أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - وليد مهدي - إغلاق قناة السويس : المرحلة الثانية من الثورة















المزيد.....

إغلاق قناة السويس : المرحلة الثانية من الثورة


وليد مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 3272 - 2011 / 2 / 9 - 11:13
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


-1-

اعلن ناشطوا الثورة المصرية البواسل يوم امس بانهم " فكروا " بإعداد اعتصامٍ سلمي امام قناة السويس ، وذلك على الموقع الرسمي للثورة ، الفيسبوك ...!
وفي الاثناء ، وعلى غير العادة ، صرّح وزيري دفاع الولايات المتحدة وفرنسا وعلى نحوٍ متزامن بان التغير الديمقراطي في مصر يجب ان يجري بخطىً فعالــة وقويـة ...!
وما أن حل المساء حتى ظهرت الجماهير المليونية وقد استعادت بعضاً من زخمها الذي فقدته في الايام الاخيرة ، ليعلن عبد الله الاشعل أن الخيارات مفتوحه أمام الثوار ومنها : إغلاق قناة السويس ..
فقناة السويس واي حديثٍ عنها يغير ثوابت معادلة الحراك الجماهيري في مصر بشكلٍ يحتاج إلى بعض التأمل ..
إغلاق قناة السويس يعني ارتفاع سعر برميل النفط إلى 200 دولار وربما اكثر ، وهذا يعني تبدل معادلة الاقتصاد العالمي بشكل سريع ومفاجئ يؤدي إلى إنهيارات دراماتيكية غير متوقعة كما حدث في الازمة المالية العالمية ، إغلاق قناة السويس لبضعة اشهر يعني ببساطـة " كارثـة اقتصادية عالمية " جديدة قد تتفوق في نتائجها على الازمة المالية الكبرى قبل ثلاثة اعوام ..!
هل يفعلهـــا " الجدعــان " ؟
وما هو رد فعل الولايات المتحدة واوربا ( اكبر المتضررين جراء ذلك ) تجاه هذه الكارثــة ..؟

-2-

قد يكون إغلاق القناة هو المرحلــة الثانية التي يجب أن تدخل فيها الثورة ...
فالمرحلة الاولى تمثلت في هبة الجماهير التي حطمت " اساطير النظام " والممثلة بشخص حسني مبارك الذي لم يكن مألوفاً التطاول عليه ، والامن المركزي الذي إنهار معنوياً ومادياً بعد ان احرقت سياراته في رابع ايام الثورة ( جمعة الغضب ) ، وكذلك هو حال جهاز الشرطة ، و إحراق مبنى الحزب الوطني الحاكم في قلب القاهرة ، ومحاصرة مبنى الإذاعة والتلفزيون ، والصدام المباشر مع الشرطة الذين حاصرهم الثوار " العزل " في مبنى وزارة الداخلية ..
المرحلة الاولى من الثورة غير مكتملة ، كان من المفترض اختراق مبنى وزارة الداخلية وإخراج او اعتقال الوزير ، وكذلك السيطرة على مبنى الإذاعة والتلفزيون وكذلك مجلس الشعب ، وكان بيد الثوار فعل ذلك بقليل من " التكتيك " بسهولة ، لكن عفوية الثورة ولا مركزيتها حالا دون ذلك إضافة إلى موقف الجيش ذو الحياد السلبي ، مع ذلك ، النظام لا يزال مهتزاً وأمامه وقتٌ طويل حتى يسترد عافيته ..
وبما انه ماطل كثيراً ولعب لعبة الوقت التي لم تفت من عزم المتظاهرين ودفعتهم إلى " إطالة نفس " الثورة ، إلا إن العقل السياسي الغربي الامريكي هو الذي تصور إن مبارك امتص زلزال الجماهير ..
هذه الجماهير اليوم تفكر بزلزلة اميركا والغرب كله وليس مبارك ونظامه وحده ، وهي امام فرصة تاريخية ذهبية لا تثبت قدرتها على إسقاط شرعية النظام الحاكم في مصر فحسب ، وإنما إسقاط شرعيــة النظام العالمي الذي تقوده اميركا برمته ..
جماهيــر مصــر أمام امتحان تاريخي اعظم من حدود جمهورية مصر العربية ، وقناة السويس هي الشريان الذي يضخ النفط والبضائع من آسيا إلى أوربا ، و انتقال الثورة إلى هذه المرحلة سيدفع بالأميركان إلى الضغط على مبارك " بقوة " لترحيله ولو قسراً وفق سيناريو دير شبيغل العلاجي الاخير ..
فهم في موقفٍ عسكري واقتصادي اضعف من التورط بحربٍ مع الشعب المصري ..!
وهكذا ، عادت تصريحات البيت الابيض مساء امس لتقول بأن تصريحات عمر سليمان عن عدم استعداد مصر للديمقراطية غير مفيدة ، بعد ان صرح المتحدث باسم البيت الابيض في الليلة التي سبقت بان مبارك ظروري البقاء لاجل إنتقالٍ " آمنٍ " للسلطة في مصـر !
وكما نوهنا في " وصايا للثورة في مصر " ، اميركا تمسك العصى من المنتصف وتميل إلى جانب الرابح حسب ما تمليه تطورات الاحداث اليومية في هذا الصراع بين الشعب والنظام المنهار ، لهذا نعود لنؤكد :
على الثوار ان يتحكموا بمجرى الاحداث برفع سقف المطالب ليطال التحكم بقناة السويس ، فالحكومة غير شرعية وليس من الشرعي ان تتحكم بالقناة .. الشعب هو الشرعية وهو من يقرر ..
قناة السويس ترعبهم ، مجرد التفكير بتظاهرات سلمية بجوارها تهـز الاقتـصاد العالمي ..
لذا ، ورغم وجود بعض المخاطر في سيناريو إغلاق القناة على الجماهير الثائرة ، لكن ، الحسابات الدقيقة تؤكد بان المفاوضات القادمة ستتحول ، بمجرد خلق بؤرة تظاهر قريبة من القناة تنقل المفاوضات مع عمر سليمان إلى موفد خاص لاوباما مع ثوار ميدان التحرير مباشــرة .. !

-3-

لن تجرؤ أميركا على النزول في قناة السويس بقوات مسلحة لمنع ذلك كما لوحت مهددة منذ الايام الاولى للثورة ، ولو فعلت ، لن تنزع الشرعية بالمطلق عن نظام مبارك فقط ، ستعيد توحيد جماهير المنطقة وستسمح لسوريا وإيران و " تركيا " إلى تشكيل تحالف خفي يجعل من هزيمة الاميركان على يد الشعب المصري خاطفة ومزلزلة ..
ونريد ان نطمئن الجماهير المصرية في هذا الموضوع ، الولايات المتحدة مارست ضغطاً شديداً على مبارك كي لا يفرط في استخدام القوة ، بل مارست ضغطاً مباشراً على رئيس الاركان ووزير الدفاع في حكومة مبارك هذا أن لا يستخدم الجيش سلاحه ضد الشعب المصري ..
هم يعرفون الشعب المصري منذ وقت طويلٍ جداً في مثل هذه المواقف ويدركون حساسية موقع مصر الجيوسياسي والاقتصادي في عالم شديد التغير كل لحظة ، ولن تكون لهم الجرأة على تكرار خطأهم التاريخي في القرن الماضي بعدوانهم الثلاثي بعد تاميم القناة ..
شرعية مبارك ونظامه سقطت ، وإكمال بقية خطوات المرحلة الاولى من الثورة ظرورية ، اي محاصرة وزارات النظام وإعلان العصيان المدني في عموم البلاد ، لكن ، مجرد التلويح بالإنتقال إلى المرحلة الثانية للثورة لا يجعل اميركا تقبل بإجلاء " مبارك " فوراً عن ارض مصر فقط ، بل حتى إجلاء الطقم البوليسي الفاسد معه برمته بما فيهم رجل الاميركان القوي عمر سليمان ..

-4-

يا شبابنا في مصر الحرية والإسلام والثورة ..
أنتم من بات يملك مقاليد الامور كلها ، واميركا هي الآن في اسوا مراحل تاريخها المعاصر ، فاقطعوا عليهم قناة السويس ، فإذا قطعتموها فإنكم غالبون وعليه فتوكلوا وأنتم المؤمنين كما عهدناكم ..
اميركا في حقيقتها تراوغ وتناور في قراراتها كما يفعل مبارك ، تلعب في السياسة لعبة توزيع الادوار في تصريحات بيتها الاسود .. يوما تعتبركم ممثلاً لشرعية مصر ، وآخر تعتبر من النظام و " دستوره " هو الشرعية الحقيقية في مصر ، عجلة دوارة متقلبة من المواقف تحاول ان تكسب بها الوقت ما تستطيع ..
يا شباب مصر الثورة ، انتم دستور الحقيقة الشرعية و " طز " في دستور الديكتاتورية ..
لتذهب إلى الجحيم شريعتهم ، العاهرة الكبرى هذه التي تدعى اميركا اجعلوها تركع ..
لا تخشوا بطشها ابداً ، قناة السويس هذه لم تكونها جغرافيا الطبيعة ، لم يضع الله يده فيها ، بسواعدكم خلقتموها يا بناة الإهرامات ..
انتم صناع العجائب في هذه الدنيا ، من الإهرامات و قناة السويس وحتى اسطورة ميدان التحرير ، اغلقوا قناة السويس ولتعلم الدنيا اي امهات انجبتكم يا فراعنــة التأريــخ ...
العقبة الوحيدة التي ستقف امامكم ستكون ورقة الولايات المتحدة الاخيرة ، الجيش المصري ، لان اميركا تفضل ان تورطه على أن تتورط هي معكم ، لذا ، حاولوا التأثير إعلامياً على الجيش ولتعدوا حملات منظمة تطرق على مسامعه باستمرار أن يميل إلى شعبه ولا تلطخ يده بدمائهم ، فهو اولاً واخيراً من هذا الشعب ..
املئوا الحيطان وافيضوا عليه بالكلمات ، اقرعوا على مسامعه دوماً بان مبارك فقد الشرعية والجيش حامي حمى الوطن وليس لحماية مصالح الإمبريالية ممثلة بقناة السويس ..
ولو حدث الصدام مع الجيش لا قدر الله ، حينها تدخل الثورة في مرحلتها الثالثة الاصعب ، مع ذلك ، طريق الثوار لن ينتهي ولابد من العبور بالثورة مهما تطلبت من اشواط لتحقيق هدفها في تحرير مصر والامة ، ففي المرحلة الثالثة ( الكفاح المسلح ) لن تكونوا وحدكم ..

كل الامـة ستكون معكم .. ولا نامت اعين الجبناء .. ~



#وليد_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا الجيل : زلزالُ مصر وحاكمية الشعب
- وصايا للثورة في مصر***
- ميدان التحرير : رمزُ ثورةِ هذا الجيل وميزان رؤيته الجديدة
- مبارك يحزم حقائبه
- روبرت فيسك : الغربُ لا يريد ُ ديمقراطيةً في تونس ولا ايَ بلد ...
- كامل النجار : ملحدٌ تحت مجهر التفكيك -4-
- محمد حسنين هيكل يحكم بالإعدام شنقاً على انتفاضة الخبز والكرا ...
- الانتفاضة ُ التونسية و طريقُ الثورةِ الجديد : حاكمية الامة
- صفعة ُ جماهيرَ تونس : ردها إن استطعت يا بيت اميركا الابيض
- كامل النجار : ملحدٌ تحت مجهر التفكيك -3-
- كامل النجار : ملحدٌ تحت مجهر التفكيك -2-
- كامل النجار : ملحدٌ تحت مجهر التفكيك -1-
- الجنسُ والتنوير : رؤية ٌماركسية -4-
- الجنسُ والتنوير : رؤية ٌماركسية -3-
- الجنسُ والتنوير : رؤية ٌماركسية -2-
- الجنسُ والتنوير : رؤية ٌماركسية -1-
- الماركسية ُ والتنويرُ المزيفُ
- أتنويرٌ هذا أم تبشير يا سيدة وفاء سلطان ؟
- تعالوا نتعلم التنوير
- الماركسية وأسطورة عدوانية الإسلام


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - وليد مهدي - إغلاق قناة السويس : المرحلة الثانية من الثورة