أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سامي المصري - شهداء كوبري عباس يحيون شهداء ميدان التحرير














المزيد.....

شهداء كوبري عباس يحيون شهداء ميدان التحرير


سامي المصري

الحوار المتمدن-العدد: 3266 - 2011 / 2 / 3 - 23:50
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


نهاية عصر الملك فاروق اتسمت بالاغتيالات السياسية، وانعدام الأمن في الشارع المصري مثل حادث نسف سينما مترو أثناء حفلتها الصباحية، والمظاهرات المستمرة في الجامعة والمدارس ثم حريق القاهرة الشهير يوم 26 يناير 1952، وانهيار الحكومة وتساقط الوزارات الواحدة بعد الأخرى، مع الإعلان عن إقفار خزانة الدولة التي كانت تعاني من عجز مالي شديد نتيجة للفساد وبعد حرب فلسطين، حتى انه قد وضع في الاعتبار أن الدولة قد لا تقوم بصرف المرتبات لموظفيها بشكل شهري.

كل ذلك الارتباك لم يمنع الدولة من اتخاذ إجراءات قمعية عنيفة ضد المتظاهرين عايشها جيلنا. ولعل أشهر تلك الأحداث هو حادث فتح كوبري عباس على طلبة الجامعة المتظاهرين. كان المسار المتكرر لمتظاهري جامعة فؤاد (جامعة القاهرة) هو الذهاب للقصر العيني ليلتحموا بطلبة كلية الطب عبر كوبري عباس ثم يتحركون معا للتظاهر أمام البرلمان. مسار المظاهرات المتكرر أوحي لحكمدار القاهرة بفكرة جهنمية وهي أن ينتظر المظاهرة حتى يصل الجزء الأكبر منها أعلى الكوبري ثم يقوم بفتح الكوبري الذي كان في ذلك الوقت يلف حول محور من منتصفه، ليسمح بمرور المراكب. بعد أن قام بفتح الكوبري على الطلبة المتظاهرين فصاروا معلقين بلا مهرب سوى مياه النهر من جانبي الكوبري، ثم أمر قواته بإطلاق النار على الطلبة المحاصرين فوق الكوبري بكل جبن، فألقى الكثير من الطلبة بأنفسهم في النهر هربا من رصاص البوليس، واستشهد أعداد كبيرة من الطلبة في هذه المذبحة. دم الشهداء أنار طريق الثورة التي حررت مصر من الفساد والاستعمار فتحقق جلاء القوات البريطانية الذي كان المطلب الأول للشعب والمتظاهرين.

ذلك الفيلم دار بمخيلتي وأنا أسمع أخبار القناصة اللذين أطلقهم مبارك وابنه ليصيدوا شبابنا الرائع بميدان التحرير بالرصاص من فوق الأسطح. التاريخ يعيد نفسه. وجريمة مبارك وابنه هي نفسها جريمة حكمدار القاهرة سليم زكي الذي أراد أن يحمي ملك فاسد وينفذ تعليمات سلطات الاستعمار البريطاني. مبارك وعصره الأسود الذي باع مصر لإسرائيل وللوهابيين السعوديين مبارك السمسار الذي يحمي الاستعمار الجديد ممثلا في شركات أجنبية تبتز حقوق الشعب المصري بينما الشباب لا يجد عملا، يستجدي الأجانب للعمل في الشركات القومية التي باعها مبارك السمسار للسعوديين والأجانب بلا ثمن نظير عمالته. الاستعمار الجديد لمصر لا يتكلف جنود ولا عتاد حربي لكن كل ما يتكلفه هو السمسرة التي يدفعها لمبارك وعصابته التي تتحكم في خيرات مصر وتذبح الإنسان المصري. الحكومة التي تطلق على شعبها الرصاص كما يطلقون البلطجية الذين يركبون الجمال والخيل، يحملون الجنازير والسنج والسيوف، في منظر يثير أقصى درجة من التقزز والاشمئزاز، يعود بمصر الحضارة إلى العصور الهمجية لما قبل الحضارات، ليسحق شعب يطالب بحقه في الحياة. يا مبارك يا من تفتخر بأنك كنت قائد للقوات الجوية كيف هداك تفكيرك الرجعي الإجرامي لهذا الأسلوب البربري القمعي الهمجي لمجابهة شعب مصر الحر. أيها المسئولين الذين تتشدقون بالكلمات الناعمة سواء حديث مبارك أو نائبه أو رئيس الوزراء أو أي من صناع الكلام أمثال مصطفى الفقي وغيرهم من عملاء النظام، كيف يمكن أن نصدق حرف واحد من حديثكم الذي يحمل الوعود المعسولة والكلام الزلق بينما على أرض الواقع نجد مهزلة يدمي لها القلوب.

من العجيب أن يقوم النظام بعمل مظاهرات من البلطجية ورجال الشرطة لتأييد النظام الساقط ورئيسه، مُجهَّزين بالأسلحة البيضاء للعدوان على الشعب الحر. والأعجب من ذلك أن يقوم رجال الدين من الجانبين المسيحي والإسلامي بتأييد مظاهرات البلطجية، يا للعار.

خلال 30 عاما من الفساد، لم يقم هذا النظام بأي محاولة للحوار مع الشعب في أي مرحلة من مراحل حكمه الإرهابي بل قام بنشر الإرهاب وترويع هذا الشعب الآمن، فكان يتعامل دائما بالمراوغة وأساليب البلطجة التي وسمت كل أعماله. فحتى الانتخابات النيابية لم تكن تتم إلا من خلال أعمال البلطجة ويسمون ذلك ديمقراطية!!!! وحتى هذه اللحظة المظلمة جدا من تاريخ مصر لم يلجأ النظام للحوار مع أصحاب الحق في هذا الوطن، الذين اغتصبت كل حقوقهم المشروعة.

يا شباب مصر العظيم، إن كل العالم ينظر إليكم في إعجاب، وأنتم تصنعون التاريخ وترسون مبادئ الحرية والحق بأسلوب رفيع متحضر، وأنتم تحت قوي الإرهاب والبربرية والرجعية لعصر مبارك الأسود.



#سامي_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبارك يستقوى بالخارج ضد الوطنية المصرية
- سحب الأمن من شوارع مصر لنشر الفوضى هي آخر جريمة لعصر مبارك
- الغضب الساطع آتى ... يا مبارك
- عار العمرانية (1) «إذا لم تستحي فافعل ما شئت»
- التطرف الديني الإسلامي المسيحي يذبح مصر
- رسالة الأخت فاديا سعيد والتعقيب عليها
- لكل مجال مقال
- الأنبا شنودة عطَّل الكتاب المقدس بثلاث عبارات
- لائحة 1938 والأنبا شنودة -3 دور حبيب باشا المصري
- لائحة 1938 والأنبا شنودة -2 رد على رسالة
- لائحة 1938 والأنبا شنودة -1 تاريخ ظهور اللائحة
- الأنبا شنودة وحافة الكارثة 5- التعاون الحكومي مع البابا لذبح ...
- الأنبا شنودة وحافة الكارثة ... 4- الدولة المدنية والزواج الم ...
- الأنبا شنودة وحافة الكارثة (3)
- الأنبا شنودة وحافة الكارثة (2)
- الحاجة الإنسانية المُلحَّة للدين
- إبراهيم هلال وحوار مخجل بالمصري اليوم
- رسالة عز للأقباط «بزيارته للغول في قريته بقنا»
- «لا يا شيخ!!!»
- جريمة في مرسى مطروح... 1- «الأقباط تحت السبي»


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سامي المصري - شهداء كوبري عباس يحيون شهداء ميدان التحرير