أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اواصر يوسف خالد - التحرشات والاعتدات الجنسية على الاطفال، وتاثيرها على حياتهم ومستقبلهم.















المزيد.....

التحرشات والاعتدات الجنسية على الاطفال، وتاثيرها على حياتهم ومستقبلهم.


اواصر يوسف خالد

الحوار المتمدن-العدد: 3273 - 2011 / 2 / 10 - 13:30
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



التحرشات والاعتدات الجنسية على الاطفال، وتاثيرها على حياتهم ومستقبلهم.
الاعتداء الجنسى هو، عندما يتعرض شخص ما سواء كان طفلا او كبيرا الى اجباره او توريطه فى عمل جنسى، حيث يكون غير راغب فيه، ولا يعرف النتائج والعواقب المترتبة عليه.
تعتبر الاعتداءات الجنسية من اخطر التجارب التي يمر بها الانسان، وفي كثير الاحيان، اكثر ايذاءا من غيرها من التجارب القاسية الاخرى، مثل سوء المعاملة او الحرمان. لان التجربة المريرة التى يعيشها الطفل تحت هذه الاعتداءات تجعله يشعر بانه مختلف بشكل سلبي عن الاخرين، وان وجوده خطأ وانه محمّلا بالخطيئة والقذارة، ويؤدي هذا الشعور الى الخجل الشديد من الاخرين ومن النّفس، كما يؤدي الى الشعور بالذنب وفقدان الثقة بالاخرين.
تكثر نسبة المتعرضين للاعتداءات الجنسية عند الاشخاص الضعفاء والمعوزين والمحرومين، ولذلك فان الاطفال المعوقين، المحرومين من الاهل، الّذين يعانون من الضائقة والحرمان من جرّاء عدم التعليم او الفقر، الذين يقعون فريسة العمالة او اطفال الشوارع هم الاكثر عرضة لهذه الانتهاكات من غيرهم.
امّا الّذين يقومون بتلك الاعتداءات، فانهم غالبا ما يكونون من الذين يعانون من التهميش والحرمان، ضحايا الجريمة او المخدرات او الذين تعرضوا اثناء صغرهم لاعتداءات مشابهة دون ان يسعوا الى العلاج للتخلص من اثار تلك الاعتداءات بطريقة علمية وطبّية سليمة. ان الاعتداءات الجنسية تزداد في المجتمعات المغلقة والبيئة المنعزلة والنائية، كما تختلف نوعيتها ايضا، حيث تكثر نسبة الذين يقومون بتلك الاعتداءات من الاقارب او حتى اهالي الاطفال انفسهم مثل الاب او الام او الخال او العم اوغيرهم.
تكون للاعتداءات الجنسية اثار مستقبلية خطيرة على البناء النفسي للطفل، بسبب كونها تحدث امّا بالاجبار والاغتصاب، او بسبب التغرير بالضحية وايصالها الى حالة العمل الجنسي، دون معرفة تلك الضحية المسبقة بما تنطوي عليه تلك العملية ـ مع احساسها بالتوريط والرغبة القوية في توقف الاعتداء دون جدوى، او عن طريق الابتزاز والتهديد الذي يوصل احيانا الى الخضوع القسري للاعتداء الجنسي تحت وابل الاحساس بالقسر والاهانة والدونيّة وسوء المعاملة والاغتصاب. وبهذا فان الاعتداء الجنسي بجميع حالاته يعتمد امّا على القوة الغير متكافئة او الاستغلال عن طريق المكر والخداع.
هناك جانب اخر مهم في هذا الاطار وهو التحرشات الجنسية، فبرغم انها ليست بالخطورة الظاهرة على الضحايا كما في حالة الاعتداءات المباشرة، الا ان لها تاثيرات وتداعيات مستقبلية خطيرة على الضحية وخصوصا في حالات تكرارها المستمرة، حيث ان خطورتها لا تقل في حالات كثيرة عن الاعتداءات الجنسية المباشرة، وهذا لاينطبق على الاطفال فقط، بل على النساء ايضا، وخصوصا في ظروف العمل، كما انها لا تقتصر على مجتمع بعينه. ان الاحصاءات والتقارير تشير الى ان نسبة حدوثها في الدول الغنيّة والمتطورة ثقافيا عالية ايضا، وهي معروفة اكثر في تلك الدول ويتناولها الاعلام بشكل مستمر. الا ان الفرق هو ان الدول الغربية وضعت التشريعات والقوانين الواضحة لحماية الضحايا من تلك التحرشات بينما لاتزال الدول الفقيرة عاجزة سن القوانين التي تحاسب على حدوثها
لا يقتصر تعريف التحرش الجنسي على العمل الفيزيائي فقط، بل ان الالفاظ والاشارات وحتى النظرات وطريقة التلفّظ او اية ايماءة تشير الى الدعوة الى الجنس تعتبر تحرشات جنسية، مثلها مثل القبلة او الاحتكاك بالاعضاء الحساسة، او الاستمناء او محاولة التقرب الاجبارية.
ماهو تاثير الاعتداء الجنسى على مستقبل الاطفال:
ان التعرّض للاعتداء الجنسى هو ليس تشخيصا، وانما هى حادثة قوية تبقى لها اثار سلبية طول العمر، كما انها قد تسبب في امراض كثيرة وخطيرة مستقبلا سواء كانت بيولوجية او نفسية او اجتماعية مثل:ـ
ـ فقدان الثقة والعزلة الاجتماعية: ان الطفل الذى يتعرض للاعتداء الجنسى من قبل الكبار يتنامى لديه الشعور بانه لا يستحق الاحترام ولا يحسّ بالامان، وانه موجود لتلبية احتياجات للكبار كريهة على نفسه، وبالتالى فانّه يفقد ثقته بالاخرين، ويبقى كذلك الى الكبر اذا لم يتلقى العلاج النفسي اللازم، حتى مع الاشخاص الذى يحبهم ويود التقرّب لهم، مما يؤدي الى صعوبة بالغة في تكوين علاقات حميمة، والى شعور بالوحدة والعزلة يتزايد مع تقدم العمر. كما ان بعضهم يبدا بالاعتقاد بان سيء الحظ بشكل كبير وانه الوحيد فى هذا العالم الذي تعرض لمثل هذا الاعتداء.
ـ الشعور بالذنب والخجل: عندما يكبر الصغير وتمتلىء عضلاته ويتحسس قدرته على اداء الاعمال التي تتطلب القوة والشّجاعة يتولّد لديه الاحساس بلوم نفسه على عدم ممانعته القوية للاعتداءات التي كان يتعرّض لها في صغره، او يفكر بانه شريك بتلك الاعتداءات طالما انه لم يسعى الى مساعدة الاخرين من الكبار، او انه يبدا بالخجل من نفسه بانه كان ياخذ الحلوى مقابل استغلاله جسديا، وكل ذلك يتعاظم عندما يكبر الطفل ويستشف نظرة المجتمع السلبية لتلك الممارسات وانتقاد الدين والعادات والقيم والتقاليد الاجتماعية لها وعدم تعاملها العلمي والمنصف مع الضحايا، ووضع الضحية والجلّاد في خانه واحدة توصف بانها قذرة وواطئة ومبتذلة وتنسب اليها جميع صفات الدونية والخيانه والجبن والغدر، بل تذهب بعض الاديان والمجتمعات الى تبرئة المعتدي في تقاليدها من تبعية تلك الاعمال والاصرار على لصق كل تلك الصفات السلبية بالضحية واصرارهم على معاقبتها على تلك الفعلة
ـ الصعوبة فى تكوين علاقات مع الاصدقاء او التقارب مع الجنس الاخر: حتى في حالة وجودهم في اطار شرعي وقانوني معهم. مثلا يجد الكثيرون ممن تعرضوا للانتهاكات الجنسية في الصغر او حتى في الكبر صعوبة بالغة في ممارسة الجنس والاستمتاع به مع الشريك الشرعي وتكثر تلك الحالات بين النساء اللواتي يقضين سنين طويلة مع ازواجهن وهنّ غير قادرات على التمتّع بالجنس معهم، او ان يجد الشخص صعوبة فى الملامسة الغير متهيئه مع الجنس الاخر حتى لو وجدت الرغبة لذلك، او عدم التقرّب بالملامسة من اطفالهم، حيث يعتريهم الخوف من الاساءة لهم.
ـ الاضطراب وعدم الاحساس بالهدوء طوال الوقت واينما كان: مما يؤدي الى عدم استطاعة الضحية الاستقرار على مهنة معينه، او الاستمرار في العلاقات والارتباطات العاطفية في الصداقة والحب. وعدم القدرة على التعلّم والاستمرار فى المدرسة
ـ الكابة والخوف.
ـ الصعوبة فى التركيز نهارا، والنوم ليلا، والتعرض للكثير من الكوابيس: لان كثير من الاطفال يكتمون ما يتعرّضون له ولايخبرون احد بسبب الخوف اوالخجل او التهديد او غيرها، مما يؤدي الى تعامل العقل معها على مستوى الاحلام والرموز التي قد تصاحب الانسان حتى اخر ايام حياته، اذا لم يتم تلقي العالج النفسي اللازم
ـ ظهور بعض الحالات والاعراض المرضية التي تصاحب الضحية في الصغر او تظهر عند الكبر: مثل الرغبة في التقيؤ، عضّ الملابس او الاظافر، تجريح اليدين، الصّداع المستمر او المبالغة الكبيرة في تنظيف كل ما يتلامس معه من اثاث او ملابس او غيرها، ولدينا حالة في الدنمارك عن امراة كانت تستمر في الجلف القاسي صدرها بالليفة والصابون كلما دخلت الحمّام الى حد خروج الدم، حيث كانت ضحية الاعتداء الجنسي من قبل الاهل .
ـ البغاء عند النساء او الاستمرار في ممارسة دور الضحيّة عند الرجال حتّى بعد البلوغ، ويكون ذلك في كثير من الاحيان نتيجة الاعتداء الجنسي عند الطفولة، فالبغاء في هذه الحالات هو تعبير عن الشخصية والحدود الجنسية التى تم استغلالها والتعدي عليها والاساءة اليها مما ادى الى تحطيمها ومن ثم التعبير عن الامنية والرغبة الداخلية فى السيطرة الجنسية التى فقدت فى الطفولة او محاولة التحكّم في شخصية المعتدي والحصول على السلطة الشكلية والتعويض عن الحرمان الذى فقدوه.


1- Katrine Zeuthen, Barnseksualitet og seksuelle traumar, 1997.
2- Thor Larsbeldt, Det må du godt.
3- Stevn høj, Børn og seksualitit.



#اواصر_يوسف_خالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحفيز، ودوره في تطوير الذات
- فكر بطبيعة علاقاتك مع اهلك واصدقائك ومحيطك.
- التاكيدات الايجابية كبديل عن المديح، ودورها في تعزيز القيمة ...
- الجزء الثالث: القيمة الذاتية والثقة بالنفس / تطبيقات عملية
- كيف ننسجم مع ذاتنا لنستمتع بالسعادة الداخلية
- القيمة الذاتية والثقة بالنفس - الجزء الاول


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اواصر يوسف خالد - التحرشات والاعتدات الجنسية على الاطفال، وتاثيرها على حياتهم ومستقبلهم.