أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رشاد الشلاه - وللبلطجية رئيس!














المزيد.....

وللبلطجية رئيس!


رشاد الشلاه

الحوار المتمدن-العدد: 3269 - 2011 / 2 / 6 - 20:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


كبت الحريات الشخصية بأساليب التسقيط السياسي و السجون والتصفية الجسدية، وتضييق الحريات العامة عبر قوانين الطوارئ وغلق الخدمات الإعلامية ووسائل الاتصالات، وادعاء الحفاظ على التقاليد والقيم، والتذرع بالمصلحة الوطنية العليا والدفاع عن استقرار البلد وعن قضية العرب المركزية " قضية فلسطين"، يترافق مع عناد وتشبث في البقاء على قمة السلطة، وتسويف وعدم الوفاء بالوعود، واعتراف متأخر وخجول بفشل البرامج الحكومية، مع بطش مروع يستنبط ما تختزنه أجهزة المخابرات من خبرة لا تشرف، أجهزة منتصرة لأسيادها وأولي نعمتها، ومنتقمة و بوحشية من الشعوب الرافضة لسلطات الحكام الأبديين وأدران فساد أنظمتهم.

تلك هي بعض سمات الأنظمة الاستبدادية التي ابتلت بها شعوبنا و تعايشت مكرهة مع الذل والقهر والجوع وتدني وعيها بحقوقها الإنسانية التي أقرتها مختلف الشرائع وضعية كانت أم مُنـَزّلة. ولمدارات عجزها وتأجيل ساعة سقوطها ولو إلى حين، تتذرع هذه الأنظمة المتسلطة بخصوصية شعوبها، وتلجأ إلى تدوين وتفصيل الدساتير وفق مواصفات الحاكم المنزه و أبنائه على مقاس هذه القيادات الديكتاتورية "التاريخية"، قيادات توهمت وتوهم شعوبها بأنها إن ولـّت عن السلطة فسيحل الخراب العظيم، وبأنها موسوعية المعرفة وفي كل شأن من شؤون الحياة ما خفي منها وما ظهر، فتراها تزود وزراءها على اختلاف مهامهم وكذلك سفراءها بتوجيهاتها "السديدة" وارشاداتها "القيمة"، مع ديباجة دجل لمكرماتهم تخطها أقلام أجيرة خانعة. وهذا النمط من القيادات السرمدية لا يغدق مليارات الدولارات من ثروات البلدان التي نكبت بهم لمكافحة الفقر والبطالة والأمية والجهل، بحجم الإنفاق على ترفهم وعلى الأقربين و أجهزة الحماية والمخابرات، و أجهزة الإعلام التي تسبح بالحمد والعرفان له، بل تكرس هذه الأبواق صفحات صحفها وقنواتها الإذاعية والتلفزيونية للتطبيل ونشر التافه والشخصي من أحداث ولا تستثني حتى برقيات التهاني والتعازي الخاصة بسيادتهم أو جلالتهم. ومع كل مظاهر الادعاء بقوة هذه الأنظمة وشعبيتها المليونية المكتسبة بشراء الضمائر والتهديد؛ إلا أن انتفاضات الشعوب المقهورة، أكدت وعبر تجارب عديدة أن تلك الأنظمة هشة ومذعورة أمام الجماهير التي لا تمتلك غير صرخات غضبها مطالبة بحقها في العيش الكريم وفي التمتع بخيرات أوطانها التي سرقها حكامها و حاشياتهم.

والنظام المصري واحد من تلك الأنظمة، وهو ليس آخرها بالتأكيد. لكن ما امتاز به بعد سقوط "شرعيته" على أيدي المنتفضين من الشباب المصري يوم 25 يناير كانون الثاني 2011، هو تخلي رئيسه عمليا عن رئاسة حزب السلطة ومن ثم رئاسة الشعب المصري، ليتحول إلى رئيس "للبلطجية"، أي رئيس "السرسرية" في اللهجة العراقية الدارجة.
إن لجوء عرابي أجهزة المخابرات المصرية وقادة الحزب الوطني المصري الحاكم لتجنيد هذه فئة من أصحاب السوابق والمرتزقة للدفاع عن النظام المتهالك بعد إطلاقهم من سجونهم وتخلي عناصر أجهزتها الأمنية عن واجباتهم في حماية أمن المواطن والمرافق المصرية الحيوية، ليست ممارسة مبتكرة، فقد مورست من قبل أجهزة المخابرات العراقية في عهود الأنظمة الدكتاتورية التي تسلطت في العراق، لكن هذه الأساليب المرفوضة والمفضوحة ومع كل قسوتها الهمجية ألا أنها لم تحل دون نفوق أنظمة التجبر وزوالها، وهذا هو مآل النظام المصري أيضا وبقية الأنظمة المتسلطة الظالمة، وسيحفل تاريخ الشعوب بصفحات مزهوة بالفخر لشباب تحدوا جلاديهم، وخلعوا شرعية رئيس مزيفة، ليبقى في منتجعه تحت الحراسة المشددة رئيسا للبلطجية.



#رشاد_الشلاه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأزمة العراقية في المزاد العلني
- -العراق بعد إنهاء القوات الأمريكية العمليات القتالية-
- أزمة الحكم العراقية: تنصل من الوعود الانتخابية
- أحلام وأماني العصافير و واقع الشواهين
- نتائج انتخابات مجلس النواب وعسل الدبابير
- صراعات إقليمية ودولية أدواتها كتل سياسية عراقية
- عندما تكون المواطنة ضربا من الترف السياسي
- قانون الانتخابات المعدل غير عادل
- قضية كركوك ومصالح النواب الشخصية
- انتخاب مجلس النواب.. التمويل ببلايين الدولارات و كيانات بالم ...
- من المسؤول عن الضحايا العراقيين؟
- هرج ومرج السياسيين العراقيين
- العراق ونخوة جيرانه العرب والمسلمين
- انسحاب القوات الأمريكية اختبار أيضا لقوى العملية السياسية
- المنطق والمعقول في العلاقات الكويتية العراقية
- تشكيلات سياسية جديدة استباقا للانتخابات البرلمانية القادمة
- عودة حمامات الدم في المدن العراقية
- أجساد العراقيين أهداف سهلة لانتقام الإرهابيين
- استفحال الصراع الطائفي على السلطة يهدد من جديد سير العملية ا ...
- كفى للمحاصصة الطائفية... نعم للمحاصصة الطائفية


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رشاد الشلاه - وللبلطجية رئيس!