أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبعوب - واشنطن لا تريد فهم الدرس!!














المزيد.....

واشنطن لا تريد فهم الدرس!!


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 3267 - 2011 / 2 / 4 - 14:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"نسبت نيويورك تايمز إلى مسؤولين أمريكيين ومصادر دبلوماسية عربية قولهم أنه رغم رفض مبارك حتى الآن التنحي فإن المفاوضات تجري بين حكومتي واشنطن والقاهرة ليستلم عمر سليمان السلطة ويبدأ إصلاحات دستورية". هذه الفقرة من خبر تناقلته وسائل الاعلام اليوم تحت عنوان "نيويورك تايمز: واشنطن تبحث مع مسؤولين مصريين سيناريو تنحي مبارك" استفزني واكد لي أن واشنطن لم ولن تتخلى عن سياسة حشر انفها في شؤون الآخرين مهما كلف الأمر من ضحايا وتضحيات تقدمها الشعوب وتحصد امريكا ثمارها..

إن التساؤل المهم الذي يطرحه هذا الخبر هو : بأي حق وأي شرعية تفاوض واشنطن القاهرة على كيفية إتمام عملية تغيير نظام الحكم الذي هو في الأصل شان داخلي يهم مصر والمصريين وحدهم؟
وهل إنضمت مصر دون علمنا الى الولايات المتحدة الأمريكية لتصبح الولاية الـواحدة والخمسون في الدولة الاتحادية الأمريكية، وبالتالي اصبح من حق الحكومة الاتحادية الأمريكية التدخل فيها وفرض رؤيتها في اسلوب تغيير حكومتها؟؟!!!

حقيقة أن ما يجري في المنطقة العربية من مخاض ثوري شعبي مؤلم ومكلف من ارواح ودماء واقتصاد اهلها، هو في جزء كبير منه نتاج لتدخلات امريكا السافرة والمعادية لتطلعات الجماهير نحو الديمقراطية والحرية والتقدم، هذه الحقيقة لا يختلف عليها إثنان، فحيث ما وجدت أزمات وانفجارات جماهيرية وجدت آثار لأقدام أمريكية قذرة، والتاريخ يحفظ لنا الكثير من الشواهد على ذلك، فمصر بعد أن كانت قلعة للتحرر والتقدم والنهوض بمقاييس الستينات من القرن الماضي، تحولت في عهد السادات بعد أن أوقعته واشنطن في قبضتها، الى وكر للتخريب والجوع والفقر والأمراض السياسية المزمنة، وفي ايران يقدم لنا نموذج الشاه خير مثال على المنتج الأمريكي السيء في ادارة البلاد والذي افضى في نهاية المطاف الى ثورة فرضت واقعا جديد تحول وبسرعة الى دكتاتورية دينية لاتخدم تطلعات الشعب الايراني نحو التقدم والرقي..

ويقدم النموذجان التونسي والمصري اليوم احدث النتاجات المأزومة لصانعي السياسة الأمريكيين المتخصصين في ادارة الشرق الاوسط، فالرئيس التونسي الهارب بن على لا يخفى على أحد ارتباطه بالدوائر الأمريكية، والموقف الأمريكي المبارك بصمته عن المجازر التي تعرض لها الشعب التونسي يوضح مدى ارتباط بن على بواشنطن.. وبعد أن تاكد لواشنطن من خلال تجربة تونس أن رجالها الذين زرعتهم في مؤسسات الحكم او الذين استطاعت استمالتهم وتوظيفهم لخدمة مصالحها لم يعودوا في مأمن من غضبة الجماهير وأنهم فقدوا كل شرعية مزورة كانوا يحتمون بها، نراها تبادر في مصر قبل رئيسها صاحب الشأن في تناول ثورة ميدان التحرير وتدفع بسلسلة من الاقتراحات وبشكل تنازلي لانقاذ النظام ، لتنتهي اليوم الى التخلي نهائيا عنه وتتسلق عربة الثورة الشعبية والظهور بمظهر المؤيد للثورة ضد مبارك ونظامه بدعوات حادة وواضحة لمبارك بالتنحي وتسليم السلطة الى حكومة انتقالية..

تعتقد واشنطن وبكل سذاجة أن ذاكرة الشعوب العربية ضعيفة، وان الشعب وقياداته السياسية يمكن ان تنسى مع مرور الزمن أن ما تعرض له الشعب المصري من محن وتردي وفقر هو نتاج مباشر لسياسات واشنطن التخريبية والمكرسة لحماية دولة المسخ "اسرائيل" من خلال إضعاف مصر وإبقائها رهينة للأزمات والتوترات، لكن على واشنطن أن تتيقن رغم أنها فعلا قد زرعت رجالها في صفوف الثورة ، عليها أن تتيقن من أن الشعب المصري لن ينس دورها في تخريب بلاده وإفقارها وجعلها رهينة للبنوك ومؤسات المال العالمية، وان هذا الشعب كما سحق نظام مبارك اليوم، سيسحق اي عميل تدفع به واشنطن غدا لتخريب مصر وتنفيذ الأجندة الأمريكية المعادية لنهوض مصر والامة العربية.

فهل تستوعب امريكا اليوم هذا الدرس كاملا بعد أن استوعبت الجزء الذي أكد لها ان رموزها في سلطة القرار بالمنطقة العربية قد استهلكوا ولم يعودوا صالحين وتجب إزاحتهم؟ وهل تعيد إدارة الرئيس أوباما حساباتها وتصحح سياساتها تجاه المنطقة العربية وتكف عن حشر انفها في تفاصيل الشؤون العربية، وتحترم إرادة الشعوب العربية في التحرر وإقامة ديمقراطية حقيقية تحترم خصوصيات المنطقة وتخرجها من دائرة التبعية والهيمنة؟؟



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النار فوق الرماد..
- تونس .. أين؟!!
- الجنرال بشير يعلن الانفصال المسبق لشمال السودان عن جنوبه!!
- -اسرائيل- واقع .. لكنها ليست حقيقة
- مقتل -إسرائيل- في قطع حبلها السري مع الغرب
- اعلن: أنا معاد للسامية
- العلاقات الأمريكية الصينية .. الصدام حتمي
- الحوار المتمدن.. الأرقام تغني عن الكلام
- -اسرئيل- تغلق كل المخارج.. هل يعود الحكام العرب الى شعوبهم؟! ...
- محاولة لقراءة مقطوعة -حدث في العامرية- للفنان نصير شمه
- -اسرئيل- عضو فاعل في حلف الناتو!! أيها العرب ماذا انتم فاعلو ...
- نصير شمة يحلق في سماء طرابلس
- هجمات 11 سبتمبر لا تزال تؤثر على صحة الأمريكيين، فكيف هي صحة ...
- وجرحك لن يندمل إلا بمثولك أمام محكمة جرائم الحرب
- بعد أوروبا وأمريكا..المسلمون يخسرون الصين كساحة وحليف..
- لتكون تقدميا، هل يجب عليك التخلي عن ثوابتك ؟!!
- دعم التطرف ووأد الاعتدال.. حوادث يفرن نموذجا
- الدومن .. الى متى تبقى أسيرة اللعبة الأمريكية؟
- البحر الاحمر .. من المسؤول على تدويله
- انهيار الاقتصاد الأمريكي يؤذن بنهاية الرأسمالية، ويؤكد حاجة ...


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبعوب - واشنطن لا تريد فهم الدرس!!