أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - ليس لدينا كرامة ندافع عنها















المزيد.....

ليس لدينا كرامة ندافع عنها


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3271 - 2011 / 2 / 8 - 11:16
المحور: حقوق الانسان
    


أولاً وقبل كل شيء لاحظت خلال بث الجزيرة للمظاهرات في تونس ومصر بأن الشعوب العربية والمتظاهرين حملوا الحجارة ضدا لنظام المصري وضد النظام التونسي وكانت الحجارة من ذي قبل تتطايرُ في الهواء ضد الجيش الإسرائيلي وهذا معناه أننا دخلنا عصرا جديدا تحول به نضالنا وكفاحنا ضد الحُكام العرب بعد أن كانت كلها ضد إسرائيل, والآن الحكام العرب يقدمون لقادة إسرائيل خدمة جليلة إذ أنهم أجبروا العالم العربي على تحويل أنظاره عن إسرائيل .

و ليس عندي شيء أخسره لأخاف عليه لذلك من البديهي أنني لا أملك في الأردن شيئا مقدسا لأدافع عنه ..أنا كشبه مواطن أردني ليست لدي أي مطامع في السلطة أو في الوزارة أو رئاسة الحكومة الأردنية في هذا الوقت العصيب الذي تمرُ به الأمة كمنعطف سياسي خطير ولا حتى في المستقبل القريب عندي أي مطامع في السلطة ولا حتى في المستقبل البعيد ويجب على كل من يقرأ هذا المقال الخفيف الدم أن يخبر الحكومة الأردنية ومجلس النواب ومجلس الأعيان بأنني لا أريد أن أضع صورتي على الدينار الأردني ولا حتى صورة جدي(محمود مرعي العلاونه) رحمه ألله مليون رحمة ولكنني أريد أن أشبع من الخبز ولا أريد أن أموت من الجوع بينما غيرنا من اللصوص المنتشرين في عمان وإربد يموتون بسبب ضيق التنفس جراء التخمة الزائدة ومن كُثرة الشبع الزائد والتعهروالقودنة على الشعب الأردني المسكين الذي لا يجد كسرة الخبز اليابسة.

يجب أن توصلوا رسالتي للنظام الأردني الحالي بأنني لا أريد الثورة عليه ولم أخرج في حياتي للمشاركة في أي مظاهرة سياسية تنادي بخلعه أو بإسقاطه ولا حتى في مظاهرة سلمية ولكنني في كل يوم أحتج على النُظم الفاسدة في الدكاكين ومحلات بيع الألبان والخضروات لأننا كشبه شعب فقدنا قدرتنا على هضم الشعارات الكاذبة وأصبح كل شيء أمامنا على المكشوف وواضح وضوح الشمس بدون أي لبس أو أي شك.

ويجب أن تقولوا للنظام الأردني بأنني أكره السياسة والخوض في السياسة وأفضل كتابة مقال عن الحب أكثر من الكتابة عن السياسة وأحبُ وأعشق الكتابة عن النسوان وحقوقهن وأكره أن أسمع اسم وزير أو أمين عام وزارة أو حتى رئيس ديوان ملكي أو جمهوري, هذه حياتي عشتها وأعيشها كما أريد ولكن السياسة هي التي تقتحم بيتي بأدواتها ومعاولها ورغم أنني أكره الحديث في السياسة إلاّ أنني أجد نفسي مضطرا للحديث عن السياسة كل صباح حين أمد يدي إلى جيبي ولا أجد قرشا أنفقه على أولادي فأبدأ فورا في الحديث عن السياسة وعن سياسة البلد وعن حيتان عمان وأسماك القرش التي تسكن في عمان وأهتف عاليا (إما الموت وإما الحياة) ولا أُخفي عليكم وأنا إنشاء ألله صادق في كل ما أقوله بأن ولدي(علي) قد رافقني قبل يومين أو أسبوع إلى العاصمة عمان في يوم ماطر جدا وحين شاهد علي المياه وهي تتدفق في الشوارع سألني وأنا صادق 100% عن الحيتان التي لا يشاهدها وكذلك سألني قائلاً: كيف بدنا نقطع هذا الشارع هسع سمك القِرش بوكلنا , فقلت له : شو؟؟!! فقال مش أنت دائما بتقول لينا حيتان عمان أكلونا؟ فتبسمت وقلت له: يا بابا هذا كلام كله مجاز وليس صحيح فلا توجد أسماك قرش تعيش في عمان حقيقية كالتي تشاهدها في التلفزيون ولا توجد حيتان حقيقية كالتي تشاهدها في أفلام الكرتون وكل الكلام عبارة عن لفظ مجازي للذين جعلونا لا نستطيع شراء الخبز لكم وويلٌ لعمان وويلٌ لحيتان عمان من مشهد يومٍ عظيم يوم تبدلُ الأرض غير الأرض والسماوات غير السماوات , عندها يا ولدي ستُحاسَبُ كل الحيتان و(إما الموت وإما الحياة).

وقولوا للنظام الأردني الحاكم بأنني لا أحب الخوض في السياسة ولكنني أضطر للحديث عن السياسة في أي موقع أذهب إليه لأنني أواجه خيبة أمل في كل أنحاء المملكة الأردنية الهاشمية الأبية فمثلاً إذا ركبت في الباص وطلب مني الكنترول أجرة الباص فإنني أضطر للحديث عن السياسة وأسعار النفط ومشتقاته,وإذا ذهبت مرتين أو ثلاثة مرات في العام الواحد لشراء أللحمة فإنني أضطر للحديث عن الحبوب وأسعار الحبوب وعن السياسة وإذا ذهبت لأشتري العدس من أتفه محل تجاري فإنني أضطر للحديث عن السياسة إذا لم استطع شراء كيلو عدس واحد , وأضطر للحديث عن المخابرات الأردنية كلما ذهبت لأتقدم بطلب دعم نشر كتاب لي سواء أكان في الأمانة أو في وزارة الثقافة فحين يرفضون دعمي بدون بيان أسباب أشعر بأن النظام الأردني قد أعلن حالة الطوارئ في البلد أو أن المخابرات ما زالوا يعلنون على شخصي الحرب منذ سنة 1997م فأضطر للحديث عن السياسة وعن المخابرات وعن الفساد, وأنا أقسم لكم بأنني طوال حياتي لم أستمع لنشرات الأخبار السياسية ولكنني أضطر أن أكون ناشر أخبار سياسية حين أشاهد الناس والمفسدين والعاطلين عن العمل, وأنا لا أحب فعلا الكلام في السياسة ولكنني أجد نفسي مضطرا في أن أتحدث مع صاحب البقالة كل يوم عن السياسة حين أذهب إليه لأستدين منه بُكسة بندوره(إمخمجه) فحين يرفض أن يُدينني عندها أمدُُ لساني وأخطب خطبة سياسية عصماء أقولُ في بدايتها (إما الموتُ وإما الحياة) وأستعرض فيها رجال الأردن الأوائل وتاريخ الأردن الحديث وباني نهضة الأمة وكيف تراجعت أحوالنا ونحن نبني في الأردن الحديث إلى أن وصلنا إلى عدم قدرتنا على شراء الحمص والفول والعدس والفلافل والخبز وأحيانا أسب الدين وأسب نفسي على التطور الهائل الذي وصل إليه الأردنيون الأحرار الأحرار الغُر الميامين.
قولوا أيضا للمخابرات الأردنية بأنني لا أهتم بأخبار السياسة الداخلية الأردنية ولا حتى الخارجية فأنا أعتبر نفسي أديب حيادي يكتب مقالات ساخرة عن المجتمع والناس ولكنني أضطر للإشارة إليهم حين يضايقونني مصادرهم المنتشرة في كل مكان وحين يهددونني بأن أولادي في المستقبل سيواجهون نفس المصير الذي واجهه جدي وأبي وأنا وأخواني , عندها فقط أمد لساني لأقول للناس وأقول (إما الموت وإما الحياة) وبأن أجهزة المخابرات العربية أجهزة تجويع وقمع وترهيب للمواطنين وخداع وتضليل .

وقولوا للجيش الأردني الباسل بأن كافة شعوب العالم حين يأتيهم الغزو من دولة أجنبية فإنهم يهبون هبة رجل واحد للدفاع عن كرامتهم وعن مصالحهم التجارية وعن دكاكينهم وعن وظائفهم والكُتاب يدافعون عن الصُحف التي ينشرون فيها مقالاتهم ويأكلون منها الخبزوالناس يدافعون عن لقمة خبزهم أما أنا فعن ماذا أدافع؟... حتى العربَ القدماء كانوا يدافعون عن خبزهم وأغنامهم وجمالهم وخيولهم إذا جاءهم الغزو من قبيلة أخرى أما أنا فليس لي في كل الأردن جملا واحدا أدافع عنه ولا بقرة حلوبة ولا خيلا ولا فرسا فعن ماذا أدافع وأهدر روحي ودمي هكذا بلا ثمن, وقولوا للجيش الأردني المغوار بأنني كشبه مواطن أردني في هذا الوقت الحالي لا أملك شيئا أدافع عنه ضد أعداء الأردن وضد العابثين بالأمن وبالنظام فأنا كشبه مواطن أردني ليس لدي كرامة أدافع عنها ضد الغزاة فأي كرامة تلك طالما أنني أفقد كرامتي في الأسواق التجارية وعن الباعة الخُضرجية فأنا أينما ذهبت أجد بأنني لا أملك كرامة في الوطن الذي قاد يوما حربا ضروسا ضد الجيش الإسرائيلي ليسترد كرامته وهو يدافع عن مرتفعات السلط (جلعاد) وعن مرتفعات البلقاء , إننا كسبنا الحرب وكسبنا كرامتنا ولكننا بعد ذلك خسرنا كأردنيين كرامتنا ضد المفسدين و الجوع والخوف والإرهاب وليس بمقدور الجيش الأردني الباسل أن يعطيني كرامتي التي أفقدها في محلات بيع الخضرة فتصوروا معي يا أخواني بأن الجيش الأردني دافع عن كرامة الأمة في معركة الكرامة وبنفس الوقت لا يستطيع الدفاع عن كرامتنا عند بائع للألبان أو للخضار, فوالله هزُلت, وسنخسر اتفاقية السلام في المستقبل ليس بيننا وبين إسرائيل بل بين الشعوب العربية والحُكام والفساد وسيتحول النضال من ضد إسرائيل إلى ضد بعضنا البعض .





#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يستفيد من هذا الدرس؟
- المسحوق الأردني
- فشل المخابرات
- ارحلو نريد أن نرى وجه ألله
- حفلة وداع وتعارف
- اصلاحات جلالة الملك
- مبروك الحكومة الجديدة
- المساعدات الأمريكية
- أكثر شخصية مكروهة في الوطن العربي
- من يسقط النظام؟
- مخلوق للكتابة
- من يحمينا؟
- المحبة تُغير شكلي
- هل تحبني حبيبتي؟
- شرف المهنة
- عُقدة التفوق
- الخطية
- من أجل كيلو طحين
- سياسة الرفع
- الاختبار الصعب


المزيد.....




- -الأونروا- تعلن عن استشهاد 13750 طفلا في العدوان الصهيوني عل ...
- اليابان تعلن اعتزامها استئناف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئي ...
- الأمم المتحدة: أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون انعدام ا ...
- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - ليس لدينا كرامة ندافع عنها