أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهيلة بورزق - كاتبة مبتدئة على أبواب الأربعين














المزيد.....

كاتبة مبتدئة على أبواب الأربعين


سهيلة بورزق

الحوار المتمدن-العدد: 3272 - 2011 / 2 / 9 - 20:14
المحور: الادب والفن
    




ماذا يصيب كاتبة حين تنسى رأسها في المطبخ؟
ماالذي سينفجر لحظتها فيها، وهي لا تعتقد أن هناك علاقة مطلقة بين أسنانها غير البيضاء، وركوب زوجها لها قبل نوم الأولاد؟
هل هي بحاجة مثلا اٍلى بخاخ الصراصير، لكي تقتل به عناكب القلق؟ ، أم هي بحاجة اٍلى قارورة ويسكي لكي تفجر بها النسيان، فيصحو فيها الجنون؟
ماذا يصيب كاتبة على أبواب الأربعين، وهي لا تعرف أن اللغة خائنة كالرجال، والنساء تماما، وغائرة في الغموض كقطعة خبز مغمّسة في صلصة الدمع؟
حين تكتب الكاتبة العربية، لا تنسى بالضرورة العبور على جسر حياتها طولا وعرضا، فتذهب في الجمل، تفتك الحق والباطل، وتسحق عائلتها، ومجتمعها، وزوجها بشكل خاص… لماذا؟، لأنّه آخر مطباتها الأرضية التي لا تجد لها حلا مقنعا؟
أنا مثلا لست كاتبة، لكنّني أكتب حين لا أجد ما أقوم به في المطبخ أو في غرفة النّوم، أحيانا أزور نوادي الرقص، فأرقص مع رجل لا أعرفه، لكي أعرفه…ولكي أتأكد بعدها أن زوجي أقرب الرّجال اٍلى جنوني.
تقولون خائنة؟، سأرد: لا أعرف…لكنّني أعيش حياتي بجميع ألوانها، وأحيانا أهرب من نفاقكم لها، لأنّني لا أشبهكم لا في مطبخكم، ولا في غرف نومكم…طيب اتركوني أكمل فكرتي قبل أن تحترق.
لنتفق أن الكاتبة بعد الأربعين، تزداد ليونة، وتصير وداعتها تشبه المرآة، وتتحوّل الكتابة لديها اٍلى طفل تتعلق به، لكي تخفي من خلاله تجاعيد وجهها، لنتفق أنّها في سنها هذا ستتعلم جميع أصناف الخبث، لكي تحقق مآرب فجورها على نحو يمنحها راحة البال، لكن من جهة أخرى يوقض فيها الشيطان الأسئلة، وحينها لن تقنعها اجابات العالم كلّها، فتهتدي بعدها اٍلى أقرب مقص، لكي تقسّم به أفكارها اٍلى رجل وامرأة.
هذا ما أريد أن أصارحكم به، أنّني أعيش حالة انفصام في الشخصية، منذ الأربعين شمعة.
ماذا تقولون؟…عفوا لست أسمعكم…انّكم تتحدثون مرّة واحدة، فيصلني الكلام مختلطا…أوووف توقفوا…
سأضطر اٍلى اخراجكم من رأسي اٍذا تماديتم في الصراخ…اسكتوا…اسكتوا…دعوني أكتب محنتي الأربعينية قبل العام القادم، فلا أدري ماذا سيحدث حينها، أكره الأرقام الأحادية، لأنّها تذكرني بتحريم تعدد الأزواج في العالم…أوووف… عدتم للصراخ…انزلوها غير سالمين…اتفوه على هكذا رأس…ما به تعدد الأزواج؟ جرّبوا فقد نصلح حال العالم به.
ماذا قلت أنت؟…آ ..يا ابن الكلب.. ستلف شتيمتك، وستعود اٍليك، ألم أخرجك من رأسي ؟، كيف عدت؟…انزل… تنزل عليك نزلة برد.لو عاد زوجي من عمله قبل أن أكمل هذا النّص، سيحذفني من النافذة، فقد أخبرني أنّ الكتابة كممارسة الدعارة، لذتها تشترى بالمال، وبكثير من العلاقات، أنا لا أخاف منه، لكنّني أخاف عليه، اٍن أنا تحوّلت اٍلى رجل مثله في لامبلاته، سأضربه بقبضة يدي اليمنى، وبركلة شمالية عند الرقبة حتى يتوقف عن تحريكها يمينا وشمالا، رافضا تلبية طلباتي، التي يراها دائما خارجة عن القانون، كشراء كتب الأدب، وجهاز كومبيوتر جديد، بدل الجهاز الذي يشبه أنف عمّي عتروس، الذي يقال انه توفيّ وهو يضرب زوجته، لأنها اشترت من وراءه موزة…سأضطر يوما لسحق ما بين رجليه، حتى تهدأ أنوثتي.
يبدو أنّني سأتحوّل اٍلى كاتبة قريبا، بدليل أنّني أخّرت طبخ الغداء اٍلى ما بعد الظهر، وبدليل أنّني استلفت من جارتي جهازها لكي اكتب، وبدليل أنّني غيّرت لون شعري، وفتحت صفحة في الفايس بوك باٍسم مستعار وعليها صورة لي وأنا في العشرينات…أكيد شكلي كان مختلفا، فلن يتعرف علي حتى زوجي…
طيب ماذا قلت في الأخير… لا شيء…اعذروني فأنا مبتدئة في الخبر المرفوع، ومنصوبة في بيتي، ومجرورة من عمري، ومكسورة الخاطر…اطلبوا لي الهداية.

هامش اضطراري:
لو لم أكتب بعد أسبوع من الآن… بلغوا الشرطة، فقد يفكر زوجي بخنقي بربطة عنقه بعد قراءة هذا الدليل.



#سهيلة_بورزق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوطان ليست للبيع
- خيانة بالخطأ
- قاعدون... قاعدون
- مقص اللغة الأجنبية
- مدافن جماعية للجوع
- غفوة
- ركعة واحدة
- أسئلة حول منهجية التّعليم
- مع حرية الفكر
- تراجع المقروئية عند العرب
- بين قوسي مصر والجزائر
- موقع فوبيا للأدب والجنون يدعوكم للكتابة
- الثقافة وطن
- رسالة اٍلى جسدي
- دونجوانية الجسد
- أنا في أمريكا
- الرجل العنكبوت
- غواية نهد
- ألو يا جزائر
- ما تقتله التكنولوجيا في رمضان


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهيلة بورزق - كاتبة مبتدئة على أبواب الأربعين