أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد هادف - الانفصال في ضوء نظرية المؤامرة: تأملات في المخطط / الجزائر نموذجا*















المزيد.....

الانفصال في ضوء نظرية المؤامرة: تأملات في المخطط / الجزائر نموذجا*


سعيد هادف
(Said Hadef)


الحوار المتمدن-العدد: 3266 - 2011 / 2 / 3 - 15:45
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


ما هو الانفصال؟ وهل هو ظاهرة صحية أم مرضية؟ وهل له من منافع عامة؟ أم أنها منافع تستفيد منها فئة محدودة على حساب أغلبية مخدوعة؟ هل خطورة الانفصال تتمثل في كونه نزعة قد تكون فردية أو جماعية؛ أم في كونه مخططا سريا يتغذى من هذه النزعة لأهداف معادية للديمقراطية وحقوق الإنسان؟
ما هي الأسباب الكامنة وراء هذا المخطط؟ وكيف يتم معالجة ظاهرة الانفصال؟ وماذا يعني مفهوم الاتحاد الذي يتغنى به الكل؟ وما لفرق بين الاتحاد والهيمنة؟أليس الاستقلال النسبي للجهات والأقاليم وتحررها من المركز شرط لتعزيز الاتحاد بمعناه العميق؟
تفيد الوقائع الملموسة التي تعيشها المجتمعات الموصوفة بالعربية، أن "الانفصال" ظاهرة تم تعميمها على أوسع نطاق، تيمنا بسياسة "فرّق تسدْ" التي برع فيها الغرب الإمبريالي بالتواطؤ مع أذنابه.
بعد الاستقلالات الوطنية، عملت الأنظمة العربية التي ورثت أساليب المحتل، وهي أساليب معادية لمبادئ الديمقراطية، عملت على تنويع وتطوير سياسة "فرق تسد"؛ فدعاة العروبة بخطابهم العنصري الشوفيني عملوا على إقصاء بقية النخب وكرسوا وضعا لا يعترف بالاختلاف، وعلى هديهم سار الأصوليون الذين خلقوا جماعات منغلقة ومعزولة عن محيطها الاجتماعي الطبيعي، ودمروا العلاقات الأسرية والاجتماعية، ثم بالتواطؤ مع جهات محلية وعالمية سلحوا تلك الجماعات وسلطوها على شعوبها، كما سخروها لضرب أي تقارب بين المسلمين والغرب؛ أما النخبة الموالية للغرب، فرانكفونية كانت أو أنكلوسكسونية لم تشذ عن القاعدة، فقد ظلت تعاني من قصور فكري، وبعض عناصرها أصبح أداة في المخطط الذي طورأسلوبه الجهنمي في إذكاء نزعة الانفصال الوجداني عبر تعميق التمثل المأساوي للهوية، وانبرى لتدمير مجتمعاتنا بإشعال فتنة الخصوصيات (الأمازيغ، الأكراد، الأقباط، الزنوج...).
على مستوى آخر، تحتاج بعض المحطات التاريخية إلى قراءة جديدة مثل مجزرة 8 ماي 1945 التي اقترفتها السلطات الفرنسية في حق المتظاهرين الجزائريين، وهي مجزرة لم تكن في مصلحة فرنسا، ولم يكن الهدف منها سوى ضرب الأفق الفرنسي الجزائري، وتعطيل أي تقارب بينهما؛ واختطاف طائرة الطاقم السياسي الجزائري سنة 1956، كان الهدف منه ضرب العلاقة المغربية الفرنسية من جهة،والعلاقة التونسية الفرنسية من جهة ثانية وضرب الثقة المغربية الجزائرية من جهة ثالثة، وتعميق العداء بين فرنسا والجزائر من جهة رابعة؛ وهذان الحادثان لا يمكن تصنيفهما إلا في خانة المؤامرة التي لعبت فيها عناصر جزائرية دورا محوريا، داخل الصراع الفرنسي الأمريكي أو في نطاقه الواسع الفرانكفوني الأنكلوأمريكي.
إن مافيا الغرب التي لم يعد لها موضع قدم في بلدانها الديمقراطية، وجدت ضالتها في مجتمعاتنا ، وتحالفت مع أشباهها المتنفذين على مستوى السلطة الحاكمة، وعلى مستوى المعارضة ذات الخصوصية الدينية أو الثقافية أو العرقية؛ وقد نجحت هذه المافيا في توظيف أنظمة بعينها للاضطلاع بهذا الدور تحت غطاءات سياسية. العصابة التي أجهزت على الجزائر بعد جلاء المحتل الفرنسي، هي أحد أبرز وأخطر المتحالفين مع لوبيات الغرب. هذه العصابة التي مارست النصب والاحتيال والجريمة باسم السياسة، سهرت بكفاءة عالية على تطبيق سياسة "فرق تسد"، وبمجرد أن استولت على السلطة سنة 1962، استأنفت تنفيذ الأجندة الموكلة إليها، فأقصت الساسة والمثقفين الأسوياء أو نفتهم أو اغتالتهم، وتفننت في بث مشاعر العداء بين الجهات. ثم استدارت إلى محيطها، فأشعلت حرب الرمال سنة 1963، وهي حرب لا يمكن تفسيرها إلا بعزل الجزائرين وقطع صلة رحمهم بالمغرب، وإمعانا في الجريمة شردت آلاف الأسر المغربية الجزائرية سنة 1975، إنها ممارسات لا يمكن وصفها إلا بالعدائية والإجرامية ولا علاقة لها بالسياسة؛ وإمعانا في بث ثقافة العداء وتكريس الانفصال، احتضنت جبهة البوليساريو، ونجح المخطط في خداع الأبرياء بتهجيرهم إلى مخيمات تندوف، وقد اعتمد أسلوبا مطابقا لأسلوب الصهيونية في تهجير أبرياء اليهود عن بلدانهم الأصلية. وإمعانا في الجريمة، أغلقت العصابة الحدود وصعّدت من خطابها العنصري الانفصالي وهدفها ضرب الذاكرة المشتركة وتعميق مشاعر العداء بين الشعب الواحد الجزائري المغربي، وعملت على ضرب الوجدان المشترك، وهو أخطر أنواع الانفصال.
والسؤال المطروح كيف تدعي هذه العصابة دعم البوليساريو في حق تقرير مصيرها، في حين ترتكب جريمة في حق أكثر من ستين مليون جزائري ومغربي وموريتاني؟ هل تعطلت قدرتنا على الفهم إلى درجة لم نعد نفرق فيها بين الجريمة والسياسة؟؟؟؟؟؟؟
يجدر بنا في هذا المقام، أن نذكر المثال الباكستاني، وهو أحد أبرز تجليات المخطط الانفصالي، حيث نجحت مافيا الغرب في توظيف الإسلاميين من أجل فصل إقليم باكستان عن الهند، بعد أن تأكد لها أن الهند لم تعد أرضها المثالية لتنفيذ مشاريعها، وقد نجحت في تحويل باكستان إلى معقلها الخاص. هند اليوم وباكستان، نموذجان نقيضان: الأول مثال للديمقراطية والاستقرار والتطور والثاني مثال للاستبداد والفساد والفقر والإرهاب. فلو افترضنا أن حزب التحالف الإسلامي طالب بحكم ذاتي لباكستان في إطار الأمة الهندية، لكان مصير الباكستانيين أفضل بكثير مما هو عليه اليوم.
النظام الجزائري الذي خدع شعبه في السبعينات مدعيا أنه سيجعل من الجزائر "يابان أفريقيا"، ظل يعمل على جعل الجزائر "باكستان أفريقيا"، بل أسوأ من باكستان. إن العصابة التي قادت الجزائر، قامت بأكبر مؤامرة ضد الشعب الجزائري ومحيطه. فالخطاب السياسي الجزائري، ومن حوله الخطاب الإعلامي، يعملان معا على تزييف الحقائق وتشويه المفاهيم وترسيخ ميكانزمات التجهيل والتخويف والتفقير والتسطيح. وفي الوقت الذي يعملان على دفع البوليساريو لرفض مقترح الحكم الذاتي بدعوى أنه يتعارض مع حقهم في تقرير مصيرهم، يصفون دون حياء، حركة فرحات مهني بالانفصالية، مع أن فرحات مهني لا يعمل على انفصال منطقة القبايل، بل يدعو إلى حكم ذاتي، والحكم الذاتي هو آلية لتعزيز الوحدة وليس العكس.
أملي، أن تنتبه النخبة إلى خطورة الوضع الذي يتعاظم، وقد وجب أن نعي أن الأرض والإسلام والمزوغة والعروبة والزنوجة هي ملك مشترك لكل الشعب المغاربي، ولا يحق لشخص أو جهة أن تحتكر هذا الإرث المشترك، وأن هذه الخصوصيات يجب أن تكون عامل قوة واستقرار، وأن المعركة الحقيقية هي معركة الديمقراطية وحقوق الإنسان والتنمية، وأن كل من يسبح خارج هذا المجال، لا يمكن تصنيفه إلا كمعاد لمصالح الشعب، وكأداة لتعطيل المشروع الديمقراطي، وبالتالي فهو أداة لتفعيل "مخطط الفوضى" في المنطقة.

• ورد هذا المصطلح لأول مرة في مقالة اقتصادية عام 1920م ولكن جرى تداوله في العام 1960م، وتمت بعد ذلك إضافته إلى قاموس أكسفورد عام 1997م. نظرية المؤامرة (بالإنجليزية: Conspiracy Theory‏) محاولة لشرح السبب النهائى لحدث أو سلسلة من الأحداث (السياسية والاجتماعية أو أحداث تاريخية)على أنها أسرار، وغالباً ما يحال الأمر إلى عصبة متآمرة بشكل منظم هي وراء الأحداث، كثير من منظري نظريات المؤامرة يرون أن الأحداث الكبرى في التاريخ قد هيمن عليها المتآمرون وأداروا الأحداث السياسية من وراء الكواليس.



#سعيد_هادف (هاشتاغ)       Said_Hadef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغرب الكبير وسؤال المستقبل: تونس ساحة أخرى للصراع بين القو ...
- نزاع الصحراء: من يكسب الرهان؟؟؟
- الجهوية الموسعة والحكم الذاتي: الدينامية الدموقراطية والدينا ...
- الاتحاد المغاربي: التاريخ المعطى والتاريخ البديل
- الجزيرة في المغرب والمغرب في الجزيرة
- مؤتمر السمارة وقمة سرت: التاريخ واللاتاريخ
- المغرب والجزائر: رحلة السلام تبدأ من تندوف
- مناطق للسلام وأخرى للفوضى : من يصمم خارطة المستقبل المغاربي؟
- العلاقة الأمريكية بالعالم الإسلامي: أي آفاق؟
- حمى المونديال : الجزائر صيف 2010
- محمد لبجاوي:صوت الشجاعة والأمل
- الشعر، السياسة، التاريخ....
- الحريات في الجزائر ملف معقد وستكون له تبعات على مستقبل النظا ...
- على هامش أربعينية وفاة عائشة مختاري:متى تخضع كل القوانين إلى ...
- محمود درويش/ شهادة
- أفريقيا كفضاء أيكوثقافي: العلاقة المغربية الجزائرية نموذجا
- الشرط الغائب في مشروع الاتحاد من أجل المتوسط*الجزائر في أفق ...
- التعديل الدستوري الجزائري
- في صميم الجدل الدائر حول تصريحات أدونيس
- الجزائر في أفق 2012، الذكرى الخمسينية لاتفاقيات إيفيان (الحل ...


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد هادف - الانفصال في ضوء نظرية المؤامرة: تأملات في المخطط / الجزائر نموذجا*