أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - بلقيس حميد حسن - ذكرى المجزرة ومقتل أفقر زعيم في تاريخ العراق














المزيد.....

ذكرى المجزرة ومقتل أفقر زعيم في تاريخ العراق


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3271 - 2011 / 2 / 8 - 22:08
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


لم أنس ما حييت دموع النسوة وهن يتهامسن بصوت خفيض عن دفن الشاب" سيد وليد" حياً في محافظة الناصرية أيام انقلاب 8 شباط الاسود عام 1963..
كنت للتو أدخل عالم التذكر والاحتفاظ بما يخيف وانا أسمع أمي تحدث خالاتي وجاراتها بأن الشهيد كان وحيدا لأمه, وكان شابا لم يبلغ الحلم بعد, فهو دون سن الرشد عندما اتهم بالشيوعية ودُفن حيا في حفرة وضع عليها الإسمنت ولمجرد التهمة وبدون اي تحقيق او سؤال..
لم انس ماحييت ذكريات كانت تتردد على مسامعنا طوال حياتنا مع البعث المجرم عن ذكريات شباط الاسود وحمام الدم ضد ابناء الشعب بعد مقتل الزعيم عبد الكريم قاسم الذي احبه شعب العراق كما لم يحب زعيما من قبل.
لم انس ماحييت ماحدثونا عنه اهلنا وشهود عيان عن الذئاب البشرية التي افلتت في شوارع ومدن العراق باسم " الحرس القومي" لتقتل كل من يقف بوجه جرائمهم.
لم انس الهستيريا التي كانت تعصف بتلك الذئاب البشرية ليضربوا طفلة ترتدي حذاءً احمرا واخرى تحمل معجون طماطة فيسقطوه منها ويعتدوا عليهما بعصيهم لانها تحمل شيئا احمرا..
ولن انس قصص التعذيب بأدواته التي ابتدعها البعث ليمارسها على أبناء العراق الرافضين له, وتلك العذابات الكبيرة التي استوطنت ذاكرتنا الى الأبد.
قد يقول قائل انتم تبالغون, لكن التاريخ يعرف كل هذه الاحداث وذاكرة الناس ان تناست لفترة مجبرة عليها وبسبب الخوف الذي لفها لأربعة عقود, فهي لن تنسى الى الأبد مهما طال بها الزمن..
لن انس الخوف الذي كنت اراه واسمعه طوال حياتي من اسم كلمة البعث والحرس القومي. ولن انسى تلك الدموع الغزيرة التي كانت تذرف بسبب قتل الزعيم الفقير, الزعيم الذي لم يجمع الدنانير ولم يسكن القصور, الزعيم الذي لم يرتد سوى بزة عسكرية للشتاء واخرى للصيف وينام على الارض بلا سرير في وزارة الدفاع, غير آبه إلا بأن يرفع مستوى الشعب العراقي ليكون لكل فرد عراقي حسابا في البنك وبيتا وسيارة كما كان يردد مع اصحابه دائما وبلهجته العراقية قائلا:
"لازم اخلـّي كل عراقي عنده بيت وسيارة وحساب في البنك"

هذه كانت كل أحلام عبد الكريم قاسم الذي قتل من اجلها والذي لم يملك بيتا واحدا باسمه, عبد الكريم قاسم الذي قتلوه ولايملك في حسابه الشخصي سوى دينار وربع كما وثق ذلك من قبل الأعداء الذين قتلوه والذين ندموا على موقفهم فيما بعد.
فأين ذلك مما نراه ونسمعه الان عن المسؤولين والرؤساء وحسابات زوجاتهم وملايين مستشاريهم ومقربيهم على حساب جوع الشعب واذلاله؟ ومن اين نأتي بزعيم زاهد كزهد عبد الكريم قاسم, ومخلص للفقراء والمهمشين مثله, وشفاف في كل مايفعله مع مرؤوسيه؟ من اين نأتي بزعيم يحقق حلم عبد الكريم قاسم في ان يكون لكل عراقي بيت وسيارة وحسابا في البنك.
وهل نبق تحت خوف مجيء البعث ليتخلى الشعب العراقي عن طموحاته تحت التخويف من بعبع القادم الجديد كما بقية الديكتاتوريين العرب أمثال حسني مبارك الذي خدر الشعب لثلاث عقود تخويفا باسرائيل واخوان المسلمين وهو يسرق مليارات مصر ويصادر حرية وقوت الشعب لحساباته الشخصية فقط؟
www.balkishassan.com
8-2-2011



#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل لا بد من ثورة ليعتدل الميزان في العراق؟
- هروب الرئيس بثورة الشعب اشرف من هروبه امام جيش الاحتلال
- ثورة تونس, ثورة لا تشبه سواها
- إبعاد سيدة الحكمة والحزن الكوني من صنع القرار
- الهمجية وقتل الجمال
- الخروج من الظلام.. ودفاعا عن العقل
- الفنان منذر حلمي, خفيف الظل حتى برحيله
- تقاسم السلطة, هل تتناسب مع الديمقراطية؟
- شهداء سيدة النجاة
- عذرا أبا جنان, عرفت برحيلك متأخرة
- إهمال المسؤولين, وفواجع الجسور في سوق الشيوخ
- المثقفون ووضع المرأة في العراق
- أخطاء فضائية العراقية في تكريس الطائفية
- -هناك في الأعالي, في كردستان-
- لاحجة للحكومة مهما كانت التبريرات
- ومازال الغناء العراقي دمويا
- هل استطاع الاعلام العربي التأثير على الغرب؟
- السعودية تذبح المتهمين بلامحامي؟ فأين العدالة؟
- من مستلزمات الحضارة الحلقة الخامسة/ الضمان الاجتماعي حق للمح ...
- هل ان الصامت عن الحق يصلح للقيادة سيادة الرئيس؟


المزيد.....




- أجبرهم على النزوح.. أندونيسيا تصدر تحذيرا من حدوث تسونامي بع ...
- التغير المناخي وراء -موجة الحر الاستثنائية- التي شهدتها منطق ...
- مصر.. رجل أعمال يلقى حتفه داخل مصعد
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين
- أسباب تفوّق دبابة -تي – 90 إم- الروسية على دبابتي -أبرامز- و ...
- اكتشاف -أضخم ثقب أسود نجمي- في مجرتنا
- روسيا تختبر محركا جديدا لصواريخ -Angara-A5M- الثقيلة
- طريقة بسيطة ومثبتة علميا لكشف الكذب
- توجه أوروبي لإقامة علاقات متبادلة المنفعة مع تركيا
- كولومبيا تعرب عن رغبتها في الانضمام إلى -بريكس- في أقرب وقت ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - بلقيس حميد حسن - ذكرى المجزرة ومقتل أفقر زعيم في تاريخ العراق