أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فلاح علوان - بصدد ثورة جماهير مصر- من يوميات الثورة















المزيد.....

بصدد ثورة جماهير مصر- من يوميات الثورة


فلاح علوان

الحوار المتمدن-العدد: 3270 - 2011 / 2 / 7 - 15:09
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



ان تطور الاحداث السريع يجبرنا على ادخال المفاهيم المعبرة عن درجة التطور، ان القسم الاول من المقال كان يتحدث عن الانتفاضة، في حين نحن نواجه اوضاع ثورة.

-2-
من يوميات الثورة.

1. حول اللجان الشعبية:
ان اللجان الشعبية وسيلة او شكل تنظيمي يمكن لاي قوة او مجموعة سياسية ان تنظمه؛ لقد نظمت اللجان الشعبية بكثرة في العراق خلال سنوات الاقتتال والتذابح، وبنفس هذا الاسم، ولكن من قبل قوى مليشياتية موغلة في الرجعية والعنف. وعليه لن تكون اللجان الشعبية في مصر، تلقائيا، معبرة عن اهداف وتطلعات الجماهير. ان ما ينقص هو برنامج سياسي وشكل تنظيمي ثوريان، لهذه اللجان والفرق الشعبية.

2. حول تحية الجيش :
" وقد حيت البروليتاريا الحرس المتنقل في شوارع باريس بالهتافات المدوية " هورا". فقد رات فيه مناضليها الطليعيين على المتاريس. واعتبرته حرسا بروليتاريا تمييزا له عن الحرس الوطني البرجوازي. وكانت غلطتها لا تغتفر". ماركس النضال الطبقي في فرنسا من 1848 الى 1850.

ان تحية الجيش او تعليق الامال عليه، ناجم عن طبيعة الجيش نفسه من جانب، ومن الاحاسيس "الوطنية" لدى الجمهور من جانب اخر. الطبيعة الطبقية للجيش تتخفى او تتنكر تحت شعارات الوطنية وذكريات الحروب والانقلابات، بحيث يبدو كيانا فوق طبقي. ومن حانب الجمهور فان المشاعر والاحاسيس " الوطنية" تشد قسما من الجمهور اكثر فاكثر الى تحية الجنود البسطاء البشوشين، المساقين لخدمة المصالح العليا السياسية والثقافية والقومية للراسمال باسم حماية الوطن. ان الجيش بمقدار ما لا يقوم باطلاق النار مباشرة على الجموع، فانه يقتل الثورة بشكل اخر، هو حماية وصيانة القصر الرئاسي والحيلولة دون توجه الجماهير اليه. اي انه يمنع الثورة من المضي الى الامام. وفي العسكرية كما يقول كارل لبكنخت" تتجلى باوضح الصور واكثرها تركيزا واشدها تميزا غريزة حفظ البقاء القومي والثقافي والطبقي، اي اكثر الغرائز بدائية".

3. حول الوطنية:
شعارات الحكومة الوطنية تتردد بكثرة واكثر من شعارات الاشتراكية او المساواة او تحقيق الحريات العامة، التشغيل، مستوى الاجور، الخدمات، السكن. ان التيارات البرجوازية الصغيرة تغذي النظرات التي ترى في شعارات الوطنية شعارات ما فوق طبقية او لا سياسية.
ان الشعارات الوطنية تخفي وراءها مصالح الفئات البرجوازية التي تبتلعها الاحتكارات العالمية، والفئات المتطلعة للتطوير الصناعي وتقوية الراسمال في مصر والفئات المطالبة باشراك الفئات الشعبية في منظمات واحزاب موازية للقوى القائدة للسوق، او الرجوع الى التدخل الحكومي الواسع والاقتصاد المخطط. ان نجاح التيارات البرجوازية في خلق مناخ سياسي يبعد الجماهيرالثورية عن التطلعات الاجتماعية التي شكلت منطلقا فجرالثورة هو خطر فعلي، انه سيادة افق سياسي معادي للعمال ولجماهير الكادحين بشخص " شعارات وطنية" اي باختصار ان الشعارات " الوطنية" البريئة هي اتجاهات سياسية خالصة، انها تحييد لاصحاب الثورة عن اهدافهم. ولا افهم كيف يستطيع من يشارك في انتفاضة وثورة عارمة ان يدعي اللاطبقية واللاتحزب.

4. حول الاضراب العام:
رغم اعلان الاضراب في عدد من المصانع والمؤسسات في مصر، الا ان اضرابا شاملا لم يجر، بل لم تتم الدعوة الصريحة اليه. ان اتحاد النقابات الرسمي الحكومي برئاسة حسين مجاور، قد اعلن منذ اليوم الاول للانتفاضة وقوفه ضد اي عامل يقوم بالاضراب او التظاهر وتقديمه للسلطة، كمذنب، اي العمل كجواسيس او كمؤسسة قمعية تماما، وبهذا سقط هذا الاتحاد تماما ولم يبق له حتى الدور الشكلي، واعلن القادة العماليون عن تشكيل اتحاد عمالي مستقل.
بدون الاضراب العمالي العام، ستصاب الثورة بالوهن. ان الاضراب سيشل الكيان السياسي بالكامل، وسيدفع العمال الى ميدان الثورة كقوة جبارة تستطيع قلب الموازين بقواها الذاتية. ان موقف العمال، وبحسب حديث حي مباشر مع قادة عماليين وسط ميدان التحرير يعتصمون منذ الساعات الاولى للانتفاضة، قالوا، عند سؤالهم عن سبب عدم ابراز المصالح المستقلة للطبقة العاملة في الثورة" ان المطلب الملح والفوري الان هو اسقاط النظام ونريد حشد الجميع وراء هذا المطلب، وعدم تشتيت الجهود" ان هذا الطرح يجد تفسيره في الحاجة لحسم موضوع اسقاط النظام اولا، كشرط لتطور الثورة.
ان الاستقطابات بدات تعبر عن نفسها بوضوح اكبر خلال اليومين الماضيين، واعتبارا من السبت 5- شباط - فبراير. ان ما يميز العمال هو ان مطالبتهم بالسلطة هو لاجل التخلص من القوى التي تظلم المجتمع باستيلائها على السلطة، وليس مثل البرجوازية التي تريد تبادل الادوار في كل مرحلة. ان الامثلة على تفاني العمال وتضحياتهم خلال الثورات، عديدة وعلى مدى صراعهم مع البرجوازية. وقد قادت احيانا الى الخسارة. ان الاضراب العمالي العام سيشكل ضربة قاضية للنظام.

5. الاخوان مؤسسة جاهزة.
هناك العديد من الاوساط تتحدث عن دور الاخوان المسلمين وامكانية استيلائهم على مسار الثورة. في حين يرى البعض الاخر ان دورهم محدود وهو جزء من حركة شعبية لا اكثر. الحقيقة ان قوة الاخوان لا تكمن في مدى حب الناس لهم او عددهم او نوع شعاراتهم... الخ. ان الاخوان في الحقيقة التحقوا بالانتفاضة بعد اتساعها واقتدارها، وهم اول من تردد وتخاذل يوم الاربعاء الدامي، وهم اول من ساوم عمر سليمان بيد وابقى ممثليه في الميدان من جهة اخرى، وهم اول من شتت صفوف الانتفاضة وانفرد بمظاهرة " خاصة" ما ان تزايدت اعدادهم. اي انهم بالنتيجة تيار غير موثوق به قطعا، ولا يمكن ان يكون حتى حليف مستقيم.
ان خطر الاخوان يكمن في كونهم يستندون الى مؤسسة جاهزة، هي المؤسسة الدينية، والسنن والاعراف والمناسك وبعض التقاليد، ان لديهم الجامع وصلاة الجماعة والاضرحة وميراث سنين وسنين من الدعاية والتعبئة، لديهم عمق في التشريع بالاضافة الى الصبغة الاسلامية التي تعمل التيارات السياسية وخاصة الاسلامية منذ عقود لاضفائها على المجتمع في مصر. بالاضافة الى الظروف التاريخية والدولية العامة والصراع مع اسرائيل واستعباد الغرب الفكري والاقتصادي والسياسي للمنطقة والعالم، والذي قوى مواقعهم كمدافع عن "هوية" الشرق. كل هذه تشكل ادوات بيد الاخوان، حتى لو كانوا اقلية من خمسين او مئة متظاهر.
ان تقوية موقع القوى الاجتماعية، صاحبة الثورة، هو بتعميق وتركيز مطالبها الاجتماعية والطبقية، وطرح برنامجها السياسي. ان الدروس الحزينة للثورة الايرانية ما زالت ماثلة امامنا.

للحديث بقية

فلاح علوان
[email protected]



#فلاح_علوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حثالة البروليتاريا تلعب دورها التاريخي
- بصدد انتفاضة جماهير مصر
- ليس لدى العاطلين ما يخسرونه سوى جوعهم
- الهجوم ليس على النوادي والبارات، انه الوجه الجانبي للمعركة
- عشية الذكرى السابعة لتاسيس اتحاد المجالس والنقابات العمالية ...
- تأخر تشكيل حكومة أم تنافر أقطاب؟!
- الهجمة الأخيرة ضد النقابات، إلى متى والى أين؟
- حول مقاطعة الانتخابات
- عقود التراخيص مع شركات النفط وسيلة للنهب المنظم
- عشية الذكرى السادسة للاحتلال هل الإضراب العمالي الواسع عالمي ...
- العمال ليسوا تلاميذا بحاجة الى واعظ .. ردا على نادية محمود
- الاتحادات النقابية توافق على سياسة البنك الدولي واتحاد المجا ...
- في الذكرى الأربعين لإضراب الزيوت وإخماده الدموي... الطبقة ال ...
- الى الاتحاد العام لعمال الكويت ...الى كل عمال الكويت
- الى الاخ سلمان حسن حول رسالتك .. من المسؤول
- نحو مؤتمر عمالي عام في العراق
- 1 أيار يوم العمال العالمي، يوم البشرية المتمدنة
- أطلقوا سراح رشيد إسماعيل فورا
- حول إضراب المعلمين الشامل في العراق
- وزارة النفط تبعث ممثليها لقمع الحريات في قطاع النفط


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فلاح علوان - بصدد ثورة جماهير مصر- من يوميات الثورة