أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - لِتَحْذَر الثورة -الحل البونابرتي- و-لصوص الثورات-!














المزيد.....

لِتَحْذَر الثورة -الحل البونابرتي- و-لصوص الثورات-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3269 - 2011 / 2 / 6 - 14:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نخشى على الثورة (الشعبية الديمقراطية) المصرية من الاغتيال والذبح، ومن أنْ تُغْرَق في بحرٍ من الدم؛ فنظام حكم الدكتاتور حسني مبارك فاجأ العالم كله إذ أثبت، بأعماله الإرهابية، وبما ارتكب من جرائم بشعة في حق الشعب وثورته وثوَّاره، أنْ ليس كمثله نظام حكم دكتاتورياً فاسداً لجهة ما يدَّخره من وحشية سياسية ليومه الأسود؛ وينبغي للمعتصمين في عاصمة الثورة، ميدان التحرير، ألاَّ يعلَّلوا أنفسهم بوهم أنَّ قيادة الجيش، وقيادته العليا على وجه الخصوص، يمكن أنْ تنحاز إلى الشعب وثورته ضد مبارك، أو ضدَّ نظام الحكم الذي يمثِّله مبارك، أو الذي يستأثر مبارك الشخص بحصَّة الأسد من سلطته الفعلية والحقيقية؛ وإنَّ تجربة ثورة 23 يوليو لخير دليل على أنَّ جزءاً من الجيش، وليس الجيش كله، أو المؤسَّسة العسكرية، هو الذي يصنع للشعب (وعنه، أي نيابةً عنه) ثورةً تلبِّي له مطالب وحاجات لم يستطع هو أنْ يلبِّيها بثورته المباشرة، أي بثورة تشبه ثورته الآن.
وأحسب أنَّ هذا الفرق (النوعي والجوهري والأساسي) بين ثورتي يوليو ويناير هو ما يَحْمِلنا على تعظيم وتمجيد ثورة يناير أكثر.

وأحسب أيضاً أنَّ قيادة الثورة في ميدان التحرير لا تحتاج إلى من يعلِّمها كيف تدير الصراع بما يَحْمِل الجيش (أي أولئك الذين انتقلت إليهم عدوى الثورة) على الانتقال من "السلبية" إلى "الإيجابية" في "حياده"، وصولاً إلى "الانحياز" إلى الشعب وثورته ضد نظام الحكم.

أقول هذا وأنا أعْلَم أنَّ المؤسَّسة العسكرية يمكن أنْ تلجأ أخيراً إلى "الحل البونابرتي"، فتُنحِّي الدكتاتور مبارك، مع المكروهين شعبياً من أركان نظام حكمه، عن الحكم، لعلَّها توفَّق في تحويل المدِّ الثوري إلى جَزْر، بعد، وبفضل، جملة من القرارات والإجراءات والتدابير الفورية التي من شأنها إصلاح نظام الحكم بما يمكِّنه من الاستمرار والبقاء؛ فإنَّ "الحل البونابرتي"، الذي يذهب بطرفي الصراع معاً، أي بالدكتاتور والثورة، هو الذي تميل إليه، بالفطرة، المؤسَّسة العسكرية.

وحتى الآن (أقول "حتى الآن") لا أرى من "بونابرت" يمكنه قيادة "الثورة المضادة"، أي "الحل البونابرتي"، إلاَّ عمر سليمان (نائب الدكتاتور) والذي أراه أخطر من مبارك على مصر وشعبها وثورتها؛ فحذار المفاضلة بين الرجلين؛ احْذروا مبارك مرَّة، واحْذروا سليمان ألف مرَّة!

هذا "البونابرت"، وإذا ما قُيِّض له أنْ يُرغِم الدكتاتور مبارك على أنْ يخلي له سُدَّة الحكم، أو أنْ يُقْنِعه باستعمال صلاحيته الأولى، ألا وهي صلاحية التنازل عن صلاحياته لغيره، أي له، لن يعطي شعب مصر وثورته من "الإصلاح (السياسي والديمقراطي..)" إلاَّ ما لا يتعارض مع بقاء مصر أسيرة لمعاهدة السلام مع إسرائيل، وخاضعةً مستخذيةً للمشيئة الإمبريالية للولايات المتحدة على المستوى الإقليمي.

وإيَّاكم، ثمَّ إيَّاكم، أنْ تشتقُّوا "سياسة" من "المفاضلة الأخلاقية الشخصية" بين الرجلين، بين الدكتاتور ونائبه، فإنَّ تربُّع سليمان على عرش نظام الحكم نفسه، ولو أُصْلِح على ذاك النحو، لن يمنع سليمان من السير في المسار نفسه؛ فلولا ماهية وخواص نظام الحكم المصري لما استطاع مبارك أنْ يحوِّل، في استمرار، السلطة إلى ثروة، والثروة إلى مزيدٍ من السلطة.

ولقد انتهى هذا المسار إلى رئيس جمهورية نصفه ديكتاتور ونصفه لص؛ وهذا اللص (الذي عَرَف كيف يجعل الحكم أداة للسرقة) أصبح مع عائلته من أثرى أثرياء العالم.

وإنَّي لا أفشي لكم سِرَّاً إنْ قُلْت إنَّ الحرص على الاحتفاظ إلى الأبد بالسبعين بليون دولار هو وحده ما يفسِّر اشتداد وتعاظم ميل مبارك إلى "الأبدية" في الرئاسة، وإلى توريث نجله جمال الحكم والدولة، فمبارك كان يخشى دائماً من هذه العاقبة لمغادرته الحكم؛ ولا ضمان يضمن له ولعائلته الاحتفاظ إلى الأبد بهذا المال الحرام إلاَّ أنْ يظل رئيساً لمصر (ما بقي فيه قلب ينبض) وأنْ يُنْقَل الحكم من بعده إلى نجله.

لا تفاضلوا بينهما أخلاقياً، فإنَّ الأوَّل فسد وأفسد وأمعن في الفساد والإفساد؛ أمَّا الثاني فلم تتهيَّأ له الفرصة بعد.

وإنِّي لأخشى على ثورة مصر العظمى، العظمى في نُبْلِها ونبلائها، من السفهاء، وهُمْ كثر، ويتكاثرون دائماً بين عهد يموت وعهد يُوْلَد.

أخشى عليها من مغتصبي ولصوص وسُرَّاق الثورات، ولو تلفَّعوا بشعار "الإسلام هو الحل"، أو بـ "الحكمة"، التي استحدثوا لها "لجنة" تَعوزها الحكمة.

ولقد أحسنت الثورة صُنْعَاً إذ اختارت لها قيادة، تتحدَّث بلسانها، وتمثَّل مطالبها؛ وها هم المعتصمون في ميدان التحرير يُحْيُون شيئاً من أثينا القديمة بديمقراطيتها المباشِرة، وشيئاً من "كومونة باريس"، وشيئاً من "سوفييت بتروغراد"؛ ويعلِّقون بصاري "سفينتهم" ما يشبه بعضه "الماجنا كارتا"، وبعضه "البيان الشيوعي".

إنَّهم قاب قوسين أو أدنى من تصحيح الخطأ التاريخي للثورات الشعبية؛ فإنَّ "الطبخة (اللذيذة الشهية)" التي يتوفَّر الشعب على طبخها على نار الثورة لن يأكلها، أي يجب ألاَّ يأكلها، هذه المرَّة، من لم يساهم في طبخها.

الآن، ينبغي لهم أنْ يصحِّحوا هذا الخطأ التاريخي الكبير، وأنْ يجعلوا من ثورتهم زمناً للثورة التي يصنعها الشعب بنفسه، ولنفسه، وليس لأقلية من السفهاء، واللصوص والسُّرَّاق.

وأحسب أنَّ ثوار التحرير هُم من جنس جديد كل الجدة؛ ولسوف يقيمون الدليل على أنَّهم هُمْ وحدهم خير من أدرك وتمثَّل المعاني الحقيقية للحكمة الحقيقية؛ فإنَّهم إنْ خسروا فلن يخسروا إلاَّ قيودهم؛ وإنَّ عليهم أنْ يخسروها حتى يربحوا مصر جديدة كل الجدة!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمْران لا بدَّ من توضيحهما!
- ما رأي الطبِّ النفسي في الخطاب وصاحبه؟!
- من حقِّه أنْ يُخْلَع لا أنْ يَرْحَل!
- نصفه فرعون ونصفه نيرون!
- قصة موت غير مُعْلَن!
- قنبلة -الوثائق-!
- لا تسرقوا منها الأضواء!
- هل يقرأ الحاكم العربي سورة -افْهَمْ-؟!
- تلك هي -الطريق-.. وهذه هي -المحطَّة النهائية-!
- الثورة التي كشفت المستور!
- حتى لا تصبح -الثورة المغدورة-!
- السقوط العظيم!
- أُمَّة ينهشها الفقر والجوع والغلاء والبطالة!
- ظاهرة -العنف المجتمعي- وظاهرة -إساءة فهمه-!
- كيف يكون السفر في الفضاء سفر في الزمان؟
- سياسة -الانتظار- و-أزمة الخيار-!
- جريمة أكبر من تُواجَه بعبارات الإدانة والاستنكار!
- فكرة -فناء المادة-.. كيف تحوَّلت من لاهوتية إلى -فيزيائية-؟!
- عمرو موسى.. مُقَوِّماً للتجربة!
- -الانهيار القومي- في -محطَّته السودانية-!


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - لِتَحْذَر الثورة -الحل البونابرتي- و-لصوص الثورات-!