أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جمال الخرسان - نصف قرن من الانهيار !














المزيد.....

نصف قرن من الانهيار !


جمال الخرسان

الحوار المتمدن-العدد: 3271 - 2011 / 2 / 8 - 20:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لانهم لايريدون للامة العراقية ان تفكر في مصلحتها، لانهم ارادوا السير في اتجاهات ما سمي حينها بالوحدة العربية التي اول من تمرد عليها هم اصحابها والداعون اليها في مصر وسوريا، لانهم يتعاملون مع العراق على انه بلد من قومية واحدة والاخرون مخيرون بين الانصهار في القومية العربية او الحرمان من كل شيء، لانهم يريدون اقحام العراق في فوّهة الحرب للمرة الالف من اجل خوض معركة خاسرة لصالح الاخرين، لذلك وغيره اراد جمع من القوميين الناصريين والبعثيين افشال التجربة الجمهورية والقضاء على شخص عبد الكريم قاسم لذلك اعدوا العدة لقتله، وكانت لهم في هذا السبيل خمس محاولات اغتيال فاشلة بدعم مباشر من جمال عبد الناصر الذي امدهم بكل ما يلزم من مال، سلاح، تخطيط وكذلك دعم اعلامي من خلال اذاعة تبث من سوريا خصيصا لذلك الغرض.. حتى وصلت الامور الى مرحلة الانقلاب في الثامن من شباط عام 1963.
ان ابطال الثامن من شباط كانوا لايفكرون بعقل عراقي بل عطلوا عقولهم وتفكيرهم واستسلموا فقط لما كان يمليه عليهم جمال عبد الناصر. ورغم انهم اكثر عمالة من الجميع فانهم اتهموا الاخرين بالعمالة! وقاموا بتصفية سبعة ملايين ضحية بناءا على تلك التهمة وكل من لايستسيغونه يتهمونه بذلك! وهذه واحدة من المفارقات الكثيرة جدا التي تكرست بعد عام 1963. هكذا اصبحت بعد ذلك مقلوبة جميع المفاهيم والقيم التي يدعون اليها، فمن الدعوة للوحدة الى تمزيق الصف العربي واخر المطاف غزو الكويت! كما انهم رفعوا مفهوم الانتصار فكرسوا الهزيمة والخذلان في جميع الحروب التي خاضوها بعد الاطاحة بعبد الكريم قاسم، وحتى اليوم لازالوا يمارسون ذات الهواية البائسة حيث انهم حينما رفعوا شعار المقاومة بعد عام 2003 فانهم وجهوا اسلحتهم قبل كل شيء الى الشعب العراقي واراقوا مزيدا من الدماء البريئة كما فعلوها في السابق ولم يكن هدفهم مايسمونه بالمحتل!
ان ما ساهم في نجاح الانقلاب مجموعة من العوامل منها: الموقف المصري وبالذات من قبل جمال عبد الناصر الذي يريد للعراق ان يحكم بوحدة عربية سورية عراقية تحت قيادته، فيما كانت رؤية عبد الكريم قاسم مختلفة عن ذلك، اضافة الى ذلك ساهم في نجاح الانقلاب التحرك الامريكي الذي يتخوف من انتشار اليسار والشيوعية في ظل الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي وصراع النفوذ بين الطرفين، وفوق ذلك طبعا استغلال الانقلابيين للموقف الديني المتحفظ على مرحلة عبد الكريم قاسم وما استحدث فيها من قوانين مدنية لا ترضي البعض خصوصا قانون الاحوال المدنية الذي ساوى المرأة بالرجل في الإرث، ومنع تعدد الزوجات إلا في حالات خاصة وضرورية. ثم الموقف الخليجي الذي كان يتصور بان القيادة الجديدة سوف تتخلى عن الكويت نهائيا مقابل دعم الانقلابيين من اجل الوصول للسلطة، اما بالنسبة لايران وتركيا فكانتا مستائتين من مواقف قاسم خصوصا فيما يتعلق بحلف بغداد. هذه الظروف مجتمعة ادت في نهاية المطاف الى نجاح انقلاب الثامن من شباط عام 1963، هذا من جهة ومن جهة اخرى فان عبد الكريم قاسم كان قريبا من الناس ولم يكن شغوفا بالاسلوب الذي يتبعه القادة العرب آنذاك من تشكيل قوى امنية تبطش بكل من تسول له نفسه النيل من الزعيم.. وتعزل القيادة عن الجماهير، هذا الى جنب تسامح قاسم المفرط تجاه المتربصين به ربما ساهم في سهولة الانقضاض على قاسم ومرحلته التي لم تدم الا خمسة اعوام لايزال العراق حتى هذه اللحظة يعيش على ظل خيراتها وتخطيطها المدروس.

نجح ذلك الانقلاب ومع نجاحه بدأ الانهيار العراقي شيئا فشيئا حتى وصل الى ذروته بعد حرب الخليج الثانية وما تلاها من حصار حرق الاخضر واليابس وقلب مزاج الذائقة العراقية بشكل غريب. كانت نتيجة ذلك التحول السياسي القسري مؤلمة وقاسية جدا اذ قضى سبعة ملايين ضحية في سجون مرحلة ما بعد عام 1963، دخول العراق ثلاث حروب استنزافية مدمرة، ثم سلسلة من الابادات الجماعية في مناطق مختلفة من العراق من شماله الى جنوبه، كما تمت تسوية المنافسين واحدا تلو الاخر، اذ انتقم المنتصرون من الشيوعيين والاسلاميين بطريقة بشعة وغير مسبوقة ثم اخذت قاعدة الضحايا تتسع حتى وصلت الى البعثيين انفسهم حينما بطش بعضهم بالبعض الاخر!
البعثيون لازالوا يتربصون سوءا بالتجربة العراقية الجديدة من خلال بعثرة الاوراق الامنية والتخريب او حتى التفكير بالعودة، وعودتهم لاتتم بالضرورة عن طريق عودة شخصياتهم المحروقة بل عودتهم بثياب وجلباب آخر، كما هو الحال مع تجاربهم السابقة المشابهة، ولمن لايعلم فان اكثر من مارس النفاق السياسي هم البعثيون وبعض القوميين، لذلك فالحذر ثم الحذر ممن لازالوا يعيشون لحظة الانقضاض على الحكم وقد فعلوها مع اكثر زعماء العراق شعبية قبل 48 عاما.



#جمال_الخرسان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التقاطات من ميدان التحرير
- وديتوا الشعب فين .. ؟!
- في الشارع المصري.. طفت روح الانتقام!
- برلسكوني..ارث من الفوضى والاحتيال!
- فدرالية الكهرباء !
- لانه كان محايدا .. الجيش التونسي احدث الفارق
- ما الذي جعلها البلد الافضل في العالم ؟!
- الرئيسة هالونن .. لو كنّ النساء كمثل هذه !
- متحف لينين في فنلندا يكتب التاريخ السياسي الفنلندي
- مرشحون من فئة التصويط !
- ان التحذير من التزوير سلاح ذو حدين
- هكذا وقف جميعهم في حضرة الناخب
- عقبات قد تلقي بظلالها على الانتخابات
- الدبلوماسية الامريكية في العراق .. لماذا هيل بدلا من كروكر ؟ ...
- يا حضرات المرشحين قليلا من الروح الرياضية
- الانتخابات ماذا تعني .. ماذا تمثل ؟
- رهينة بيد السعودية ويتهمون الاخرين بالعمالة!
- مدحوا القضاء وذموه في اسبوع واحد !
- التحالفات السياسية في العراق .. قطعة من الثلج
- حب وصداقة في موسم الكره اللعين


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جمال الخرسان - نصف قرن من الانهيار !