أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - كركوك ...الغرام بعطر البترول ..............!















المزيد.....

كركوك ...الغرام بعطر البترول ..............!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 3271 - 2011 / 2 / 8 - 13:38
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كركوك ...الغرام بعطر البترول ..............!
نعيم عبد مهلهل
صبي بخدوده يستعر الجمر والعطر والفقر ..لقادر أن يهزم قيصر في طعنة ........!
هذه عبارة مجنونة كتبتها على صدر الغرام إلى متسابقة خيل تركمانية تتدرب كل يوم بفتنة ومزاج عينيها الخضراوين وهما تشعان حرائق نفط وأنوثة ولوز أسطمبولي وكنت أشاهدها وأنا مصطفٌ في فصيل العرض الصباحي في ساحة تدريب مقر كتيبة مخابرة الفرقة المشاة الثانية في معسكر حطين الواقع في الطريق الواصل بين قضاء الدبس ومدينة كركوك.!
شدني من فتاة الخيل خيط من شهوة تاريخ لا اعرف من تفاصيله سوى ما يتكلمه كتاب التاريخ المدرسي للصف الثالث المتوسط عن دولتين أسمهما ( الخروف الأسود ودولة الخروف الأبيض ) وكما بقي منهما في ذاكرتي العجيبة في أدراج تفاصيل المدن في خانة عدم النسيان ، فعلى حد قول خطاط التركي مجهول كتب رقعته على سجادة وحفظته له بأمانة بلدية استنبول في متحف السجاد في منطقة سلطان احمد (( الحرف تصنعه المدينة وتخط عليه جمال حاجب امرأة ما ليأخذ شكله الحقيقي ، لهذا نبض القلب ودوران الحرف لهما درجة رمش واحدة))
يكتب كتاب التاريخ عن الخروف الأسود بقرنيه الجبلين وصلابتهما مختصر لمعلومتي التي تقول :
دولة الخروف الأسود (1375 – 1468 )
قره قوينلو ( الخروف الأسود) هي اتحاد قبائلي تركماني حكم أذربيجان والعراق من حوالي 1475 إلى 1468 .
كان القرة قوينلو من خدم واتباع الجلائريين في بغداد وتبريز منذ حوالي 1375 ، حين كان رئيس قبيلتهم قره محمد طرموش ( 1375 – 90 ) حكم الموصل. أمن الاتحاد استقلاليته باحتلال تبريز ( والتي أصبحت عاصمتهم) من قبل قره يوسف ( حكم 1390 –1400 ؛ 1406 –20 ).
ولأن الأسود لون قاتم وهذه التركمانية تشع بيضاءً لن انسبها لتلك الدولة بالرغم من أن مدرس التأريخ في ثانوية الناصرية ( الناصرية مدينة جنوبية عراقية تقبع في خاطرة مرتعشة في طغراء الوالي العثماني مدحت باشا الذي بناها عام وكما مخيال هابط مع أوراق لبلاب من نوافذ بيوت شركة النفط في عرفه وهو حي راق بناه الإنكليز في غير بعيد عن المدينة كتبته عنه الكاتبة الإنكليزية اميلي بورتر في رسالة إلي عندما تمنت علي أن اكتب مقدمة كتابها ( الأميرة البابلية ..ماري تيريزا أسمر) إنها ولدت في ذلك المكان وتحتفظ عنه تواريخ بهجة لاتصدق ، وان الذي سكبوا في المكان عطرا عثمانيا مدهشا صنعوا لصباحات عرفة تغريدا مميزا للعصافير ورائحة زهور الشبو والجوري والرارنج ..وكما تقول : كانت المدينة تمتلئ سعالا لذيذا لخصوصية التبغ والأوامر الخشنة من رجل مفتول الشاربين كان مطرزا بملابسه المزركشة في سجادة خفيفة ملعقة في جدار غرفة الضيوف.!
يرتعش الشتاء العسكري بين فخذي النحيلين ، أتخيل مدينتي البعيدة ، أحاول كما شاعر مفتون بلمعان الثلج أن أسرق صدرها الممتلئ بجوزتين ناهدتين بعلو فاتن إلى قصيدة أتمناها تتسلل بهدوء بين أوامر عريف الفصيل في أليس واليم والسلام خذ ويمينك در ..وثبات الوقوف ...
أتخيل حصانها الأسود خروفا اسوداً يؤسس بخببه أزمنة يرتعش فيها غرام امتلاكها لألف ليلة وليلة .ولأن المراهقة والجندية حين يجتمعان يخلقان بركانا من الأحاسيس المجنونة .رحت منسلخا عن ايعازات العريف لاكتب قصيدتي :
(( جميلة أنت والحصان ...
جميلة أنت والعريف
جميلة أنت وبوذا ...
النهار يمضي
والقصعة تنضج...........
والعشق يحفر ختم سليمان بجبهتي
فلا أجد فيك سوى حسرة بين ابتسامة مونليزا
وصياد سمك من اهوار الجبايش..........!))
تقبع الناصرية هناك ، يؤرشفها الوالي التركي برغبته لصناعة مدينة تتستر بشهوتها بين النخل ، يمسك شفتي زوجته الشركسية بفمه المنقوع بحبر الفرمان السلطاني ، أجد المتسابقة تسرع في سيرها ، واجدني انساق لخاطرة دونتها بمناسبة تتويج المدينة لهاجس البلوغ فينا ، وبين تأوهات ليل غرام الوالي وأصوات معاول حفر سور المدينة لتنشأ تطل ورقة لم اذكر فيها من حزن المدينة ومؤسسها العثماني سوى دموع زوجته الشركسية :
في الرابع الابتدائي عرفت إن مدينتي الناصرية والواقعة في الجنوب العراقي على بعد 15 كلم من المدينة المقدسة أور السومرية قد بنيت من قبل الوالي العثماني ( مدحت باشا ) في النصف الثاني من القرن التاسع عشر . ومن لحظتها ، أنا وأهل المدينة نكن احتراما كبيرا للرجل الذي خلق كيان المدينة وأسس لذاكرتها وجودا حضاريا طاف كما أحلام الفقراء بين غيوم الفقر والإبداع والجنود الشهداء ، حيث تميزت هذه المدينة بأنها أعطت لحروب بلادها العدد الأكبر بين ضحايا مشادات الحرب منذ حرب البلقان وحتى تهدم أسوار بغداد إمام رعد الألوية المجوقلة آلاتية من أريزونا وكنتاكي وسان ديغو ..
واعترف أنني منذ اللحظة التي سمعت بها باسم ( مدحت باشا بك ) وأنا أسعى لمعرفة التفاصيل الدقيقة لسيرة الرجل وأتخيل روحه الإصلاحية التي أكرمت وجودي بوطن لولاه لربما لم يلاقِِ أبي والدتي ليهيم بعينيها الناعستين ويقترن بها بعد أن فشل في زيجته الأولى لتأتي أمي ( مسماية ) بأنوثتها الطاغية وسحرها الريفي لتجعله يرمي قبعة الجندية ويصرخ في ساحة فضاء بيدر الرز: أريدها ..!
أمي قالت : أشترطتُ عليه أن نذهب لنسكن المدينة ، وفي المدينة ولدت أنت .
لا ادري كم مرة قرأت عن مدحت باشا وعن محطات حياته وما تعرض له من فتن ومؤامرات وأعجبني فيه روحه التي كانت تتطلع إلى الحرية والحداثة والتي نال منها ما نال أن يموت بطريقة أرادها له ندماء سلطان قصر يلدز رغم إن الرجل كان قد خدم الإمبراطورية العلية بكل أمانة .
تاريخ الرجل معروف . وقصتي الحميمة معه بدأت في صباي وربما كنت في الصف الأول المتوسط أو الثاني لا ادري فما يحدث الآن على مستوى الاغتراب والشعور بالخوف والإقصاء وعدم الحصول على فرصة العيش الآمن ينسيك فصولا كثيرة من سيرتك الذاتية تلك التي لا تشبه بحال من الأحوال مشاعر بابلو نيرودا وهو يكتب سيرته المسماة ( اشهد إني قد عشت ) فهنا قد تنقلب الآية لتكتب ( أشهد إني قد مت ) وهذا ما ينسيك الحوادث ويضبط أزمنتها .
على كل حال في تلك الأيام لفتت نظري صورة قديمة لسيدة تشع بجمال غريب وهي ترتدي محرمها الشرقي ولكن وجهها يشع بضوء حزن غريب ، حزن تختمر فيه فصولا لا تنتهي من حكايات عهد ما
والذي شدني أكثر وجعلني احتفظ بالصورة إنها كانت تمثل زوجة الوالي مدحت باشا وعرفت بأنها زوجته الشركسية .
لم افهم ماذا تعني كلمة شركسية ، ولكنني وعلى ضوء الفانوس حيث دخلت الكهرباء بيتنا وأنا في المرحلة الإعدادية ( أديسون قال : أعطيت الكهرباء للفقراء فلم يرثوا منها شيئاً ) قرأت ضوء هذه العيون وفسرت حزنها وعرفت إن المرأة لم تكن تركية صاغ إنما كانت من أثنية أخرى وهو ما أرشدني إليه مدرس التاريخ في اليوم الأخر ، ومن لحظتها صرت التهم تاريخ هذه الأثنية القفقاسية وأرى وأقرا سيناريوهات لا تحصى عن وجودها المشتت في ساحات المعارك أو حمامات قصور وزراء وباشوات بني عثمان أو وهم يوقدون اراجيل ليل السمر الأسطورية من ليلة محمد الفاتح الأولى وهو يفك لغز أسوار قسطنطينية وحتى إرغام أتاتورك آخر خلفاء الإمبراطورية على البصم على ورقة العلمانية والتغيير والتنازل .
ظلت الصورة تسكن ناظري ، وكانت تشخص بسحرها الذهبي كلما اقرأ نصا تكون فيه الروح الشركسية موجودة كالتي التي كتبت في سلسلة روائية عن الحياة الخاصة لسلاطين عثمان وتاريخ الدولة العثمانية وحياة السلطان عبد العزيز وكذلك ماقراته في الفصول الممتعة لكتاب الدكتور علي الوردي ( لمحات اجتماعية في تاريخ العراق ) وفيه جانبا مهما من حياة مدحت باشا وأسرار ما تعرض وحيك له وكنت في كل قراءة أضع عيون زوجته الشركسية التي وجدتها مشعة كدموع ملونة في الصورة التي احتفظ بها ، فعرفت من خلال تعدد القراءات مدى تعلق الوالي بزوجته الشركسية ومدى ثقته بأمانتها ولهذا كانت مستودع أسراره والصوت الذي يهديه إلى الخطوة الأخرى وهو ما أضرم عليه ربما نار الحقد وجعل العيون تراقبه وتحسب خطواته .
وكنت أضع من خلال القراءات القليلة لهذه المرأة المخلصة سيناريوهات عديدة لما حدث لها بعد موت أو قتل الوالي وهي تمتلك من أسراره الكثير حيث حملت رسائله إليها جوانب مهمة من حياة الحركة الإصلاحية التركية التي مهدت لإنشاء الجمعيات السرية التي تنادي بتعديل الدستور المقيت للدولة وكانت تحفظ تلك الرسائل بأمانة وإصرار . وكم كنت أتمنى لو أن هذه المرأة الصالحة قد قررت لتعيش في مدينتي . الناصرية تلك التي بناها زوجها ، فالمدينة حتماً ستكون أمينة لتدافع عنها ولتكفل لها حياة تليق بامرأة رجل عظيم منح للمدينة حياة لتقف على قدميها وتجمع شتات الأرياف في حاضرة مدنية جلبت المدارس والمشافي والحدائق الجميلة .
لكنها ربما لم تضع في بالها هكذا وربما فكرت بقريتها القفقاسية الأولى هناك حيث ولد والديها .

وأتصورها وهي تشد الرحال إلى بلدتها النائية في ليلة اسطمبولية ماطرة وليس معها سوى حوذيها الأمين وجاريتها المخلصة ، وخلسة ذهبت هناك لتفني جمالها وعمرها بالدموع وأسرار الرسائل وذكريات خشونة اللحية البيضاء الطيبة للوالي المغدور .
اعترف إن الوجه الشركسي للمرأة الجميلة من الوجوه الذي ظلت معلقة في ذاكرتي وقد كان محفزا لنبوغي الأول لقول الشعر والقصة وكلما ألاقي صديقا من أبناء المدينة من الأصول التركية أو الشركسية أتذكر ذلك الوجه الوديع كقطة نائمة وأساله لماذا لم يأتِ إلى مدينتي ويبقيَ شيئا من سلالة مؤسسها يمشي في عروقها ……؟))
اندثرت سنابك خيل السلطان ، تعمدت الأزمنة بذكرى ولاءات جديدة .جاء الإنكليز وجاء الملك الحجازي فيصل الأول ، وجاءت الانقلابات لتذبح بشظية العسكر آخر عبارة نطقتها خادمة في بيت الوصي عبد الإله وهي تتلقى ببرودة دم رصاصة مهاجم متهور لا يدري ويفقه ما يفعله وعندما اخبره الضابط بقتل كل من يشاهده في قصر الزهور حتى القطة حين تصادفه ... وكانت عبارة هذه الخادمة قد تمتمت بلهجة تركية سليمة : مت وأنا وفية لمن اخدم ))
وهي ذات عبارة السيدة الشركسية زوجة الوالي مدحت باشا ، حين اقترب منها شبح الموت ولفظت أنفاسها الأخيرة على ذكراه وهو يشحذ دمعته وأسفه في مكائد المؤامرات السلطانية ..!
بعد الخروف الأسود جاء الخروف الأبيض والتي يعرفها الكتاب المدرسي بالشكل التالي :
(( دولة الخروف الأبيض ( 1468 – 1508 )
آق قوينلو (الخروف الأبيض) اتحاد قبائلي تركماني حكم شمال العراق، وأذربيجان وشرق الأناضول من 1378 إلى 1508 م.
كانت دولة الخروف الأبيض موجودة في شرق الأناضول منذ 1340 حسب المؤرخين البيزنطيين، وان معظم قادة دولة الخروف الأبيض وبضمنهم مؤسس الدولة قره عصمان ( حكم 1378 – 1435 )، تزوج من أميرة بيزنطية. وفي 1402 منح قره عصمان كل ديار بكر وشمال العراق من قبل الحاكم التركي تيمور. إن الحضور القوي لدولة الخروف الأسود، الاتحاد التركماني المنافس في غرب إيران وأذربيجان حاولوا مؤقتا استبيان إمكانية إي توسع ولكن حكم أوزون حسن ( 1452 –78 ) جلب لدولة الخروف الأبيض شهرة وبروز جديدين. ففي اندحار جيهان شاه قائد الخروف الأسود في 1467 و اندحار أبو سعيد التيموري في 1468، استطاع أوزون حسن من اخذ بغداد والخليج الفارسي وإيران إلى خراسان شرقا.))..!
أذن دولتان ترتديان صوف خروفين صنعا الخطوة ( الأوغلمية ) الأولى تحت افياء النخيل وغرين الفراتين وأسسا فيما بعد بين كر وفر مع الفرس وشاهنشاهاتهم عصور احتلال وموجات نزوح وولادة نمط سكاني جديد امتلك بمرور الزمن خصوصيته وارثه وتطبع بعراقية المكان وجذوره .!
تمتد كركوك بموازاة أزمنة ابعد من ذاكرة التاريخ المحكي منذ حروف الألواح .بل أن تواريخها مشفرة برموز ورسوم دونتها شظايا الحجر الصوان ونبال الصيد وأشارات مشفرة تحدثت عنها أطلال مدن الطين المكتشفة .
كان اسمها السومري ارانجا وظل هذا الاسم لصيقا بذاكرة المدينة حتى بزوغ هاجس الزفت المحترق من أعماق الأرض والذي كان يشعل في ليل المدينة آلاف الحكايات الأسطورية عن كائنات منسوبة إلى الجن تظهر من الأرض وهي تحمل مشاعل كبيرة من النار لتضيء ليل القرى قبل أن تتجمع المدينة في جسد واحد وتتكون .!
تكونت المدينة وكتب المؤرخون ورجال الآثار هواجس هذا التكوين ومن الرتابة أن يعاد بشكله المؤدلج في وقائع المكان الذي ظل يسرد حكايته كلما مرت قوافل الغزاة والمهاجرين والقديسين وخيول الفاتحين وطوابير أصحاب الطرائق الصوفية والدروشة .فكان المكان عطر تواجد لعطور مشتتة بعطور أزهار التواريخ الموروثة من ألواح سومر ومرورا ببناة قلاعها وأسواقها الاثرية من أحفاد الفاتح محمد وسليمان القانوني وحتى الزمن المبتكر بصداع الدبابات والولاءات ومحاصصة حلم اقتسام المدينة لواحد على حساب تاريخ واحد آخر...! وبالرغم من أن أبناء نوح جلسا في المكان وخططا لارانجا لتكون مؤى الحلم المتآخي بين أولئك الذين مروا من هنا وجذبهم سحر أسطورة الجان حاملي مشاعل النار فاستقروا بها وتوارثوا من نسائم ليل المدينة ألفة السور والخان والتكية والجامع والكنيسة وصومعة الراهب وأحلام فجر بعيد تقول عنه المدينة :أن الاغوات لم يعرفوا سومر وفتنة أساطيرها .لكن غموض تلك الأساطير شدهم للمكان فقرروا أن يطوروا ذاكرة المدينة بحلم تركاني جديد ائتلف بحسن نية مع كل ساكني المكان لتصير المدينة بقايا ظل عطر لحاضرة سلطان كان يسمى في يوم ما أمير المؤمنين .وحين جاء اتاتورك على اثر هزائم الحرب العالمية الأولى ، انهارت ألقاب السلطان وخلع من مجده الديني والاجتماعي وتحولت البلاد من سلطنة دينية وراثية إلى جمهورية علمانية مسحت من ذاكرة ثقافة البلاد حتى الحروف التركية القديمة وأبدلتها بأبجدية لاتينية .
فمن السلطان إلى الغازي اتاتورك البلاد ترسم حدودها الجديدة ( جمهورية تركيا )..!
لكن كركوك وسائر ترك المهاجر والنأي أعادوا تواريخهم إلى أولها واسكنوا الحرف الجديد بثوب التحضر ليتعلموا مجدا أخرا بلد يتحضر في ذاكرة مجدد أخر أتى ليقول إلى أمته .سنعبر البسفور إلى الشمس وليس إلى أفواه المدافع وابقوا طعم تركيتهم القديمة في مستوى ثقافة البيت والإرث والقصيدة وخطاب الجامع وصالونات الأدب وتكية الذكر...!
فيما راحت مدارس كركوك التركمانية تزرع في نشئها الجديد الحرف المحدثة بأصابع أتاتورك وهو يبصم في خطاب الدولة الحديثة :إلى تركيا اليوم .والى تركمان الأرض كلها .لقد مضى زمن أقبية الحمامات وتوراث المجد بقطع رؤوس المدن .
ان تركيا اليوم هي تركية الحرية والبناء والسلام. حرية الحرف الذي يمشي مع زيت دولاب الهواء وهو يبتكر لأجيالنا حياة جديدة..
وربما تركمان كروك اخذوا من أتاتورك المعنى الثقافي لخطابه وتطلعوا لتكون تركمانيتهم بمستوى الوطن الذي ولدوا فيه وقد اخذ وجهائهم عهدا من الملك فيصل الأول بأن تبقى المدينة تحمل طباع ثقافتها .وان ينهلوا من عرق قوميتهم مداد الحلم والوحي ليفتخروا به في انتماءهم لأرانجا أسوة بأعراق وطوائف أخرى تعيش على تراب هذه البلاد.
أتذكر جندية كركوك وشهوة المدينة في مساحة أجفان زوارها ..وهي تترك انطباعات لا تحصى في تلون أشواقها وبيئاتها ومحلاتها القديمة وهي رائحة المكان الأثري والمعمار المقوس في عتمة أقبية الخزن والحذر والإقلال من نوافذ الضوء عندما كانت المدينة ترتاب من كثرة الغزاة والطامعين وهاهي اليومي ترتدي وجهها الجميل بين غرام البترول ووجه تلك الفارسة التي مشت على عطر أجفاني لتصنع الآن حنينا سومرياً رائعا...........!

• فصل من كتاب ( كركوك ...الحرف العثماني بفسيفساء الكل )
• نشر في صحيفة الزمان يوم الخميس 3 شباط 2011



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ورقة التين ( و ) ...خداع وثيقة السفر.......!
- أور ..رباعيات الخيام وممثلات هوليوود..!
- الملائكة في سماء زولنكن (( Die Engel am Himmel Solingens ))
- نعيم عبد مهلهل ضيفا على الصالون الثقافي العالمي في تونس
- انا ودمعتي وباريس وعكد الهوى* ...............!
- الناصرية وعبد الرزاق الزهيري ..........!
- دار الجمل للطباعة والنشر ومحنة الأميرة البابلية ماري تيريز أ ...
- حوار مع المفكر الشيعي والمثير للجدل احمد القبانجي
- سرمد الطائي أدفع التعويض.واكتم كما الكاتم ....!
- العراقيون وإبراهيم تاتليس ......!
- نجاة الصغيرة ...هل يسمعها النواب في العراق ....!
- المندائيون في هجراتهم فوق الغيوم .........!
- الأجانب والمعدان ..المنصف الحقيقي
- الأهوار ( العطش بين قربة العباس ( ع ) .وبندقية عبد الله أوجل ...
- الناصرية بلد المليون عريف ........!
- فصل من رواية ( الشفاه تحرق الفلفل الأحمر)
- قمر لوركا ..قمر الناصرية ..قمر عينيك..!
- المطرب رعد الناصري رئيسا لوزراء العراق ....!
- شيء عن حضارة المجانين والقياصرة....!
- أيام الدشداشة* والخرخاشة* وسارتر ......!


المزيد.....




- بالأرقام.. حصة كل دولة بحزمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأ ...
- مصر تستعيد رأس تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني
- شابة تصادف -وحيد قرن البحر- شديد الندرة في المالديف
- -عقبة أمام حل الدولتين-.. بيلوسي تدعو نتنياهو للاستقالة
- من يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريك ...
- فلسطينيون يستهدفون قوات إسرائيلية في نابلس وقلقيلية ومستوطنو ...
- نتيجة صواريخ -حزب الله-.. انقطاع التيار الكهربائي عن مستوطنت ...
- ماهي منظومة -إس – 500- التي أعلن وزير الدفاع الروسي عن دخوله ...
- مستشار أمريكي سابق: المساعدة الجديدة من واشنطن ستطيل أمد إرا ...
- حزب الله: -استهدفنا مستوطنة -شوميرا- بعشرات صواريخ ‌‏الكاتيو ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - كركوك ...الغرام بعطر البترول ..............!