أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماهر علي دسوقي - كومونة فقراء القاهرة















المزيد.....

كومونة فقراء القاهرة


ماهر علي دسوقي

الحوار المتمدن-العدد: 3266 - 2011 / 2 / 3 - 23:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كومونة فقراء القاهرة

بقلم: ماهر دسوقي

لو رامَ امرؤٌ أن يطلق مسمىً ما ، على خلفية ثورات الجياع والفقراء .. والمشردين .. والمهمشين .. والمضطهدين .. من أبناء جلدة العرب، بعد سُباتٍ عميق، ظن البعض بأنه أبدي .. لوجد أنه في "حيرة" واضحة، ولعلها ايجابية ، لما يمكن أن يقال بشأنها وحضورها وجلالة دورها ومكانتها ، خاصة بعد تصديها لكل محاولات الإلتفاف عليها وتزويرها ..

لقد صمد شعب تونس في وجه الدكتاتور الفاسد .. وأسقطوه .. لتنتقل الشعلة الى مصر عبد الناصر .. ولتخط معالم تجربة غاية في الإبداع والتصدي ، لمجرم وإرهابي محلي متمرس .. مدعوم من رموز الإرهاب الكوني ..

فقامة الشعب إنتصبت عملاقةً في وجه اللصوص والقتلة وسماسرة الأوطان .. لتكتب بحروف من دماء عِبرَ التاريخ .. ودروس الحاضر .. وآفاق المستقبل .
فهذا فعلٌ لا يحمل في طياته خديعة ، أو نهجاً ملتوياً بل هو إعادة تأكيد للذات الوطنية الطبقية في وجه الأعداء القوميين والمحليين ، بعد أن حاول البعض ليَّ عنق الحقائق .. وتزوير إرادة الشعوب برهنها باتفاقيات مذلة ترافقت مع محاولات شرسة لإعادة صياغة المشهد العربي .. على صورة الأمريكي .. وتحويله الى "نسخ ومسخ" .. لا يتأتى او ينشأ عنه أي فعل أيجابي ..

لذلك كرّس المفسدون حالة من الارهاب المحلي .. والنفاق السياسي .. وترويج المخدرات .. وإلإفساد وشراء الذمم .. وقمع الحريات وتدجين المثقفين والإعلاميين .. للبقاء أطول مدة ممكنة في السلطة ، ولحماية المشروع النهبوي الأمريكي وحليفته اسرائيل .

على أن أنفجار اللحظة التاريخية أبى الا ان يطل برأسه الآن .. فقط طال زمن الاستعباد والتبعية والبطالة والفقر والاذلال .. ومحاكاة الأمريكي في مشروعه وسلوكه ونظرياته وطريقة عيشه .. فتحرك الشعب الغاضب بكل قوة .. ليزلزل الأرض تحت اقدام أعداء الحرية والعدالة الاجتماعية رافضاً تلك التسميات التي حاولوا وصف ثورته بها .."كثورة الياسمين" او "ثورة اللوتس" او ما شابه..
فكيف يمكن لثورة الجياع والمضطهدين ان تكون "ناعمة" او "لطيفة" .. حتى لو اراد الشارع ذلك تجاوزاً ، فإن ادوات البطش المحلية المدعومة بثقل الارهاب العالمي ستحول دون ذلك بالتأكيد .. ولنا فيما يحدث في مصر الآن خير دليل وبرهان ..

فالحراك "اللطيف" ، ان صح التعبير، مصطلح ارادته الولايات المتحدة و"أزلامها" في المنطقة ، لتثبيت عناوين مزيفة ، ولحرف الأنظار عن عمق المأساة التي تعيشها الطبقات الكادحة والفقيرة في المجتمعات العربية .. ولإبعادهم عن الجوهر الطبقي للصراع .. فهي محاولة لتجميل الصورة وتحسين "ديكور" النظم .. واستبدال الأحذية القديمة البالية بأخرى اكثر "حداثة"..
وفيما يظهر للمتتبع ، فقد ظهر هذا المصطلح الغريب اول ما ظهر في بقايا فلسطين .. حين قدم احد رموز اليسار السابق "هدية" انتصاره في المجلس التشريعي الى عضو الكونغرس الامريكي "جون كيري " مؤكداً له ان عهداً جديداً قد بدأ في مواجهة الاحتلال و ذلك عبر النضال بطريقة "لطيفة!!" و يا لها من تسمية ؟!

فالمطلوب أمريكيا حراك شعبي “MODERN” لا يشكل خطرا على مصالحها و لا يسقط اتفاقيات سلام مزورة .. و يحول دون النضال الطبقي الحقيقي .. و يظهر القمع و الفساد و الاستبداد على أنه فعل داخلي أصيل .. و ليس نتاج ارتباط خارجي مبرمج .. و ليحول نضال الشعوب المستعمرة الى "كاريكاتير" فارغ .

و عليه فان ما يجري في مصر الان و ميدان التحرير حصرا .. هو كومونة فقراء القاهرة .. التي تجاوزت بتطلعاتها أحزاب الهزيمة و الارتزاق و نظام الفساد و الاستبداد .. رغم كل مظاهر القمع و القتل و الحشد لجيوش المغافر و المخبرين و اللصوص .. فشباب الكومونة القاهرية يقاتلون بامكانياتهم الذاتية دونما مشاركة حقيقية من جهات أو أحزاب .. تسعى في معظمها لانقاذ النظام و توسيع تمثيلها السياسي ، بعد ان احتكر الحزب الحاكم كافة مقاليد السلطة .. مع ابقاء حالة النهش قائمة للمحاربين في ميدان الحرية من قبل اوباش و كلاب نظام مبارك .. لتحسين فرص المساومه.
و من غرائب الامور حقا .. أن يتحول التابع الامريكي مبارك و بقدرة قادر لدى البعض الى "مناضل" ضد سطوة ال CIA” " ، و تتحول الجماهير الغاضبة الى مرتزقة امريكان .. و كأن مبارك لم يكن و ما يزال حجر الزاوية في مؤامرات الولايات المتحدة على شعوب المنطقة بأسرها .. من العراق الى فلسطين وصولا الى اليمن و لبنان ..

ان ضمانة التغيير تكمن في ارادة الشعب و ليس في البيت الابيض او دوائر الاستعمار الغربي .. و ما محاولات أصحاب نهج الدفاع عن مبارك الان و رد التهمة عنهم بانهم ضد الارتهان بالخارج ما هي الا دربا من دروب التعمية على الحقيقة .. لإدامة نهج فاسد لفظه اسياده صاغرين بفعل ثورة الجماهير المصرية الغاضبة ، و عينهم دائما على امن اسرائيل و اتفاقيات كامب ديفيد لا على كلب حراسة شاخ وسقط ..

و العبرة هنا لباقي كلاب الحراسة العرب .. و احزاب المعارضة السلطوية ، الذين باتوا يرتعدون خوفا على مستقبلهم و مصالحهم .. بعد أن تجاوزتهم و اسيادهم بطولات شعوب مقهورة..
و من ثم، فان ابرز الدروس التي سجلتها كومونة فقراء القاهرة حتى الان تشير الى :
1) ان نظم القمع و الاستبداد هي اول من يلجأ الى التخريب و التدمير و الحرق و العنف المفرط لاجهاض الثورات.
2) انه لا بد من قيادة طليعيه تتجاوز حالة الاحزاب المستهلكة و الخانعة.
3) العنف السلطوي لا بد و أن يواجه بعنف شعبي لانجاح الثورة.
4) نبذ كافة المرتهنين بالمشروع المضاد و سياسة التبعية.
5)حالة الفقر لوحدها غير كافية ما لم تترافق مع حالة وعي عميق.
6) رفض سياسة التدجين و اسقاط القيادات الخارجية على الجماعة الوطنية.

و على اية حال ، و مهما كانت النتائج القادمة فان هناك لحظات في التاريخ يصبح فيها النضال الضاري الذي تخوضه الشعوب ، و ان يكن في سبيل قضية غير محسومة على ما يظهر ، ضرورية للتربية اللاحقة لأجيال المستقبل ، و الاعداد للنضال القادم ، كما يشير أحد فلاسفة القرن العشرين ..

علما بأن هناك مسؤولية خاصة تقع على عاتق المثقفين الثوريين الذين يمكن لهم تشكيل "اسمنت عضوي" مع جموع الثائرين .. و ربط البنية الاجتماعية بالبنية الفوقية .. لتتيح وفق ذلك تكوين "كتلة تاريخية جديدة" في اطار الصراع الطويل و المعقد ضد دول الاستبداد .. وفق تسمية غرامشي ، و المعروفة أيضا باسم "حرب الخنادق" ، و هي حرب ينبغي أن تُنقي وتُطوَر من خلالها أشكال التنظيم الذاتي للجماهير .. و تكون بمثابة مقدمة و جنين لتدمير اسس نظم الفساد و دول الاستبداد و التبعية ..

تاريخ الشعوب العربية يعاد كتابته من جديد .. فيا أمة العرب انتفضي..



#ماهر_علي_دسوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بو عزيزي سبارتاكوس العرب


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماهر علي دسوقي - كومونة فقراء القاهرة