أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - ناظم ناظم - تونس : مسرحية وزارة الداخلية















المزيد.....

تونس : مسرحية وزارة الداخلية


ناظم ناظم

الحوار المتمدن-العدد: 3266 - 2011 / 2 / 3 - 15:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


تونس : مسرحية وزارة الداخلية
تستحقّ إنتباها خاصا ملاحظة ماركس العميقة منتهى العمق القائلة إنّ تحطيم آلة الدولة البيروقراطية العسكرية هو "الشرط الأولى لكلّ ثورة شعبية حقّا ." ( لينين – "الدولة و الثورة")


للمرّة الأولى طلع علينا وزير الداخلية الجديد فى حكومة الغنوشي، فى قناة حنبعل مساء يوم الثلاثاء 1 فيفري 2011 ، يوم زرعت مليشيات التجمّع و زرع أفراد من الشرطة الهلع فى نفوس الناس لا سيما العاملين و الدارسين بالإعداديات و المعاهد الثانوية و روّعوهم أيما ترويع. و أتى هذا الظهور على الشاشة بعد ان أدلى بتصريحات بالهاتف قبل أيّام للحديث عن ما حدث فى ساحة الحكومة فى القصبة و بعد أن وردت أنباء (يوم الإثنين ) عن تعرّضه لهجوم أعوان الأمن فى وزارة الداخلية فبدا المسؤول عن مذبحة القصبة فى آن معا ضحيّة لمؤامرة و مصلحا جسورا أقدم على إدخال تغييرات فى عدد من إدارات الوزارة ( بلغ 27 فردا حسب تصريحه) فما مضمون اللقاء التلفزي و الرسائل التي اراد إبلاغها هذا الذى سُرق معطفه وهاتفه الجوّال!
1- ما تجنّب الخوض فيه :
عمدا عامدا تجنّب الخوض فى مسألة حلّ الأمن السياسي مدّعيا أنّه لا يعلم حتى أين توجد المصلحة بوزارة الداخلية و معتمدا أسلوب التسويف بدعوى انّه لم يطّلع بعد على الملفّ . ثمّ سعى لإسكات المحامي الذى كان يقدّم معطيات دقيقة عن ما حصل بالقصبة يوم الجمعة و بعد ذلك تجاهل تماما مطلب حلّ التجمّع الذى أثاره المحامي و لم ينبس ببنت شفة فى هذا المضمار.
2- عن ما حدث بساحة القصبة:
وهو يعتقد أنّ بإمكانه تضليل كافة الشعب ، تقدّم هذه المرّة برواية جديدة هي الثالثة أو الرابعة فى جعبته حيث يوم السبت التالى للمذبحة إدعى أنّه غير ماسك بالملفّ و تقريبا لا علم له بما جرى ليصرّح لاحقا بأنّ قوات القمع توجهت للقصبة لرفع الحواجز تسهيلا لعملية المرور و الهجوم الذى قامت به لا يعدو أن يكون ردّ فعل على إستفزازات المعتصمين و فى هذه المناسبة الأخيرة إعترف بأنّ الأمر خيار من خيارين لردّ الإعتبار لهيبة الدولة و دواليبها الحكومية المعطّلة تقريبا حسب قوله و الغاية طبعا هي طمس مطالب الشعب الأساسية – إسقاط الحكومة و حلّ حزب التجمع و مجلس تأسيسي – و التنكّر لها بصفة كلّية.و فى إهانة للمعتصمين و مناصريهم و المتعاطفين معهم و تنكّر لحقوق الإنسان الديمقراطية فى التظاهر و الإعتصام ، قال ما مفاده لماذا على الجيش و الشرطة حماية المعتصمين الذين عليهم تحمّل مسؤوليتهم لتعطيلهم السير العادي للمؤسسات الحكومية معلّلا بذلك الهجوم الوحشي .
و حينما أحرجه المحامي بذكر جزئيات فى ما يتعلّق بالإتصالات مع الوزير الأوّل لجأ إلى مقاطعته و تغيير موضوع الحديث معتبرا ما جدّ بالقصبة غير ذى بال نسبة لما بثّته المليشيات و أفراد من الشرطة من رعب فى نفوس التلامذة و أوليائهم. و هذا ينمّ عن نيّة مبيّتة لغلق ملف مذبحة القصبة الذى يفضح الطبيعة الإرهابية للحكومة الجديدة .
و بصفاقة عاد ليدّعى أنّ الأوامر لم تطبّق كما صدرت و أنّ المسؤولين المباشرين لعملية الهجوم تلاعبوا بالأوامر بما يؤكّد علمه بالهجوم و إصدار الأوامر فى الغرض وهو أمر سبق و أن أنكره! و من هنا جعل من المسؤولين المباشرين كبش فداء.و عندما إحتجّوا على إنكاره إصدار أوامر الهجوم و إتهامهم بالتلاعب فى تطبيقها و بالتالى تشويه صورتهم أمام الرأي العام ، تخلّص من جزء منهم ليضع مكانهم أناس موالين له كلّ الموالاة. و هكذا حمّلهم مسؤولية مذبحة القصبة كي يخرج نظيفا ويغلق ملفّ ساحة القصبة.
3- الإنفلات الأمنى و الإحالات على التقاعد:
لمّا لاحظ رجال "الأمن" تلاعب الوزير بهم بإدعائه بداية عدم العلم بما حصل ثمّ بتصريحه بإمكانية محاكمة المتجاوزين للأوامر و القانون ، نظّموا حركة إحتجاجية عشية الإثنين لأنهم شعروا كما قال الوزير نفسه بأنّهم بين "المطرقة و السندان" أي أنّه وضعهم فى فوّهة مدفع جاعلا إيّاهم فى عداء مع الجماهير التي قمعت أشدّ القمع. فإستغلّ الوزير مسنودا بالجيش الفرصة ليغيّر بعض الوجوه التي لا يجدها موالية له تمام الموالاة من ناحية و من ناحية ثانية عمل على إستمالة رجال "الأمن" مقدّما لهم تنازلات هامّة وداعيا كافة الذين جرى الإستغناء عنهم سابقا للعودة إلى سالف أعمالهم. و من ذلك نستشفّ انّ التغيير فى المسؤوليات جاء أساسا نتيجة صراع داخلي بين مختلف مستويات المسؤولين فى الوزارة تحت ضغط الشارع علما و أنّ المنصبين الجدد مكانهم قد يكونوا أسوء منهم كما نستشفّ أنّ الإنفلات الأمني يدخل ضمن إطار خطّة الوزير و الحكومة الجديدة القديمة فبعد ظهور الوزير على الشاشة كفّت المليشيات عن النشاط بالضبط مثلما حدث ذلك بالنسبة للجماعات التي هاجمت الأحياء قبل تشكّل الحكومة الأولى و توقّفها بالضبط إثر تشكيل الحكومة.لقد كانت عمليات الإنفلات الأمنى منظّمة و مدروسة و غايتها فى الحالتين جعل الجماهير أمام خيارين لا ثالث لهما إمّا القبول بالتشكيلة الجديدة أو الفوضى و بالتالى هي مؤامرة ضد الجماهير الشعبية عمد إليها النظام المصري هو الآخر.
4- برنامج إصلاح وزارة الداخلية :
خصّص الوزير حيّزا زمنيّا هاما للحديث فى هذا الشأن مركّزا على ضرورة إيجاد رابط إعلامي بين الوزارة و المواطنين لردم الهوّة بينهما حسب تعبيره. و فضلا عن إحالة عديد المسؤولين على التقاعد فقد لبّت الحكومة غالبية مطالب جهاز "القمع" فكان من أكبر المستفيدين ماديّا من نضالات الشعب. و فى تنازل آخر لهم دعت الحكومة كافة الذين جرى الإستغناء عنهم سابقا – دون إستثناء و مهما كانت الأسباب!- إلى العودة إلى سالف أعمالهم. و هذا يثير عدّة أسئلة منها: لماذا لم يحدّد عددهم و لم يحدّد دواعى التخلّى عنهم؟ هل هم من الذين أطلقوا النار على الجيش و الأحياء و الجماهير؟ هل قتلوا مواطنين ؟ هل هم من "الأمن الرئاسي" و من القنّاصة؟ تعدّ هكذا دعوة عفوا عن المجرمين و القتلة جميعهم و حركة للحفاظ على الجهاز دون تغييرات جوهرية .
5- الديمقراطية و القمع :
فى حديثه عرّج هذا الوزير على الديمقراطية و إيمانه بها فى جملة أو جملتين و لكنّه شدّد على ربطها بالإنفلات الأمني و الفوضى و فى لغة تذكّرنا بمقولات التجمعيين أخذ يتحدّث عن أنّه على التونسيين أن يتعلّموا الديمقراطية خطوة خطوة كالطفل الذى يحبو قبل المشي...من جديد تتطابق قناعة هذا الوزير مع ديمقراطية "القطرة قطرة" كما نظّر لها و طبقها بن علي و من لفّ لفّه لعقود!
و عمليّا ، دافع عن هيبة الدولة و عمل دواليب الحكومة على أنّها تتعارض مع حقّ الإعتصام و التظاهر اللذين أردفهما بالفوضى.و إستغلّ الوزير الفرصة ليذكر بلوغ مصالحه مطلب حزب قانوني تقدّمت به "النهضة" مؤكّدا أنّه سينظر فيه و يطبّق القانون بصدده و هذه منه غمزة بل رسالة لجماعة النهضة مفادها هدّؤوا الشارع فقد تحصلون مقابل ذلك على تأشيرة عمل حزبي قانوني.
و عند التعرّض لمآل مراكز الشرطة التي تمّ حرقها وعد الوزير بإصلاحها و "لتقريب الشرطة" من المواطن ،وعد بتركيز مزيد من المراكز فى المستقبل و كأنّ عدد البوليس الحالي فى هذه الدولة البوليسية غير كاف. يريد هذا الوزير رفع عدد البوليس الهائل أصلا و الذى جعل تونس تتبوّأ المراتب الأولى عالميا فى نسبة العاملين بجهاز القمع للمواطنين ؟ لذا لنتوقّع المزيد من البوليس والقمع من هذه الدولة البوليسية أصلا.
6- سلوك المنشّط و مواقفه:
منشّط اللقاء التلفزي المعروف بتهجّمه على المربّين، معلمين و أساتذة ، و مساندته المطلقة للحكومة الأولى رادّا على كلّ من يتدخّل ضدّها لعشرات المرّات و أحيانا بأسلوب فجّ و رخيص ، هو الذى إستضاف الوزير و عامله بأكثر من اللطف الموجه للأطفال مساعدا إيّاه على التعبير و على "الراحة". و تفنّن فى الإلتفاف على سؤال متعلّق بموضوع حلّ "التجمّع" جاعلا الوزير يتجنبه و يتجاهله تماما و خاتما اللقاء التلفزي بالتنصّل حتى من طرح تلك المسألة محمّلا المسؤولية للسائل ، المحامي.و ما إنفكّ طوال الحصّة يوجّه النداء تلو النداء لتعامل الجماهير الشعبية "رجال القمع" على أنّهم إخوتهم و لتتوحّد معهم و تساعدهم.و بذلك لا يكرّس فقط سياسة الدفاع المستميت عن التجمّع عدوّ الجماهير المطالبة بحلّه و إنّما أيضا سياسة تضليل الجماهير و خداعها بتقديم قامعيها و قاتلي أبنائها على أنهم حماتها.
7- سلوك المحامي و مواقفه :
تميّز تصرفه خلال الحصّة بالتملّق للوزير و إطلاق صفات التقدير و التبجيل بكثافة فى كلّ جملة من جمله.و قد إلتزم الصمت عندما تجاهل الوزير التجاهل كلّه سؤاله بصدد "حلّ التجمّع". و سارع إلى شكر الوزير على أنّه قدّم إعتذارا عن أحداث ساحة القصبة فى حين أنّه لم يفعل و رهن الإعتذار لاحقا بشرط تبيّن خطإ إقترفته قوّات " الأمن" . و فضلا عن ذلك زوّر حقائقا عدّة و من ذلك المطالب السياسية للجماهير الشعبية و المعتصمين بالقصبة لاسيما إسقاط الحكومة و المجلس التأسيسي و دستور جديد . و صرّح زورا بأنّ المعتصمين جميعهم قبلوا بالتفاوض مع حكومة الغنوشي و فكّ الإعتصام و الحال أن البيان الذى أصدروه و المسيرات فى القصبة صبيحة و ظهر الجمعة تفيد عكس ذلك . فقد ورد فى آخر بيان للمعتصمين" بيان عدد2 ، إلى الرأي العام " يوم الجمعة 28/ 01/2011 "إن هيئة تأطير الإعتصام و بعد إطلاعها على ما سمّي " بالتركيبة الجديدة للحكومة" تعلن :
1- رفضها القاطع لهذه الحكومة التي لا تحضى بثقة الشعب و التي تضمّ رموزا من النظام السابق و على رأسهم الغنشي؟
2- تهيب بكلّ القوى و المنظمات و الجمعيات المتمسّكة فعلا و ليس قولا بأهداف الثورة و مطالب الشعب بالإنخراط فى كلّ التحركات الشعبية و إستنباط اشكال جديدة للنضال حتى إسقاط هذه "الحكومة".
3- تحذّر كلّ من تسوّل له نفسه العمل على إرباك الإعتصام المنظّم أمام ساحة قصر الحكومة ، إذ أنّ هذا السلوك لا يعمل إلاّ على خدمة هذه "الحكومة" التي هي فى جوهرها إمتداد للنظام الدكتاتوري السابق.
ختاما تؤكّد الهيئة مواصلة الإعتصام حتى تحقيق كافة المطالب الشعبية التي نظّم من أجلها"
بإختصار كان اللقاء التلفزي بأتمّ معنى الكلمة "مسرحية و العصابة هي هي" .و لا تزال" وزارة الداخلية عصابة إرهابية".و لن نستغرب فى قادم الأيام حملة تهليل و تبجيل للوزير فى كافة وسائل الإعلام الموالية للحكومة كفصل آخر من المسرحية.------------
--------------- إنتهى -------------------- 02/02/2011--------------------- ناظم ناظم --------------------------------------



#ناظم_ناظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أطلقوا 41 رصاصة.. كاميرا ترصد سيدة تنجو من الموت في غرفتها أ ...
- إسرائيل.. اعتراض -هدف مشبوه- أطلق من جنوب لبنان (صور + فيدي ...
- ستوكهولم تعترف بتجنيد سفارة كييف المرتزقة في السويد
- إسرائيل -تتخذ خطوات فعلية- لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم ...
- الثقب الأسود الهائل في درب التبانة مزنّر بمجالات مغناطيسية ق ...
- فرنسا ـ تبني قرار يندد بـ -القمع الدامي والقاتل- لجزائريين ب ...
- الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى قرارا يندد بـ -القمع الدامي و ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن أخفت عن روسيا معلومات عن هجوم -كروكو ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على 200 مسلح في منطقة مستشفى الشفاء ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 11 ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - ناظم ناظم - تونس : مسرحية وزارة الداخلية