أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - خطر الاستقطاب الطائفي والعرقي على الانتفاضة العراقية ومقترحات لتفاديه/ج2















المزيد.....

خطر الاستقطاب الطائفي والعرقي على الانتفاضة العراقية ومقترحات لتفاديه/ج2


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 3271 - 2011 / 2 / 8 - 20:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أنهينا الجزء الأول من مداخلتنا المتواضعة هذه بالقول إن الخطر الثاني المحدق بالانتفاضة العراقية التي بدأت إرهاصاتها ومقدماتها بالظهور هو خطر الاستقطاب الطائفي بين السنة والشيعة وتداعيات التقاتل الطائفي والذي أسس له وغذّاه وحرص على استمراره الاحتلال وحلفاؤه من الطائفيين، ولكنَّ هذا القول لا ينبغي أنْ يعني أن الاستقطاب القومي والعرقي بين العرب و الكرد غير موجود، أو أنه أقل خطرا، بل لأننا حاولنا أن نفصله عن الاستقطاب الطائفي لأغراض تتعلق بطبيعة العرض التحليلي الذي نسعى لتقديمه، ولنا عودة إلى موضوعة مخاطر الاستقطاب القومي وخصوصا ضمن معضلة كركوك على الانتفاضة.
إن انطلاقة الانتفاضة الراهنة، مع الاعتراف بتواضع مستواها الحشدي حتى الآن، في أربع محافظات من البصرة جنوبا إلى الموصل شمالا ومن بغداد إلى الأنبار يجعلنا نتفاءل بتنوعه ولكنه لن يقضي على جميع الهواجس والمخاوف بصدد خطورة الاستقطاب الطائفي وتأثيراته الضارة المحتملة..
لقد شهدنا أن الاحتلال منذ بدايته وإقامة حكومات المحاصصة، حرص على تفعيل هذا الاستقطاب في محاولة منه لحشر جماهير العراقيين ضمن منطق طائفي وعرقي يشتت وحدتهم الوطنية فإذا ما انتفض الجنوب حرَّض الاحتلال عبر أبواقه الطائفية في مناطق أخرى على الأخذ بالمثل السائر "نارهم تاكل حطبهم" وهو الترجمة المضمونية الدقيقة للمثل الشامي السائر " فخار يكسر بعضه"، و إذا ما انتفضت المناطق الغربية والشمالية أراد لهذا المثل السائر أن يسود أيضا فيكرر أبواق الاحتلال في الجنوب ذلك المثل. أما بعض القوميين المتطرفين من الكرد في زعامات الأحزاب المتحالفة مع الاحتلال، فقد حرصوا على إخراج الكرد من الإطار الوطني العراقي بل حتى الشرقي أحيانا وعزلهم في شعارات ومقولات تكرس المضمون الاحتلالي والاستعماري التقليدي القائم على مقولة " فرق تسد". و عن استغلال الاستقطاب الطائفي لنا أيضا دروس معبرة من عهد الدكتاتورية الصدامية والتي نجحت في قصم ظهر انتفاضة ربيع 1991 وأغرقتها بالدماء و من ثم دفنتها في المقابر الجماعية حين اشتغلت على هذا المنطق ونجحت إلى حد بعيد ومؤثر في عزل الجنوب العراقي عن غربه و وسطه لتفرد بالمناطق المنتفضة جنوبا وتسحقها بدموية ندر مثليها.

إن من المؤكد، والذي لا جدال فيه، إن هذا السلاح – سلاح التفريق والاستقطاب الطائفي والعرقي - سيكون أول سلاح سيلجأ إليه الاحتلال وحكومة المحاصصة أيضا، إذا ما ازدادت الانتفاضة استعارا واشتدت أوارُها، فلا بقاء لهما مع وحدة العراقيين المنتفضين، ولهما كل البقاء والرسوخ إذا نجحا في استغلال هذا الشرخ أو الاستقطاب، فكيف السبيل إلى تفادي هذا الخطر المحدق بالانتفاضة العتيدة أو التقليل والحدِّ من تأثيراته المهلكة .. هنا بعض المقترحات العملية نطرحها على العراقيين الحريصين على نجاح وانتصار الانتفاضة وعلى جماهيرها ونشطائها للتفكير بها ومناقشتها:
- الحرص كل الحرص على منع ظهور الرموز الطائفية الشيعية أو السنية أو غيرهما من صور وهتافات وشعارات ورايات وأعلام دينية ( أما العلم الرسمي للدولة الحالي أو السابق له فيشكل مشكلة حقيقية ولكنها من طبيعة مختلفة و لذلك سنتوقف عندها لاحقا عند الحديث عن الخطر الحزبي) ومنعها منعا باتا من قبل منظمي المظاهرات والنشاطات الانتفاضية الأخرى كما يمكن استثناء رايات القبائل والعشائر من هذا المنع على اعتبار أن هذه الرايات تمثل وحدات مجتمعية موحدة أصلا وقد يشكل رفعها جاذبا للمشاركين في الانتفاضة من أبناء القبائل والعشائر و يمكن أن نقترح رفع صور للرموز الموحدين كالشهيد الفتى عثمان علي الأعظمي ذي السبعة عشر عاما الذي ضحى بحياته بعد أن أنقذ أكثر من سبعة أشخاص وعدد من الشباب الذين استشهدوا معه ومنهم ميثم عبد الله وعمر خليل في كارثة الجسر سنة 2005.
- الحرص على توقيت عملي متفق عليه أو يجري اللجوء إليه تلقائيا لبدء وتسيير المظاهرات. و بما أن العراق يعيش حالة فراغ سياسي وطني إذ لا وجود لحزب وطني يمتد على جميع جغرافية العراق، وليس ثمة قوى وطنية متحالفة ولها وجود ملموس يتوزع على عموم التراب الوطني، فإن من الضروري أن تنطلق المظاهرات والنشاطات الانتفاضية الأخرى في جميع المحافظات العراقية تلقائيا وفي حال تعذر أو صَعُبَ ذلك يجب القيام بها بمحافظات مختلفة من حيث طبيعة التركيبة المجتمعية الطائفية. وكمثال ملموس نقول: إذا انطلقت مظاهرات في الموصل والأنبار مثلا يجب القيام بمظاهرات في عدد من محافظات الجنوب كالناصرية والعمارة والبصرة أو إحداهما على الأقل فورا ودون إبطاء والعكس صحيح. وإذا نظمت مظاهرات ديموقراطية ومطلبية في كردستان من قبل قوى تعارض تحالف "الطرزاني"، كبعض القوى المستقلة والمتضررة من الحكم العشائري القائم، أو كالحركة المنشقة عليه، ونعني " التغيير / كوران" وهذا أمر محتمل ينبغي القيام بمظاهرات مساندة في جميع أو أغلب محافظات العراق العربي..و المقترح ذاته ينطبق على أحياء ومناطق العاصمة بغداد مع الحرص على إيجاد نقطة نشاطية مركزية واحدة في العاصمة نقترح أن تكون عند منطقة ساحتي التحرير والأمة عند نصب الحرية.
- العمل على أن يشترك في المظاهرة الواحدة، أينما كانت ،و خصوصا في المحافظات المختلطة مجتمعيا، رموز من الشخصيات الاجتماعية المستقلة و رجال الدين المستقلين والرافضين للطائفية من مختلف الطوائف في مقدمة المظاهرات ولا نرى ثمة تناقض بين هذه الفكرة والسابقة لها بخصوص عدم رفع الرموز والشعارات والرايات الطائفية التي قد تكون مستفِزَّة فالحضور الإنساني والشخصي يكون إيجابيا غالبا أما الوجود الشعاري فعكس ذلك.
- تأسيا بما قام به المنتفضون المصريون في ميدان التحرير حين أقاموا صلاة الغائب الإسلامية وقداس الأحد المسيحي، يمكن أيضا للمنتفضين العراقيين ولهم في هذا الباب سوابق كثيرة القيام بصلوات أو شعائر دينية مختلطة أو مشتركة ولكن ينبغي أن تكون صلوات لمختلف المعتنقين للأديان والمذاهب.
- تفادي أي تشنج أو احتكاك بين العلمانيين والديموقراطيين والتيارات السياسية الدينية وعزل المتطرفين من الجانبين جماهيريا وسنعود لهذه النقطة لاحقا ضمن خطر إفرازات الظاهرة الحزبية على الانتفاضة.
- تجنب رفع الشعارات المثيرة والمستفزة لهذا الجانب أو ذاك كإعلان العداء للدولة الاتحادية "الفيدرالية" أو الدفاع عنه والمناداة به لأنه سيكون عامل تفرقة وتمزيق لا عامل توحيد وتجميع.
بالعودة إلى موضوع الاستقطاب القومي بين عرب وكرد العراق والذي تعتبر الخلافات على مسألة عائدية محافظة كركوك وعدد من مناطق الشمال العراقي يمكننا أن نستشرف منذ الآن محاولات محمومة سيبذلها الاحتلال وحكومة المحاصصة لتوتير وتصعيد تلك الخلافات وصولا إلى وقوع صدام مسلح ين المكونات المجتمعية للمحافظة ويمكن أن تكلف زعامات الأحزاب والمليشيات القومية الكردية بإشعال هذه الفتنة من خلال إعطائها الضوء الأخضر إذا تطورت الانتفاضة وطوقت النظام وهددته جديا بالسقوط وقد تتخذ هذه المحاولة شكل هجوم مسلح للمليشيات الكردية كما هدد جلال طالباني ذات يوم وقال يمكننا أن نحشد مائة ألف مقاتل خلال ساعات ونحسم القضية ! وطالباني شخص دموي وأخرق وقد جربه الكرد والعرب في "أم الكمارك" ضد غريمه حزب البارزاني و في مجزرة "بشتآشان" الإجرامية وهو – جلال - لا يتورع عن القيام بمذبحة هناك لإنقاذ الاحتلال وحكومة المحاصصة من المأزق والسقوط وهذا ما ينبغي أن تنتبه وتتفطن إليه القيادات العربية والتركمانية وغيرها وتضع خطة جدية وعملية لمواجهته واعتباره تهديدا ليس لعراقية و تعددية المحافظة المجتمعية بل للعراق ككل ومستقبلة الديموقراطي الاستقلالي، وعلى هذا يمكن الكلام عن وضع تصورات وخطط شفافة ومفصلة للتصدي لهذا الاحتمال بما يردع المهاجمين لكركوك أو غيرها وبما يعزز من صمود وتطور الانتفاضة ولجم الانفصاليين والساعين لتمزيق العراق وإجهاض الانتفاضة.
وللحديث صلة



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رفض الاجتثاث وتجريم تمجيد الجلادين
- ثلاثة أخطار تحدق بالانتفاضة العراقية ومقترحات لتفاديها
- تطبيقات من تجربة المصالحة في جنوب أفريقيا:الضحايا كشهود
- المعادلة المغاربية الجديدة: القلب التونسي و جناحاه
- جلادون يعترفون وضحايا ومحققون يضجون بالبكاء
- من البعث إلى الانبعاث
- تجربة المصالحة الوطنية في جنوب أفريقيا بعيون عراقية:العفو مق ...
- أنصفوا قناة -البغدادية- ..فهي صوت وطني لا يدعي الكمال والعصم ...
- الركابي في -أرضوتوبيا العراق.. من الإبراهيمية إلى ظهور المهد ...
- حزب- الدعوة- والانتحار السياسي بزجاجة -عرق-!
- هادي العلوي وإشكاليات محمد أركون: تفكيك المصادرات الأورومركز ...
- لماذا لا يغلق اتحاد الأدباء ووزراة الثقافة ويترك النادي مفتو ...
- الغرب ومسيحيو الشرق: إذلال واستعباد وإهانة
- التسامح كخيار أخلاقي للعقلانية ومحنة المثقف في الحضارة العرب ...
- حماقة إعدام طارق عزيز
- من أجل ردِّ الاعتبار للملك الشهيد فيصل الثاني / مع شهادة بقل ...
- المفكر الراحل نصر أبو زيد.. إشكاليات التأسيس و ثمن الريادة
- نكبة ابن رشد من منظار الجابري : هجاء -المتسلط الأوحد- في مدي ...
- حكومة شَراكة أم شَرِكَة حكومية مساهمة ؟
- دستور غالبريث و الدولارات الكردية


المزيد.....




- أضرار البنية التحتية وأزمة الغذاء.. أرقام صادمة من غزة
- بلينكن يكشف نسبة صادمة حول معاناة سكان غزة من انعدام الأمن ا ...
- الخارجية الفلسطينية: إسرائيل بدأت تدمير رفح ولم تنتظر إذنا م ...
- تقرير: الجيش الإسرائيلي يشكل فريقا خاصا لتحديد مواقع الأنفاق ...
- باشينيان يحذر من حرب قد تبدأ في غضون أسبوع
- ماسك يسخر من بوينغ!
- تعليقات من مصر على فوز بوتين
- 5 أشخاص و5 مفاتيح .. أين اختفى كنز أفغانستان الأسطوري؟
- أمام حشد في أوروبا.. سيدة أوكرانية تفسر لماذا كان بوتين على ...
- صناع مسلسل مصري يعتذرون بعد اتهامهم بالسخرية من آلام الفلسطي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - خطر الاستقطاب الطائفي والعرقي على الانتفاضة العراقية ومقترحات لتفاديه/ج2