أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - كيف يجري تنفيذ نظرية الفوضى الخلاقة:















المزيد.....

كيف يجري تنفيذ نظرية الفوضى الخلاقة:


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3268 - 2011 / 2 / 5 - 12:17
المحور: القضية الفلسطينية
    


نتفق جميعا على ان القوى الاستعمارية تستغل تناقضات المجتمعات الذاتية والبينية وتوظفها من اجل انهاك المجتمعات وتركيع انظمتها. فهي كما تستغل وتوظف الخلافات الحدودية, فانها ايضا تستغل التباينات الطبقية والمذهبية, وتفاقمها الى ان تصبح انشقاقات سياسية ذات الية مدمرة تتيح للقوى الاستعمارية فرصة التدخل المباشر وتوجيه حركة الصراع بينها بما يخدم مصالحها الخاصة, و في النهاية تفرض شروطها على _ جميع _ اطراف الصراع.
لقد طورت الولايات المتحدة الامريكية هذا النهج, وصاغته في نظرية تعامل استراتيجي, تتيح لها ان لا تضطر الى اللجوء الى العمل العسكري المباشر الا مضطرة. خاصة بعد التجربة الفيتنامية, فكانت نظرية الفوضى الخلاقة.
ان نظرية الفوضى الخلاقة تستهدف استحداث حالة فوضى في مواقع الصراع بين اطراف محلية, تتيح للولايات المتحدة الامريكية ركوب موجة الفوضى هذه وتوجيهها لصالحها. وهي من اجل تحقيق هذا الهدف تسخر مجموع اليات الامكانيات الامريكية المتفوقة تقنيا وثقافيا وسياسيا, مستندة الى اكبر حجم ممكن من المعلومات عن مواقع واطراف الصراع المحلي.
لقد كشفت تسريبات ويكلكس ان المؤسسات العالمية الامريكية وفي طليعتها وزارة الخارجية الامريكية ومؤسساتها الاستخبارية, ومؤسسات بحثية اخرى, تقوم بجمع مدى وحجم من المعلومات تشمل تقريبا _ كل _ ما يتعلق بالخلافات المحلية واطرافها ورموزها واسبابها وحجمها.......الخ. ولا يقف الامر عند حد الخلافات, بل يتعداه الى قراءة تركيبة القوى الاجتماعية ومطالبها وطبيعة الانظمة والقدرة على استجابتها لتلك المطالب او عجزها عن ذلك.
ان الحصيلة العامة التي خرجت بها الولايات المتحدة الامريكية جراء هذا الجهد الضخم من العمل, اثمر عن رفعها مقولات ثقافية حضارية سياسية تحريضية موجهة الى مجتمعات الدول النامية, خاصة الى قواها الشبابية.تحدد لهم مطالبهم الثقافية والاقتصادية التي يعجز بها نظام حكم دولتهم ومجتمعهم الاتجابة اليها, فيحدث العنف في هذه المجتمعات ويتاح للولاايات المتحدة امريكية التدخل.
ان النهج الاستعماري العالمي اقتصاديا وسياسيا بشكل عام, هو المسئول المباشر وهو سبب الازمات الاقتصادية والثقافية السياسية التي تسحق المجتمعات النامية, ومع ذلك نجد ان هذه القوى الاستعمارية تطرح لهذه المجتمعات مطالب الحكم الرشيد والديموقراطية والعدالة الاجتمعاية, بعد ان قيدت انظمتها بازمات باليات تعيد انتاج الازمات الاقتصادية والسياسية فيها,
ان الادوات الجديدة التي تخدم الاستعمار, هي تقنية الاتصال الحديثة, وقوى الشباب, والمظلة الاعلامية, وفي حين يمكن القول ان تقنية الاتصال هي قوة محايدة يجري تحديد وظيفتها تبعا لهدف استخدامها, فان المظلة الاليات الاعلامية الرئيسية ليست بريئة سياسيا عن الانخراط المقصود بهذه المهمة, ويبقى من هذا الثالوث قوة الشباب, التي تتمتع بالبراءة والطهر والنبالة على صعيد الحركة الارادية غير انه لا يمكن اغفال انه جرى _ مسبقا _ تحديد اتجاه حركتها موضوعيا بالفكر والثقافة المطلبية الليبرالية, فبرنامج واستراتيجية الفوضى الخلاقة لا تطلب من قوة الشباب هذه سوى ايصال المجتمع الى حالة الانتفاض, وخلق مواجهة شعبية مع النظام, في حين تتولى قوى الاستعمار استكمال المشروع اعتمادا على الغفلة السياسية الموجودة.
ان دراسة خصوصيات المجتمعات حدد للقوى الاستعمارية خصوصيات التعامل معها, وما يهمنا هنا ان نرى مقدار النجاح الذي حققته القوى الاستعمارية خاصة الولايات المتحدة منها بهذا الصدد, والذي كشف مستوى تفاقم عجز قوى المعارضة بصورة عامة والقوى التقدمية منها بصورة خاصة,
ففي تونس حدثت الانتفاضة الشعبية, والتي لا ينتقص احد من قيمة تجربتها كحالة انتفاض شعبي, اثبتت قدرة الجماهير على اتاحة الفرصة للتغير, وهي تقف الان عند محاولة تحديد اتجاه هذاالتغيير الى اين, وقد تدخلت الولايات المتحددة فطرحت نفسها فورا بديلا للنفوذ الفرنسي في تونس, وتتم الان مساومة حادة مع هذه الانتفاضة الشعبية في محاولة لتحديد صيغة حكم تخدم المصالح الامريكية.
وفي مصر نجد تكرارا للسيناريو العام لما حدث في تونس, مع ملاحظة ان مستوى التخريب الاقتصادي سيكون اكبر في مصر وان الازمة ستاخذ مدى زمني اطول وان صيغة الحكم في مصر ستلعب المؤسسة العسكرية المصرية دورا اكبر في تحديدها, فلمصر خصوصيتها المميزة عن تونس, لاسباب تتعلق بلوجستية دورها الاقليمي, واهمية وزن دور المؤسسة العسكرية في الحياة القومية المصرية.
اما في فلسطين: ولخوصية شروطها واوضاعها فلم يتعدى نجاح هذا المخطط مستوى الى الان مستوى خلق الحالة الانشقاقية. وترسيخها. رغم ان المخطط الاستعماري بذل جهدا في محاولة انجاز اهداف اكبر من ذلك ويتمحور حول ضرب شرعية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية للشعب الفلسطيني والذي فشل حتى الان رغم انه الحق ضررا بهذه الشرعية,
ان الاعلان عن حزب فلسطين الحر المشكوك في اخلاقيات مؤسسيه, ومن دولة قطر تحديدا التي يحمل اغلبية الفلسطينيين شكوكا حول نهجها السياسي الاقليمي, وعلى مساحة الفيسبوك الالكترونية وعلى اساس التحريض ضد قوة المقاومة الفلسطينية التقليدية بطرفيها الانشقاقين, وفصائلها, واستتباع ذلك بتسريبات قناة الجزيرة التي لا يحترمها الفلسطينيون وحملتها الاعلامية السياسية على منظمة التحرير الفلسطينية, يرسم ملامح محاولة ضرب الوضع التفاوضي الفلسطيني غير انها فشلت في استحداث الفوضى اللازمة فيه , لاسباب متعددة اولها ان الاغلبية الفلسطينية ترفض التدخل الخارجي, خاصة المباشر السافر, وثانيا ان تسريبات الجزيرة جاءت في وقت كانت القيادة الفلسطينية فيه قد بدأت مسارات مقاومة اخرى, وثالثا ان الانتفاضة الشعبية المصرية اعترضت مسار هذا المخطط وتكاد تكون قتلته, الا اذا كانت هناك تسريبات اخرى للجزيرة تتعلق هذه المرة بحركة حماس.
في كل هذه التجارب, وليس بعيدا عنها وضع لبنان ايضا, لعب برنامج الفيس بوك, وقوة الشباب, والمظلة الاعلامية, دورا تكامليا يعمل على تحجيم حالة الانتفاض الشعبي في اطار حالة فوضى, تتيح للولايات المتحدة فرصة المساومة من افضل الشروط. فما هي المهام التي يطرحها هذا الوضع على القوى الوطنية والديموقراطية في المنطقة؟ سؤال بات من الملح الاجابة عليه عوضا عن الوقوف عند حالة التعطش العاطفي لوضع الانتفاض الشعبي؟



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عفوا جلالة الملك, لقد اغرقت البخيت مسبقا:
- مصر خارج خطر الانتفاضة وداخل خطر الانقلاب السياسي
- رسالة الى حركتي فتح وحماس: اعتبروا
- ما معنى قيام انتفاضات شعبية تخلو من المطالب القومية العربية:
- نعم لانتفاضة مصر لا للتدخل الاميركي:
- وزيرة الخارجية الامريكية ناطق باسم المعارضة المصرية ومفاوض ع ...
- مصر بين فساد السلطة وفساد المعارضة:
- مصر بين سندان الانتفاضة ومطرقة التدخل الامريكي:
- هل لا زال المعتقل مدرسة كادر؟ سؤال للرفيق احمد سعادات:
- عدونا سمك البحر وبعير الصحراء:
- الخطر المحيط بحركة الانتفاض الشعبي خاصة المصرية:
- يحدث في مصر الان:
- رسالة الى القيادات الوطنية الفلسطينية:
- الجزيرة تكشف ايضا عدم اصالة موقف حماس الحقيقي من المصالحة:
- احداث طرابلس وقطر وقناة الجزيرة:
- مخرج الازمة اللبنانية بيد الرئيس ميشيل سليمان؛
- ندعوا دولة قطر و قناة الجزيرة لتبني قضية التحرر والاستقلال ا ...
- لا يا وزير الداخلية المصري, شهداؤكم كانوا يدافعون عن مصر:
- لن تاخذني قناة الجزيرة الى حيث تريد:
- موقف المقاومة اللبنانية هل هو حكمة او جبن:


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - كيف يجري تنفيذ نظرية الفوضى الخلاقة: