أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ماجد الشيخ - أحرار الميادين وعبيد النظام والمال الحرام















المزيد.....

أحرار الميادين وعبيد النظام والمال الحرام


ماجد الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 3269 - 2011 / 2 / 6 - 22:33
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في يومها التاسع، أبى نيرونيو سلطة النظام المصري ببلطجييه المغرّر بهم، إلاّ صبغ الثورة الشعبية بالدم. وهي التي بدأت سلمية واستمرت حتى لطخ وجهها الأحمر القاني، تحت أنظار المؤسسة العسكرية التي أبقت على حيادها السلبي ذخرا للنظام، بدلا من أن يكون حيادها الايجابي ذخرا للدولة والشعب والوطن، ولصالح أبناء شعبها المحتشدين في الميادين. لكن وللأسف، فقد كان هناك من عناصر وبلطجيي القوى الأمنية من ارتدى لباس الجيش، حين سمحوا لخيالة الأحصنة والجمال والخيول المسلحين بأدوات الفاشية السوداء، والمدفوعين من قبل رموز في النظام، امتهنوا الفساد والإفساد، ليقوموا بغزوة نيرونية جديدة معادلة لغزوات نيرونية قوى الفسطاط الديني في عدائهما للدولة والمجتمع.

تلك ثورة مضادة، قادها ويقودها رموز النظام المنتفعين والمستفيدين منه، في اصطفاف طبقي جديد، تحولت فيها مصر الدور والتاريخ والحضارة، إلى مجرد دولة تابعة، جرّدها نظامها من كل عناصر قوتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وحوّل طبقاتها إلى فئات أكثر تهميشا، لا تملك من عناصر التأثير والفعالية في محيطها الإقليمي سوى ذكريات ونوستالوجيا ما كان، وما أنجزته، طبقات المجتمع المصري في عهود الاستعمار من حداثات لم تكتمل، ومن إرهاصات نهضوية جرى إجهاضها في عهود ما بعد الاستعمار.

نحن في مواجهة نزوع نيروني لسلطة نظام فقد كل مناعاته الوطنية، وأفقد دولة شعبه كل مقومات الدولة المدنية الحديثة. وأفقد البنى الطبقية كل مبانيها وبنياتها، عبر تحويل نظامه إلى مؤسسة إفساد بديلة، حيث كان الفساد قد أمسى المؤسسة العليا المنظمة لدى أنظمة وديكتاتوريات الاستبداد الفردي والعائلي، بدءا من ديكتاتوريات أميركا اللاتينية، مرورا بأنظمة النمور الآسيوية وصولا إلى بلادنا.. فإذا كانت الطبقة الوسطى قد أفقدت إمكانية تجديد وجودها، وفي أسوأ الاحوال فقدت وجودها ذاته، بفضل مؤسسة الفساد والإفساد العليا للنظام أو الأنظمة التي هيمنت على كامل التشكيلات الاجتماعية/الطبقية، حتى البرجوازية الوطنية سلبت دورها الاجتماعي، قبل إفقادها أي دور سياسي أو اقتصادي، وقد سحب البساط من تحت أرجلها حين تم إفقادها قواعد تشكّلها الاجتماعي كطبقة رائدة في مجالات بناء الدولة الوطنية. ففي ظل النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي بلورته "الدولة الهجينة"، لم يبق من مبرر لإنماء أو تنمية طبقة منتجة، تقود تحولات التصنيع ومراكمة رأسمال وطني مستقل، يواجه التبعية والاستعباد والاستغلال بقدراته الذاتية، لكن ما يمكن تسميته "طبيعة التطور التبعي" السياسي والاقتصادي والإجتماعي، أدّى إلى اختفاء البرجوازية الوطنية في أروقة الأنظمة الهجينة.

إن البلطجة النيرونية لدى أنظمة الديكتاتوريات الفردية والعائلية، هي المعادل الموضوعي لبلطجة النظام وهو يحلّ ذاته محل الوطن والدولة والمجتمع، وكذا رأس النظام وهو يعلن على الملأ أنه "بديل الفوضى وعدم الاستقرار"، أو وهو يهوّل بأنه بديل التيارات الدينية، وبديل "الدولة الدينية"، بعد أن أمضى 30 عاما في السلطة دون أن يبني مجرد طوبة واحدة في مبنى الدولة المدنية، فلم يجد مواطنوه أو رعايا حكمه التسلطي سوى دولة بلطجة بوليسية، محاطة بمجموعات من مافيا وعصابات تجار احتكار الوكالات والشركات، من ناهبي ثروات البلاد بالشراكة مع رأس النظام وعائلته والأقرباء والأنسباء، وكل أولئك الذين أرادوا أن يجعلوا من أنفسهم عبيدا مرتزقة، من أجل فتات من المال الحرام والإجرام التسلطي ضد الشعب والدولة والوطن، خدمة لنظام نيروني لم يكن ليرعوي أمام غضبة شعبه العارمة.

ماذا يمكن أن نسمي تلك المحاولات الدؤوبة لإحراق المتحف المصري، وغيره من أماكن عامة، سوى أن النزوع النيروني لأفراد وجماعات البلطجة، هو النزوع الأبرز لديهم في مواجهة أفواج وأمواج الثورة الشعبية وشبابها وشاباتها. وما فرار واختفاء أفراد الأجهزة الأمنية وترك الأمن الاجتماعي نهبا لبلطجيي تلك الأجهزة، ومستأجرين آخرين من مجرمين ومسجلي خطر، جرى تهريبهم إلى "الحرية" للقيام بمهمة مواجهة الثورة الشعبية بثورة مضادة، نزوع نيروني آخر لا يهمه من الوطن والدولة والمجتمع، إلاّ ما خلا الدفاع المستميت عن النظام ورأسه وقواعده الاجتماعية الدنيا، المتشكلة من بلطجيي الفئات الطفيلية والكومبرادورية المنقطعة الجذور والصلة بواقع إجتماعي شعبي تغيب عنه حقوق المواطنة، كما وواجبات الدولة الغائبة أصلا في أروقة أنظمة السمسرة والوكالات الإفسادية.

إن خيانة الثورة ممن يفترض أنهم من أبنائها والمحسوبين عليها، هي النتيجة المنطقية لما صنعته أيادي الأنظمة الهجينة، العاملة على "إنتاج" قواعدها الإجتماعية الخصوصية وإيجاد الآليات الضرورية لتهميشها، مقدمة لتوظيفها في كل ما يلحق الأضرار بالدولة والوطن والمجتمع، وللإبقاء على النظام مقبولا من قبل هؤلاء وأولئك ممن يدافعون اليوم عن "شرعية" و"مشروعية" نظامهم الهجين، في مواجهة مطالب الثورة الشعبية ونداءاتها الأساسية برحيله. وحدهم الإسرائيليون من بين "غربان النظام"، من هم ليسوا على استعداد لمغامرة تجريب نظام آخر على أنقاض النظام الذي تابع مبارك بناؤه منذ أن كان نائبا لأنور السادات. فهو كان مصدر اطمئنان لهم وحافظ على "سلامهم"، وكان مصدر غازهم وبترولهم الرخيص، علاوة على دوره كحارس أمين، لا يُبارى في مرجعية النقص في الكرامة الوطنية.

لقد اكتشف الغرب؛ "غرب النظام" من أسياده، ذاك الكم الهائل من فنون الأكاذيب والتزوير والتزييف الذي اعتاد عليه النظام، ومارسته بطانته وعلى رأسهم "زعيم الاستقرار الأوحد"، من أجل تبرير البقاء والاستمرار بالقمع والإرهاب الذي تمارسه قوى البلطجة، وعبيدها وأزلامها من تجار المال الحرام والفساد المنظم، والإفساد الأكثر تأثيما للنفس البشرية. بينما ها نحن نكتشف أن الأجهزة الأمنية في الدولة البوليسية التوتاليتارية، ليست أكثر من أجهزة مرتبطة بأزلام النظام، وليس من أهدافها حماية الوطن والمواطن، والدفاع عن الدولة كدولة لكل مواطنيها، بل كدولة خصوصية؛ صاحبها وأصحابها شخوص النظام ذاته، ذاك الذي استطاع "اقتلاع" الوطن والمجتمع الوطني الموحد من وجدان عبيده ومرتزقته، وغيّب الدولة ولم يبق سوى شخوصه محلا للتبجيل إلى حد العبادة!.



#ماجد_الشيخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الحقيقة الضائعة والتدليس في وثائق -الجزيرة- وويكيليكس!
- حين ينهض فينيق حلم التغيير والثورات الشعبية
- عقل سياسي مغيّب ومجتمعات مأزومة تنفجر
- تونس ومحنة تغيير قد لا يكتمل
- سقوط النموذج التونسي.. ماذا بعد؟
- بداهة الدولة واستثنائية السلطة
- سلطة الأبد -أمل مرضي- لا شفاء منه
- الخيارات السبعة وخطة النجوم السبعة!
- إبرة التسوية التفاوضية وقش -الدولة الواحدة-!
- إدمان أوهام الدولتين.. كحل خائب
- أسياد اقتصاد المضاربة ومطلقاتهم -الإيمانية المقدسة-!
- تأملات في حداثة -الما قبل- وديمقراطية -الما بعد-!
- في أدلوجات العودة إلى تقديس الطواطم
- الخطوة التالية: القدس عاصمة للشعب اليهودي!
- جنة -السلطة الأبدية-.. جنونها!
- سيف الوقت ومواعيد -المصالحة- المُرجأة!
- الدولة الفاشلة وتحديات التفتيت والوحدة
- دفاعا عن أوطان بهويات متعددة
- في أولويات التضاد بين التهويد والمفاوضات
- من نصّب هؤلاء -وكلاء- على دمنا وحياتنا؟


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ماجد الشيخ - أحرار الميادين وعبيد النظام والمال الحرام