أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائشة التاج - إرهاب الدولة في ميدان التحرير














المزيد.....

إرهاب الدولة في ميدان التحرير


عائشة التاج

الحوار المتمدن-العدد: 3266 - 2011 / 2 / 3 - 00:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ونحن نتابع تطورات احتجاجات الشباب المصري في صراعها الحضاري مع النظام من أجل تحقيق تغييرات في نمط الحكم قد تعيد نوعا من التوازن بين الفئات الاجتماعية وحقها في العيش الكريم ،فوجئنا بالفرجة الدراماتيكية على الشاشة العربية الوحيدة عبر النايل سات التي لازالت تنقل إلينا جزءا من الأحداث : "العربية" بعد منع باقي القنوات واهمها "الجزيرة" من تغطية الأحداث حتى يتم الاستفراد بالمحتجين .. في ظل تعتيم إعلامي وإجراءات بوليسية وأمنية تتشابه كثيرا مع ما قام به الاحتلال الأمريكي في العراق او ما قامت به ربيبته إسرائيل وهي تعتدي على قطاع غزة بمجزرة رهيبة لا زالت ذكراها طرية في الذاكرة العربية والإنسانية .
وها هو الحاكم العربي "الأكبر "،يعيد إليكم أيها العرب والمسلمون وأحرار العالم المتتبعين لما يحدث على أرض الكنانة نفس السيناريوهات في مأساويتها ودمويتها وغرابتها وانتمائها لعهد آخر لا علاقة له بزمننا الحالي ومقوماته القيمية والفكرية والسياسية .
لقد كانت ساحة التحرير موضوعا لمشهد أقل ما يقال عنه أنه رهيب للغاية ،ومروع للغاية في غرابته
وعنفه وأبطاله وضحاياه .
الرئيس مبارك ،كبير الحكام العرب ، والذي جثم على أنفاس المصريين طوال 30 سنة بيد من حديد
،هزمه شباب الفايسبوك ومساندوهم بوقفاتهم المليونية الراقية .....وبعد أن استنفذ وسائل إقناعه البهلوانية والبليدة ، أغاثه بعض أزلامه بهذه التخريجة الغريبة لإخلاء ساحة التحرير قبل أن يأتي يوم الجمعة التي حددها المحتجون كيوم لوداع رئيسهم ،معتمدين على الصراخ والشعارات والشعر والموسيقى كأساليب حضارية لإيصال آرائهم وموقفهم
وبعد فشلهم الذريع في هذه المنازلة الديموقراطية في مواجهة الشباب الجامعي ، المسلح بالعلم والمعرفة والأدب والمساند من طرف المواطنين الأشراف والطيبين من مختلف الشرائح الاجتماعية وبأصوات أحرار العالم هنا وهناك لجأوا إلى الاستقواء بالبلطجية وأصحاب السوابق ورجال الأمن الذين تم غسل دماغهم ،مدججين بالهراوات و بالعضلات البليدة ،ممتطين الجمال أو الخيل و الحمير ، معلنينها حربا هوجاء ضد متظاهرين عزل إلا من أحلامهم في غد أفضل لهم ولبلدهم خارج دائرة الاستبداد والظلم والاحتكار .
لم يفكر هؤلاء لحظة بان من يضرب هم ثروة مصر البشرية والعقلية ،فضمنهم علماء أجلاء و
مفكرين وشعراء وادباء وفنانين ،...لطالما رفعوا راية مصر عاليا وكانوا سفراء من النوع الرفيع
لمصر في شكلها الحضاري الراقي الذي يؤهلها فعلا لأن تكون في الريادة العربية .
وضمن هؤلاء أيضا أطفال ونساء وشيوخ .....ومواطنون حملتهم موجة الاحتجاج هذه ،واستنهضت
مواطنتهم الكامنة والمهدورة كي يقولوا جميعهم كفى كفى كفى للظلم والفقر والاستبداد والعمالة للأعداء.
لا أستطيع وصف هذه المرارة والوجع والألم الذي أستشعره وأنا أشاهد جزءا يسيرا مما حدث
في ساحة التحرير ...وهو نفس الشعور الذي تأجج في وجدان ملايين المشاهدين عبر العالم
لا شك أن مختلف التدخلات والمناشدات والعرائض والمواقف والآراء .والمكالمات ووو
..التي تقاطرت على "اولي الأمر " في مصر الحبيبة لنجدة هؤلاء المتظاهرين من هؤلاء الهمج ،البربر ....تعبر بجلاء ووضوح عن الأثر العكسي الذي احدثه أزلام مبارك "العباقرة " الذين استنصروا
بهؤلاء التاتار لتفرقة المتظاهرين والانتقام من قادتهم الميدانيين
لم يسلم منهم حتى مراسلوا الفضائيات والصحفيين ....ولربما كان من ضحاياهم علماء و فنانين مرهفين ونساء وأطفال لا علاقة لهم بالعنف والهمجية لا من قريب ولا من بعيد .
كما لم يسلم منهم المتحف الوطني ،الذي يحتوي آثار مصر وتاريخها عبر القرون والحضارات .
ماهذا الجنون يا ريس ؟ أمن أجل كرسي مهتريء تدمر البشر والحجر واالتاريخ والحضارة ؟؟؟
مخجل حقا أن يكون كبير حكامنا وأزلامه بهذه الخسة والدناءة .
لقد دمرت متاحف العراق تحت رعاية المحتل الأمريكي وكانت الصدمة قوية مؤثرة ...لكن أن يحرق تاريخ مصر برعاية مصرية لهي قمة العار .
أن يهان الشباب المصري ويطلق عليه التاتار والقنابل والهراوات بهذا الشكل المروع هي قمة الجبن
والبلادة ،لأن هناك حتما أساليب أخرى للحوار والتفاهم غير الهمجية والعنف الأهوج .
سيسجل التاريخ ما حدث ويحدث ،بدماء الشهداء ودموع المظلومين والمضطهدين والثكلى والأرامل .
وستظل جراح هؤلاء الشباب توخز الضمائر الميتة لأزلامك ، عديمي الأخلاق والانتماء .....لعله يستيقظ يوما حيث لا ينفع الندم
وستظل دعوات الثمانين مليون من سكان مصر الطيبين ومعها ملايين العرب والمسلمين وغيرهم من أشراف العالم تتصاعد نحو السماء طالبين لكم جزاء الخالق في القريب العاجل
ولا يسعني إلا أن اردد مع الشاعر فاروق جويدة "احمل عارك واترك أرض الكنانة فهي أشرف من تطأها أقدام الطغاة .



#عائشة_التاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة تونس ،هل هي بداية انفطارحبات العقد الصدئة ؟
- نحن والزمن ،ساكنان لا يلتقيان .
- محطات حاسمة في حياة إبراهام السرفاتي وعمران المالح .العشق ال ...
- رحيل أهرام من المفكرين العرب : فجيعة، رهبة ، وتأمل.
- هل يأفل نجم المفكرين من نوع نصر حامد أبو زيد ؟
- جنوح علية القوم والعدالة الموقوفة التنفيذ
- الكتابة فعل وجودي بامتياز
- تأملات في المرأة الحب والمساواة . بمناسبة عيد المراة لسنة 20 ...
- فحوصات طبية لفائدة موظفي وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة وا ...
- عندما تتحول الوطنية لسجل تجاري
- منظمة الصحة العالمية تحت نير مساءلة البرلمان الأوروبي
- خطر التشبيك العرقي داخل مؤسسات الدولة ، آل الفاسي الفهري نمو ...
- الدخلة وإعلان دم العذرية : احتفال هستيلاي بأمور جد حميمية
- صرح إعلامي مميز
- القيم ما بين الأصالة والمعاصرة
- هل ندرك بأن المحبة هي اسمنت العلاقات الإنسانية ؟
- التلوث السمعي في المدن الكبرى : الأخطار الكامنة
- التحرش الجنسي في الجامعات ،حدث عابر أم ظاهرة متفشية ؟
- انحطاط ثقافي ام ثقافة الانحطاط : العنف الرمزي عبر التلفزة ال ...
- الرياضة للجميع في نزهة ابن سيناء بالرباط المتعة والفائدة


المزيد.....




- -صدق-.. تداول فيديو تنبؤات ميشال حايك عن إيران وإسرائيل
- تحذيرات في الأردن من موجة غبار قادمة من مصر
- الدنمارك تكرم كاتبتها الشهيرة بنصب برونزي في يوم ميلادها
- عام على الحرب في السودان.. -20 ألف سوداني ينزحون من بيوتهم ك ...
- خشية حدوث تسونامي.. السلطات الإندونيسية تجلي آلاف السكان وتغ ...
- متحدث باسم الخارجية الأمريكية يتهرب من الرد على سؤال حول -أك ...
- تركيا توجه تحذيرا إلى رعاياها في لبنان
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (3).. القواعد الأمريكية
- إيلون ماسك يعلق على الهجوم على مؤسس -تليغرام- في سان فرانسيس ...
- بوتين يوبخ مسؤولا وصف الرافضين للإجلاء من مناطق الفيضانات بـ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائشة التاج - إرهاب الدولة في ميدان التحرير