أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رضا عبد الرحمن على - أسباب تأييد بعض المصريين لنظام مبارك الفاسد














المزيد.....

أسباب تأييد بعض المصريين لنظام مبارك الفاسد


رضا عبد الرحمن على

الحوار المتمدن-العدد: 3271 - 2011 / 2 / 8 - 16:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بداية لابد أن نشيد بهذا الجيل الذي كان يصفه معظم المصريين بأنه جيل فاشل وجيل لا يقدر المسؤولية وجيل مشغول بالإنترنت ومنفصل عن الحياة العامة داخل المجتمع المصري ، وأشياء أخرى كان يقولها المسنون دائما في وصف هذا الشباب العظيم الذي فجر ثورة من أكبر وأعظم ثورات التاريخ البشري رغم ملاحقته بصفات غير لائقة وغير حقيقية.

هناك أسباب حقيقية ومنطقية يجب أن نبرزها معا لتوضيح نوعية المواطن المصري الذي لا يزال بداخلة مثقال ذرة من عطف وحنان وتأييد يغلفه الرعب و الخوف على المصالح الشخصية أو تأييد سببه النفاق أو الجهل ، فهذه كلها أسباب واقعية تجعل قلة من المصريين لا تزال تدافع عن نظام مبارك وتردد نفس الهراءات والتفاهات التي صدعنا بها الإعلام المصري على مدى ثلاثة عقود عن حماية مصر من الدخول في حرب خلال هذه المدة ، ولا يعلم هؤلاء المنافقون أو الجهلاء والعملاء أنه كان عميلا وصديقا هاما لأمريكا وإسرائيل ولا يمكن على الإطلاق أن تقوم حرب في ظل وجود هذه العلاقة ، التي كان يقبض ثمنها مبارك كل عام معونة عسكرية حوالي مليار وثلاثمائة مليون دولار أمريكي.

ونعود معا لسرد الأسباب التي أشرت إليها في العنوان::

أولا :: الجهل ـ هناك قطاع كبير جدا من المصريين جاهل بحقوقه في هذا البلد ، لا يعلم ما له وما عليه ، ويرضى بأقل الحقوق ويحمد الله ولا يجرؤ أن يتحدث في السياسة حتى سرا بينه وبين نفسه ، وكل ما يشغله في هذه الحياة هو البحث عن سد جوع أفراد أسرته حسب ما يتيسر له من رزق ، وهذه الشريحة من الشعب المصري هي صنيعة هذا النظام الفاسد الذي سرق ونهب أموال المصريين.

ثانيا :: عدد كبير من فئة كبار السن ، وأقول عدد من كبار السن وليس جميعهم.

وهذه الفئة عاشت في أواخر حكم السادات وبدأت مع مبارك لحظة بلحظة واستطاع نظام مبارك الفاسد أن يسيس هذه الفئة ويقودها إلى ما نحن فيه الآن ، حيث قام بتحويل هذه الفئة لمجموعة تشبه بالقطيع الذي يساق في كل شيء إلى حيث يريد النظام ، وتم ذلك بوسائل عديدة منها الإعلام الفاسد ، والتكالب على الوظائف والمناصب والترقيات والعلاوات ، ومنها أيضا تحويل نصف الشعب إلى مخبرين على النصف الآخر فانتشر الخوف والفزع والتخوين بين جميع طبقات وفئات هذا الشعب ، وخصوصا هذه الفئة العمرية المسنة.

والأهم من هذا كله أن هذه الفئة العمرية استيقظت اليوم على أعظم ثورة في تاريخ البشرية ، وفوجئ هؤلاء بأن القائمون على هذه الثورة هم الشباب الذين كانوا ولا زالوا يلاحقونهم بأقبح الصفات ، فوجدوا أنفسهم في حيز ضيق جدا من الوطنية وأنهم لا علاقة لهم بتحمل المسئولية الحقيقية ، لأن المسئولية الحقيقية هي بالطبع ليست توفير المأكل والمشرب والملبس والعلاج من رب الأسرة لأولاده ، فكل هذا رزق مكفول ومحدد من الله جل وعلا ولا دخل للإنسان فيه ، ولكن المسئولية الحقيقية هي كيف تعلم أبناءك الحقوق والواجبات تجاه هذا الوطن الذي يعيش فيه ، فهذه الثورة جعلت كل واحد من هذه الفئة العمرية يحتقر نفسه وعقليته ووطنيته المحدودة مقارنة بعقلية ووطنية هذا الجيل الذي ثـقـّـف وعلّـم نفسه بنفسه دون تدخل الآباء ودليل هذا أن الشباب قام بهذه الثورة التي لم يقتنع بها إلى الآن معظم الآباء بل يدافعون عن النظام الفاسد ، وهؤلاء الآباء جميعا كانوا دائما يقولون للأبناء (امشي عدل يحتار عدوك فيك) و (امشي جنب الحيط).

شعور بالدونية يلاحق هذه الفئة من المسنين حينما يشاهدوا جميعا هذا الجيل يقود البلاد لإصلاح غير مسبوق ، ويحاول تخليص هذه الفئة من قيود لازمته ثلاثة عقود في حالة من الخنوع والاستسلام خوفا على لقمة العيش التي يضمنها ربنا جل وعلا ، فمنهم من من اعترف صراحة بأفضلية هذا الجيل وانضم للثورة بعد البكاء وتأنيب النفس والضمير ، ومنهم من ظل في جهالته وخنوعه متأثرا بما فعله به النظام الفاسد في ثلاثين عاما مضت.

ثالثا :: الفئة الأكثر بجاحة والأكثر خيانة لهذا الوطن وهي فئة أصحاب المصالح ، وهي خليط من جميع الفئات العمرية والوظيفية منها السياسية والإعلامية والأمنية والعسكرية والدينية ، وهذه الفئة متعددة المواقع والمناصب بداية من الوزراء وأعضاء مجلس الشعب وقيادات الحزن الوطني ورجال الشرطة والمباحث وأمن الدولة وجميع العاملين بأمانات الحزن الوطني في أنحاء الجمهورية ومشايخ الأزهر ، وعلى رأس هؤلاء جميعا فئة رجال الأعمال ، فكل هؤلاء يفكرون في مستقبلهم المظلم لأنهم عاشوا يسرقون ويظلمون ويكذبون وينافقون كل حسب موقعه وينفردون بكل المميزات بينما يعيش معظم المصريين في ذل ومهانة وفقر وجهل ومرض ، هذه الفئة متعددة الوظائف كفيلة وجديرة بفعل المذابح والمجازر التي شاهدناها جميعا ، هذه الفئة التي سمحت لنفسها بسرقة أموال المصريين واعتلاء جميع الوظائف والمناصب الكبيرة والكذب على المصريين وخداعهم لصالح حاكم ظالم مستبد ،ومنهم من ساعد في تعذيب و قتل المصريين في السجون والمعتقلات ونشر الخوف والجهل والفقر والمرض بين معظم المصريين ، ونفس الفئة متعاونة هي من قامت بكل إجرام بقتل مئات وإصابة آلاف من الشباب الشرفاء في ثورة التحرير ، وهي نفس الفئة التي لا تزال تكذب على المصريين إلى يومنا هذا وتحاول أن ترجعهم لعصر الفقر والجهل والمرض والبطالة والطوارئ وأمن الدولة للانتقام من كل من سولت له نفسه وساعد في قيام واستمرار هذه الثورة.

فهي حرب من نوع جديد حرب سلمية من جانب وإجرامية من جانب آخر حرب بين الخير والشر بين الظلم والعدل بين الحق والباطل بين الحرية والعدالة وحقوق الإنسان وبين القهر و الذل والإهانة والطبقية ، هذه الفئة الأخيرة لا تحب مبارك ولكنها تخاف منه ومن سياسته الإجرامية في محاسبة من يراهم ويعتبرهم أعداءه أو ضده ، فهم أقرب الناس إليه وأكثر من يخافون منه ، ولذلك يدافعون عنه وعن إجرامه لآخر لحظة.

فهؤلاء جميعا خائنون لهذا الوطن ولهذا الشعب ، وكل خائن يجب أن يحاسب ويحاكم على جرائمه وخيانته لهذا الوطن وهذا الشعب.



#رضا_عبد_الرحمن_على (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سن التقاعد (المعاش) وعلاقته بثورة الشباب
- نظام يحتضر لذلك يدافع عن نفسه
- قضية رغيف العيش
- العلاج البديل لاستخدام العنف في التربية والتعليم ..
- سلبيات العنف في التربية والتعليم
- فتاوى وهابية تلبس ثيابا إسلامية .... عن أسباب الطائفية
- لماذا لا ندفن الحيوانات الميتة..؟
- فتاوى إسلامية في عصر الوهابية
- جاهلية تقديس الجسد.... تحريم الدراما الواقعية
- هل يجوز أن نحج أو نصوم عن الموتى .؟
- جاهلية تقديس الجسد
- لماذا تُغلق أبواب المساجد .؟
- الإسلام انتشر ... فلماذا الخوف .؟
- من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمَّام
- كيف يتعامل المسلمون مع خاتم النبيين عليه السلام...!!
- د/ محمد عمارة يكتب عن ((حقيقة معنى النسخ في القرآن الكريم))
- إدارة الأزهر تعاقبني بالجزاءات والخصم من راتبي للمرة الثانية
- تعليقا على مسلسل الجماعة .... الجزء الثالث والأخير
- تعليقا على مسلسل الجماعة ... الجزء الثاني
- تعليقا على مسلسل الجماعة ... الجزء الأول


المزيد.....




- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رضا عبد الرحمن على - أسباب تأييد بعض المصريين لنظام مبارك الفاسد