاجرين من العاصمة باريس قبل 10 ...
- حملة مداهمات واعتقالات في رام الله ونابلس والخليل وبيت لحم
- عباس يرفض طلبا أمريكيا لتأجيل التصويت على عضوية فلسطين في ال ...
- زاخاروفا تدين ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بلسانه
- 2.8 مليار دولار لمساعدة غزة والضفة.. وجهود الإغاثة مستمرة
- حملة مداهمات واعتقالات في رام الله ونابلس والخليل وبيت لحم ( ...
- أكسيوس: عباس رفض دعوات لتأجيل التصويت على عضوية فلسطين بالأم ...
- اليونيسف: استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب ...
- اعتقال عدد من موظفي غوغل بسبب الاحتجاج ضد كيان الاحتلال


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسن إسماعيل - خرج من الفيسبوك ولم يعد