أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الخياط - البوعزيزي... شرارة انهيار الطغاة















المزيد.....

البوعزيزي... شرارة انهيار الطغاة


علي الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 3269 - 2011 / 2 / 6 - 14:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعرف الديكتاتوريه بأنها نظام حكم يتمتع فيه شخص بمفرده بجميع الصلاحيات في حكم دولة ما ، سواء مارس هذه الصلاحيات شخصيا أو من خلال عدد من أعوانه ،من أبرز صفات الديكتاتورية تقييدها الحريات العامه ، وسيطرتها المطلقه على كافة الأجهزة ، والقوات المسلحة ، وعلى وسائل الإعلام .
وتنشأ الديكتاتورية عادة ، عندما تنهار الأنظمة الديموقراطية لأسباب اقتصادية أو اجتماعية ، أو عندما يتعرض هذا البلد لهزيمة عسكرية كبيرة .والديكتاتور يكون هو صاحب السلطه المطلقه ،ويطلق لفظ «ديكتاتور» على كل طاغيه أو حاكم بأمره يحكم بلده بعيدا عن شعبه.
اراد الشعب التونسي ان يكون مطبقا لرائعة شاعره الخالد ابي القاسم الشابي حين قال:
اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر
لكل شيء بداية ونهاية وهذا من الامور المنطقية التي لايختلف عليها اثنان ،و اي ديكتاور له بداية ونهاية حاله حال الاشياء الاخرى واخر هؤلاء كان الرئيس التونسي الذي هرب في ليلة سوداء لترفضه الحكومات التي تكان تسانده وترفض استقباله ،لتحتضنه راعية الارهاب والتطرف السعودية لتعطي اشارة واضحة للحكام العرب الاخرين انها اي السعودية لن تتخلى عن الديكتاتوريين من رؤوساء الحكومات العربية في حال طردهم الشعب او ثار على حكوماتهم الاستبدادية.الشعب التونسي ثار اخيرا بعد صمت رهيب دام 23 عاماً من حكم الجلاد وزبانيته المجرمة ،ابتدأت شرارة الثورة الاولى منذ ايام في ولاية سيدي بو زيد التي شهدت انتحار شاب تونسي حاصل على شهادة جامعية يعمل بائعاً في سوق شعبية تم اضطهاده واهانته بسبب عدم حصوله على موافقة حكومية للبيع في السوق الشعبي،هذا الحادث الرهيب كان البداية لسقوط عرش اخر وليس اخير من عروش الطغاة المبنية على جماجم الفقراء واضطهاد الشعوب المسحوقة ،ما حدث في تونس الخضراء ممكن ان يحدث في اي بقعة اخرى من حكومات القمع الاخرى وخاصة في وطننا العربي المغلوب على امره ،وهذا امر مشجع للشعوب العربية التي ضاقت ذرعا بحكومات المدى الحياة والتوريث التي تنتهجها الحكومات العربية في تولي السلطة وكأن خيرات البلاد مملوكة للعائلة فقط، الظروف التغييرية التي تمر في الوطن العربي خاصة بعد انهيار النظام البعثي في العراق وسقوط رئيسه المقبور ومحاكمته علنا يساعد بدفعة معنوية للقيام بثورات قريبة من التي حدثت في تونس وتحدث الان في مصروالقيام بتغيير باقل الخسائر البشرية والمادية ولا تكون بمساعدة خارجية كما حدث انفا في العراق عقب سقوط النظام من اعمال شغب او معارك طائفية وعدم استقرار في البلاد والذي استغله الحكام العرب لتهديد الشعوب في حال القيام بعمل مماثل من انقلاب عسكري خارجي.ولايفوتنا ان نذكر ما قال سعد زغلول في خطبة له عام 1921 :اني اعلم ان البلاد تصبو الى الاستقلال ،وان حركاتها الاستقلالية بدت من زمن طويل ،خصوصا من يوم ان ظهر فيها المرحوم مصطفى كامل وتلاه المرحوم فريد بك .هؤلاء الذين اسسوا ،وايدوا ،ما اسسوا اليه في النهضة الحاضرة. اخيرا ثار الشعب المصري الصبور الذي عاش ثلاثة عقود من الذل والعار الذي تجرعه من قبل اعتى ديكتاتورية حكمت البلاد بالحديد والنار والاضطهاد للشعب المصري المسكين،بعض المصريين يقول ان مصر لم تكن مسالمة او جبانة كما يحلو للبعض وصف شعبها بل يؤكد ان شعب مصر صبور وحين ينفذ الصبر منه فانه يثور ولا يهدأ الا حين يحصل على ما يرغب به وهذا حال ثورته في يوليو 1952 حين تم له طرد المحتل والتخلص من الفساد والمفسدين . ثارت مشاعر المصريين وازداد سخطهم على رجال الديكتاتورية من الحزب الحاكم وعلى الاجراءات المتعسفة التي يتخذها النظام لارهاب واعتقال المعارضين والمناضلين ممن يخالفون النظام المباركي في ادارة الحكم للبلاد . وتمادت السلطة المصرية في شططها وحماقاتها ،وارتفع الحس الوطني لدى الجماهير الغاضبة من الحكومة الجاثمة على حكم البلاد بالقوة ووصل الغضب الجماهيري من تونس الى مصر ام الثوارات التاريخية التي شهد لها التاريخ ،حتى وصل الامر ان الجماهير الغاضبة لم تعبأ حتى بحظر التجوال الذي فرضته اوامر الديكتاتور المنهك حسني اللا مبارك بصفته الحاكم العسكري والذي امر به من اجل عدم تفاقم المظاهرات وخروجها وافلاتهاعن زمام الامور وافلات السيطرة الحكومية من رجال الامن وجلاوزة النظام واليد الضاربة للديكتاتورية في عاصمة المعز (القاهرة). النظام في مصر حكم البلاد بادارة سيئة للغاية وتعامل مع الجماهير بصورة عقيمة حتى صمت اذانها عما وصل اليه حال الشعب من فقر مدقع وبطالة كبيرة وغياب واضح للحقوق المدنية وانتهاكات حقوق الانسان ،وغيب وصادر الشراكة الحقيقية في اي راي للجماهير واعتماد البيروقراطية كطريقة وحيدة للحكم .آن الأوان ليحصل التغيير في مصر وفي معظم الدول العربية التي ملت الاستفتاءات الكارثية للانتخابات وبواقع 99% في البلاد. بالامس تصاعدت وتيرة انتفاضة الغضب المصري بعد ايام من المظاهرات الثائرة التي ملئت القاهرة ومحافظات مصر الاخرى بعد ان اقتحمت تظاهرة مؤيدة لمبارك ميدان التحرير واشتبك المشاركون فيها من انصار الحزب الحاكم وبعض الشرطة السرية ممن يرتدون الملابس المدنية مع المحتجين المعتصمين في الميدان منذ عدة ايام من الذين يطالبون مبارك بالرحيل رافضين اي مبادرة للحل او الحوار مع السلطة الحاكمة في مصر الا بعد رحيل مبارك من القاهرة ورحيله نهائيا من مصر. الجانبين المتناقضين اشتبكا بالعصي والايادي وسط تفرج القوات الامنية والجيش الذي وقف وسط التل ، الاشتباكات اسفرت عن سقوط جرحى بالعشرات بعد ان هاجم المتظاهرين من أنصار مبارك قاموا بتفكيك الحواجز التي أقامها المتظاهرون من اجل حمايتهم من هكذا هجمات كانت تلوح في الافق منذ ايام واتهم فيها المتظاهرون رجال الشرطة بلباس مدني باقتحام الميدان والاعتداء على المتحجين على حكم مبارك وسط صمت الجيش الذي يقول ان الحاصل الان من اشتباكات مصرية /مصرية ولايمكن التدخل فيها ولايحسب ان هناك انحياز للجيش لجهة ما وهذا عذر لايمكن لاي عاقل ان يصدقه الا اذا كانت هناك نية حقيقية لدى مبارك في احراق مصر ومن فيها من اجل عدم تركه الكرسي، وهذا ما يلوح في الافق مع ان مبارك تلقى اتصالات من رؤوساء وحكام عرب وسياسيين بان لايترك منصبه بسهولة مثل ما فعل الرئيس التونسي زين الهاربين بن علي لكي لايفتح الباب على مصراعيه للشعوب العربية الاخرى في الحذو بتونس من تغيير والبدء في اعلى هرم السلطة، وهذا مغاير للراي الاوربي والامريكي و حقوق الانسان الدولية التي طالبت مبارك بترك السلطة سلميا وعدم اثارة مزيد من الدماء والبلبلة التي تؤدي الى عدم الاستقرار في مصر لان ذلك ستكون له عواقب وخيمة للمنطقة، لما تملكه مصر من خصوصية في موقعها الجغرافي والاممي المهم خاصة حدوده الممتدة مع اسرائيل .المعارضة من جهتها طالبت الجماهير ودعت الشعب الى مواصلة الاحتجاج في ميدان التحرير، كما ناشدت الجميع المشاركة في جمعة الرحيل (الجمعة الماضي) بالمسير من كل محافظات مصر الى الميدان ومجلس الشعب ومبنى التلفزيون وربما ستطال المسيرات قصر مبارك وارغامه على الرحيل اثناء اسبوع الرحيل.
الحكام العرب امام امتحان عسير لايمكن ان يمر مرور الكرام بعد ثورتي تونس ومصر الذي قد لايعرف اغلب العرب معاناتهم المستمرة خلال العقود المنصرمة من حكم الطغاة وسط تعتيم اعلامي كبيرمن الفضائيات العربية ووسائل الاعلام الاخرى لايكاد يسمع له صوت الا من هنا وهناك اوفي المواقع الالكترونية المعارضة الخجولة ،على الرؤوساء العرب ان لايحاولوا تخدير الشعوب بوعود وهمية لاتغني ولاتسمن لانها زائلة قريبا وسيثور الشعب عليهم عاجلا ام اجلا.



#علي_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايها الصحفيون...لاتحترموا السياسيين
- البغدادية بين هيئة الاعلام ومجلس النواب
- زهرة الخشخاش...مرة ثالثة؟
- جلو...دافع عن الصحفيين وجاء دورهم للدفاع عنه.
- الهم الامني
- حروب قادمة
- المعقب؟
- حقوق الانسان في ظل التغيير
- الافغاني رائد الاصلاح
- محاربة الفساد
- المصالحة الوطنية...الى اين؟
- المواطنة
- ميزانية 2010 ...هل تقر؟
- الاصولية المتطرفة
- عيد الغدير...مناسبة تتجدد
- نقض من اجل التعطيل
- سقوط العروبة في الخرطوم
- شكرا لاستجواب الشهرستاني!
- الامانة تنتظر...بغداد تحتضر!
- ارحموا الارهابيين...لاتعدموهم!


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الخياط - البوعزيزي... شرارة انهيار الطغاة