أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أحمد صقر - المسرح أحد وسائل الاتصال الجماهيري وعلاقته بالمجتمع















المزيد.....

المسرح أحد وسائل الاتصال الجماهيري وعلاقته بالمجتمع


أحمد صقر

الحوار المتمدن-العدد: 3268 - 2011 / 2 / 5 - 19:00
المحور: الصحافة والاعلام
    


قسم الدراسات المسرحية- كلية الآداب- جامعة الإسكندرية

حدد علماء الاعلام وسائل الاتصال الجماهيرى فى الصحافة والإذاعة والتلفزيون والسينما والمسرح والموسيقى والثقافة العامة مثل التعليم والمؤتمرات والاجتماعية والندوات. تلك هى الوسائل التى تربط بين أجهزة الحكومة المعنية (أو قد يكون القائمين عليها أفراد من منطلق كونها ملكيات خاصة) وبين أفراد المجتمع ولا أشك فى قدرات أى منها فى تحقيق دورها إلا أننى أرى منها المسرح والتلفزيون وسيلتين تتمشيان مع كل قدرات أفراد المجتمع مع اختلاف قدراتهم التعليمية والتثقيفية.
وحين نأخذ رأى المهتمين بالمسرح إحدى هذه الوسائل- وعلى اعتبار أنه موضوع الدراسة- نجد أن شكسبير قد قالها منذ القرن السادس عشر محدداً:
" إن الدنيا مسرح وأن الناس رجالاً ونساءً يجيئون ويذهبون فوق خشبة المسرح كونهم ممثلين فحسب. فالمسرح هو تعبير عن الحياة الإنسانية فى كافة أشكالها ومشكلاتها ونظمها المتباينة. وبذلك فالمسرح يعد تعبيراً صادقاً عن الرأى العام يتحدث بلسانه فيعرض آماله وأفراحه وتطلعاته.
إن تاريخ المسرح معاصر لتاريخ الإنسانية منذ بدايتها فالمسرح اليونانى منذ زمن الإغريق كان وما يزال شاهداً على تاريخ هذه الحقبة الزمنية، وكان يستخدم فى التأثير على اتجاهات الرأى العام وللتعبير عن رأى السلطة الحاكمة ولمناقشة مشاكل الحياة المتعددة بأسلوب فنى متعدد الأشكال، ولقد ساهم الإغريق القدماء فى تطوير المسرح بالاهتمام به حتى أصبح وما زال المسرح الإغريقى يخضع للدراسة على اعتبار أنه مرآة صادقة لحقائق الحياة اليونانية القديمة . وعلى الرغم من مرور آلاف السنين عليه فإنه لا يزال يخضع للدراسة والتحليل حتى يومنا هذا وهو ما يظهر أهميته وأثره الكبير على الإنسانية جمعاء.
وإن كان البعض يشير إلى أن أقدم مسرحية عرفها العالم كانت المسرحية التى قام بتمثيلها كهنة أبيدوس سنوياً والتى صورت مقتل الآله المصرى أوزيريس، على أن فن المسرح فى مصر القديمة ظل – فيما يبدو فناً دينياً خالصاً يحتكره الكهنة داخل المعابد – مما أثر بدوره على المسرح المصرى القديم وجعل أمر رصده تحيطه الصعاب.
إن المسرح تعبير صادق عن الرأى العام وهو من اعرق الفنون الإنسانية التى عرفها التاريخ تدرج مع ثقافة وحضارة الشعوب عبر آلاف السنين، وهو فن جماهيرى صادق يندمج فيه الممثلون مع المشاهدين فى بوتقة واحدة تتحدث بلسان الشعب وخلجاته. ومن هنا فالمسرح يشكل صورة ثقافية لازمة لتقدم الشعوب وحضارتها ورقيها. لذلك نرى أنه برغم اكتشاف أجهزة إعلام حديثة وقوية مثل الإذاعة والتلفزيون والسينما والصحافة وغيرها وما صاحبها من تقدم علمى مذهل، فالمسرح ما زال شامخاً يقف بين هذه الأجهزة راسخ الأقدام مثبتاً وجوده كأداة تعبير صادقة عن الرأى العام وكمؤثر قوى فى اتجاهات الجماهير. وأصبح المسرح ضرورة من ضرورات التقدم والحضارة ، بل من ضرورات الحياة ذاتها للشعوب فهى تعلق عليه آمالها وتعبر – من خلاله – عن أحاسيسها وتصارع آراءها وعقائدها.
وعليه فإننا نجد أن المسرح يساير الأحداث ويواكب التغيرات الاجتماعية لدى الشعوب المختلفة، فمن دراسة المسرحيات المختلفة يمكن الوقوف على طبيعة المجتمع وعاداته وتقاليده، وكذا مشاكله ونظمه السياسية. فالمسرح إذن تعبير صادق عن روح الأمة فهو يعكس اتجاهاتها وتيارات حياتها المتباينة. (وبذلك نجد المسرح كثيراً ما يتلون فى كل بلد نتيجة للنظام السياسى السائد فيها).
فى العصر الحديث خلال القرن العشرين، أحست الشعوب بأهمية المسرح وبضرورة إنشاء هيئة عالمية للمسرح، فكان أن تأسست الهيئة السابق ذكرها للمسرح عام 1948، وانضمت دول كثيرة لعضوية هذه الهيئة بغية الحفاظ على هذا العمل الإنسانى الرائع وضمان استمرار قوة الدفع اللازمة لتنشيطه والنهوض به من أجل الإنسانية جمعاء.
ب - مشاركة بعض الشخصيات العامة من أجل ازدهار المسرح كونه إحدى وسائل الاتصال الجماهيرى.
عرفت مصر المسرح منذ عام 1870 على يد يعقوب صنوع (ابو نظارة) وتطور المسرح المصرى بعد ذلك ولاقى الاهتمام من القادة والزعماء والوطنيين حتى أن الزعيم مصطفى كامل كتب مسرحية عام 1893 بعنوان " فتح الأندلس" ليذكى بها الروح القومية، كما طالب الزعيم "سعد زغلول" من الأستاذ "جورج أبيض" أن يعنى بالتمثيل باللغة العربية بدلاً من التمثيل باللغة الفرنسية.
وقد اهتمت ثورة يوليو 1952 بالمسرح، فأقامت المعاهد العلمية لإعداد المسرحيين المتخصصين المزودين بالعلم والمعرفة والثقافة وبدراسة تاريخ المسرح على مر الأجيال حتى يستطيعوا القيام بالأداء المسرحى خير أداء، وأنشأت الثورة الفرق المسرحية المتعددة والمتنوعة، بل أنشأت الدولة المسارح المتخصصة مثل مسرح العرائس ومسرح الأطفال والمسرح العالمى والمسرح الحديث ومسرح الجيب والذى يقدم المسرحيات العالمية ذات الثقافة العالمية، كما لم تنس الدولة عنصر الترفيه فأنشأت المسرح الكوميدي والفرق الاستعراضية كفرقة رضا والفرقة القومية للفنون الشعبية واهتمت الدولة أيضاً بالمسرح الدرامى وغيره واستقدمت الخبراء من كافة دول العالم للاستفادة من خبرات الدول العريقة فى هذا المجال . بل أن الدول عندما أنشأت التلفزيون عام 1960 اهتمت بالمسرح – من خلاله – فظهرت مسرحيات عديدة تناولت مشاكل المجتمع وحاولت إيجاد الحلول الايجابية لها، وخلقت كوادر جديدة من الممثلين المسرحيين المثقفين ساهموا فى إثراء الحركة المسرحية فى مصر، ولقد انعقد مؤتمر المسرح المصرى فى يناير 1977 لعلاج مشكلات المسرح المصرى ولمحاولة إيجاد الحلول الجذرية للنهوض بالمسرح، وخرج المؤتمر بتوصيات جادة تهدف إلى تعزيز الحركة المسرحية فى مصر وازدهارها، وليس هذا بغريب لبلد لديه حضارة تمتد لسبعة آلاف سنة ويريد تعزيز مجالات الثقافة الأساسية لديه، حماية لحاضرة وتذكره بماضيه العريق، وتخطيطاً سليماً لمستقبله . كما أنشأت الدولة نقابة للمهن التمثيلية والسينمائية والموسيقية تهدف إلى رعاية الفنانين والممثلين وتقدم سبل العون الصادق لهم لتمكينهم من حسن الأداء وصدق التعبير وجودة التمثيل.
مما تقدم نرى أن المسرح أداة فعالة ومرآة صادقة للتعبير عن الرأى العام وقوة لا يستهان بها فى قيادة الجماهير والتعبير عن إرادتها، وأصالتها. وتستطيع الحكومات من دراسة المسرحيات ومدى إقبال الجماهير عليها أن تقف على اتجاهات الرأى العام إزاء المشاكل العامة فتستطيع اتخاذ القرارات الصائبة التى تتمشى مع هذه الاتجاهات.
من ناحية أخرى فإن ذلك يلقى التبعات على كاهل رجال المسرح من ضرورة الالتزام فى الأداء، وصدق التعبير وضرورة تقديم المسرحيات الجادة المدروسة التى تعبر عن واقع المجتمع دون تزيف للحقائق، ودون الخروج عن معتقدات الشعب وآماله العريضة فى التقدم والرقى والحضارة.
إن المسرح بتقديمه للمسرحيات التى تعالج مشاكل المجتمع وتلقى الضوء عليها يعتبر رقيباً شعبياً على الحكومات وينبهها لأخطائها وضرورة العمل على تلافيها، وإلا وقعت هذه الحكومات تحت المسائلة الشعبية التى لا ترحم أى منحرف أو متحكم فى مصير الشعوب.
كما أن المسرح يجب أن يلتزم بالعادات والقيم والمبادئ السائدة فى المجتمع وألا يحاول فرض مذاهب سياسية أو اجتماعية معينة، لا تتمشى مع طبيعة المجتمع ومواقفه.
والمسرح استناداً إلى التاريخ قوة مؤثرة فى الجماهير قادرة على تكوين الرأى العام والتأثير فيه، وتعديل اتجاهاته وبذلك يعتبر المسرح من أعمدة أجهزة الإعلام الأساسية التى يجب أن يوجه لها كل عون وتأييد مع ضرورة توافر الحرية الكاملة للتعبير عن الآراء – من خلال المسرحيات- حتى يستطيع المسرح أن يؤدى دوره فى تنمية المجتمع وخلق وتنمية الوعى السياسى والاجتماعى لدى جماهير الرأى العام.
أ.د أحمد صقر- جامعة الإسكندرية



#أحمد_صقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضية الاجتماعية في المسرح المصري (سعد الدين وهبة نموذجا )
- قضايا العولمة الثقافية وموقفنا منها
- العولمة الثقافية
- النقد النسائي (النسوي)
- نظرية العرض المسرحي في المسرح العرائسي للطفل
- تاريخية العولمة والقوي التي دفعت العالم إلي التغيير
- الارشادات المسرحية في مسرحية الزفاف الدامي للكاتب الاسباني ل ...
- البيئة العربية في مسرح لوركا الاسباني
- المسرح بين التجريب والعولمة
- في النقد التطبيقي ..مسرح نصرة المرأة
- سينوجرافيا المسرح ..المرجعية النظرية للعرض المسرحي
- آلية التلقي في المسرح ..دراسة في النقد الأدبي والمسرحي
- المسرح وتحديات العولمة
- الأسرة في المسرح الأمريكي المعاصر


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أحمد صقر - المسرح أحد وسائل الاتصال الجماهيري وعلاقته بالمجتمع