أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ليندا كبرييل - رسالة إلى السيد جمال مبارك المحترم















المزيد.....

رسالة إلى السيد جمال مبارك المحترم


ليندا كبرييل

الحوار المتمدن-العدد: 3266 - 2011 / 2 / 3 - 00:15
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


لم يشغلني من كل هذه الأحداث سواك . ترى ؟ كيف قضيتَ الأيام الماضية ؟ وهل داعب النوم جفنيْك ؟ الظرف فوق كل توقع ، لكني أستطيع أن أتصورك كيف كنتَ تجمع خيوط الشمس لتبني لنفسك عالماً سماوياً من المجد ، كما بقلب الأم أيضاً يمكنني أن أتخيّل الضحكة وقد ذبلتْ فوق شفتيك ، والدمعة تغلف عينيك ، والصمت يتنفس قلقاً وجزعاً على إرث ضاع . كيف لا ؟ وقد وصلت اللقمة إلى الفم وفجأة انتشلوها منك ؟ أي شعور قاس تعاني من جراء ذلك !
السلام عليك يا عزيز الأمس !
حتماً فإن " جمال " الحالم بالعرش المتهاوي يلتقي الآن كثيراً " جمال مبارك " الإنسان ، يتناجيان ، يتصارحان ، هذا يمدّ له حبل الذكريات والآمال المهدورة تحت أقدام الشعب ، وذاك تجيش نفسه توقاً لدق جرس النصر . هذا يريد أن ينفرد به ليكيل له الضربات ، وذاك يلج في خدر الأحلام طلباً للسلوان . هذا يهيج ما في فطرة الإنسان من الاستسلام لذكرى فردوسية ضائعة ، وذاك ينفذ صبره ويغلب احتماله ، فيرمي ( يناير ) بالنار والدم والدمار !
يا كبير الأمس !
أليس من الغرابة ألا تفوز شعوبنا بلقبٍ إلا أنها أرض الأنبياء ؟
منذ وعت الخليقة ، والتاريخ يسجّل لنا أن الأنبياء الأطهار خرجوا من عندنا . وهكذا أنتج لنا السرد القصصي لتاريخ الأنبياء معادله الهزلي اليوم في صور " الآباء المزمنين " القواد : جنود الله . وكأنه لا يكفينا ما فعله بنا أنبياء الأمس ليأتي أصحابهم وأحفاد أصحاب أصحابهم ليدّعوا أنهم الآلهة الجدد التي سيأتي خلاصنا على يديها .
حب الوطن يا سيد " جمال " هو الفضيلة الوحيدة التي لا تحتاج إلى نبي ، لأن النبي يعوزه الأتباع لتنجح دعوته ، والحب يرفض الأنبياء والأتباع ، يرفض علاقة خادم ومخدوم ، تابع ومتبوع ، قاهر ومقهور .
ولو كنتَ قارئاً جيداً للتاريخ ، لوجدتَ أن كل الأنبياء المعروفين والسادة الذين دخلوا هريبة وخطيفة وتسلل ، كلهم احتاجوا إلى المعجزات لتثبيت دينهم . أمامك يا سيدي جمال معجزة مبهرة بدون عصاية موسى وسحر الورقات الثلاث ، ولا قوى نفسية مسندة من إله ، ولا سيوف مدعومة بال( مسلولين ) . انظرْ وتأملْ في أكبر قوة ، إنها القوة الكامنة في الإنسان ، طاقة العقل والإرادة . أمعنْ النظر فيها وسترى الكافر قد آمن ، والأخرس قد نطق ، وخالد المسلول قد شفي ، وابن العاص عاصاً عليه أن يشعل كبريتة . لكن .. يبدو لي أن ضعفك في الاستنتاج من التاريخ عوضتَه تأملاً في لغتنا العربية بالذات ، التي يصفونها ب ( لغة الضاد ) ، وتتميز بين لغات العالم بالحرفيْن : ض - ط . فقد ضربتْ لنا أروع الأمثلة ، وشرحتْ لنا بالتفصيل تاريخاً طويلاً من الدماء والقتل والطاق طيق ( حروب ) والطاخ طيخ ( سجون ) وطار طير ( حكام ) وطاح طيح ( رؤوس ) وطاع طيع ( شعوب ) وطاك طيك ( تكسير عظام وكرامة ) وطال طيل ( عمر الأمراء والملوك ) وطاب يطيب ( المقام على الكراسي ) وطاش يطيش ( أبو الوحدات والواحدات ) .. وهناك كلمات أخرى أتعفف عن كتابتها تأدباً مع أنها صحيحة لغوياً .
وهكذا ترى أن جوهر حياتنا وعمادها كله – كله - قائم على الضاد والطاء وأيضاً على بعض الحروف ( المنقوطة ) التي تودي مثلاً ب ( الحرية ) إلى الحفرة السفلية ! وتجعل من ( الديموقراطية ) المتنفس الوحيد لحلم شعب لا يأكل إلا الهواء فأصيب بإمساك مزمن !!
ولعلي لا أبالغ لو قلت أني ألمس تفوقاً منكَ في استنتاجاتك من قواعد اللغة العربية وفي بحث العدد بالذات الذي يكرهه كل الطلاب ، فهو خير مثال لخير حاضر . فلو تأملنا العلاقة بين العدد والمعدود من 3 ~ 10 ، فإنه يكفي أن يحول الإنسان عينيه ليكتب بشكل سليم ، فالعدد عكس المعدود المجرور دوماً ( بالكسر ) والمشحشط بال ( جمع ) على الأرض . مثلاً :
قُبِض على أربعة سجناءِ رأي .
كُتِب علينا يا عزيز حول دائم في العين وبلبلة أبدية في اللسان .
ومن عدد 13 ~ ( 99 ) الرقم الذي يفضله رؤساؤنا ورجال الدين أيضاً لأن التمييز بعده يمنحهم - من السلطات - ما يجعل المعدود منصوباً إما على المشنقة أو على جيب المواطن بال ( مفرد ) والجملة . مثلاً :
وقّع المفتي على خمسة عشر حكماً بالإعدام .
اشترى المضحوك عليه خمس عشرة شهادة استثمار من شركات الأتقياء الأنقياء .
أما المئة والألف والمليون باعتبارها ارتبطت في المخيلة الشعبية بصورة المال فحتماً سيأتي ما بعدها ( مفرداً ) دولاراً بظهر دولار باعتباركم من فئة الذين ينفردون بالمال ال ( المضاف ) إلى رصيدكم و( المجرور ) بالمليار وتوابعه . مثلاً :
يدرّ قطاع السياحة مليار دولارٍ على البلد وقد دخل في جيب المسؤول الفلاني مليون دولارٍ بالتمام والكمال .
ولم يُعجزني في مادة القواعد إلا مسألة ليتني أجد جوابها لديك : كيف نعتوا جمع غير العاقل بمفرد مؤنث ؟؟ يقولون :
التيوس كثيرة في حكوماتنا .
التيوس : مبتدأ غير عاقل ، نبتدئ به حياتنا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لذلك فهي أي حياتنا ( مرفوعة ) أبداً على خازوق .
كثيرة : خبر ، ينبئنا برفع التيوس الكثيرة إلى رتب عالية باعتبار أننا في دولةٍ ، أبوك ( رضيت الدول عنه ) الراعي فيها ونحن الرعية التي تقتات من خير براريه وعزبه . ولكن .. لم أفهم لِمَ تتعدى التيوس على ( المؤنث ) ؟ ليجعلوها بصيغة جمع المذكر بالتحديد ، يعني :
التيوس ( كثيرون ) في حكوماتنا .
إلا أني أتصور أنكم لن تناقشوا هذا الأمر فلعلكم تعتقدون ضمناً أن معظم الموجودين في سفاراتنا وحكوماتنا جموع غير عاقلة فعلاً لكن القائد – الضرورة بحاجة إليها .
أخي الكريم
لا شك أن صيحات الأحرار قد قطعت الأنفاسَ على الأنفاس .. أربكوا عملية شهيقك الملوكي وزفيرك الأميري بهذه الضربات المتلاحقة ولم يبقَ أمامكم سوى أن تطلبوا الرحمة والرأفة . كأني بالجموع تصرخ بصوت هادر :
سجّلي تونس أن الطاح قد طيح ، وابْشري مصر فإن الطاخ قد طيخ .
حب الوطن سيدي جمال على طريقتكم الفهلوية لم ينفع ، ولا أستطيع كمواطنة أن أشرح لك كيف يكون ؟ لكني متيقنة أن الإخلاص هو الفيصل .
حب الوطن عاطفة تنبع من الحياة لا تسترشد بمن أمامها ولا تنتظر مساندة من ورائها ، لا تؤتمر من الأعلى ولا ترتكز على أسفل .
علاقة تحيا بذاتها ولذاتها وبدون أنبياء أو أوصياء أو أدعياء .
خير الكلام ، قيل :
" إن الظلمة تبلغ ذروتها قبيل الفجر "
سلّم لي على ماما سوزان ، لا تنس . دمتم بخير .



#ليندا_كبرييل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عند عتبة الباب
- حول مقال : في نقد علمانية الدكتورة وفاء سلطان
- رثاء - وافي - قبل الرحيل
- رأي في مقال السيدة مكارم ابراهيم
- من أندونيسيا عليكم سلام أحمد
- الأستاذ سيمون خوري : كنْ قوياً , لا تهادنْ !
- وداعاً قارئة الحوار المتمدن
- في بيتنا قرد


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ليندا كبرييل - رسالة إلى السيد جمال مبارك المحترم