أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حامد كعيد الجبوري - ( الحجي بالتفاطين )















المزيد.....

( الحجي بالتفاطين )


حامد كعيد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 3271 - 2011 / 2 / 8 - 23:15
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


( الحجي بالتفاطين )
صرخة وفاء للشهيد الكبير عبد الكريم قاسم رحمه الله
لمناسبة 8 شباط الاسود


لا أدري لماذا نحن المهتمون بالتاريخ والأدب والفن نأخذ الأمور على عواهنها ، بمعنى أننا لا نؤرشف لحياتنا على أقل تقدير ، لي صديقان عزيزان نالا شهادة الدكتوراه في الأدب العربي ، الدكتور صباح نوري المرزوك ، والدكتور سعد محمد الحداد ، وهذان الصديقان ما وجدتهما يوما إلا وبأكمامهما ( جيوبهم ) قصاصات ورقية لا تعني عند غيرهما الكثير ، وعندهما تعني كل شي ، وتذكرت هذه القصاصات وأنا أحاول أن أجمع شتات فكري عن حادثة جد جميلة حدثت في الحلة الفيحاء زمن الشهيد الخالد عبد الكريم قاسم رحمه الله ، وعوّض صبر العراقيين بمثله قائدا وطنيا لا غبار على مجمل حياته الوطنية وسلوكه الاجتماعي والوظيفي ، وهذا مما دعاني أن أتأسف كثيرا لأني لم أنهج سيرة صديقي العزيزان بأرشفة وتدوين أسماء الحوادث ومجرياتها ، لأن الدقة تغنيني وتغني القارئ عن الدفاع عما ندلي به من حديث حول الشهيد عبد الكريم قاسم ، ولو أن الحادثة معروفة للجميع ، وبخاصة من محبي الزعيم تحديدا في محافظة بابل .
عام 1960 أو 61 م زار الشهيد عبد الكريم قاسم محافظة بابل / قضاء الحلة ، ووصلت أخبار هذه الزيارة لجمع غير قليل من أهالي مركز الحلة الفيحاء ، ويقال ان الزعيم رحمه الله تنقل من هذا السوق لذاك المحل ولذلك المتجر مشيا على أقدامه وبرفقته مرافقه الشخصي ( قاسم الجنابي ) ، وصل لفرن صمون ودخله وسط تهليل وتصفيق صاحب الفرن وعماله ، لفتت انتباهه – الزعيم – الصورة الشخصية العسكرية له مؤطرة وملصقة على أحد جدران الفرن ، أخذ بيده ما يسميه الفرانون ( شنكة عجين ) ووضعها على الميزان المخصص فوجدها أقل من الوزن المقرر ، ألتفت صوب صاحب الفرن قائلا له ، ( عمي زغر الصورة وكبر الشنكة ) ، وغير هذا لم يقل لصاحب الفرن الذي ألجمه الزعيم بهذه المقولة ، في أثناء هذه الزيارة الميمونة للحلة كانت بلدية المحافظة تعبد طرق وأزقة حي ( الجديدة ) - بفتح الدالين - ، ولم تكن حينها المحافظة تمتلك السيارات التي تعد كمعمل تعبيد الطرق كما هو اليوم ، وكانت عملية التعبيد – بالقار - تعتمد على أيادي العمال المهرة بذلك ، وبآلة خشبية تسمى ( الشيبك ) ، وهي أشبه ما تكون ب( الشيبك ) الذي يستخدم من قبل النسوة لعمل ( الكليجة ) ، و ( شيبك ) التعبيد بالطبع أكبر من ذلك الذي تستعمله النسوة ، ولحرص البلدية على عدم سير المارة عليه إلا بعد أن يجف ويبرد ليتماسك القار جيدا ، يتركون أشخاصا معينين لقاء أجر زهيد لمنع الناس من السير على الطريق المعبد الجديد ، كلف مختار محلة ( الجديدة ) أحد الشبان - وهو الذي يفترض بي أن أسجل أسمه لدي – أن يرقُب الطريق الجديد بدراجته الهوائية ، ويمنع الأطفال وغيرهم ممن يحاول السير على الطريق المعبد الجديد ، وهذا الشاب لديه أخ موقوف بتهمة شتم الزعيم عبد الكريم قاسم ورفع صورته – الزعيم – من محل وضعها بأحد مقاهي الحلة ، وما أن سمع هذا الشاب بوجود سيادة الزعيم وسط مدينة الحلة قرب مديرية شرطتها ، ركب دراجته الهوائية وأطلق لعجلاتها العنان ليصل حيث يتواجد الزعيم ، الحمد لله هذا هو الزعيم بدمه ولحمه يحاط بشباب الحلة ورجالاتها ، رمى دراجته الهوائية قرب أحد المحلات وهرع راكضا مناديا بأعلى صوته ، سيادة الزعيم ، سيادة الزعيم ، سمع أبن الشعب هذا المستصرخ به وأشار له بيده ، أنفرج الناس لهذا القادم الصبي ، بل قل الشاب ، ورمى بنفسه مقبلا كل ما تقع عليه شفتاه من الزعيم ، انفتحت أسارير الزعيم له وقال له ، مابك يا بني ، أجابه ( عمي أخويه موقوف هنا على مودك ) ، أجابه الزعيم وها أنا ذاهب معك لأخيك ، بالطبع كان محافظ الحلة سائرا مع موكب الزعيم ، ومدير الشرطة أيضا ، دخل الزعيم الى مديرية شرطة الحلة ، ومعلوم لأهالي الحلة تحديدا آنذاك ، أن الموقوفين يودعون في هذه المديرية بداية الدخول لبناء المديرية ، وهنا يتواجد في هذا المكان أصحاب الشكاوى اليومية ، وفي الطابق الثاني للموقوفين السياسيين ، قال الزعيم للصبي الذي لا يزال الزعيم يمسك بيده وكأنه أبن له ، وهذه حقيقة فالزعيم أب لكل العراقيين ، هكذا أرى ، قال الزعيم للصبي ( هل أخوك هنا ) ؟ ، أجاب ( لا عمي ، أخويه فوك كبل ساعتين وديتله غده ) ، قال الزعيم لمدير الشرطة لنذهب أليه أذن ، أجاب مدير الشرطة أمرك سيدي ، صعد الزعيم والمحافظ – أظنه خيري الحافظ – ومدير الشرطة والصبي ومرافق الزعيم الى الطابق العلوي ، وفتحت له قاعة كبيرة تحوي أكثر من خمسين معتقل سياسي ، سلم الزعيم على الجميع وقال رجاءا ليقف كل سياسي من الحزب الفلاني مع رفاقه ، أنقسم الفريق لنصفين تقريبا ، الشيوعيون ، وآخرون ( قومجيون ) – لا أحب غير هذه التسمية لهم – وبقي شخص واحد يقف لوحده دون الجمع ، قال له الزعيم أنك من شتمني صحيح ؟ ، بكل شرف ورجولة أجاب الموقوف زعيمه الخالد ، نعم أنا شتمتك يا سيادة الزعيم ، ضحك الزعيم بوجه الشاتم وقال له سنتحدث سوية بعد أن أنهي حديثي مع هؤلاء الأخوة ، قال لهم أن الوطن بحاجة ماسة لكم ، أن كنتَ معلما أو عاملا أو طبيبا فقد عطلت شريحة كبيرة من المجتمع لأجلك ، أتمنى عليكم إعادة دراسة الموضوع بشكل جدي خدمة لأحزابكم ولعراقكم الكبير ، وبما أنني لا أملك صلاحية أطلاق سراحكم فأتمنى على السيد المحافظ ومدير الشرطة أكمال أوراقكم الآن وإرسالها للقاضي لإطلاق سرح من يستحق ذلك ، هذا الحديث لكم ولكم الخيار ، أما أنت يا صاحبي الذي شتمني فمن الذي أقام الدعوى ضدك ، ألا يفترض أن أقدم الدعوة أنا ، وأنا أملك حق الشكوى والتنازل وأنا متنازل عنك ، وعلى مدير الشرطة أطلاق سراحك مالم تكن موقوفا على ذمة دعوى أخرى ، صرخ الشاب بوجه الزعيم قائلا أنا شتمتك يا سيادة الزعيم ألا تستمع لي ولماذا شتمتك ؟ ، أجابه لا ليس بودي معرفة سبب ذلك ؟ ، قال الشاب وأنا بودي أن أسمعك لماذا شتمتك سيدي ؟ ، أذن لأستمع ما تقوله تفضل بني ، قال الشاب ، يا سيادة الزعيم نحن أصدقاء نحب لعبة كرة القدم ، ولدينا فريق لذلك ، ومقر فريقنا مقهى المنطقة – مقابل مستشفى الأطفال سابقا ، قريبة لسجن الحلة المركزي الذي هرب منه الأبطال الوطنيون الشيوعيون بقيادة البطل الرمز مظفر النواب – وأسم فريقنا هو فريق ( الأنوار ) ومدرب فريقنا اللاعب ( عبد ملعب ) ، وأنا يا سيادة الزعيم هوايتي مع كرة القدم الرسم ، رسمت لك صورة وأطرتها ووضعتها في المقهى بأذن من صاحب المقهى ، بعد أن حاول البعث الفاشيست اغتيالك بعملية جبانة ظهرت أنت يا سيادة الزعيم على جهاز التلفزيون وسمعت خطبتك ومقولتك عفا الله عما سلف ، تقدم الشاب نحو الزعيم رحمه الله ووضع سبابة يده اليمنى قريبا لوجه الزعيم صارخا به ، ( شنو عفا الله عما سلف ) ، قال له الزعيم أكمل بني ، قال الشاب أنا حين سماعي لهذه الكلمات ذهبت الى المقهى وصعدت على أحد الكراسي وأنزلت صورتك من مكانها كرها لموقفك مع القتلة ، أخذ مني صاحب المقهى الصورة وهمس بأذني أعدها لمكانها لأن ( مسلم السري ) رأى ما أقدمت عليه ، وفعلا يا سيدي رفع رقيب الامن ( مسلم ) تقريره الى دائرته وها أنا موقوف من يومها ولحد الآن ، أطرق الزعيم الى الأرض وجهه بهدوء تام ، ورفع رأسه مخاطبا ذلك الحلي الشهم ، ( أين هي الصورة الآن ) ؟ ، أجاب الشاب أنها في البيت سيدي ، صاح الزعيم بأعلى صوته مخاطبا ذلك الشاب قائلا ، (لا ، لا أسحقها تحت قدمك أنها لا تستحق أن تعلق ) مع حركة بقدمه اليمنى دلالة أنه يسحق شيئا ما .
نعم سيدي أيها الخالد ، ونحن نقول لك الآن وبعد أن جرعنا الأمرين من فعلتك تلك يا سيدي ، لماذا لم تسحق الأقزام تحت رجلك المقدسة الطاهرة ، لماذا لم تتعامل مع العقارب بما تستحقه من سحق بقدمك ، ولماذا لم تستمع للجواهري الكبير حين قوله لك مخاطبا ، ( فضيق الحبل وأشدد في خناقهم / فلربما كان في إرخاءه ضرر) ، وأي ضرر سيدي الراحل وأقسم لو عدت ثانية يا سيادة الزعيم لعدت لنفس تلك الرحمة التي جبلت عليها ، وأن عادوا لا قدر الله ، ولا قدر الوطنيون ذلك ، لرأينا أسوأ مما رأيناه منهم سابقا ، لك المجد أيها اللا يكرر ، لك المجد يابن الشعب العراقي ، لك المجد يابن الفقراء النجباء .



#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (ضمير أبيض) بين الحزن والكيف
- مرض النرجسية
- ( مفيش حد أحسن من حد )
- (عرب دنبوس مو عرب ناموس ) بو عزيزي والصحوة العربية
- خيوط الغربة بين البصرة ولندن ووطن ... مستباح
- أحلام ثلجية
- عضو مجلس محافظة كربلاء ووجوب استقالة الحكومة العراقية
- الشكوى
- التغيير التونسي والعراقي والفرق بينهما
- الدكتور سعد الحداد شلال حلي متدفق
- المجالس الحلية
- يعيش البعث المجتث
- صناعة الدكتاتور
- دموع السيد طارق الهاشمي وقناعات السيد ظافر العاني
- الضربة القاضية ومدارس النقد الأدبي
- صوت الحقيقه / مهداة للصديق الشاعر عريان السيد خلف
- توظيف الشعائر الحسينية سياسيا
- البعث ، والحصان الخاسر
- اليسار العراقي وتوظيف الشعائر الحسينية
- حمد / مهداة لشيوعي العراق


المزيد.....




- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حامد كعيد الجبوري - ( الحجي بالتفاطين )