لو استمرت لجنة الحكماء في الحوار دون رحيل مبارك تكون قد أجهضت ثورة الشباب دون أن تدري

مجدي مهني أمين

الحوار المتمدن-العدد: 3270 - 2011 / 2 / 7 - 01:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

حرص عمر سليمان ان يبدأ الحوار ، وان يشترك ممثلون للشباب في هذا الحوار كما دعا الاخوان المسلمين للحوار، وطبعا كانت هذه الدعوة قفزة من النظام فوق طلب الشباب الأساسي للرئيس ان يرحل، وحدث ما كنا نخاشاه فقد طلب سليمان من المتفاوضين ان ينحوا طلب تنحية الرئيس جانبا ثم بدا مستعدا لمناقشة باقي الطلبات ، والمتفاوضين وهم المعتادين على الفتات من النظام تورطوا في الاستمرار في الحوار ، وهكذا تم تحوير الأمر من رحيل الرئيس إلى مناقشة طلبات اصلاحية ، وما يدعو للقلق ان يكون الشباب أو ممثلين لهم ضمن المتفاوضين، وبالطبع سيسعى سليمان مع الشباب إلى تحقيق مكاسب أكبر أن يقنعهم بوجهة نظره في ضرورة بقاء الرئيس، قد يقنعهم بوجهة نظره أو يضعف من ثقتهم فيما ينادون به ، وهذا يشق الصف لدى شباب ميدان التحرير الواقفين تحت البرد وتحت تهديد هجوم البلطجية (عملاء النظام)، او انسحاب الجيش من حمايتهم.
ثم وجدنا حديث لجنة الحكماء وقد انتقل إلى ضرورة ضمان حماية الشباب عندما يعودون لمنازلهم، يعني الكلام كلام انسحاب ، والعيال في البرد، والظروف بكاملها ضدهم إلا إيمانهم العميق والتزماتهم بدم إخوانهم الذي سقطوا أمامهم ، أو طاروا في الهواء أمامهم ايضا ، أقصد طاروا في الهواء أمام سيارات الشرطة التي صدمتهم، سقطوا وطاروا أمام ضمير العالم، فقد اقشعرت أبدننا أمام ما كنا نرى ، فهل يتفاوض الحكيم مع القاتل، لا تفاوض ودم قد أهرق.
إن اللجنة تتفاوض مع عمر سليمان لأن الكثير من الدماء التي أريقت كانت قبل أن يتولى منصبه، كما ان الدم الذي أريق يوم الأربعاء حتى فجر الخميس 2، 3 فبراير تم دون علمه ، فيده لم تلوث بدماء الشباب الشرفاء، فلجنة الحكماء تتحدث مع رجل شريف ، ولكن استمرار الحوار معه دون رحيل مبارك ، يحمي مبارك ويضرب ثورة الشباب في مقتل ، فعلى اللجنة أن تنسحب من الحوار، على أن تبدأه بعد رحيل مبارك، وإلا فهي بحسن نية تغتال الثورة وتجهضها .
على اللجنة أن تنسحب من الحوار وتقف بمحازاة الشباب، وعندما يرحل مبارك لا يرحل الشباب من الميدان قبل أن يستجيب عمر سليمان لباقي المطالب الاصلاحية ، فشعارهم سقوط النظام ، وسقوط النظام معناه أمرين: 1) رحيل مبارك 2) اتخاذ إجراءات اصلاحية.
إذن يرحل مبارك، ويبقى الشباب في الميدان، وتكمل لجنة الحكماء حوارها لتصل للمطالب الإصلاحية وتعرضها على الشباب، لو اقتنعوا بها يمكن وقتها أن يرحلوا في سلام يتفقون على أماكن منتدياتهم وينشئون أحزابهم وجرائدهم وقنوات الفضائية أو مواقعهم الالكترونية ، للاستمرار في العمل السياسي حتي يتم تعديل الدستور وتهيئة المناخ لانتخابات نيابية ورئاسية قادمة.
على سليمان أن يكسب مصداقيته باقناع مبارك بالرحيل، بدلا من أن يكسب وقتا باستمرار الحوار واستمرار مبارك، وإلا فالثقة في سليمان كطرف بين الحكومة والشعب تصبح على المحك، فالعلامة الفارقة لبدء الحوار هي رحيل مبارك ، والعلامة الفارقة لترك الميدان هي توصل لجنة الحكماء لتحقيق مطالب الإصلاح، ولعل الشباب يستطيع الاطمئنان على ثورته يوم يستطيع المصريون(طبقا لمقولة عمار الشريعي) أن يأخذوا الخبر أو التحليل السياسي من التلفزيون المصري دون اللجوء لقناة العربية أو الجزيرة أو الـ بي. بي. سي. أو الـ سي.إن. إن.
يا لجنة الحكماء لله دركم توقفوا عن الحوار حتى يرحل مبارك، وإلا فالنظام يحتمي فيكم ويتخذكم سواتر ودروع بشرية يقتل بها أو يضعف بها الشباب الساكن في العراء رغم المطر والبرد، الساكن في العراء من أجل مصر، ونحن نحبكم ونعرف كم تحبونها، فاحفظوا فلذات أكبادها وأكبادكم، تاريخ كل منكم المشرف لا يحتمل أن ينسب إليكم أنكم أجهضتم ثورة قامت بها مصر، لا تجعلوا النظام يتغطى بكم ويعري شبابنا ويظهرهم كمارقين ومندفعين (وشباب بقه).
لا أيها الأعضاء الأحباء أنتم تعرفون أن هذا الشباب دفع فاتورة ثقيلة نيابة عنا جميعا، فاتورة مصرمنذ قيام ثورة يوليو بحكوماتها المستبدة، دفع الفاتورة وأنتم الآن درعه، وحواركم مع النظام قبل رحيل الرئيس يظهرهم كالمأفونين غير الواقعيين. لأ، هم واقعيين والتنازلات المذهلة التي قدمها لهم النظام تدل على واقعيتهم ، هي ثورة وعلى سقفها أن يبلغ مداه، ولماذا لا يبلغ وهم الشعب ، ولماذا لا يبلغ وطلباتهم عادلة ، ولماذا لا يبلغ والفساد في عهد مبارك كان قد بلغ مداه ، ومصر التي بيعت أمامنا، وتزييف إرادة الناس، وعمل انتخابات رئاسة مضحكة في 2005 وكأننا شعب ساذج ، أنتم شهود على كل هذا فلا تفاوض قبل الرحيل، لا تفاوض قبل الرحيل ، وإلا فأنتم تطلقون على فلذات أكبادكم رصاصة الرحمة وهم لا يستحقونها بل يستحقها هذا النظام المراوغ، ونحن لن نطلقها عليه فقط نناشده أن يرحل ، فلا تبقون عليه، لا تفاوض قبل الرحيل، نحن لا نستجديهم ، نحن الشعب، هذه بلادنا ، وهذه ثرواتنا ، هم حكامنا لكنهم أفراد منا، لنا ان نبقيهم وأن نعزلهم، وإن كنا لا نستطيع أن نعزلهم بثورة فما قيمتنا ووزننا كشعب، إحنا شعب مش رعية وأنتم حكماء هذا الشعب ومن الحكمة والعدل أن يرحل مبارك، وأن تتحاوروا على خطوات الإصلاح بعد أن يرحل، عليه أن يخول صلاحياته لنائبه أو لرئيس المحكمة الدستورية، وتلك منتهي الحكمة، أليست الثورات هي لب الحكمة ومرتكزات الشعوب التي تحفظها للتاريخ كي تتعلم منها اجيالا قادمة لم تولد بعد؟

#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات